الفصل الأوّل :
مقدمة البحث:
لقد ازداد اهتمام الباحثين خلال النصف الثاني من القرن العشرين بدراسة الاغتراب بوصفه ظاهرة انتشرت بين الأفراد في المجتمعات المختلفة ، وربما يرجع ذلك إلى مالهذه الظاهرة من دلالات قد تعبر عن أزمة الإنسان المعاصر ومعاناته وصراعاته الناتجة عن تلك الفجوة الكبيرة بين تقدم مادي يسير بمعدل هائل السرعة ، وتقدم قيمي ومعنوي يسير بمعدل بطيء وكأنّه يتقهقر إلى الوراء ، الأمر الّذي أدّى بالإنسان إلى الشعور بعدم الأمن والطمأنينة تجاه واقع الحياة في هذا العصر والنظر إلى الحياة وكأنها غريبة ،أو كأنّه لاينتمي إليها . ولعل ذلك يبرر استخدام مفهوم الاغتراب في الموضوعات الّتي تعالج مشكلات الإنسان المعاصر ، يل أصبح من المألوف في الوقت الراهن بصورة متزايدة أن نسمع عن تفسير الحياة في عصرنا من خلال مفهوم الاغتراب (شاخت، 1980،65)وعلى الرغم من حداثة دراسة الاغتراب بصفتها ظاهرة نفسية تعبر عن معاناة الإنسان وصراعه في مجتمعه إلّا أنّ هذا المفهوم نفسه لايعدّ جديداً ولقد ورد ذكر مفهوم الاغتراب بشكل أو بآخر في الكتب الفلسفية واللاهوتية القديمة ويبدو أنّ جذور هذا المفهوم ترجع إلى كثير من الملاحظات الّتي طرحها بعض فلاسفة الإغريق القدامى ، ومع ضخامة حجم ماكتب عن هذا الموضوع فإنّ هناك أسماء لمعت بوصفها تمثل الباحثين الأوائل الذين لعبوا الدور المميز في بلورة هذا المفهوم ومنحه مايتمتع به الآن من أهمية ونذكر على سبيل المثال هيجل وسارتر عندما نتحدث عن الاغتراب بمعناه النفسي ودوركهايم وميرتون بلونر ونتلر عند الحديث عن الاغتراب بمعناه الاجتماعي . وأخيراً تمكن العلماء من إخضاع مفهوم الاغتراب للدراسة العلمية كمفهوم يمكن قياسه في سلوك الناس (عيد ، 1997،33).فالاغتراب بمظاهره المختلفة من شعور بالقلق والاضطراب وعدم القدرة على اتخاذ القرار ، وفي حالات لم تعد قليلة في مجتمعاتنا المعاصرة شعور بالنفور من المجتمع ،وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين المحيطين بالفرد الّذي أصبح يعيش في عالمٍ آخر يلبي رغباته بعيداً عن عالمه الحقيقي ، الاغتراب بهذه المظاهر جميعها قد أصبح اليوم من الموضوعات الهامة في ميادين علم النّفس، والّتي تتطلب مزيداً من البحث والاهتمام للتعرّف على المسببات طرق الوقاية والعلاج إذا صحّ التعبير .
مشكلة البحث:
يعتبر الاغتراب من المشكلات الهامة الّتي يعاني منها شبابنا العربي ،وقد انتشرت بين أوساطهم في الآونة بشكل كبير ، ينمّ عن وجود نقص أو خلل في أمورهم الحياتية ، سواء أكانت الأسرية أو الاقتصادية أو الدراسية أو السياسية أو غير ذلك ...
ولقد لاحظت الباحثة من خلال تواجدها بين صفوف طلبة الماجستير في جامعة دمشق ( في الجامعة أثناء الدوام وفي السكن الجامعي مع الطالبات )وتواصلها معهم بشكل دائم ، وجود ما يشير إلى انتشار ظاهرة الاغتراب بينهم من خلال ظهور حالة من عدم الاستقرار والقلق الدائم بين أوساط هؤلاء الطلبة ، بالإضافة إلى التشاؤم في النظرة إلى المستقبل وعدم القدرة على اتخاذ القرارات السليمة . كل ذلك يظهر بشكل واضح في عبارات الضيق والتبرم المصبوغة بنبرة القلق والشكوى التي تحمل طابع اليأس والإحباط . ومع وجود هذه الظواهر وغيرها الكثير تظهر معاناة هؤلاء الطلبة من مشاعر الاغتراب. وهذا مادفع الباحثة للقيام بهذا البحث الميداني للتعرّف على أبرز مظاهر الاغتراب لدى طلبة الدراسات العليا( ماجستير سنة أولى ) في جامعتي دمشق والبعث ، حيث تتجلّى مشكلة هذا البحث بالسؤال التالي :
ما أبرز مظاهر الاغتراب لدى طلبة الدراسات العليا ماجستير سنة أولى في جامعتي دمشق والبعث؟
وماهي الفروق بين تلك المظاهر بين طلبة البعث ودمشق؟
أهمية البحث :
تنبع أهمية هذا البحث من :
- كون دراسة الاغتراب لدى طلبة الدراسات تحتلّ مكانة خاصة في الدراسات النفسية لما لهذه المرحلة من أهمية كبيرة ، تبنى عليها الآمال الكبيرة في التطوير، إضافة لما لهذا الموضوع بالتحديد من أهمية كبيرة في تفسير الكثير من المظاهر السلبية الّتي انتشرت في المجتمع بشكل كبير ، كالعزلة الاجتماعية ، التفكير بالانتحار ، تناول المخدرات ..... وغيرها الكثير . .
- أنّ هذا البحث قد يسهم في تقديم معلومات وأفكار جديدة ومقترحات هامة قد يكون لها فائدة في مجال الإرشاد النفسي سواء أكان وقائياً أو علاجيا للأفراد عموما وللطلبة خصوصا ، ولاسيما أؤلئك الّذين يضطرون إلى الابتعاد عن أهلهم وذويهم من أجل الحصول على مراتب علمية أعلى ً.
- أنّ هذا البحث سيقدم مجموعة من المقترحات ، قد تسهم بدورها في تنبيه المجتمعات إلى ضرورة الاهتمام بأؤلئك الّذين يعانون من مظاهر الاغتراب وكيفية التعامل معهم ، لتفادي النتائج السلبية التي تقودهم إليها تلك المظاهر .
أهداف البحث :
يهدف هذا البحث إلى معرفة إن كان يوجد :
- فروق دالة إحصائياً في استجابات طلبة الدراسات العليا في جامعتي دمشق والبعث (سنة أولى ماجستير ) على المقياس الّذي أعدّته الباحثة للتعرّف على مظاهر الاغتراب لديهم بالنسبة لمتغير الجامعة الّتي يدرسون فيها وذلك عند مستوى الدلالة 0.05.
- فروق دالة إحصائياً في استجابات طلبة الدراسات العليا في جامعتي دمشق والبعث (سنة أولى ماجستير ) على المقياس الّذي أعدّته الباحثة للتعرّف على مظاهر الاغتراب لديهم بالنسبة لمتغير الجنس عند مستوى الدلالة 0.05.
