بدأنا
في الحلقة السابعة الحديث عن الفصل الثالث من كتاب "أنا زلاتان"، اليوم
نلقي الضوء مع بدايات مسيرة زلاتان إبراهيموفيتش مع مالمو و معاناته في
عالم الدراسة و الحادثة التي فطر قلبه فيها سائق حافلة الفتيات..!
بدأ إبرا الحديث بوصف الأجواء الجديد من حوله، فقال "كنت في
عامي الثالث عشر حينها و كان هناك القليل من الأجانب فقط هنا و من بينهم
توني، أما البقية فكانوا سويديين و بعضهم كانوا من منطقة ليمهامن (جنوب
مالمو)، فتيان من طبقات راقية. شهرت أنني من المريخ ليس فقط لأن والدي كان
لديه بيت رائع كبير و لم يكن معي في المباريات. كنت أتحدث بشكل مختلف عنهم و
كنت أراوغ اللاعبين بالكرة، اشتعلت كالقنبلة و قاتلت على أرض الملعب. في
إحدى المرات تلقيت بطاقة صفراء لأنني وبخت زملائي فقال لي الحكم"
"لا يمكنك القيام بذلك"
فصرخت قائلًا "اذهب إلى الجحيم" و تركته
من
الطبيعي ألا يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فقد واجه تكتلًا كاد يركله خارج
أسوار النادي، و هو ما قال عنه "ثم بدأت الأجواء تتلبد بالدخان بين
السويديين (أي أصبحوا عصبيين) و أراد أهاليهم إخراجي من المباراة، و قلت
لنفسي للمرة الألف "فليذهبوا إلى الجحيم معهم". قررت أن أغير اللعبة من
جديد فراهنت على التايكوندو. إنها أكثر روعة بينما كرة القدم مجرد هراء.
أحد
الآباء الحمقى لأحد لاعبي الفريق دخل و معه قائمة فيها تواقيع الآباء و
طلبهم كان أن "زلاتان يجب أن يخرج من النادي، زلاتان لا ينتمي إلى هنا، يجب
أن يتم الإلقاء به بعيدًا" بلا بلا بلا، لقد كان ذلك جنونًا! حسنًا، فقد
سبق لي أن قاتلت ابن ذلك الأب و كانت لي العديد من التدخلات العنيفة عليه.
لقد نطحته في رأسه بصراحة لكنني كنت نادمًا للغاية بعد ذلك و ذهبت إلى
المستشفى و اعتذرت له".
"كان ذلك عملًا أرعنًا
بحق، لكن قائمة توقيعات تطالب بركلي من الفريق! المدرب أكي كالينبيرج حدق
في تلك الورقة و قال "ما هذا الهراء التافه!" ثم قام بتمزيقها. لقد كان أكي
رجلًا جيدًا و هو الذي وضعني في فريق الأشبال لعام كامل، و كان مثل
الآخرين يعتقد أنني أراوغ كثيرًا و أصيح كثيرًا في وجوه زملائي و أن سلوكي
كان غير قويم و البقية تأتي.
لقد
تعلمت شيئًا مهمًا من تلك السنوات، فكي أصبح ذلك الفتى الذي يُحترم يجب أن
أكون أفضل من ليفي بيرسون و بقية الأسماء، يجب أن أتدرب بِجِدٍ أكثر عشر
مرات و إلا لن أحصل على الفرصة على وجه الأرض! خاصة إذا كنت سارق دراجات".
مر
الأمر بسلام، لكنه أوقع نفسه في ورطة أخرى "كان يجب أن أتحكم بمزاجي أكثر
من البقية. أردت ضمان مكاني و لم أكن فاقدًا للأمل بشكل كامل. لكن مكان
التدريبات كان بعيدًا للغاية، سبعة أميال كانت كثيرة إلا أن الإغراء كان
رائعًا للغاية و كنت أصل على أي حال، خاصة إذا رأيت دراجة جميلة!"
"في
إحدى المرات رأيت دراجة صفراء بها العديد من الصناديق الجميلة و قلت لنفسي
"لم لا؟" قدتها بعيدًا و كانت دراجة مميزة لكن بعد فترة بدأت أفكر في
الغريب بشأن تلك الصناديق، و فجأة فهمت أنها كانت دراجة لخدمات البريد فعدت
إلى الفور إلى المكان الذي أخذتها منه و قفزت من فوقها ثم وضعتها في مكان
أبعد قليلًا. لم أكن أريد أن أسرق رسائل الناس أيضًا!!"
و رغم ذلك
لم يتعلم، فوقع في ورطة أكبر بكثير "في مناسبة أخرى أخدت دراجة كنت قد
سرقتها سابقًا و كنت أقف خارج منطقتي بعيدًا عن المنزل و كنت جائعًا و غير
صبورًا، و لذا أخذت دراجة جديدة خارج غرف تغيير الملابس و فتحت القفل
كالعادة، و أتذكر أنها أعجبتني كثيرًا فقد كانت دراجة جيدة و وضعتها بعيدًا
كي لا يراها مالكها القديم. لكن بعد ثلاثة أيام طلب الفريق اجتماعًا، و قد
شعرت أنني انتهيت، فالاجتماعات عادة تعني إما وجود مشكلة كبيرة أو جلسة
للموعظة و قد بدأت على الفور في التفكير في أعذارًا ذكية مثل "لم أكن أنا
بل كان شقيقي"، و كما توقعت، كان الاجتماع بشأن دراجة لمدرب آخر".
