أكد الرئيس بشار الأسد أن نمط حياته والشرعية الشعبية هما اللذان يجعلانه محبوباً بين شعبه، بعدما تحدث عن وجود نوعين من الشرعية.
وقال الرئيس الأسد في حديث لصحيفة صندي تلغراف البريطانية إن.. “هناك شرعية وفقاً للانتخابات، وهناك شرعية شعبية”.. إذا كنت لا تملك الشرعية الشعبية، سواء كنت منتخباً أو لا فستجري إزاحتك”، داعياً إلى النظر إلى “جميع الانقلابات التي حصلت”.
وأضاف “المكوّن الأول للشرعية الشعبية هو حياتك الشخصية. مهم جداً كيف تعيش.. أعيش حياة طبيعية. أقود سيارتي بنفسي. لدينا جيران. آخذ أطفالي إلى المدرسة، ولهذا أنا محبوب.. من المهم جداً أن تحيا بهذه الطريقة، إنه نمط الحياة السورية”.
ورأى الرئيس الأسد أن مقارنة القيادة السورية مع قيادة دولة غربية، هي مثل مقارنة حاسوب من طراز “ماك” مع جهاز حاسوب عادي. وأضاف “كلا الجهازين يقومان بالمهمة نفسها، لكنهما لا يفهم أحدهما الآخر”. ومضى يقول “تحتاج إلى ترجمة. إذا كنت ترغب في تحليلي على أني الشرق، لا يمكنك تحليلي من خلال نظام التشغيل أو الثقافة الغربية”. وأضاف “عليك أن تترجم وفقاً لنظام التشغيل الخاص بي، أو ثقافتي”.
وأوضح الرئيس أنه “يدرك أن القوى الغربية سوف تكثف الضغوط حتماً”، ولكنه شدد على أن “سورية مختلفة كل الاختلاف عن مصر وتونس واليمن. التاريخ مختلف، والواقع السياسي مختلف”.
في غضون ذلك، شدد الرئيس الأسد، على أن ردّه على الأحداث في سورية كان مختلفاً عن ردود فعل القادة العرب الآخرين. وقال “نحن لم نسلك مسلك حكومة عنيدة”، قائلاً “بعد 6 أيام (من اندلاع التظاهرات) بدأت بالإصلاح. الناس كانوا متشكّكين في أن الإصلاحات ما هي إلا مهدّئ للشعب، ولكن عندما بدأنا الإعلان عن الإصلاحات، بدأت المشاكل تتناقص، وهنا بدأ التحول، هنا بدأ الناس يدعمون الحكومة”، قبل أن يضيف “ولكن أن تكون في الوسط صعب جداً عندما يكون لديك هذا الاستقطاب”.
وشدد الرئيس الأسد على أن “وتيرة الإصلاح ليست بطيئة”، وعلى وجوب أن تكون “الرؤية ناضجة”، لافتاً إلى أنه “يتطلّب الأمر 15 ثانية فقط لتوقيع قانون، ولكن إذا لم يكن مناسباً لمجتمعك فسيؤدي إلى انقسام. هذا مجتمع معقّد جداً”. ووصف ما تشهده سورية اليوم بأنه “صراع بين الإسلاميين والقوميين العرب (العلمانيين)”، مضيفاً “نحن نقاتل الإخوان المسلمين منذ خمسينيات القرن الماضي، وما زلنا نقاتلهم”.
كذلك أعرب الأسد عن اعتقاده بأن المشاكل لم تكن في الدرجة الأولى سياسية. وأضاف “إنها عن المجتمع بأسره. تنمية المجتمع. اندلعت مشاكل مختلفة كأزمة واحدة. اعتمدنا الاقتصاد الليبرالي. فتح اقتصادك دون إعداد نفسك، فإنك تفتح الفجوات بين الطبقات الاجتماعية. وإذا لم تحصل على النموذج الاقتصادي الصحيح، فلا يمكنك تجاوز المشكلة”.
من جهةٍ ثانية، أقرّ الأسد بأن القوات الأمنية ارتكبت “أخطاءً كثيرة” في بداية الحركة الاحتجاجية، مشدداً في المقابل على أنها “لا تستهدف اليوم إلا الإرهابيين”. وقال “لدينا عدد ضئيل جداً من رجال الشرطة. وحده الجيش مدرّب للتصدي لتنظيم القاعدة”. وأضاف “إذا أرسلتم جيشكم إلى الشوارع، فإن الأمر عينه قد يحدث. الآن، نحن نقاتل الإرهابيين فقط. لهذا السبب خفّت المعارك كثيرآ
.