- فروق دالة إحصائياً في استجابات طلبة الدراسات العليا في جامعة دمشق (سنة أولى ماجستير ) على المقياس الّذي أعدّته الباحثة للتعرّف على مظاهر الاغتراب لديهم بالنسبة لمتغير الاختصاص ( تربية ، اقتصاد ) عند مستوى الدلالة0.05.
- التوصّل إلى مقترحات قد تسهم بدورها في تنبيه المجتمعات إلى ضرورة الاهتمام بأؤلئك الّذين يعانون من مظاهر الاغتراب وكيفية التعامل معهم.
فرضيات البحث:
يفترض هذا البحث الفرضيات التّالية :
- لاتوجد فروق دالة إحصائياً في استجابات طلبة الدراسات العليا في جامعتي دمشق والبعث (سنة أولى ماجستير ) على المقياس الّذي أعدّته الباحثة للتعرّف على مظاهر الاغتراب لديهم بالنسبة لمتغير الجامعة الّتي يدرسون فيها وذلك عند مستوى الدلالة0.05.
- لاتوجد فروق دالة إحصائياً في استجابات طلبة الدراسات العليا في جامعتي دمشق و البعث (سنة أولى ماجستير ) على المقياس الّذي أعدّته الباحثة للتعرّف على مظاهر الاغتراب لديهم بالنسبة لمتغير الجنس وذلك عند مستوى الدلالة0.05 .
- لاتوجد فروق دالة إحصائياً في استجابات طلبة الدراسات العليا في جامعة دمشق (سنة أولى ماجستير ) على المقياس الّذي أعدّته الباحثة للتعرّف على مظاهر الاغتراب لديهم بالنسبة لمتغير الاختصاص ( تربية ، اقتصاد ) وذلك عند مستوى الدلالة0.05.
أسئلة البحث:
- هل يوجد فروق دالة إحصائياً في استجابات طلبة الدراسات العليا في جامعتي دمشق والبعث (سنة أولى ماجستير ) على المقياس الّذي أعدّته الباحثة للتعرّف على مظاهر الاغتراب لديهم بالنسبة لمتغير الجامعة الّتي يدرسون فيها وذلك عند مستوى الدلالة0.05.
- هل يوجد فروق دالة إحصائياً في استجابات طلبة الدراسات العليا في جامعتي دمشق و البعث (سنة أولى ماجستير ) على المقياس الّذي أعدّته الباحثة للتعرّف على مظاهر الاغتراب لديهم بالنسبة لمتغير الجنس وذلك عند مستوى الدلالة0.05 .
- هل توجد فروق دالة إحصائياً في استجابات طلبة الدراسات العليا في جامعة دمشق (سنة أولى ماجستير ) على المقياس الّذي أعدّته الباحثة للتعرّف على مظاهر الاغتراب لديهم بالنسبة لمتغير الاختصاص ( تربية ، اقتصاد ) وذلك عند مستوى الدلالة0.05.
التعريفات الإجرائية :
الاغتراب : هوحالة سيكولوجية تتجلى بفقدان الثقة بالنفس والابتعاد عن الّذات والآخرين ، وفقدان أي معنى للحياة وغيرها من المظاهر غير السوية ، يصاب بها الإنسان نتيجة دخوله لمجتمع جديد قد يختلف بعاداته وتقاليده عن عادات مجتمعه الأصلي ، وهذا مايدفعه للعيش في عزلة بعيداً عن الآخرين .
طلبة الماجستير : هم طلبة السنة الأولى ماجستير المداومون في كليتي التربية والاقتصاد بجامعة دمشق ، وكليّة التربية بجامعة البعث في الفصل الدراسي الثّاني للعام الدراسي 2010/2011.
الفصل الثّاني :
الدراسات السابقة:
• دراسة أحمد خيري حافظ(1980)بعنوان : ظاهرة الاغتراب لدى طلبة الجامعة المصرية : هدفت الدراسة إلى الكشف عن مدى انتشار ظاهرة الاغتراب لدى الطلبة الجامعيين المصريين وعلاقتها بمتغيرات : العمر الزمني ، الجنس ، المستوى الاقتصادي ، المستوى التعليمي ، نوع الدراسة .استخدم الباحث مقياساً للاغتراب كأداة بحث من إعداده ، ضمّ الأبعاد التالية :فقدان المعنى ، مركزية الّذّات ، اللامبالاة ، الانعزال الاجتماعي، عدم الانتماء ، العدوانية ، القلق ، السخط .
نتائج الدراسة :تبين نتيجة الدراسة أنّ طلبة الجامعة يعانون بشكل عام من الاغتراب لكن بدرجات متفاوتة، تختلف من كلية لأخرى ، ومن قسم لآخر . وقد ظهر الاغتراب لديهم من خلال الشعور بالسخط ، عدم الانتماء ، القلق ،العدوانية . وقد أظهرت الدراسة ازدياد هذه المشاعر لدى صغار السن أكثر من الكبار، ولدى الإناث أكثر من الذكور ، ولدى ذوي المستوى الاقتصادي والاجتماعي المنخفض أكثر من أقرانهم ذوي المستوى الاقتصادي والاجتماعي المرتفع ، ولدى طلاب الكليات النظرية أكثر منه لدى طلاب الكليات العلمية أو العملية .
• دراسة أحمد خضر أحمد طواحينة (1987)بعنوان الاغتراب لدى الطلبة الفلسطينيين الجامعيين : دراسة ميدانية
أهداف الدراسة : يمكن تلخيص أهداف هذه الدراسة في النقاط الآتية :1- التعرف على مدى إحساس الطلاب الجامعيين بالاغتراب .2- التعرف على أهم مظاهر الاغتراب لدى هؤلاء الطلاب .3- معرفة العلاقة بين الاغتراب والتغيرات الآتية :الجنس : ذكر / أنثى
ب) المواطنة : مواطن / لاجئ
ج ) المستوى التعليمي : السنوات الدراسية الأولية / السنوات الدراسية النهائية
د ) طبيعة الكفاح المطلوب من الفلسطينيين لحل القضية : الكفاح المسلح / الحل السلمي / الكفاح المسلح والحل السلمي معاً .
عينة الدراســــــة : تكونت عينة الدراسة من مجموعتين ( ذكور وإناث ) يبلغ عدد كل مجموعة ( 100 ) طالب . قام الباحث بتصنيف كل من مجموعتي الذكور والإناث إلى سبع مجموعات فرعية كالأتي : طلاب مواطنين /طلاب لاجئين . / طلاب من سنوات دراسية أولية . / طلاب من سنوات دراسية نهائية . / طلاب اختاروا الكفاح المسلح كأسلوب أمثل لحل القضية الفلسطينية . / طلاب اختاروا الحل السلمي كأسلوب لحل القضية الفلسطينية . / طلاب اختاروا الكفاح المسلح والحل السلمي معاً كأسلوب أمثل لحل القضية الفلسطينية .