سئلنا
"هل رآها أحدكم" فأجبنا بلا و كذلك فعلت! ففي مثل هذه الأوضاع عليك أن
تقول لا، هكذا تسير الأمور. ثم بدأت بالتحاذق قليلًا فقلت "أو، كم هو أمر
محزن. أنا أيضًا سبق و أن سُرِقَت دراجتي". لكن على أي حال شعرت ببعض القلق
"ما الذي فعلته لتوي؟ ياله من حظ عاثر! دراجة مدرب آخر!" فكرت في أنه لا
حرج في ألا أستمع لتوجيهاتهم و تكتيكاتهم مكملًا مراوغاتي و حركاتي."اسمع،
لا لن أسمع!" .. تلك كانت فلسفتي، لكن أن أسرق دراجاتهم؟"
رأيت أن
ذلك ليس بالأمر الجيد و قلقت كثيرًا، فذهبت للمدرب و قلت له "ها هي
الدراجة. لقد استعرتها قليلًا. كنت في أزمة. مرة واخدة فقط! سأعيدها لك
غدًا" ثم رسمت على وجههي أسوأ ابتسامة حزينة و أعتقد أن الأمر مر بسلام على
أي حال. ابتسامتي ساعدتني كثيرًا خلال تلك السنوات و كنت قادرًا على
ابتداع مزحة ما حين كنت بحاجة إليها. لكن ذلك لم يكن سهلًا فأنا كنت دائمًا
ابن البطة السوداء، فقد وجه اللوم لي مرارًا و تكرارًا بسبب اختفاء
الأدوات الرياضية."
من منطلق ذلك الموقف عرج إبرا قليلًا للحديث عن
الفوارق بينه و بين زملائه الأثرياء، فقال "كنت فقيرًا بينما الآخرون منذ
صباهم كانوا يمتلكون أحذية كرة قدم جديدة من أديداس و بوما مصنوعة من جلد
الكانجارو، بينما أنا فقد قمت بشراء أول زوج من الأحذية من إيكو كولونيد بـ
59.9 كرونا و كان زوج من الأحذية الرياضية الذي بوسعك وضعه بجانب الطماطم و
الخضروات، لكنني ظللت ألعب و لم يكن لدي شيء لأتباهى به بتلك الطريقة. حين
سافر الفريق خارجًا كان الآخرون يمتلكون قرابة الألفين كرونا لإنفاقها،
بينما كان لدي فقط 20 كرونا و أحيانًا كان يتجاهل والدي دفع إيجار منزلنا
لشهر لإرسالي إلى الخارج. لقد كان عملًا جميلًا لكن رغم ذلك لم يكن
باستطاعتي أن أضاهي زملائي."
زملاء إبرا: "فلتأتِ معنا يا زلاتان، سنذهب لشراء البيدزا، الهمبيرجر!"
إبرا: "لا، سأقوم بذلك لاحقًا. لست جائعًا بل أنا أتجمد من البرد!".
حاولت
التملص بكل الطرق و لم أذهب معهم في أي مرة فالأمر لم يكن يستحق كل هذه
المعاناة. لكن كان هناك شيء جديد و دخلت في مرحلة من الشك ليس لأنني أريد
أن أكون مثل الآخرين، ربما قليلًا، لكنني أردت تعلم طريقتهم. لكنني في
الأغلب كنت أتصرف بطريقتي بينما كان آخرين مثلي يحاولون التصرف كالطبقات
العليا لكنهم كانوا يحاولون دائمًا بالأسلوب الخاطئ، بينما أنا كنت أقوم
بالعكس.
أكمل إبراهيموفيتش الحديث عن أسلوبه الخاص و تحدث عن رفيق
دربه منذ الصغر فقال "كنت أدير شؤوني بطريقة أصعب فعوضًا عن القول "لدي فقط
عشرون كرونا" كنت أقول "ليس لدي أي شيء، و لا حتى إيري واحد (الكرونا
مكونة من 100 إيري)". لقد كان ذلك جيدًا أو ربما أكثر جنونًا. لقد كنت
صبيًا صعب المراس من روسينجراد و كان ذلك مختلفًا، لقد أصبحت تلك هي هويتي و
أحببتها أكثر فأكثر و لم أهتم أبدًا بعدم وجود أي فكرة لدي عن النماذج
السوية للرجال السويديين."
إبرا لم يكن يعرف شيئًا عن المنتخب
السويدي و لم يأبه بإنجازهم المونديالي "أحيانًا كنا نلعب المباريات ضد
الفريق الأول و في مرة شاهدنا مباراة بين الفريق الأول و فريق آي إف كي
جوتبورج، مباراة كبيرة حقًا، و كان زملائي يجن جنونهم و يذهبون للحصول على
الأوتوجرافات من النجوم، خاصة من شخص يُدعى توماس رافيلِّي و بدا كأنه بطل
العالم بعد تصديه لركلة جزاء في كأس العالم. لم يسبق لي أبدًا أن سمعت عن
ذلك الشخص لكنني لم أجعل من نفسي فتًا أبله".
"بالطبع شاهدت كأس
العالم لكنني في النهاية كنت من روسينجرات و كنت أزدري السويديين بشكل كامل
و في المقابل شاهدت البرازيليين و خاصة روماريو و بيبيتو. على أي حال كان
ما لفت نظري ذلك اليوم هو السروال الذي ارتداه رافيلِّي و تسائلت عن لو
أنني كنت قادرًا على سرقة واحدًا مثله"!
