لخصت معركة الدوري الاسباني في الموسمين الماضيين بالمواجهة بين الارجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، لكن من المرجح ان لا يحتكر نجمي الغريمين برشلونة وريال مدريد الاضواء في بطولة هذا الموسم التي تنطلق اليوم السبت بالمرحلة الثانية بعد تأجيل المرحلة الاولى بسبب اضراب اللاعبين، اذ ان هناك ايضا لاعبين بامكانهم ان يلمعوا في سماء "لا ليغا" مثل شيسك فابريغاس والفرنسي كريم بنزيمة والالماني مسعود اوزيل او حتى سانتي كازورلا.
من المؤكد ان الانظار ستكون موجهة الى ميسي ورونالدو نظرا الى حجم موهبة هذين اللاعبين الكبيرين، خصوصا بعدما استهل الاول موسمه بقيادة برشلونة الى لقب كأس السوبر المحلية على حساب ريال مدريد ورونالدو (2-2 ذهابا و3-2 ايابا)، مقدما اداء رائعا في لقاء الاياب بتسجيله هدفين وتمريره كرة الهدف الثالث.
كما يدخل ميسي الموسم بمعنويات مرتفعة جدا بعد حصوله على النسخة الاولى من جائزة افضل لاعب في القارة الاوروبية، ليضيفها الى خزائنه التي تعج اصلا بالجوائز الشخصية. من المؤكد ان امكانيات النجم الارجنتيني البالغ من العمر 24 عاما لا حدود لها لكن يبقى معرفة مدى تأثير الارهاق على ادائه خصوصا انه لم يخلد للراحة سوى لفترة ثلاثة اسابيع منذ نهائيات مونديال جنوب افريقيا 2010.
ويقف رونالدو كالعادة في مواجهة ميسي مع ابتسامته العريضة ووقفته "الطاووسية"، وهو يشكل بشكل مؤكد نقطة الثقل في ريال مدريد الذي يعول تماما على نجمه البرتغالي الذي احرز الموسم الماضي جائزة الحذاء الذهبي لافضل هداف في البطولات الاوروبية المحلية لموسم 2010-2011، بعدما انهى الدوري الاسباني برصيد 40 هدفا، منفردا بالرقم القياسي لعدد الاهداف المسجلة في موسم واحد في تاريخ "لا ليغا" والذي كان يتقاسمه مع مهاجم اتلتيك بلباو تيلمو زارا الذي حقق هذا الانجاز عام 1951، والمكسيكي هوغو سانشيز الذي حققه مع ريال مدريد عام 1990.
وتقدم رونالدو بفارق تسعة اهداف على ميسي وتفوق في 2010-2011 على ما حققه مع مانشستر خلال موسم 2007-2008 عندما سجل حينها 31 هدفا في الدوري الانكليزي الممتاز، وهو سجل اهدافه الاربعين في 34 مباراة في الدوري، رافعا رصيده الى 66 هدفا في 63 مباراة خاضها في الدوري الاسباني منذ انضمامه الى النادي الملكي.
لكن النجاح الذي حققه "سي ار 7" على الصعيد الشخصي لم يكتمل على صعيد الجماعي بعدما خرج فريقه من الدوري المحلي خالي الوفاض كما الحال في مسابقة دوري ابطال اوروبا التي ودعها من نصف النهائي على يد ميسي وزملائه بالذات.
وهناك لاعبان يأملان ان لا تنحصر النجومية في ريال مدريد بشخص رونالدو وحسب، وهما بنزيمة واوزيل الساعيان لاثبات نفسهما لدى مدربهما البرتغالي جوزيه مورينيو الذي تجاهل الاول في النصف الاول من الموسم الماضي، لكن مهاجم ليون نجح في النصف الثاني في فرض نفسه بقوة ما سيجعله من الركائز الاساسية خلال الموسم الحالي.
اما بالنسبة لاوزيل، فقد نجح لاعب فيردر بريمن السابق في كسب مودة جماهير النادي الملكي الموسم الماضي بفضل قدرته على صناعة الاهداف وبفضل موهبته واسلوب لعبه، ومن المرجح ان يكون هذا الموسم ايضا مميزا لاوزيل بعد ان اعتاد على اسلوب مدربه البرتغالي وزملائه وعلى اجواء ملاعب "لا ليغا".
هناك نجم اخر للدوري الاسباني هذا الموسم وهو فابريغاس الذي حقق اخيرا رغبته في العودة الى فريق بداياته برشلونة الذي دفع 29 مليون يورو من اجل استعادة خدماته من ارسنال الانكليزي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو اين سيكون موقع شيسك في النادي الكاتالوني الذي يعج بلاعبي الوسط المميزين جدا على غرار تشافي هرنانديز واندريس انييستا والوافد الجديد ايضا التشيلي اليكسيس سانشيز وحتى الشاب تياغو الكانتارا.
وفي الختام، لا يمكن انهاء هذه الجولة على الرجال الذين سيصبغون الموسم الجديد من الدوري الاسباني بنكهتهم الخاصة، دون الخروج عن "الثنائية القطبية" المتمثلة ببرشلونة وريال مدريد اذ هناك احتمال ان يخطف ملقة "المتجدد" الاضواء ايضا بعدما تزود باسلحة جديدة وابرزها كازورلا القادم اليه من فياريال، اذ يملك لاعب الوسط المهاجم فرصة فرض نفسه من نجوم هذا الموسم كما حال الشاب سيرخيو كاناليس الذي اعاره ريال مدريد لفالنسيا، لكن مهمة الاخير في سد الفراغ الذي خلفه انتقال خوان ماتا الى تشلسي الانكليزي، لن تكون سهلة على الاطلاق.