نتائج الدراسة : أسفرت نتائج الدراسة عما يلي :- - أن معظم أفراد العينة يشعرون بالاغتراب ، وبنسب مرتفعة على جميع الأبعاد . في حين أن النسب المئوية التي حصل عليها قليل من الأفراد كانت منخفضة إلى مستوى معتدل ومقبول من الشعور بالاغتراب . - - كان لمغترب الجنس علاقة دالة في الشعور بالاغتراب على بعض الأبعاد هي : اللامعيارية ، الاغتراب عن الذات ، الاغتراب الحضاري ، والتمرد . أي أن الذكور كانوا أكثر شعوراً اللامعيارية والاغتراب عن الذات ، كما أنهم أكثر شعوراً بالاغتراب الحضاري والتمرد من الإناث .
- لم يكن لمتغير المواطنة أي علاقة دالة في الشعور بالاغتراب على أي من الأبعاد . - - أما متغير المستوى التعليمي فقد كانت له علاقة دالة في الشعور بالاغتراب على أبعاد اللامعنى ، العزلة الاجتماعية ، الاغتراب عن الذات والتمرد ، حيث كانت الفروق دالة في اتجاه طلاب السنوات الدراسية الأولية . فطلاب السنوات الدراسية الأولية ، كانوا أكثر شعوراً باللامعنى والعزلة الاجتماعية ، كما أنهم أكثر شعوراً بالاغتراب عن الذات والتمرد من أقرانهم طلاب السنوات الدراسية النهائية . وهذه النتائج تعنى أن العلاقة بين الاغتراب ومتغير الجنس من جهة وبينه ومتغير المستوى التعليمي من جهة أخرى ، هي علاقة قوية في حين لم تكن هناك علاقة بين الاغتراب ومتغير المواطنة .
• دراسة دمنهوري (1996) بعنوان : الاغتراب وبعض متغيرات الشخصية:
فروض الدراسة :
1- يوجد فروق ذات دلالة إحصائية لمستوى 0.05بين الطالبات الأكثر اغتراباً وأقرانهن الأقلّ اغتراباً في جميع عوامل التوافق العام والمهني وذلك لصالح الأقلّ اغتراباً .
2- يوجد فروق ذات دلالة إحصائية لمستوى 0.05بين الطالبات الأكثر اغتراباً وأقرانهن الأقلّ اغتراباً في الاكتئاب ، القلق ، والقابلية للاستثارة الذاتية والاجتماعية لصالح الأقلّ اغتراباً .
النتائج : - هناك فروق ذات دلالة إحصائية في جميع أبعاد التوافق باستثناء بُعد التوافق المهني وذلك لصالح الطالبات الأقلّ اغتراباً .
- هناك فروق ذات دلالة إحصائية في الاكتئاب لصالح الأقل اغتراباً .
- هناك فروق ذات دلالة إحصائية في متغير القلق والاستثارة بنوعيها الداخلية والخارجية .
• دراسة وفاء موسى (2002) بعنوان :الاغتراب لدى طلبة جامعة دمشق وعلاقته بمدى تحقيق حاجاتهم النفسية .هدفت الدراسة إلى التعرّف إلى الاغتراب لدى طلبة جامعة دمشق وعلاقته بمدى تحقيق حاجاتهم النفسية وأثر كل من متغير الجنس ، العمر ، السنة الدراسية ، والاختصاص على الاغتراب وعلى الحاجات النفسية .
توصلت الباحثة إلى النتائج التالية :- لاتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بالنسبة لمستوى الشعور بالاغتراب لدى طلبة جامعة دمشق تعزى لمتغير الجنس ، السنة الدراسية ، عند مستوى الدلالة 0.05.
- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بالنسبة لمستوى الشعور بالاغتراب لدى طلبة جامعة دمشق تعزى لمتغير العمر عند مستوى الدلالة 0.05لصالح: الفئة العمرية الأقلّ، الكليات العلمية (أقلّ اغتراباً ).بالنسبة للفرضيات المتعلقة بالعلاقة بين الاغتراب وتحقيق الحاجات النفسية :
- لاتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بالنسبة لمستوى تحقيق الحاجات النفسية لدى طلبة جامعة دمشق عند مستوى الدلالة 0.05تعزى لمتغيرات العمر ، الجنس ، الاختصاص ، السنة الدراسية .
- توجد علاقة ارتباطيه بين مستوى الشعور بالاغتراب ومستوى تحقيق الحاجات النفسية لدى الطلبة عند مستوى الدلالة 0.05بالنسبة لكل المتغيرات التي اعتمدتها الباحثة .
• دراسة جواد محمد الشيخ خليل (2002) بعنوان الاغتراب النفسي وعلاقته بالصحة النفسية لدى طلبة الجامعات الفلسطينية في محافظات غزة:
هدفت الدراسة إلى معرفة العلاقة بين درجة الاغتراب ودرجة الصحة النفسية، كما هدفت إلى معرفة الفروق في الاغتراب والصحة النفسية بالنسبة(الجنس/التخصص/الإقامة/نوع التعليم/مستوى التعليم/الانتماء السياسي)، وقد تكونت عينة الدراسة من (600) طالبا وطالبة، (260) طالبا، (340) طالبة، وقد تم أخذها بطريقة عشوائية من مدارس وجامعات محافظة غزة للعام 2001-2002م، وقد استخدم الباحث مقياس الاغتراب من إعداد أحمد أبو طواحينه، ومقياس الصحة النفسية من إعداد فضل أبو هين، وقد أسفرت النتائج على أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية في (اللامعنى-العجز-الاغتراب عن الذات) لصالح الذكور وفي (العزلة الاجتماعية-التمرد) لصالح طلبة الجامعة، وفي (اللامعنى—العجز-العزلة الاجتماعية-الاغتراب عن الذات-الاغتراب الحضاري-التمرد) لصالح طلبة الكليات المختلطة، كما توجد فروق في(اللامعنى-العجز-العزلة الاجتماعية-الاغتراب عن الذات-الاغتراب الحضاري-التمرد) لصالح طلبة الأحزاب الوطنية،كما توجد فروق في(الوسواس القهري-الحساسية التفاعلية-الاكتئاب-القلق-قلق الخواف-البر انويا التخيلية-الذهانية) لصالح الإناث، كما توجد فروق بين سكان الوسط والشمال لصالح سكان الوسط في (الحساسية التفاعلية-القلق-قلق الخواف-البر انويا التخيلية-الذهانية) وتوجد فروق في(القلق-قلق الخواف) لصالح سكان الجنوب، كما توجد فروق في(العداوة-الذهانية)لصالح الكليات النظرية، كما توجد فروق في(العداوة-البر انويا التخيلية) لصالح طلبة الكليات المختلطة،كما توجد فروق في(الحساسية التفاعلية-قلق الخواف-الذهانية) لصالح طلبة الأحزاب الوطنية، كما توجد علاقة إرتباطية موجبة ودالة إحصائيا بين درجة الاغتراب والدرجة الكلية للصحة النفسية، وأيضا توجد علاقة بين درجة الاغتراب ودرجة كل بعد من أبعاد الصحة النفسية
• دراسة أحمد محمد الزعبي (2003): مقارنة الإحساس بالوحدة النفسية بين طلاب جامعة صنعاء الوافدين وغير الوافدين :يهدف الباحث إلى معرفة الفروق في مستوى الإحساس بالوحدة النفسية بين طلبة جامعة صنعاء الوافدين وغير الوافدين من الجنسين ، ومن كليات وأقسام مختلفة . وأهم النتائج التي أسفر عنها البحث: وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة 0.01بين الطلبة الوافدين وغير الوافدين في متوسط درجات الإحساس بالوحدة النفسية ، فالطلبة الوافدون يشعرون بالوحدة أكثر من غير الوافدين .كما تبين وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة 0.01بين الطلاب الوافدين وغير الوافدين ، وبين الطالبات الوافدات والطالبات غير الوافدات في مستوى الإحساس بالوحدة .(الطلاب والطالبات الوافدات أكثر إحساساً بالوحدة من غير الوافدين).في حين أشارت نتائج أخرى عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين الطلبة الوافدين والطالبات الوافدات وكذلك بين الطلبة غير الوافدين والطلبة غير الوافدات في مستويات الإحساس بالوحدة النفسية .