* رافيلي الذي حرس مرمى
جوتبورج بين عامي 1989 و 1997 يعتبر أسطورة حراس مرمى المنتخب السويدي و قد
قصد إبراهيموفيتش هنا ركلة جزاء رومانيا الأخيرة التي نفذها ميورداخ
بيلوديديشي و تصدى لها رافيلي لتمنح السويد الفوز في ربع نهائي كأس العالم
بنتيجة 5-4 بركلات الجزاء الترجيحية عام 1994، في البطولة التي حققت فيها
السويد المركز الثالث و فاز رافيلي في العام ذاته بالمرتبة الثانية في
استفتاء حارس العام.
"كنا نبيع بطاقات البينجو لجلب المال للنادي و
لم تكن لدي أدنى فكرة عنها. لم أكن أعرف أي شيء عن العمل المتنقل و الذي
كان يحبه الرجال المسنون. لكنني مضيت قدمًا و كنت أطرق الأبوات في المنطقة
قائلًا "مرحبًا، مرحبًا، اسمي زلاتان و أعتذر عن إزعاجكم. هل تودون الحصول
على تذكرة؟" بصراحة بعت تقريبًا واحدة و بعض تقويمات الكريسماس و في
النهاية كنت أجعل والدي يشتري البقية. ذلك لم يكن عادلًا. لم يكن لدينا
المال لكنني لم أكن سعيدًا بطرق الأبواب في كل يوم من شهر نوفمبر. لم أكن
مقتنعًا بأن يتم إرسال الصبية بمثل هذه الأشياء لبيعها".
المتاعب
ظلت ترافق السويدي داخل الملعب "لقد لعبنا كرة القدم و تمتعنا بأداء خلاب
في فريق 80-81. كان هناك توني فلايجير، جودموندر ميتي، ماتياس كونكا، جيمي
تاماندي، ماركوس روزينبيرج و أنا. لقد كان هناك جميع الأنواع من اللاعبين
الثاقبين و تحسنت أكثر فأكثر، لكن التذمر بقي قائمًا و كان ذلك غالبًا من
الآباء الذين رفضوا التوقف عن قول
"الآن ها هو يبدأ، إنه يراوغ مجددًا! إنه ليس مناسبًا للفريق!"
"من
هؤلاء بحق الجحيم ليقفوا هناك و يحكموا علي؟ كل شيء كان له سببه و كنت
أحاول الإضافة لكرة القدم فذ ذلك الوقت، و كدت أغير النادي مجددًا فلم يكن
هناك والد يدافع عني أو يشتري لي ملابس باهظة الثمن. كنت أعتني بنفسي و في
المقابل كان الآباء السويديون يقفون مع أبنائهم المغرورين ليتحدثوا عن
أخطائي. بالطبع كنت أنفجر من الغضب!"
أخيرًا بدأت الحياة تبتسم
لزلاتان "بالإضافة إلى ذلك كنت لا أكل و لا أمل، كنت أريد اللعب دائمًا.
أردت شيئًا جديدًا. جوني جيلينسخوي أحد المدربين بالنادي سمع عن القصة و
تحدث مع النادي قائلًا "إننا نخسر موهبة عظيمة!" ثم حصلت على عقد شباب وقع
والدي عليه و كنت أتقاضى 1500 كرونا شهريًا و كانت تلك الدفعة الأولى و
بالطبع حاولت الوصول إلى الأكثر فالأكثر و لم أكن أرى أن ذلك أمر مستحيل،
فكما قلت سابقًا الأمر لم يكن دقيقًا بالنسبة لي بل سرت على قائمة "لا
تستمع"، فمن خلالها كنت أستمع لنفسي فقط."
و عن انبهاره و زملاءه
براقصي السامبا، قال إبرا كادابرا "عملت بِجِدٍ لكي لا أتلقى الكرة من
الآخرين كثيرًا، لكن تألقي لم يكن خلابًا بعد و كانت تفصلني مسافة عن مستوى
توني و قد تخليت عن الدراسة لكي أكون فقط جيدًا في اللعب، فجميع أبناء
جيلي في مالمو كانوا يمتلكون مهارات و حركات جيدة. لقد كنَّا ننافس بعضنا
البعض و مجددًا أحسست أن ذلك أشبه ببيت والدتي، و حينما كنَّا نطالع
الحاسبات الآلية كنَّا نشاهد مهارات مختلفة كان يقوم بها رونالدو و روماريو
ثم نتدرب عليها حتى نجيد تنفيذها."
"لقد كانت حركات سريعة، كيف كان
بمقدورهم القيام بها؟ كيف قاموا بتلك الحركات الصغيرة؟ كانت تلك اللمسة
للكرة مألوفة لدينا جميعًا، لكن طريقة لمس البرازيليين للكرة كانت مختلفة
تمامًا و كنَّا نتدرب عليها مرارًأ و تكرارًا من أجل تنفيذها خلال
المباريات. كان هناك الكثير ممن ينفذون تلك الحركات لكنني كنت أتفوق عليهم
بخطوة و تعمقت في الأمر فكنت حذرًا في تفاصيل كل حركة. أصبحت مهووسًا بها
بكل صراحة."
و بينما كان يتحدث عن المهارات التي حاول تعلمها، انتقل
إبرا كادابرا لقضية مختلفة تمامًا "تلك الحركات كانت طريقتي لكي أحظى
بمتابعة الآخرين، و كنت أواصل المراوغات بقدر ما كان الآباء و المدربون
يواصلون شكواهم مني. لقد اعتدت على ألا أفعل ما يريدون أو أن أقوم بكلا
الأمرين. أردت أن أكون مختلفًا و أردت أيضًا أن يتم تدريبي على بعض الحركات
و سار الأمر بشكل أفضل فأفضل. لكن أحيانًا لم تكن الأمور سهلة، فأحيانًا
كنت أتألم و خاصة أنني كنت متأثرًا بموقف والدتي و والدي. لقد وضعًا سيئًا
احتجت للخروج منه".
