للحوار أهميه كبيرة ، فهو من وسائل الاتصال الفعالة ؛
حيث يتعاون المتحاورون على معرفة الحقيقة والتوصل إليها ؛
ليكشف كل طرف منهم ما خفي على صاحبه منها، والحوار مطلب إنساني ،
تتمثل أهميته من خلال استخدام أساليب الحوار البناء
لإشباع حاجة الإنسان للاندماج في الجماعة، والتواصل مع الآخرين ،
فالحوار يحقق التوازن بين حاجة الإنسان للاستقلالية ،
وحاجته للمشاركة والتفاعل مع الآخرين .
كما يعكس الحوار الواقع الحضاري والثقافي للأمم والشعوب ،
حيث تعلو مرتبته وقيمته وفقاً للقيمة الإنسانية لهذه الحضارة وتلك .
وتعد الندوات واللقاءات والمؤتمرات إحدى وسائل ممارسة الحوار الفعـال ،
الذي يعالج القضايا والمشكلات التي تواجه الإنسان المعاصر .
وفيما يلي بعض الإرشادات التي تساعدك على تطوير مهارة الحوار لديك:
الإنصات:
وهو أهم نقطة في المحادثة ،
وقد تعتقد أن الحوار يقتصر على الكلام المتبادل بين طرفين أو أكثر ،
ولكن من الصعب فهم كلام الآخرين ما إن كان الطرف الآخر يستمع وينصت لك ،
وبالتالي يفكر فيما سوف يقوله في الجملة التالية ،
لذلك يجب الانتباه إلى كل ما يقال عند الحديث لشخص معك .
حاول أن تعرف ما يهم المتحدث أمامك :
قبل أن تبدأ الحوار أو النقاش مع شخص ما حاول أن تفهم مفتاح الشخص الذي أمامك ،
فلو كان من الشخصيات التي تحب المدح والإطراء ،
ستجد بعض عدة جمل إطرائية في أول الحوار .
تفتح الباب أمامك لطرح عدة مواضيع كان من الصعب طرحها سابقاً ،
وبالمدح والمجاملة تكون البداية أفضل لكسر كل الحواجز .
اسأل بعض الأسئلة :
أسأل من يستمع إليك عن ما يحب أن يعمل ؟
عن الأشياء التي عملها في حياته ؟
ماذا يعملون في الوقت الحاضر ؟
ماذا عمل اليوم أو في عطلة نهاية الأسبوع ؟
استفسر عن بعض الأشياء التي قد تحب أن تعرفها وتفيدكما سوياً .
انسى نفسك :
قال دايل كارنيجيي " انه لمن السهل أن تستمتع لما يقوله الآخرين على أن تقنعهم أن يكونوا مستمتعين لما تقول " .
فلو كنت مشغولاً جداً بالتفكير في نفسك ،
أو عن رأي الآخر بك لن تستطيع الاسترخاء أو حتى تقديم نفسك بالشكل المناسب ،
فكل ما عليك فعله هو : التركيز على الطرف الآخر أكثر من التركيز على نفسك .
تمرن على مهارات الاستماع النشطة:
جزء من الاستماع هو أن تجعل الشخص الآخر يعرف أنك تستمع إليه .
قم بالاتصال بالعين ، أو بالإيماء برأسك بالإ يجاب .
أذكر خلال استماعك بعض الكلمات مثل "نعم" ، "فهمت" ، "هذا شيق"
أو أشياء مشابهة تجعلهم يفهمون إنك متابع لما يقولونه ولست مشغول بأشياء أخرى مثل"ماذا سوف أقول بعد ذلك ؟ ".
اطرح أسئلة واضحة :
لو كان الموضوع شيقاً وممتعا بالنسبة إليك ،
حاول أن تطرح سؤالاً "مجرداً " تسألهم به عن رأيهم وشعورهم الحقيقي تجاه الموضوع محل النقاش .
ولو كان النقاش عن موضوع مشوش أو غير مفهوم انتهز الفرصة وأستفد منهم وتعلم من تجاربهم .
فالكثير من الناس يستمتعون بذكر هواياتهم المحببة إلى أنفسهم إلى الآخرين ،
والكثير أيضاً لديه الرغبة في نقل تلك الهواية أو الموضوع أو حتى التجربة .