• دراسة بشرى محمد علي (2006)بعنوان :الاغتراب النفسي لدى الطلبة السوريين الّذين يدرسون خارج الجامعات السورية وعلاقته بالمشكلات الّتي يواجهونها . هدفت الدراسة إلى التعرّف إلى مدى انتشار الاغتراب النفسي وأبعاده المتمثلة في اللامعيارية ، العزلة الاجتماعية ، التمرد ، التشيؤ ، اللاهدف ، العجز ، اللامعنى ، الاغتراب عن الذات لدى الطلبة أفراد عينة الدراسة الذين يدرسون في بعض جامعات روسيا ، فرنسا ، مصر وعلاقته ببعض المتغيرات ( الجنس ، المستوى الدراسي ، الحالة العائلية ، البلد الذي يدرس فيه ، واللغة التي يدرس بها).
وكانت نتائج الدراسة :
- لاتوجد فروق دالة إحصائياً في مظاهر الاغتراب بين الذكور والإناث عند مستوى الدلالة 0.05.
- لاتوجد فروق دالة إحصائياً في مظاهر الاغتراب عند مستوى الدلالة 0.05 بالنسبة لمتغير ( متزوج ، غير متزوج ).
- يوجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة 0.05بالنسبة لمتغير المستوى الدراسي ( دكتوراه ، ماجستير ) لصالح طلبة الدكتوراه أقلّ اغتراباً ,
• دراسة الجماعي (2008) بعنوان : الاغتراب النفسي وعلاقته بالتوافق النفسي الاجتماعي لدى الطلاب اليمنيين والعرب الدارسين في بعض الجامعات اليمنية
أهداف الدراسة :هدفت الرسالة إلى التعريف على درجة الاغتراب والتوافق النفسي للطلاب اليمنيين والعرب ذكورا وإناثا في مختلف التخصصات علمي وأدبي ومعرفة طبيعة العلاقة بين الاغتراب والتوافق للطلاب اليمنيين والعرب .
وتكونت عنيت الدراسة من (( ((351طالبا وطالبة تم اختيارهم عشوائيا من بعض الجامعات اليمنية الحكومية والأهلية وقد احتوت العينة على (281) طالب وطالبة يمنية و(70) طالب وطالبة عربية وكان عدد الطلاب في القسم الأدبي (221) طالب وطالبة وفي القسم العلمي (130) طالب وطالبة وكان عدد الذكور في العينة (192) وعدد الإناث (159) طالب وطالبة .وقد قام الباحث ببناء مقياسين الأول للاغتراب النفسي ويتكون من (80) فقرة موزعة على ستة محاور والثاني مقياس التوافق النفسي الاجتماعي ويتكون من (82) فقرة موزعة على ستة محاور .وقد تم التأكد من صدق المقياسين وذلك بعرضهما على مجموعة من المتخصصين في علم النفس والمقاييس وتم التأكد من ثباتهما عن طريق استخدام معاملات الفآ كرونباخ ، حيث بلغ معامل الثبات الكلي لمقياس الاغتراب (0.94) كما بلغ معامل الثبات لمقياس التوافق (0.93) .
وكان من أهم نتائج هذه الدراسة ما يلي :1- اتضح من نتائج الدراسة أن هناك علاقة سلبية (عكسية) ذات دلالة إحصائية بين الاغتراب والتوافق النفسي لدى الطلاب العرب واليمنيين .2 عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الطلاب اليمنيين والعرب على مقياس التوافق الكلي ومحاورة الستة .3- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الطلاب اليمنيين الأكثر اغترابا والأقل اغترابا في التوافق النفسي عند مستوى الدلالة (0.05) ولصالح الطلاب الأقل اغتراباً .
4- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الطلاب اليمنيين والطلاب العرب عند مستوى الدلالة (0.05) على مقياس الاغتراب الكلي ومحور الشعور باللامعنى ومحور الشعور بالعزلة الاجتماعية ومحور الشعور باللامعيارية ومحور العزلة الفكرية محور الاغتراب عن الذات في مقياس الاغتراب .
5 -لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الطلاب في التخصص العلمي والأدبي عند مستوى الدلالة (0.05) على مقياس التوافق الكلي وعلى محاور التوافق الستة (التوافق الأسري ، التوافق الدراسي ، التوافق مع الآخرين ، التوافق الانفعالي ، التوافق الصحي والجسمي ، التوافق القيمي) .
6- اتضح من نتائج الدراسة أن درجة الطلبة ذوي التخصصات العلمية والطلبة ذوي التخصصات الأدبية على مقياس الاغتراب الكلي ودرجتهم على بقية محاور الاغتراب يعد متوسطاً .
7- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الطلبة ذوي التخصصات العلمية ومتوسطات درجات الطلبة ذوي التخصصات الأدبية على مقياس الاغتراب الكلي .
8- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الطلاب في التخصصين الأدبي والعلمي عند مستوى الدلالة (0.05) ولصالح طلاب القسم الأدبي على محور الاغتراب عن الذات في مقياس الاغتراب .
9-توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الطلاب في التخصصين الأدبي والعلمي عند مستوى الدلالة (0.05) ولصالح طلاب القسم الأدبي على محور الاغتراب عن الذات في مقياس الاغتراب .
• دراسة رياض العاسمي(2009) بعنوان : الشعور بالوحدة النفسية وعلاقته بالاكتئاب والعزلة والمساندة الاجتماعية دراسة تشخيصية على عينة من طلبة جامعة دمشق :تهدف الدراسة إلى التعرف إلى الفروق الفردية بين الطلبة الجامعيين القاطنين في الريف وأقرانهم القاطنين في المدينة في درجة الشعور بالوحدة النفسية ، والعزلة الاجتماعية ، الاكتئاب ، المساندة الاجتماعية .
كشفت الدراسة عن النتائج التالية : -وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الطلبة الجامعيين القاطنين في الريف وأقرانهم القاطنين في المدينة في كل من الشعور بالوحدة النفسية والمساندة الاجتماعية والاكتئاب والعزلة الاجتماعية لصالح طلبة الريف ، ولصالح الإناث مقارنةً بالذكور .
-وجود علاقة إرتباطية موجبة بين الشعور بالوحدة النفسية وكل من الاكتئاب والعزلة ، ووجود علاقة إرتباطية سلبية بين الشعور بالوحدة والمساندة الاجتماعية .
- وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات الطلبة الجامعيين الذين يعانون الوحدة النفسية وأقرانهم الذين لا يعانون هذا الشعور في كل من الاكتئاب والعزلة وضعف المساندة الاجتماعية لصالح الطلبة الذين يعانون.