"ففي مدرسة سورجين فريسكولان كانوا يضعون مدرسًا
إضافية خصيصًا لي و كنت في قمة الغضب و بالتأكيد كنت فوضويًا و ربما أسوأ
من أي وقت مضى. لكنني في المقابل كنت أتعلم بشكل استثنائي للانتهاء من
الأمر برمته و حصلت على خامس أعلى درجة في الرسم، رابع أعلى درجة في اللغة
الإنجليزية و مثلها في الكيمياء و الفيزياء. لم أكن ذلك الطفل الذي يتعاطى
المخدرات، لكنني كنت فقط قلقًا و قمت بالكثير من الحركات الغبية. لكن كان
هناك ذات مرة حديث عن وضعي في مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد أرادوا
تقويمي و أشعرونني أنني كائن فضائي و ذلك جعلني أشعر كأن قنبلة بدأت تدق في
جسمي. ربما كنت لا أركز قليلًا في الحصص و أجد صعوبة في الجلوس فترات
كثيرة مع الكتب، لكنني كنت أستطيع التركيز جيدًا على ما أود تعلمه، خاصة
حين كان يعتلق الأمر بكرة القدم."
حينما يتعلق الأمر بالغضب، فالأب
لم يكن مختلفًا كثيرًا عن ابنه "في إحدى الأيام لعبنا كرة القدم و كان هناك
مدرس يحدق بي مع أقل شيء أقوم به، فغضبت منه و سددت أقوى كرة في العالم في
وجهه! انتابت المدرب صدمة و ظل يحدق بي فقط و بعد ذلك اتصلوا بوالدي و
أرادوا مناقشة إمكانية حصولي على مساعدة نفسية و مدرسة خاصة و أشياء أخرى
من ذلك الهراء، و هو أمر لم يكن من المناسب التحدث مع والدي عنده، فهو لا
يحب أن يتحدث أحد بالسوء عن أطفاله".
"جن جنونه و ذهب إلى المدرسة
مترديًا ملابس رعاة البقر، ثم قال لإدارة المدرسة "من أنت بحق الجحيم؟
أتتحدث عن مساعدة نفسية؟ ربما أنتم من عليكم أن تتلقوا عناية نفسية لكن
ابني ليس به أي سوء، إنه الطفل الأروع و والده يمكنه أن يصب عليكم جميعًا
لعنته!"
لقد كان مجنونًا، رغم أن ذلك لم يكن مفاجئًا، و انتهى الأمر
مع المدرب و سرعان ما تحسنت الأمور قليلًا و استعدت ثقتي بنفسي. لكن ظل
هناك شيء واحد يثير جنوني و هو وجود مدرس خاص فقط لي! ربما لم يكن يوجد
أسوأ مني، لكن لا يجب أن يتم عزل الأطفال بتلك الطريقة. لا يجب عليكم فعل
ذلك! في حال فرق أي شخص اليوم بين ماكسي و فينسينت (ابنيه) في المعاملة
فبوسعي أن أكون غابة من الجنون، أعد بذلك. يمكنني أن أكون أسوأ من والدي.
طفولة
إبرا كان بها أيضًا مغامرة عاطفية لم تستمر سريعًا "هذه الأزمة لازمتني و
لم يكن شعوري جيدًا تجاهها، ربما على المدى البعيد جعلني ذلك الأمر أقوى،
لا أعلم، ربما أصبحت محاربًا أكثر لكن على المدى القصير فقد انفجرت من هذا
الوضع. يومًا ما كان لدي موعد مع فتاة و لم أكن واثقًا من قدراتي مع
الفتيات آنذاك. هل يُثير الطفل ذو المدرس الإضافي الإعجاب؟ كم بدت الفكرة
رائعًة! فقط طلب رقم هاتفها جعلني أتعرق كثيرًا! لقد كانت بطة رائعة في
عيناي و قد نجحت في تمالك نفسي، قائلًا
إبرا: "هل تودين أن نلتقي لبعض الوقت خارج المدرسة؟"
الفتاة: "نعم بكل تأكيد"
إبرا: "ماذا عن جوستاف؟"
"جوستاف هو ميدان جوستاف أدولف المتواجد بين المثلث و
الميدان العظيم في مالمو، و قد بدا أنها أعجبت بالفكرة لكن حين وصلت هناك
لم تكن هي هناك. كنت عصبيًا بعض الشيء فتلك المنطقة لم تكن بيتي و شعرت
بقليل من عدم الأمان. لماذا لم تأتِ؟ هل لم أعد أعجبها؟ انتظرت دقيقة،
اثنتين، ثلاثة، عشرة و أخيرًا قررت عدم الانتظار. لقد كانت أكبر إهانة لي،
كأنها قامت بصفعي. لكنني قلت لنفسي "من يود أن يواعدني؟" و لذا تركتها و لم
أهتم بأمرها و فكرت في أنني أريد فقط أن أكون نجم كرة قدم. لكن الشيء
الغبي الذي حدث هو أن الحافلة التي تنقل الفتيات تأخرت قليلًا، فالسائق
أراد شراء السجائر "أو شيء من ذلك القبيل، ثم وصلت هي بعد ذلك و كانت حزينة
كما كنت أنا تمامًا.
انتهينا اليوم من الفصل
الثالث من كتاب أنا زلاتان .. انتظرونا مع الفصل الرابع الذي سيتناول فيه
إبرا كادابرا تطور مسيرته مع مالمو و حياته في المدرسة الثانوية ..
