برودة الأعصاب التي تتعامل فيها دمشق مع الإدارة العربية للأزمة السورية مرده لعامل استراتيجي وجوهري، هو الدعم الروسي المطلق للقيادة السياسية السورية، يقول مصدر دبلوماسي هنا في دمشق، المصدر يكشف أن وفداً روسياً رفيعاً حضر إلى دمشق بعد اندلاع الأزمة السورية بعدة أسابيع والتقى القيادة السورية، وأبرز ما قاله الوفد الروسي للقيادة ان أي تنازل سياسي مهما كان بسيطاً على مستوى الملفات الإقليمية لن يكون بالإمكان تعويضه أو استعادته وسينعكس هذا التنازل ضعفاً في الوضع العام لدمشق وستتبعه تنازلات أخرى.
ويُضيف المصدر أن الوفد الروسي المحمل برسائل الكرملين أبلغ دمشق أن عليها الفصل بين الشأن الداخلي السياسي والشأن الإقليمي والدولي السياسي، وأن مسألة الإصلاحات السياسية الداخلية تختلف تماماً عن إدارة الأزمة خارجياً.
يتابع المصدر: راحت دمشق تبني على أساس هذا المعطى الاستراتيجي الروسي الداعم، مع تقارير مؤكدة لدى قيادة النظام في سورية بأن المؤسسة العسكرية الروسية ترى في سورية حليفاً استراتيجياً وبعداً جغرافياً وسياسياً لا يمكن التفريط به.
المصدر الدبلوماسي يؤكد أن تنسيقاً استخباراتياً وتبادلاً للمعلومات يجري على مستوى عال بين دمشق وموسكو، مضيفاً أن الأجهزة الروسية هي التي أخبرت دمشق بتوجه مقاتلين ليبيين إلى الجنوب التركي بالقرب من الحدود السورية منذ فترة وهي التي سربت لدمشق الاسم الحركي للقيادي العسكري الليبي عبد الحكيم بلحاج الذي يوجد حالياً في تركيا تحت اسم حركي هو سليم العلواني، وبتوجه مئات المقاتلين الليبيين إلى الحدود التركية السورية، فقامت دمشق بإنشاء منطقة مغلقة بعمق 20 كم على طول الحدود يشرف عليها الجيش السوري، لا بل أن موسكو وضعت دمشق بصورة التحركات العسكرية التركية على مدى الأشهر الماضية على الحدود مع سورية، وعلى أساس المعطيات تلك حركت دمشق قطعات عسكرية من الوحدات الخاصة باتجاه الشمال في محافظة إدلب.
المصدر: القدس العربي
.