مكانة دراستي من الدراسات السابقة :
لقد تناولت الدراسات السابقة الاغتراب بجوانبه المختلفة محاولة الإحاطة بكلّ ما يمكن أن يتضمنه هذا المصطلح من معانٍ . فقد اهتمت أغلب الدراسات السابقة بدراسة الاغتراب وعلاقته ببعض المتغيرات المختلفة . فمثلاً، دراسة أحمد الحافظ بحث في مدى انتشار ظاهرة الاغتراب لدى الطلبة المصرين وعلاقته ببعض المتغيرات مثل الجنس والعمر والمستوى الاقتصادي والمستوى التعليمي ، وغيرها .كذلك دمنهوري اهتمّ بدراسة الاغتراب وعلاقته ببعض متغيرات الشخصية ، كذلك الشيخ خليل اهتمّ بدراسة الاغتراب وعلاقته بالصحة النفسية لدى الطلبة المصريين ، إضافة للعاسمي الّذي بحث في الاغتراب وعلاقته بمتغيّرات الاكتئاب والعزلة والمساندة الاجتماعية ، لكن في هذه المرّة اختلف مجتمع البحث فكان طلبة جامعة دمشق.
أمّا دراسة الجماعي فقد كان مجتمع الدراسة طلبة الجامعات اليمنية ، أمّا متغيّر البحث فكان عبارة عن التوافق النفسي الاجتماعي لدى هؤلاء الطلبة . أمّا بشرى محمّد علي الّتي اهتمّت بدراسة الاغتراب لدى الطلبة السوريين في الجامعات غير السورية وعلاقته بمتغيرات مثل الجنس والحالة العائلية .
أمّا بالنسبة لعيّنة الدراسة فقد تفاوتت بين البحوث المختلفة ، وبلغت عند جواد محمّد الشيخ خليل 260مبحوث، كذلك عيّنة الجماعي فكانت 351مبحوث.
أمّا دراستنا هذه فقد استفادت من جميع الدراسات المذكورة سابقاً في تحديد النقاط والجوانب الأساسية الّتي يجب التركيز عليها عند تناول ظاهرة الاغتراب بالبحث والدراسة. وبالنسبة لعيّنة هذا البحث فقد كانت عبارة عن طلبة الماجستير من السنة الأولى في جامعتي دمشق والبعث ، حيث أجريت دراسة مقارنة بين مظاهر الاغتراب لدى كلا العيّنتين .كذلك فإنّ الباحثة استفادت من الدراسة الّتي قامت بإعدادها الباحثة وفاء موسى حيث قامت بالاستفادة من بعض العبارات الواردة في مقياس الاغتراب الّذي أعدته الباحثة وفاء موسى في رسالتها (الاغتراب لدى طلبة جامعة دمشق وعلاقته بمدى تحقيق حاجاتهم النفسية ).
أمّا عيّنة هذه الدراسة فقد تمّ اختيارها بصورة عشوائية ، وكانت قليلة العدد نسبياً وذلك بسبب عدم قدرة الباحثة على التواصل مع جميع طلبة الماجستير السنة الأولى في كليتي التربية والاقتصاد بجامعة دمشق ، كذلك عدم القدرة على التواصل مع جميع طلبة الماجستير في جامعة البعث . وقد اهتمت الباحثة في هذا البحث بدراسة الفروق في مظاهر الاغتراب بين الطلبة في كلتا الجامعتين .وكانت متغيّرات الدراسة : الجنس و كذلك الاختصاص لدى طلبة جامعة دمشق لعدم وجود كلية اقتصاد في جامعة البعث بحمص.
الجانب النظري:
مقدمة :
مفهوم الاغتراب متنوع الاستعمال ومتعدد المعاني ، والكثير من هذه المعاني يكتنفها الغموض ، وقد يرجع ذلك إلى تعدد الآراء والاتجاهات ذات التخصصات المختلفة ، التي حاولت تناول هذا المفهوم ، كل في إطار تخصصه مما أدى إلى تشتت معاينة وتضاربها . وقد استخدم مفهوم الاغتراب لوصف الكثير من الاضطرابات النفسية – اجتماعية ، كحالات الإحساس بفقدان الهوية واختلاف الشخصية والشعور بالعجز ، واللاجدوى ، واللامبالاة والإحساس بعدم الثقة ، والشعور بالتشاؤم أو الشعور بالتحلل من القيم ورفض المعايير الاجتماعية ، أو الانسحاب من المجتمع والشعور بالضياع ، وعدم الفاعلية ، وغير ذلك من الاستخدامات (طواحينة ،1987، عن الانترنت).
حقيقة لاجدال فيها أنّ مفهوم الاغتراب يضرب بجذوره في أعماق الوجود الإنساني ، فالاغتراب والوجود يحتلان مكان الصدارة في الفلسفة المعاصرة ،والاغتراب بمعنى خاص هو المشكلة الأساسية في علم النفس المرضي بعامة والتحليل النفسي بخاصة ( عبد المختار ،1999،23).إنّ ماهية الإنسان بماهو إنسان تكمن في حقيقة كيفية خروج أفعاله ،فهو لايكون إلا خارج نفسه موجوداً هناك ، في العالم بأفعاله المختلفة ، ولكن إذا استخدم الإنسان هذه الأفعال وسيلة لتحرير نفسه والتعرّف عليها ، كان إنساناً سوياً ، وكان الاغتراب بهذا المعنى مقبولاً ، أمّا إذا استعبدته أفعاله وخضع لها كأنّما هي شيء آخر تماماً ، فتنفصل عنه بالكلية ، فهو بذلك إنسان مريض ، ويكون الاغتراب بهذا المعنى مذموما (رجب 1965،19).
معنى الاغتراب :
للاغتراب عدة وجوه من المعاني والدلالات ، فمنه الاغتراب عن الوطن إلى جهات عديدة ونائية عنه ، ومنه أيضاً الاغتراب النفسي وذلك حين يشعر المرء أنّه يعيش غريباً بين أبناء مجتمعه ، ومنه أيضاً اغتراب المرء عن نفسه ، وذلك حين تنفصم عرى الوثاق بين الإنسان ونفسه ، وهناك أيضاً الاغتراب الّذي ينفصم فيه الإنسان عن أهله وأصدقائه ، ويهرب إلى مجتمعات أخرى بعيدة عن ناحية الصلات والقربات . كذلك بالنسبة للعادات والتقاليد المتوارثة فيهرب إلى مجتمع آخر غير مجتمعه ، ليكوّن فيه أصدقاء جدد يعوضونه عن مجتمعه الأصلي (ياسين ،1992،9). ولعل من أجمع التعريفات لمعنى الاغتراب هو انه:
1ـ الشعور بالغربة أو الغرابة.
2ـ انعدام العلاقات الحميمة مع الناس.