في الحلقة السابعة الحديث عن الفصل الثالث من كتاب "أنا زلاتان"، اليوم
نلقي الضوء مع بدايات مسيرة زلاتان إبراهيموفيتش مع مالمو و معاناته في
عالم الدراسة و الحادثة التي فطر قلبه فيها سائق حافلة الفتيات..!
بدأ إبرا الحديث بوصف الأجواء الجديد من حوله، فقال "كنت في
عامي الثالث عشر حينها و كان هناك القليل من الأجانب فقط هنا و من بينهم
توني، أما البقية فكانوا سويديين و بعضهم كانوا من منطقة ليمهامن (جنوب
مالمو)، فتيان من طبقات راقية. شهرت أنني من المريخ ليس فقط لأن والدي كان
لديه بيت رائع كبير و لم يكن معي في المباريات. كنت أتحدث بشكل مختلف عنهم و
كنت أراوغ اللاعبين بالكرة، اشتعلت كالقنبلة و قاتلت على أرض الملعب. في
إحدى المرات تلقيت بطاقة صفراء لأنني وبخت زملائي فقال لي الحكم"
"لا يمكنك القيام بذلك"
فصرخت قائلًا "اذهب إلى الجحيم" و تركته
من
الطبيعي ألا يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فقد واجه تكتلًا كاد يركله خارج
أسوار النادي، و هو ما قال عنه "ثم بدأت الأجواء تتلبد بالدخان بين
السويديين (أي أصبحوا عصبيين) و أراد أهاليهم إخراجي من المباراة، و قلت
لنفسي للمرة الألف "فليذهبوا إلى الجحيم معهم". قررت أن أغير اللعبة من
جديد فراهنت على التايكوندو. إنها أكثر روعة بينما كرة القدم مجرد هراء.
أحد
الآباء الحمقى لأحد لاعبي الفريق دخل و معه قائمة فيها تواقيع الآباء و
طلبهم كان أن "زلاتان يجب أن يخرج من النادي، زلاتان لا ينتمي إلى هنا، يجب
أن يتم الإلقاء به بعيدًا" بلا بلا بلا، لقد كان ذلك جنونًا! حسنًا، فقد
سبق لي أن قاتلت ابن ذلك الأب و كانت لي العديد من التدخلات العنيفة عليه.
لقد نطحته في رأسه بصراحة لكنني كنت نادمًا للغاية بعد ذلك و ذهبت إلى
المستشفى و اعتذرت له".
"كان ذلك عملًا أرعنًا
بحق، لكن قائمة توقيعات تطالب بركلي من الفريق! المدرب أكي كالينبيرج حدق
في تلك الورقة و قال "ما هذا الهراء التافه!" ثم قام بتمزيقها. لقد كان أكي
رجلًا جيدًا و هو الذي وضعني في فريق الأشبال لعام كامل، و كان مثل
الآخرين يعتقد أنني أراوغ كثيرًا و أصيح كثيرًا في وجوه زملائي و أن سلوكي
كان غير قويم و البقية تأتي.
لقد
تعلمت شيئًا مهمًا من تلك السنوات، فكي أصبح ذلك الفتى الذي يُحترم يجب أن
أكون أفضل من ليفي بيرسون و بقية الأسماء، يجب أن أتدرب بِجِدٍ أكثر عشر
مرات و إلا لن أحصل على الفرصة على وجه الأرض! خاصة إذا كنت سارق دراجات".
مر
الأمر بسلام، لكنه أوقع نفسه في ورطة أخرى "كان يجب أن أتحكم بمزاجي أكثر
من البقية. أردت ضمان مكاني و لم أكن فاقدًا للأمل بشكل كامل. لكن مكان
التدريبات كان بعيدًا للغاية، سبعة أميال كانت كثيرة إلا أن الإغراء كان
رائعًا للغاية و كنت أصل على أي حال، خاصة إذا رأيت دراجة جميلة!"
"في
إحدى المرات رأيت دراجة صفراء بها العديد من الصناديق الجميلة و قلت لنفسي
"لم لا؟" قدتها بعيدًا و كانت دراجة مميزة لكن بعد فترة بدأت أفكر في
الغريب بشأن تلك الصناديق، و فجأة فهمت أنها كانت دراجة لخدمات البريد فعدت
إلى الفور إلى المكان الذي أخذتها منه و قفزت من فوقها ثم وضعتها في مكان
أبعد قليلًا. لم أكن أريد أن أسرق رسائل الناس أيضًا!!"
و رغم ذلك
لم يتعلم، فوقع في ورطة أكبر بكثير "في مناسبة أخرى أخدت دراجة كنت قد
سرقتها سابقًا و كنت أقف خارج منطقتي بعيدًا عن المنزل و كنت جائعًا و غير
صبورًا، و لذا أخذت دراجة جديدة خارج غرف تغيير الملابس و فتحت القفل
كالعادة، و أتذكر أنها أعجبتني كثيرًا فقد كانت دراجة جيدة و وضعتها بعيدًا
كي لا يراها مالكها القديم. لكن بعد ثلاثة أيام طلب الفريق اجتماعًا، و قد
شعرت أنني انتهيت، فالاجتماعات عادة تعني إما وجود مشكلة كبيرة أو جلسة
للموعظة و قد بدأت على الفور في التفكير في أعذارًا ذكية مثل "لم أكن أنا
بل كان شقيقي"، و كما توقعت، كان الاجتماع بشأن دراجة لمدرب آخر".
