استبشر المراقبون خيراً حين أعلن احد أيقونات الكوميديا السورية أيمن زيدان عن جزء جديد من مسلسله الناجح يوميات مدير عام , ووعد المشاهدين بعمل يليق بمستوى الجزء الأول ,لكن ما لبث المشاهدون لحلقات الجزء الجديد أن رددوا ترنيمة تتر الجزء الأول عوجة !.
لم يستفد زيدان من تجربته في جميل و هناء 2 التي لم ترق لجماهيرية الجزء الأول , و قدم عملاً لا يليق بجودة الجزء الأول , ويندرج ضمن اختياراته المتخبطة في الآونة الأخيرة.
أولى سقطات المسلسل هو النص الذي كتبه السينارست الشاب خالد حيدر , الذي استعان بزيدان في كتابة بعض المحاور الأساسية في المسلسل حسب تصريح الأخير , فحول حيدر المسلسل من عمل درامي متماسك مطعم ببعض اللمسات الكوميدية المعتمدة على كوميديا الموقف في الجزء الأول إلى عمل سطحي يعتمد على التهريج المبتذل في محاولة منه لتغطية تواضع نصه, على الرغم من اعتماده بشكل كبير على تكرار لوحات الجزء الأول.
و حاول حيدر جاهداً أن يصحح أخطاء زياد الريس كاتب الجزء الأول حين خصص 7 حلقات ليقدم للمشاهد فكرة فساد المديرية التي سيتسلمها المدير و أسباب لجوء المدير للتنكر ! , و لكي لا نظلم الكاتب فانه لم ينس أن يحول دوائرنا الحكومية إلى نواد ترفيهية ,حيث يكثر الهرج و المرج ,و تكثر المشاهد التي تحوي بعض الايحائات الجنسية الفاضحة , لعله يحظى باهتمام عدد من المشاهدين الذين قد يتركون المسلسل بعد حلقاته الأولى.
و لأن المصائب لا تأتي فرادى , تصادف أن التقى كاتب مبتدىء مع المخرج زهير قنوع الذي اشتهر بتقليعاته و أساليبه الإخراجية الغريبة , فبعد أن "نفد بريشه" في مسلسل ابوجانتي في الموسم الرمضاني الماضي ,معتمداً على كاريزما سامر المصري و أيمن رضا ,اللذان غطا أسلوبه الإخراجي الكارثي, أتحفنا في يوميات مدير عام 2 بأسلوب إخراجي جديد ,في محاولة منه كما يبدو لتقليد المخرج الأمريكي ستانلي كوبريك الذي اشتهر باستعمال وضعيات جديدة للكاميرا في كل عمل , فاستعمل وضعية جديدة قد تزعج المشاهد لكن تراعي ضعف إمكانياته في استيعاب الفكرة ! , لكنه نسي أن يدون ملاحظة على الشارة , "الوضعية المائلة للكاميرا تخص الموظفين الفاسدين , و الوضعية الصحيحة تخص الموظفين الشرفاء ,على هذا وجب التنبيه ".
ولكي يواكب التكنولوجيا الحديثة و غرف التشات الصوتية , اختار مخرجنا أغاني نانسي عجرم و غيرها من نجوم الغناء كي تكون موسيقا تصويرية ,راجياً من المشاهد أن لا يحاسبه ، على ضياع أصوات الممثلين وسط ضوضاء الأغاني ,أو خفوت صوت الممثلين بشكل واضح وارتفاع صوت الأغنية, لأنه حاول أن يجد الموسيقا المناسبة لجو النادي الترفيهي الذي فرضه النص.
اعتمد قنوع على الطاقم التمثيلي للجزء الأول , و أجرى تغييراً طفيفاً في أدوار الممثلين , و حاول أيمن زيدان و اندريه سكاف مقاربة أدائهما في الجزء الأول , و نجحا في ذلك إلى حد ما , فيما قدم نضال نجم أداء كارثياً في دور نائب المدير الفاسد , لم يرق بتاتاً للأداء المبهر الذي قدمه المبدع خالد تاجا في الجزء الأول من المسلسل.
و السؤال الذي يطرح نفسه, ما الذي دفع زيدان إلى الموافقة على المشاركة, سيما انه يعلم أن المسلسل لن يقدم أي جديد ,حتى على مستوى جرأة الطرح في ظل ظهور أعمال كـ "الخربة " و "فوق السقف" التي تتمتع بجرعة عالية من النقد و ملامسة الواقع.
سليمان عبدالله - عكس السير