3ـ في الوجودية : انفصال الفرد عن الأنا الواقعية بسبب الانغماس في التجديدات وضرورة التطابق مع رغبات الآخرين ومطالب المؤسسات الاجتماعية
وعرفة روسو : أن تغترب يعني أن تعطي أو أن تبيع، فالإنسان الذي يصبح عبدا لآخـــــــــر لا يعطي ذاته وإنما يبيعها على الأقل من أجل بقاء حياته، وهذا التعريف يصور تمايزا بين مفهوم العطاء(طواعية) ، وبين البيع ويرى أفلاطون أن الاغتراب هو التأمل الحق بحالة الكائن الذي فقد وعيه بذاته فصار الآخر مغترباً عنه، وبهذا يشير الاغتراب عند أفلاطون لحالة التجاوز.ومما لا شك فيه بان معرفة تاريخ الشيء تزيد في فهمه وإيضاحه وجلائه فقد اخبرنا( كونت ) وهو بصدد ذلك بأنه ( لا تتيسر معرفة معنى من المعاني معرفه جيده إلا بالإطلاع على تاريخ هذا المعنى ) .وكما هو معروف فان مصطلح الاغتراب في معناه ومفهومه الحاضر لم يظهر في قاموس لغتنا فجأة فالمتبع لتاريخ هذا المصطلح وهذا المعنى يجده في كتابات الكثير من الفلاسفة والعلماء الاجتماعيين الحديثين من أمثال ((ماركس ، ماكس فيبر ، دوركهايم ، ميرتون((
هكذا فقد كان هيجل أول من صاغ مصطلح الاغتراب وأعطاه معنا مميزا عن غيره من العلماء وقدر لمصطلح الاغتراب أن يصبح من أكثر المصطلحات التي تتعامل معها لغـــة المشاكـــــــل الاجتماعية في الوقت الحاضر وأصبح الاغتراب كمشكله اجتماعيه مدارا لبحــث أشهر العلماء والباحثين المحدثين حتى ذهب احدهم إلى القول بأنه ( لو وجه علماء اللغة أجهزتهم لرصد ما يكتبه الباحثون والنقاد والفلاسفة في العلوم الاجتماعية والانسانيه في عصرنا الـــحاضر،فإنني لأراهن على أن كلمة الاغتراب "Alienation ".سوف تحظى بالاولويه من حـــيــث (تردادها) وبناء على ذلك فإننا نستنتج أن معظم العلماء الاجتماعيين والفلاسفة المحدثين قـــد أولـــــــــوا للاغتراب اهتماما خاصا وأعطوه معاني وأسباب مميزه لها عن غيرهــــا عنـــــد العلمــــــــــاء الاجتماعيين والفلاسفة الآخرين (غسان شملاوي ،2011، عن الانترنت).
وقد عرفه الدكتور إحسان الحسن في كتابه موسوعة علم الاجتماع بأنّه "الحالة السيكواجتماعية الّتي تسيطر على الفرد سيطرةً تامّةً تجعله غريباً وبعيداً عن بعض نواحي واقعه الاجتماعي" وتحدّث الحسن عن أنّ أوّل استعمال للاصطلاح هو أنّ الاغتراب يعني عدم وجود قوّة عند الفرد المغترب بمعنى آخر أنّ الاغتراب هو شعور ينتاب الفرد فيجعله غير قادر على تغيير الوضع الاجتماعي الّذي يتفاعل معه ، والاستعمال الثاني للاغتراب هو عدم وجود هدف لدى الشخص المغترب ، أي عدم قدرته على توجيه سلوكه وأهدافه ومعتقداته . ثم جاء المعنى الثالث للاغتراب وهو عدم قدرة الفرد على التصرّف وفق المقاييس المتعارف عليها اجتماعياً وأخلاقياً. والمعنى الّذي ظهر مؤخرّاً للاغتراب هو العزل ، أي شعور الفرد المغترب أنّه غريب عن الأهداف الحضارية لمجتمعه . إنّ جميع هذه الاستعمالات للاغتراب يجب أن تكون مستقلةً عن بعضها حسب آراء سيمان ، وإنّ استقلاليتها لايمكن أن تتحقق دون استعمال قياسات المواقف لتمييزها وتشخيص بعضها عن الآخر (الحسن ،1999،66-67).
الاغتراب اصطلاحاً :
جاء في مختار الصحاح : (الغربة – الاغتراب )
تقول (تغرّب) و(الاغتراب) بمعنى (غريب) و(غرب) بضمتين والجمع ( الغرباء ). والغرباء أيضاً الأباعد .و(اغترب) فلان إذا تزوج إلى غير أهله . وفي الحديث الشريف "اغتربوا لاتضووا " و(التغريب) النفي عن البلد . و(أغرب) جاء بشيء غريب وأغرب أيضاً صار غريباً . و(غرب ) بعُد . يقال ( أغرب ) عني أي تباعد . قولهم : حبلك على غاربك أي اذهبي حيث شئتِ . ( عبد القادر ،1997،470 -471).
وجاء في المعجم الوسيط : (غرب) عن موطنه أي ابتعد عنه ، ويقال أتى الغرب وصار غريباً ، وارتحل . وجاء بالشيء الغريب . فسافر بعيداً , ويقال رمى فأغرب : أبعد المرمى (المعجم الوسيط ،1989،647).
الاغتراب كمفهوم فلسفي :
لاشك أنّ الاغتراب كمفهوم فلسفي دخل محراب عالم النّفس وخاصّةً في مجال القياس السيكولوجي ،إلّأ أنّ مفهوم الاغتراب حمل إسهامات من العلوم المختلفة ، كالفلسفة ، والاجتماع ،وعلم النّفس والسياسة والاقتصاد. ومع ذلك ماتزال تتعدد وجهات النظر فيه لتعدد أشكاله ، وكذلك مظاهره وأبعاده المختلفة ،كما تتعدد استخداماته ،وهذا يدلّ على ثراء محتوى المفهوم باعتباره ظاهرة تمسّ كلّ العلوم . ولمزيد عن ظاهرة الاغتراب كمفهوم يقدم "جست "Gstثلاث أفكار أساسية لتوضيح المفهوم :
الفكرة الأولى : دمج مفهوم الاغتراب بالنظريات الوجودية ، وكذلك الربط بينها وبين وجهة سيمان "Seeman 1959 " التي حدد فيها الاغتراب بخمسة أبعاد مهمة . ويفترض جست أنّ هذه الفكرة تأخذ عدّة مستويات أهمها :
• لايوجد وصف مادي مفهوم الاغتراب يقصد به حتى يتسنى له أن يتكيّف واقعياً .
• تطبيق نظرية جست للاغتراب لايمكن أن تستنتج بيانات مقبولة ظاهرياً أو صدق نظريات الاغتراب الخاصّة ،على الرغم من أن وجهة نظره ماهي إلا شبكة تتلخًّص في أعلى مستوى محدد للنظرية .
• العيار الخاص الّذي يحكم النظرية لايكون غالباً عاملاً كافياً لتحديد مفهوم الاغتراب .
الفكرة الثانية :يستخدم جست صياغة جديدة لنظريته في تحديد المفهوم . فالاغتراب كظاهرة تميل إلى فرط المعلومات وكشف الهوية للمشاكل والتعددية في المعاني ، لذلك لاتعتبر فكرة الوجود تشمل نظرية الاغتراب ، ولكن تعدى ذلك إلى مفهوم الذات .