سئلنا
"هل رآها أحدكم" فأجبنا بلا و كذلك فعلت! ففي مثل هذه الأوضاع عليك أن
تقول لا، هكذا تسير الأمور. ثم بدأت بالتحاذق قليلًا فقلت "أو، كم هو أمر
محزن. أنا أيضًا سبق و أن سُرِقَت دراجتي". لكن على أي حال شعرت ببعض القلق
"ما الذي فعلته لتوي؟ ياله من حظ عاثر! دراجة مدرب آخر!" فكرت في أنه لا
حرج في ألا أستمع لتوجيهاتهم و تكتيكاتهم مكملًا مراوغاتي و حركاتي."اسمع،
لا لن أسمع!" .. تلك كانت فلسفتي، لكن أن أسرق دراجاتهم؟"
رأيت أن
ذلك ليس بالأمر الجيد و قلقت كثيرًا، فذهبت للمدرب و قلت له "ها هي
الدراجة. لقد استعرتها قليلًا. كنت في أزمة. مرة واخدة فقط! سأعيدها لك
غدًا" ثم رسمت على وجههي أسوأ ابتسامة حزينة و أعتقد أن الأمر مر بسلام على
أي حال. ابتسامتي ساعدتني كثيرًا خلال تلك السنوات و كنت قادرًا على
ابتداع مزحة ما حين كنت بحاجة إليها. لكن ذلك لم يكن سهلًا فأنا كنت دائمًا
ابن البطة السوداء، فقد وجه اللوم لي مرارًا و تكرارًا بسبب اختفاء
الأدوات الرياضية."
من منطلق ذلك الموقف عرج إبرا قليلًا للحديث عن
الفوارق بينه و بين زملائه الأثرياء، فقال "كنت فقيرًا بينما الآخرون منذ
صباهم كانوا يمتلكون أحذية كرة قدم جديدة من أديداس و بوما مصنوعة من جلد
الكانجارو، بينما أنا فقد قمت بشراء أول زوج من الأحذية من إيكو كولونيد بـ
59.9 كرونا و كان زوج من الأحذية الرياضية الذي بوسعك وضعه بجانب الطماطم و
الخضروات، لكنني ظللت ألعب و لم يكن لدي شيء لأتباهى به بتلك الطريقة. حين
سافر الفريق خارجًا كان الآخرون يمتلكون قرابة الألفين كرونا لإنفاقها،
بينما كان لدي فقط 20 كرونا و أحيانًا كان يتجاهل والدي دفع إيجار منزلنا
لشهر لإرسالي إلى الخارج. لقد كان عملًا جميلًا لكن رغم ذلك لم يكن
باستطاعتي أن أضاهي زملائي."
زملاء إبرا: "فلتأتِ معنا يا زلاتان، سنذهب لشراء البيدزا، الهمبيرجر!"
إبرا: "لا، سأقوم بذلك لاحقًا. لست جائعًا بل أنا أتجمد من البرد!".
حاولت
التملص بكل الطرق و لم أذهب معهم في أي مرة فالأمر لم يكن يستحق كل هذه
المعاناة. لكن كان هناك شيء جديد و دخلت في مرحلة من الشك ليس لأنني أريد
أن أكون مثل الآخرين، ربما قليلًا، لكنني أردت تعلم طريقتهم. لكنني في
الأغلب كنت أتصرف بطريقتي بينما كان آخرين مثلي يحاولون التصرف كالطبقات
العليا لكنهم كانوا يحاولون دائمًا بالأسلوب الخاطئ، بينما أنا كنت أقوم
بالعكس.
أكمل إبراهيموفيتش الحديث عن أسلوبه الخاص و تحدث عن رفيق
دربه منذ الصغر فقال "كنت أدير شؤوني بطريقة أصعب فعوضًا عن القول "لدي فقط
عشرون كرونا" كنت أقول "ليس لدي أي شيء، و لا حتى إيري واحد (الكرونا
مكونة من 100 إيري)". لقد كان ذلك جيدًا أو ربما أكثر جنونًا. لقد كنت
صبيًا صعب المراس من روسينجراد و كان ذلك مختلفًا، لقد أصبحت تلك هي هويتي و
أحببتها أكثر فأكثر و لم أهتم أبدًا بعدم وجود أي فكرة لدي عن النماذج
السوية للرجال السويديين."
إبرا لم يكن يعرف شيئًا عن المنتخب
السويدي و لم يأبه بإنجازهم المونديالي "أحيانًا كنا نلعب المباريات ضد
الفريق الأول و في مرة شاهدنا مباراة بين الفريق الأول و فريق آي إف كي
جوتبورج، مباراة كبيرة حقًا، و كان زملائي يجن جنونهم و يذهبون للحصول على
الأوتوجرافات من النجوم، خاصة من شخص يُدعى توماس رافيلِّي و بدا كأنه بطل
العالم بعد تصديه لركلة جزاء في كأس العالم. لم يسبق لي أبدًا أن سمعت عن
ذلك الشخص لكنني لم أجعل من نفسي فتًا أبله".
"بالطبع شاهدت كأس
العالم لكنني في النهاية كنت من روسينجرات و كنت أزدري السويديين بشكل كامل
و في المقابل شاهدت البرازيليين و خاصة روماريو و بيبيتو. على أي حال كان
ما لفت نظري ذلك اليوم هو السروال الذي ارتداه رافيلِّي و تسائلت عن لو
أنني كنت قادرًا على سرقة واحدًا مثله"!