انتظر دورك ولا تقاطع :
سيبدو لك أن المهارة التالية في غاية السهولة لكنها تتطلب الكثير من التدريب حتى تتمكن من إجادتها وإتقانها ،
فالمناقشات تتطلب "انتظاراً للأدوار" فإذا كان شخص ما يتحدث ،
على الجميع الاستماع له وعدم مقاطعته حتى ينتهي من حديثه ،
فينتقل الدور إلى الشخص الآخر ليعلق أو ليتحدث عن موضوع آخر أو يوضح وجهة نظره .
هذه الطريقة تعلم الكثير من الاحترام ، وبها يتسنى للمتحدث أن يصحح مفهومك أو يضيف شيئا إلى معلوماتك .
فكّر في ردة فعلك، قبل المعارضة :
فلو كان اعتراضك على رأي ما غير مهم أو ليس ذا علاقة جوهريه بموضوع النقاش ،
فالأفضل أن تحتفظ برأيك وأن لا تطرحه أمام الآخرين ،
لأن طرح الآراء المعارضة غير المهمة تجعل من صاحبها شخصاً مجادلاً فقط ،
أما لو كان رأيك مهم اطرحه بلباقة كفرق في وجه النظر .
فالمعارضة الكثيرة والدائمة قد تنحيك جانباً .
لذا تذكر النقاط التالية :
الناس لديهم فروق كثيرة في كل شيء، و ذلك ما يجعل الحديث ممتعاً معهم .
الموافقة على كل شيء تراه قد تقتل الحوار مثل المعارضة على كل شئ .
قد يستمتع الشخص لأنك تختلف عنه، ولكنه سيجدك بغيضاً إذا كنت تعارضه على كل شئ .
عند معارضتك حاول أن تلغي كلمة " لكن"في حوارك لأنها تضع المتحدث في موضع الدفاع ،
واستخدم عوضاً عنها أسلوب المحامين اللبق مثل " أوافقك في بعض النقاط لكن في هذه النقطة ....".
يجب أن تعرف كيف تنهي الحوار :
حتى أفضل المحاورين أو المتناقشين يواجهون قطع الحديث أو أحد المعارضين ،
فبادر أنت بإنهاء الحوار إذا تطلب الأمر بشكل محترف ،
صافح الشخص الآخر وتأكد من إخباره بأنك استمتعت بالحديث معه ،
انهي اللقاء بكلمات لطيفة تعطي الشخص الأخر الطابع الايجابي لك ،
لأن ذلك يشجعه على العودة مرة أخرى بأشياء جديدة .
اخلق "الانطباع الأول" الجيد عنك :
أبدأ بالابتسامة ، أسأل أسئلة تتطلب أكثر من مجرد الإجابة عنها بنعم أو لا ، وبالفعل أستمع ،
لا تنسى المحافظة على تواصل العينين وابقي نفسك ودودا مهذباً قدر الإمكان .
محظورات الحوار :
كن حذراً عندما تسأل أسئلة خاصة أو شخصية ، فأنت لا تريد المخاطرة بمواضيع حساسة .
لو أبدى الشخص الأخر استعداده للحديث عن أموره الشخصية ،
فتعلم كيفية إنهاءها لأنك قد تعلم أشياء أنت في غنى عنها ،
فأنت تتجنب أن يفكر الشخص لاحقاً بأنه أفصح عن بعض معلوماته الشخصية .
تحرى الصدق ، فالمجاملات أمر رائع جداً ، لكن الكثير من المديح سوف يوضح أنك عكس ذلك .
ابتعد في نقاشاتك عن المواضيع الحساسة التي قد تثير الفوضى مثل المواضيع السياسية والدينية .
لا تدخل في جدال وتحول الحوار إلى حلبة معركة ،
ففي حالة عدم توافق رأيك مع الشخص الأخر بين ذلك بهدوء ،
فهذا ادعى إلى احترامك من قبل الجميع أو حاول بأسلوب لبق وذكي أن تغير موضوع الحديث إلى آخر .
لا تكثر من قول "نعم و فهمت" فلعل المتحدث يفهم من ذلك أنك مضجر ومللت الحديث .
تذكر دائماً أن اختلاف وجهات النظر لا تفسد للود قضية .