الفكرة الثالثة : وضع جست في الاعتبار الفروض التأملية عن وظائفها الإنسانية ، كما وضع في الاعتبار ممتلكات الاغتراب والتخلي عن هذا المستوى المادي (عبد المختار ،1999،28-29).
مراحل ظهور مفهوم الاغتراب :
1-مرحلة ماقبل هيجل : حمل مفهوم الاغتراب في هذه المرحلة معاني مختلفة تكمن في السياق القانوني ، (انفصال ،تشيؤ)أي تحوّل الملكية من صاحبها إلى آخر ، وسياق نفسي اجتماعي بمعنى انفصال الإنسان عن ذاته ومخالفته لما هو سائد في المجتمع ، والسياق الديني ( انفصال الإنسان عن الله).
2-مرحلة هيجل : الّذي اهتمّ في معظم مؤلفاته بالاغتراب حتى أطلق عليه أبو الاغتراب ، حيث تحوّل الاغتراب على يديه إلى مصطلح فني وكان هيجل / كان أول من تحدث عن الاغتراب وعرفنا به واعتبره ( اغتراب روحي ) ينشأ عن انفصال الذات عن المجتمع واعتبر أن هناك وجهان للاغتراب .
أ. الوجه السلبي – الذي يؤدي للعزلة .
ب. الوجه الايجابي – الذي يؤدي للإبداع .
وهكذا يتمحور معنى الاغتراب حول شعور الفرد بأنه غريب عن ذاته، أو عن مجتمعه الذي يحيا فيه.(شملاوي ، 2011، عن الانترنت)
3-مرحلة مابعد هيجل :بدأت تظهر الأحادية للمصطلح ، كما بدأ المصطلح ينسلخ عن بعده ( الإيجابي ) وأصبح يقصد به السلب فقط .ومن أبرز الفلاسفة الّذين عبروا عن ذلك كارل ماركس ، ونقاد المجتمع الحديثين مثل (ماركيوز ، مزوم ،ماز) . وانتشر مصطلح الاغتراب بين المثقفين فقد استخدموه أداة كشف وفضح ونقد في آن واحد( رجب ،1988،9-20).بذلك نلاحظ أنّ الاغتراب كمصطلح وعبر المراحل الثلاث التي مرّ بها خلال تطوره ، والّتي كان هيجل بطلها، قد حظي باهتمام كثير من الباحثين ، مما أدى إلى ظهور وجهات نظر مختلفة بعضها قسّمت الاغتراب إلى ديني ، واجتماعي ، وسياسي ،وقانوني ... وبعضها رأى الاغتراب بوجهين أحدهما إيجابي والآخر سلبي .بينما اقتصر باحثون آخرون في فهمهم للمصطلح على جانبه السلبي على اعتبار أنّ الاغتراب بما يحمله من مظاهر لايمكن أن يكون إيجابياً .
أهمّ أشكال الاغتراب :
- الاغتراب الاجتماعي:من منظور علة الاجتماع يرى سرول srole 1965 أنّ الاغتراب هو الشعور بالرفض للمجتمع والانسحاب منه أو التمرد عليه، و يقابل ذلك الشعور بالانتماء إلى الآخرين، فالشخص المغترب هو شخص فقد اتصاله بنفسه و بالآخرين أيضا (السيد ، 1992، 75). هذا يعني أن الاغتراب حالة اجتماعية يشعر بها الإنسان بالبعد عن مجتمعه و جماعته و هنا الغريب لا ينتمي إلى المجتمع و لا يحب الاختلاط بالناس لما لها في نفسه من عوامل ضياع ذاته الحقيقية و فقدان الشخصية الفردية، و لذلك فهو ينشد دائما البعد و السفر للكشف عن نفسه و التعرف إلى ذاته بعيدا عن الناس.
إن صور التعبير عن الاغتراب الاجتماعي تختلف باختلاف الثقافات فضلال عن أنها تختلف من شخص لأخر في إطار الثقافة الواحدة لاختلاف المستوى الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي. و مع ذلك فإن هناك ما يشبه الاتفاق بين المهتمين بموضوع الاغتراب على إن هناك علاقة بين الإحساس بالاغتراب و بين الانحراف الاجتماعي بكل أشكاله سواء أكان الجريمة أو الإدمان أو التفكك الأسري أو الأمراض النفسية والعصبية والجسمية . وهناك من عرّف الاغتراب الاجتماعي بأنّه الانسلاخ الزمني عن المجتمع وعدم التلاؤم معه أو عدم المبالاة ، فكثيرون هم الّذين يعيشون داخل أسوار أنفسهم في نفور مقصود أو غير مقصود عن المجتمع ، إذ يشعرون بعدم الانتماء إلى زمنهم الحاضر ، ومن الناس من يصاب بصدمة لتعارض ما هو مخزون في اللاوعي المخزون في نفسه منذ الصغر مع واقعه الحاضر ، وبالتالي يصاب إحساس المشاركة لديه بالشلل ويصبح لامبالياً بما يدور ، غير شاعر بالانتماء للعصر وتوابعه و يقضي حياته رقما سالبا في المجتمع غير كامل النمو(كامل ، 1995،67).
و تتسم علاقة الإنسان بالإنسان في ظل الاغتراب بعدم التفاعل و نقص المودة و الألفة و ندرة التعاطف و المشاركة و ضعف أواصر المحبة و الروابط الاجتماعية مع الآخرين، فقد ضعفت الكثير من القيم التي كانت سائدة في حياة الناس حيث كان لها وجود حقيقي فيما مضى(التآزر، التواد، التعاطف، التلاحم...)، و سيطرت على العلاقات بين الناس قيم غريبة عن الإنسان و أصبحت العلاقة الوصولية قيمة بحد ذاته( شقير ، 2000، 151).
- الاغتراب النفسي:ينقسم الاغتراب بهذا المعنى إلى قسمين هما : السرحان أو الشرود الذهني الّذي ينشأ نتيجة اهتمام الإنسان بأمور معينة اهتماماً يبعده عن ذاته وينسيه نفسه . والقسم الثاني من الاغتراب النفسي فيمثل جانباً مرضياً ويندرج تحت هذا الاسم الأشخاص المضطربون. ومن هذا المعنى فمفهوم الاغتراب يشير إلى درجات من الاضطراب في الشخصية وفي علاقتها بالموضوع ، بحيث يمكن أن يحيا المغترب حياة عادية وإن كانت مشوبة بالكدر والمشقة ( المغربي ،1996،77).وفي درجة أشد يعتبر الاغتراب النفسي غربة الّذّات عن هويتها وبعدها عن الواقع وانفصالها عن المجتمع(النكلاوي ،1989،81).بذلك نرى أنّ الاغتراب في قسمه الأوّل قد يكون إيجابياً إذا كان الموضوع الّذي سبّب الاغتراب مفيداً ، وتنمّ عنه نتائج إيجابية .