* رافيلي الذي حرس مرمى
جوتبورج بين عامي 1989 و 1997 يعتبر أسطورة حراس مرمى المنتخب السويدي و قد
قصد إبراهيموفيتش هنا ركلة جزاء رومانيا الأخيرة التي نفذها ميورداخ
بيلوديديشي و تصدى لها رافيلي لتمنح السويد الفوز في ربع نهائي كأس العالم
بنتيجة 5-4 بركلات الجزاء الترجيحية عام 1994، في البطولة التي حققت فيها
السويد المركز الثالث و فاز رافيلي في العام ذاته بالمرتبة الثانية في
استفتاء حارس العام.
"كنا نبيع بطاقات البينجو لجلب المال للنادي و
لم تكن لدي أدنى فكرة عنها. لم أكن أعرف أي شيء عن العمل المتنقل و الذي
كان يحبه الرجال المسنون. لكنني مضيت قدمًا و كنت أطرق الأبوات في المنطقة
قائلًا "مرحبًا، مرحبًا، اسمي زلاتان و أعتذر عن إزعاجكم. هل تودون الحصول
على تذكرة؟" بصراحة بعت تقريبًا واحدة و بعض تقويمات الكريسماس و في
النهاية كنت أجعل والدي يشتري البقية. ذلك لم يكن عادلًا. لم يكن لدينا
المال لكنني لم أكن سعيدًا بطرق الأبواب في كل يوم من شهر نوفمبر. لم أكن
مقتنعًا بأن يتم إرسال الصبية بمثل هذه الأشياء لبيعها".
المتاعب
ظلت ترافق السويدي داخل الملعب "لقد لعبنا كرة القدم و تمتعنا بأداء خلاب
في فريق 80-81. كان هناك توني فلايجير، جودموندر ميتي، ماتياس كونكا، جيمي
تاماندي، ماركوس روزينبيرج و أنا. لقد كان هناك جميع الأنواع من اللاعبين
الثاقبين و تحسنت أكثر فأكثر، لكن التذمر بقي قائمًا و كان ذلك غالبًا من
الآباء الذين رفضوا التوقف عن قول
"الآن ها هو يبدأ، إنه يراوغ مجددًا! إنه ليس مناسبًا للفريق!"
"من
هؤلاء بحق الجحيم ليقفوا هناك و يحكموا علي؟ كل شيء كان له سببه و كنت
أحاول الإضافة لكرة القدم فذ ذلك الوقت، و كدت أغير النادي مجددًا فلم يكن
هناك والد يدافع عني أو يشتري لي ملابس باهظة الثمن. كنت أعتني بنفسي و في
المقابل كان الآباء السويديون يقفون مع أبنائهم المغرورين ليتحدثوا عن
أخطائي. بالطبع كنت أنفجر من الغضب!"
أخيرًا بدأت الحياة تبتسم
لزلاتان "بالإضافة إلى ذلك كنت لا أكل و لا أمل، كنت أريد اللعب دائمًا.
أردت شيئًا جديدًا. جوني جيلينسخوي أحد المدربين بالنادي سمع عن القصة و
تحدث مع النادي قائلًا "إننا نخسر موهبة عظيمة!" ثم حصلت على عقد شباب وقع
والدي عليه و كنت أتقاضى 1500 كرونا شهريًا و كانت تلك الدفعة الأولى و
بالطبع حاولت الوصول إلى الأكثر فالأكثر و لم أكن أرى أن ذلك أمر مستحيل،
فكما قلت سابقًا الأمر لم يكن دقيقًا بالنسبة لي بل سرت على قائمة "لا
تستمع"، فمن خلالها كنت أستمع لنفسي فقط."
و عن انبهاره و زملاءه
براقصي السامبا، قال إبرا كادابرا "عملت بِجِدٍ لكي لا أتلقى الكرة من
الآخرين كثيرًا، لكن تألقي لم يكن خلابًا بعد و كانت تفصلني مسافة عن مستوى
توني و قد تخليت عن الدراسة لكي أكون فقط جيدًا في اللعب، فجميع أبناء
جيلي في مالمو كانوا يمتلكون مهارات و حركات جيدة. لقد كنَّا ننافس بعضنا
البعض و مجددًا أحسست أن ذلك أشبه ببيت والدتي، و حينما كنَّا نطالع
الحاسبات الآلية كنَّا نشاهد مهارات مختلفة كان يقوم بها رونالدو و روماريو
ثم نتدرب عليها حتى نجيد تنفيذها."
"لقد كانت حركات سريعة، كيف كان
بمقدورهم القيام بها؟ كيف قاموا بتلك الحركات الصغيرة؟ كانت تلك اللمسة
للكرة مألوفة لدينا جميعًا، لكن طريقة لمس البرازيليين للكرة كانت مختلفة
تمامًا و كنَّا نتدرب عليها مرارًأ و تكرارًا من أجل تنفيذها خلال
المباريات. كان هناك الكثير ممن ينفذون تلك الحركات لكنني كنت أتفوق عليهم
بخطوة و تعمقت في الأمر فكنت حذرًا في تفاصيل كل حركة. أصبحت مهووسًا بها
بكل صراحة."
و بينما كان يتحدث عن المهارات التي حاول تعلمها، انتقل
إبرا كادابرا لقضية مختلفة تمامًا "تلك الحركات كانت طريقتي لكي أحظى
بمتابعة الآخرين، و كنت أواصل المراوغات بقدر ما كان الآباء و المدربون
يواصلون شكواهم مني. لقد اعتدت على ألا أفعل ما يريدون أو أن أقوم بكلا
الأمرين. أردت أن أكون مختلفًا و أردت أيضًا أن يتم تدريبي على بعض الحركات
و سار الأمر بشكل أفضل فأفضل. لكن أحيانًا لم تكن الأمور سهلة، فأحيانًا
كنت أتألم و خاصة أنني كنت متأثرًا بموقف والدتي و والدي. لقد وضعًا سيئًا
احتجت للخروج منه".
