نتهت أطول تجربة عزل في تاريخ السفر إلى الفضاء، بعد أن خرج ستة رواد فضاء "افتراضيون" من كبسولة ظلت مغلقة عليهم ومعزولة تماما عن أجواء الأرض لمد 520 يوما، بهدف محاكاة الرحلة إلى كوكب المريخ.
خرج أفراد طاقم فريق بحثي من كبسولة معزولة تماما عن أجواء الأرض في روسيا اليوم الجمعة (4 نوفمبر/ تشرين الثاني) بعد 520 يوما قضوها في عزلة لمحاكاة الرحلة إلى كوكب المريخ، لتنتهي بذلك أطول تجربة عزل في تاريخ السفر للفضاء. وفتحت كوة نموذج سفينة الفضاء الافتراضية بأحد معاهد الأبحاث في موسكو للسماح لستة رجال من روسيا والصين وإيطاليا بإنهاء رحلة المحاكاة التي بدأت في الثالث من حزيران/يونيو 2010.
وتهدف التجربة التي أطلق عليها اسم (المريخ 500) إلى الإجابة على أحد أهم الأسئلة في عالم السفر إلى الفضاء وهي هل يمكن للإنسان أن يحتفظ بسلامة صحته الجسدية والعقلية لأكثر من ستة شهور هي مدة الرحلة إلى الكوكب الأحمر؟ وبعد دراسة تكلفت 15 مليون دولار وكان هدفها محاكاة الظروف النفسية الضاغطة في مهمة حقيقية للمريخ في أقرب وقت ممكن، سيسمح للطاقم المكون من ستة متطوعين من الرجال باحتضان أصدقائهم وذويهم لفترة قصيرة بعد خروجهم من الكبسولة وقبل نقلهم مباشرة إلى فترة حجر صحي تستمر ثلاثة أيام.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "انترفاكس " عن مراقبي المهمة بالمعهد الروسي لمشكلات الطب الحيوي القول إن رواد الفضاء بدت عليهم السعادة لمغادرة نموذج محاكاة مركبة الفضاء. ووجهت الدعوة لأقارب الرواد الستة المشاركين في التجربة، إلى موسكو ليحضروا نهاية التجربة.
ويخشى علماء نفس أن يصاب المتطوعون بصدمة بعد العودة بسبب الضجيج وأنشطة الحياة اليومية. وعاش أفراد الطاقم على حصص من الطعام مثل رواد الفضاء الحقيقيين ونادرا ماكانوا يستحمون ويخضعون للرقابة على مدار الساعة باستثناء فترة دخولهم إلى المرحاض مثل ما يحدث في برامج تلفزيون الواقع.
وفي عام 2000 انتهت تجربة سابقة للعزلة لمدة 420 يوما نهاية كارثية بتشابك بالأيدي بين اثنين من المشاركين ومحاولة ثالث تقبيل متطوعة في الفريق عنوة.