السياحة الدينية بالتعريف هي زيارة الأماكن الدينية والعتبات المقدسة ومشاهد الأئمة والمساجد ومراقد وآثار الأنبياء والقديسين إضافة إلى الحج والعمرة وهذه السياحة هي الأكثر فائدة للدول الغنية بالأماكن الدينية وتفتح آفاقاً عديدة في المجالات الثقافية والاقتصادية وبالتالي فإن الاهتمام بالمواقع الدينية واكتشاف معالمها ومرافقها وتطويرها يقود النهضة السياحية في هذه الدول ويحقق عائدات كبيرة يتم ضخها في الاقتصاد الوطني.
[size=9]وبرز الاهتمام بالسياحة الدينية في سورية من خلال التركيز على المواقع الدينية والعمل على تطويرها وإقامة الاحتفاليات الخاصة بالقديسين مثل احتفالية عام القديس بولس 2008- 2009 التي أقامتها وزارة السياحة إضافة إلى البرامج التي أطلقتها بهدف تفعيل السياحة الدينية خاصة خلال شهر رمضان ولاسيما أن سورية تغص بالأوابد والكنوز الأثرية الدينية بكافة أنواعها ومشاربها وهو ما يشكل ضمانة فعلية لتفعيل السياحة الدينية.
[size=9]وفي إطار الاهتمام بالسياحة الدينية حرصت سورية على توفير الخدمات اللازمة لهذه السياحة وتطويرها يما يتلاءم مع النهضة العمرانية والثقافية والاجتماعية والسياحية فبينما كان مقام السيدة زينب لايضم في السابق سوى مسجد وضريح صغير بناؤه في غاية البساطة في وسط منطقة زراعية نائية من ضواحي دمشق أصبحت اليوم بعد توسعها جزءاً من أجزاء الشام الكبرى إذ يبلغ عدد سكانها على أرض الواقع أكثر 220 ألف نسمة إضافة إلى إعداد هائلة من الزوار والسياح الذين يأتونها شهرياً والذين يقدرون بأكثر من 2 مليون سائح كما تحقق هذه المدينة عائدات تقدر بنحو ملياري ليرة سورية سنوياً.
[size=9]وإلى جانب منطقة مقام السيدة زينب هناك مناطق عديدة أخرى في دمشق تنتشر فيها المزارات مثل منطقة العمارة بدمشق القديمة التي يوجد فيها مزار السيدة رقية ومنطقة داريا التي يوجد فيها مقام السيدة سكينة إضافة إلى الجامع الأموي وتتشابه هذه المنطقة في كونها مناطق شعبية تكتظ بالناس والزوار القاصدين زيارات هذه المقامات وتحتاج هذه المناطق إلى المزيد من التنظيم والتخديم بما يتلاءم وصناعة واستثمار السياحة في سورية.
[size=9]ويوجد في دمشق وريفها الكثير الكثير من الاماكن المقدسة المسيحية والإسلامية وتنفرد مدينة دمشق لوحدها بأكثر من 200 مسجد أهمها المسجد الأموي الكبير وهناك مقام السيدة زينب والسيدة سكينة ومقام النبي هابيل والجامع الكبير في قارة ودير سيدة صيدنايا ودير الشيروبيم والكثير من الكنائس التي تحمل أسماء القديسين ويوءمها الزوار والسياح بكثرة.
[size=9]وتحتل السياحة الدينية في سورية حيزاً مهماً من حيث عدد السياح الإجمالي الذي وصل إلى نحو ستة ملايين سائح ومن حيث عائدات السياحة المتوقع أن تصل خلال الأعوام الثلاثة القادمة إلى نحو 170 مليار ليرة سورية ومساهمتها في الاقتصاد الوطني الأمر الذي يستدعي الاهتمام بالجانب الدعائي والإعلامي للتعريف بالكنوز الاثرية والدينية في سورية ووضع برامج جديدة للسياحة الرمضانية أو الدينية لاستقطاب السياح في شهر رمضان أو في خارجه.