وقد تناول فرويد الاغتراب النفسي من وجهة نظر اللاوعي ، وتحدّث عن فكرة غربة الّذّات واهتم بالشعور واللاشعور ، كما تناول الاغتراب على أنّه "اضطراب مرضي "وتناولت النظرية الفرويدية الاغتراب بشعور الذكور بالعدائية نحو الأبّ والتفاعل مع الأمّ، والعكس بالنسبة للإناث وهو مايسمى عقدتا إلكترا وأوديب . كما ركزت على فكرة الإحباط من خلال تحضّر المجتمع وهذا ما أوضحه فرويد في كتاب الحضارة وتوعكاتها( عبد المختار ،1999،47).إن وجهة نظر التحليل النفسي إنما ترجع الاغتراب إلى سيادة مبدأ الواقع وقيام نظام الكبت ،ويتضح أنّ فرويد ذاته قد تأثّر بالاغتراب ، والدليل على ذلك قوله "إنّ الجامعة التي دخلتها قد جلبت لي مشاعر مؤكدة قوامها خيبة الأمل ،فقد أذهلني قبل كل شيء الافتراض بأنني ينبغي أن أشعر بالتدني ، وبأنني لست واحداً من أفراد الشعب لأنني يهودي"( شاخت ،1980،52)
وفي ضوء نظرية التحليل النفسي يظهر للاغتراب المعاني التالية :
اغتراب الشعور ( الوعي ).
اغتراب اللاشعور :يتأتى من أن الرغبة المكبوتة تحتفظ بكامل طاقتها لتظهر حين تسمح لها الفرصة أي عند ضعف الأنا مثل حالة النوم (عبد العال ،1989،33-34).ومن القضايا المهمة في الاغتراب النفسي كما يذكرها السيد شتا:
اغتراب الهو ID :يتمثل في سلب حريته ، وذلك لأن حرية الهو تعني وقوع الأنا تحت ضغط الأنا الأعلى والواقع الاجتماعي ، أي إن سلطة الماضي تمارس ضغطاً قوياً عليه ،من ناحية ويزداد افتنانه بالواقع من ناحية أخرى ومن ثمّ يقوم الأنا بعملية الانفصال ( سلب حرية الهو ).
اغتراب الأنا : فهو ذو بعدين :مرتبط بسلب حريته في إصدار حكمه فيما يتعلق بالسماح للرغبات الغريزية بالإشباع من ناحية وسلب معرفته بالواقع وسلطة الماضي ( الأنا الأعلى ) في حالة السماح لهذه الرغبات بالإشباع من ناحية أخرى ، ومن ثمّ يكون الأنا في وضع مغترب دائماً سواء في علاقته بالهو ، أو في علاقته بالأنا الأعلى ، والواقع أن الاغتراب هنا يجمع الانفعال والخضوع.
اغتراب الأنا الأعلى :يتمثل في فقدان السيطرة على الأنا وهي الحالة التي تأتي نتيجة سلب معرفة الأنا بسلطة الماضي ،أو زيادة الهو على الأنا وهذا هو الجانب السلبي في اغتراب الأنا . أما الجانب الإيجابي فيتمثل بعدم افتنان الأنا بالواقع الاجتماعي وظهور الفرد بمظهر الاعتماد( السيد شتا ،1974،162-164).ويشير فرويد أنّ الاغتراب سمة متأصلة في وجود الّذّات في حياة الإنسان ، إذ لاسبيل مطلقاً لتجاوز الاغتراب من وجهة نظر فرويد بين الأنا والهو والأنا الأعلى ، حيث لامجال لإشباع الدوافع الغريزية كلها مطلقاً ، كما أنّه لايمكننا التوفيق بين الأهداف والمطالب ، وبين الغرائز بعضها مع بعض(عبد المنعم ، 1988،18).
- الاغتراب الاقتصادي:لقد احدث التقدم التقني الّذي حدث في القرنين الماضيين تغيرات عميقة في طبيعة العمل ،ففي ظل التخصص الدقيق والتعقيد الشديد ، أصبح العامل لايرتبط إلا بجزء صغير من عمله ،مما أفقده الانسجام والتأقلم مع هذا العمل ، وبالتالي برزت مظاهر الشعور بالوحدة والغربة عن محيط العمل ،وهذه المشاعر تحمل بين طياتها عدم الرضا وفقدان الانتماء الوظيفي ، واختفاء روح المبادرة والمسؤولية وغيرها من المظاهر السلبية التي تختلف بين العاملين وتؤثر سلباً على أدائهم الوظيفي ومستوى إنتاجيتهم(شملاوي ،2011 ، عن الانترنت).ولقد ذاع مفهوم الاغتراب الاقتصادي على يد كارل ماركس الّذي نشر مخطوطاته الاقتصادية والفلسفية عام (1932)، حيث استخدم ماركس مصطلح الاغتراب ليشير به إلى الناتج المغترب الّذي ينفصل عن منتجه ، ولكنه ينفصل على وجه الدقة لأنّه قد سلمه لآخر أو بصورة أكثر عمومية للسوق ، أي التخلي عنه ( شاخت ،1980،151). فالعامل في المجتمع الرأسمالي يعامل كما لوكان سلعة ، غير أنّه ليس سلعة كالسلع الأخرى ، لأنّه يتميز عنها جميعاً بالوعي .وعندما يعي العامل بذاته أنّه يعامل كسلعة عندئذٍ يبدأ بالثورة على الاغتراب والتشيؤ ، أي وضعه البائس الشقي ويبدأ باسترداد ماسلب منه ، هنا يظهر الإنسان الجدلي في مقابل الإنسان المغترب أو المتشيء(رجب ، 1965،135).فالاغتراب الاقتصادي هو نوع يهتم به الماركسيون ، ومعناه أنّ الإنسان في المجتمع الرأسمالي تسلب قدرته على العمل والإنتاج ويعامل كما لو أنّه سلعة تباع وتشترى (رجب ،1965،22).
- الاغتراب الديني : ارتبط الاغتراب الديني بفكرة خروج الإنسان على نعمة الله تعالى ، أي انفصاله عن الّذّات الإلهية وسقوطه في الخطيئة ، فهو إذن مغترب عن الله .
- الاغتراب الروحي : وهو اغتراب الإنسان عن الزمن الحالي الّذي يعيش فيه ، والالتجاء إلى تمجيد الماضي الّذي يكون موضوعاً جمالياً فقط ،والإشادة به ، فينفصل عن تاريخه الحالي ليعيش بوجدانه وعقله في الزمن القديم ( الجماعي ، 2008،39).
مظاهر الاغتراب في ضوء الاتجاه التحليلي:
والتي سعى سيمان للكشف عنها في عماه المتعلق بتحليل معنى الاغتراب :
1- فقدان السيطرة : يشير هذا المصطلح عند سيمان إلى شعور الفرد المتمثل بأنّه لايستطيع التأثير على المواقف الاجتماعية التي يتفاعل معها وهنا يكون توقع الفرد حول تحقيق رغباته غير قادر على تقرير حدوث النتائج . ويقول سيمان إنّه في حالة الاغتراب هذه يقصد ملاءمة المفهوم للتوقعات التي لها صلة بإحساس الفرد بالتأثير على الأحداث الاجتماعية والسياسية ، بمعنى أنّ الشخص لديه توقع ضئيل ومحدود بأنه يستطيع من خلال سلوكه أن يحقق أي مكافأة شخصية يبحث عنها ( السيد شتا ، 1993،217-218بتصرف).
2- اللام
عدل سابقا من قبل تربية معلم صف في الأحد نوفمبر 06, 2011 9:40 pm عدل 2 مرات