أيادٍ كثيرة لعبت وكتبت وقررت البيان الختامي لإجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة منها ما أطل على العلن ومنها مااكتفى بالتجوال في الأروقة الضيقة ومنها من تفرد بالقرار بعد أن أخذ عهدته عنوة .
حيث ذكرت صحيفة الأخبار نقلا عن مصادر مطلعة أن سجالات دارت بين المندوب السوري ورئيس الوزراء القطري، موضحة أنه عندما طلب بن جاسم وقف إطلاق النار قبل إرسال موفد الأمانة العامة إلى سوريا، تحفّظ المندوب السوري قائلاً: دلّونا على مصادر إطلاق النار لنوقفها. نحن نسعى جاهدين لمنع إطلاق النار على العسكريين والمدنيين.
وبالنسبة إلى البند الثاني من البيان الخاص بإجراء حوار بين السلطة والمعارضة، طالب المندوب السوري بتضمينه إشراك كافة أطياف الشعب السوري، بما فيها المعارضة السورية في الحوار، لكن الطرف القطري رفض التعديلات التي كان ممثّلو لبنان والسودان والجزائر يؤيّدون سوريا فيها.
وأشارت المصادر إلى أنه في ختام المطالبات السورية التي لم تفض إلى نتيجة، قال المندوب السوري لوزير خارجية قطر: ليس لديكم حسن نية، لو أن لديكم حسن نية لقبلتم بالتعديلات الطفيفة التي نطلبها، لكنكم تريدون أن تقولوا لنا بعد فترة إنكم يا سوريون لم توقفوا إهدار دماء المواطنين، ثم ستقولون لنا إن الجامعة العربية لم تعد معنية بما يجري، فردّ القطري قائلاً: هذه تهيّؤات وتخيّلات. فردّ السوري: أرجو أن تكون كذلك.
بيان القاهرة: إملاءٌ أميركي
بدورها ذكرت صحيفة البناء من مصدر دبلوماسي متابع لأعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب أن أصابع جيفري فيلتمان تكاد تكون هي التي أملت البيان الثاني الذي صدر في القاهرة بعد أن كان يلاحق المؤتمرين منذ الإجتماع التحضيري الذي عقد في الدوحة خلال شهر آب الماضي، إذ كان مساعد وزيرة الخارجية يتنقل من رواق إلى آخر في المبنى المخصص للاجتماع، ويدخل من غرفة إلى أخرى خصوصاً مع المسؤولين القطريين. وقد أثار الريبة والإستغراب معاً أن يعمد السفير الفلسطيني أمس في إجتماع القاهرة والذي لم يمض يومان على تسلمه رئاسة المؤتمر إلى التنازل عن موقع الرئاسة بشكل مفاجئ إلى وزير خارجية قطر، ما ضاعف علامات الإستفهام حول الخلفيات الحقيقية لهذا الإجتماع وللبيان الذي يبدو للقارئ السياسي أنه أملي إملاءً على الحاضرين
.