"ففي مدرسة سورجين فريسكولان كانوا يضعون مدرسًا
إضافية خصيصًا لي و كنت في قمة الغضب و بالتأكيد كنت فوضويًا و ربما أسوأ
من أي وقت مضى. لكنني في المقابل كنت أتعلم بشكل استثنائي للانتهاء من
الأمر برمته و حصلت على خامس أعلى درجة في الرسم، رابع أعلى درجة في اللغة
الإنجليزية و مثلها في الكيمياء و الفيزياء. لم أكن ذلك الطفل الذي يتعاطى
المخدرات، لكنني كنت فقط قلقًا و قمت بالكثير من الحركات الغبية. لكن كان
هناك ذات مرة حديث عن وضعي في مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد أرادوا
تقويمي و أشعرونني أنني كائن فضائي و ذلك جعلني أشعر كأن قنبلة بدأت تدق في
جسمي. ربما كنت لا أركز قليلًا في الحصص و أجد صعوبة في الجلوس فترات
كثيرة مع الكتب، لكنني كنت أستطيع التركيز جيدًا على ما أود تعلمه، خاصة
حين كان يعتلق الأمر بكرة القدم."
حينما يتعلق الأمر بالغضب، فالأب
لم يكن مختلفًا كثيرًا عن ابنه "في إحدى الأيام لعبنا كرة القدم و كان هناك
مدرس يحدق بي مع أقل شيء أقوم به، فغضبت منه و سددت أقوى كرة في العالم في
وجهه! انتابت المدرب صدمة و ظل يحدق بي فقط و بعد ذلك اتصلوا بوالدي و
أرادوا مناقشة إمكانية حصولي على مساعدة نفسية و مدرسة خاصة و أشياء أخرى
من ذلك الهراء، و هو أمر لم يكن من المناسب التحدث مع والدي عنده، فهو لا
يحب أن يتحدث أحد بالسوء عن أطفاله".
"جن جنونه و ذهب إلى المدرسة
مترديًا ملابس رعاة البقر، ثم قال لإدارة المدرسة "من أنت بحق الجحيم؟
أتتحدث عن مساعدة نفسية؟ ربما أنتم من عليكم أن تتلقوا عناية نفسية لكن
ابني ليس به أي سوء، إنه الطفل الأروع و والده يمكنه أن يصب عليكم جميعًا
لعنته!"
لقد كان مجنونًا، رغم أن ذلك لم يكن مفاجئًا، و انتهى الأمر
مع المدرب و سرعان ما تحسنت الأمور قليلًا و استعدت ثقتي بنفسي. لكن ظل
هناك شيء واحد يثير جنوني و هو وجود مدرس خاص فقط لي! ربما لم يكن يوجد
أسوأ مني، لكن لا يجب أن يتم عزل الأطفال بتلك الطريقة. لا يجب عليكم فعل
ذلك! في حال فرق أي شخص اليوم بين ماكسي و فينسينت (ابنيه) في المعاملة
فبوسعي أن أكون غابة من الجنون، أعد بذلك. يمكنني أن أكون أسوأ من والدي.
طفولة
إبرا كان بها أيضًا مغامرة عاطفية لم تستمر سريعًا "هذه الأزمة لازمتني و
لم يكن شعوري جيدًا تجاهها، ربما على المدى البعيد جعلني ذلك الأمر أقوى،
لا أعلم، ربما أصبحت محاربًا أكثر لكن على المدى القصير فقد انفجرت من هذا
الوضع. يومًا ما كان لدي موعد مع فتاة و لم أكن واثقًا من قدراتي مع
الفتيات آنذاك. هل يُثير الطفل ذو المدرس الإضافي الإعجاب؟ كم بدت الفكرة
رائعًة! فقط طلب رقم هاتفها جعلني أتعرق كثيرًا! لقد كانت بطة رائعة في
عيناي و قد نجحت في تمالك نفسي، قائلًا
إبرا: "هل تودين أن نلتقي لبعض الوقت خارج المدرسة؟"
الفتاة: "نعم بكل تأكيد"
إبرا: "ماذا عن جوستاف؟"
"جوستاف هو ميدان جوستاف أدولف المتواجد بين المثلث و
الميدان العظيم في مالمو، و قد بدا أنها أعجبت بالفكرة لكن حين وصلت هناك
لم تكن هي هناك. كنت عصبيًا بعض الشيء فتلك المنطقة لم تكن بيتي و شعرت
بقليل من عدم الأمان. لماذا لم تأتِ؟ هل لم أعد أعجبها؟ انتظرت دقيقة،
اثنتين، ثلاثة، عشرة و أخيرًا قررت عدم الانتظار. لقد كانت أكبر إهانة لي،
كأنها قامت بصفعي. لكنني قلت لنفسي "من يود أن يواعدني؟" و لذا تركتها و لم
أهتم بأمرها و فكرت في أنني أريد فقط أن أكون نجم كرة قدم. لكن الشيء
الغبي الذي حدث هو أن الحافلة التي تنقل الفتيات تأخرت قليلًا، فالسائق
أراد شراء السجائر "أو شيء من ذلك القبيل، ثم وصلت هي بعد ذلك و كانت حزينة
كما كنت أنا تمامًا.
انتهينا اليوم من الفصل
الثالث من كتاب أنا زلاتان .. انتظرونا مع الفصل الرابع الذي سيتناول فيه
إبرا كادابرا تطور مسيرته مع مالمو و حياته في المدرسة الثانوية ..