بدأنا
في الحلقة الـ 16 الحديث عن الفصل السابع لكتاب أنا زلاتان الذي تناول فيه
نجم هجوم الميلان بدايته مع المنتخب السويدي و بداية النهاية له في مالمو
..
و بينما كان ينتظر مباراته الأخير مع مالمو بفارغ الصبر، حدث ما لم يكن
يتوقعه و من هنا نبدأ حلقتنا الـ 17 التي استحقت أن تُسمى بـ "الرحيل
الجنائزي" ..
كان ذلك في يوم السادس و العشرين من يوليو في مباراة خارج
القواعد ضد هالمشتاد و كنت متحمسًا للحصول على عرض وداعي رائع. كنت جاهزًا
لمالمو رغم أن عقلي كان في أمستردام. على أي حال كان الوقت يمضي و كان
النهاية قريبة، و أتذكر أنني نظرت إلى القائمة المستدعاة لمواجهة هالمشتاد.
نظرت إليها مرة أخرى كي أصدق ما تراه عيناي، و كانت المفاجأة أن اسمي لم
يكن موجودًا فيها! لم أكن حتى أحد لاعبي الدكة و كان علي أن أبقى في
المنزل، و بالطبع فعلت ذلك و كانت تلك هي عقوبتي و الطريقة التي أظهر لي
بها مايك أنه هو المتحكم بزمام الأمور.
لم يكن بوسعي سوى أن أتقبل
الوضع، فما الذي كان يمكنني فعله؟ لم أغضب حتى حين قال للصحفيين أنني كنت
متأثرًا بالضغوطات و غير متزن و بحاجة للراحة، و كأنه أزاحني لأنه رجل
لطيف. بالطبع كنت ساذجًا حين اعتقدت أن إدارة النادي كان يمكنها أن تخطط
لشيء بشأني.
لكن
سرعان ما استدعيت إلى مكتب هاس بورج و كما تعلمون لم أكن أحب ذلك، فقد كنت
أظن أنه سيقوم بتوبيخي أم ما شابه. لكن ما حدث خلال الفترة الماضية جعلني
أقف و كأنني لأ أتوقع أي شيء مهم، و هناك في مكتب هاس و بحضور بينجت مادسِ
أظهرت ضيقًا و تعاليًا كبيرين، و سألت نفسي "ما الذي يحدث، أهو رحيل
جنائزي؟"
هاس: زلاتان، وقتنا معًا شارف على الانتهاء
إبرا: لا تقل لي أنك ...
هاس: نريد أن نقول لك أنك ...
إبرا:
إذًا هل تريد أن تتوجه بالشكر لي هنا؟ (لقد كنَّا في مكتب هاس الممل و
كنَّا ثلاثة أشخاص فقط و لم يخطر في بالي أنه قد يفعل ذلك)
إبرا: إذًا ألم يكن عليكم أن تفعلوا ذلك أمام المشجعين؟
بينجت: إنهم يقولون أن فعل ذلك يجلب الحظ السيء قبل أي مباراة (نظرت إليه و سألت نفسي "حظ سيء؟!")
إبرا: لقد كرمتم نيكلاس كيندفال أمام 30 ألف متفرج و قد مر الأمر بسلام على أي حال
هاس: نعم، لكن ..
إبرا: ماذا؟
هاس: أردنا أن نقدم لك هذه الهدية؟
إبرا: ما هي بحق الجحيم؟
هاس: إنها كرة مصنوعة من الكريستال .. إنها للذكرى
إبرا: إذًا أهذا هو عرفانكم بجميل الـ 85 مليون؟ (ماذا كانوا يظنون، أنني سأصطحبها معي إلى أياكس و أن أبكي حين أراها؟)
هاس: نحن نود إظهار عرفاننا للجميل
إبرا: أنا لا أريدها، يمكنكم الاحتفاظ بها
هاس: لا يمكنك أن ...
لكنني
تمكنت من فعل ذلك، وضعت الكرة الكريستالية على الطاولة ثم رحلت و كان ذلك
انسحابي من النادي لا أقل و لا أكثر، و نعم، لم أكن سعيدًا بالأمر. لكنني
انتفضت على أي حال، أعني أنني كنت سأرحل و بصدق قلت لنفسي "ما هو مالمو على
أي حال؟ حياتي الحقيقية ستبدأ الآن"، و كلما فكرت بالأمر بشكل أكبر كلما
أصبح اعتقادي راسخًا أكثر فأكثر.
لم أنضم فقط للأياكس، لكنني كنت
اللاعب الأغلى في تاريخ النادي و ربما لم يكن أياكس كريال مدريد أو مانشستر
يونايتد، لكنه بالتأكيد كان ناديًا كبيرًا و قبل خمس سنوات كان أياكس في
نهائي دوري أبطال أوروبا و قبل ستة أعوام فازوا بالبطولة و كان لدى أياكس
لاعبين عظماء من أمثال يوهان كرويف، فرانك رايكارد، باتريك كلويفيرت، دينيس
بيركامب، ماركو فان باستن و خاصة الأخير الذي أعتبره فتاكًا أمام المرمى.
كنت أريد ارتداء قميصه و كانت فكرة مجنونة، لكنني كنت أود تسجيل الأهداف و
حسم المباريات و بالطبع كان ذلك رائعًا.
لكن الأمر تطلب مني الكثير و
الكثير، كله بسبب تلك الصحافة اللعيبنة! فلا أحد ينفق 85 مليون دون أن
ينتظر شيئًا ما في المقابل و أياكس حينها كان قد فاز بالدوري لآخر مرة قبل
ثلاثة أعوام و لنادٍ كأياكس كانت تلك فضيحة، فأياكس هو النادي الأكبر في
هولندا و مشجعوه يطلبون دائمًا منه الفوز بالألقاب. كان عليهم أن يحققوا
تلك الرغبات و حقًا لم يكن أسلوب المفاخرة و العقاب يجدي نفعًا و بالتأكيد
لم يكن يمكنني البدء بشيء مثل "أنا زلاتان، من أنتم؟" بل كان علي أن أتعلم
ثقافة هذا النادي، لكن الأحداث الغريبة ظلت تحدث من حولي.
ففي طريق
عودتي من جوتبورج، تحديدًا في قرية بوتناريد خارج يونكوبينج، تم توقيفي من
قِبَل الشرطة و أعتقد أن ذلك كان بسبب قيادتي بسرعة 110 كيلومترًا في
الساعة. ذلك الخبر انتشر بقوة و لم تكتفِ الصحف فقط بعنونته في الصفحات
الرئيسية لطبعاتها، بل استغلت الفرصة لإلقاء الضوء على ما حدث في الماضي في
شارع إنددستريجاتان (تجدون ما حدث بالتفصيل في الجزء الثاني عشر بعنوان
"توقف، نحن الشرطة!") .. لقد سردوا قائمة بجميع فضائحي و البطاقات الحمراء
التي تلقيتها و كل ذلك انتشر في هولندا بالطبع، و رغم أن إدارة النادي كانت
تعلم أغلب تلك الأشياء مسبقًا، أصبح الصحفيون في أمستردام يعرفون كل شيء
الآن.
بقدر ما كنت أود أن أكون شابًا جيدًا، أصبحت سيئًا حتى قبل أن
أبدأ و كان الأمر سيانًا معي و مع شاب آخر، المصري ميدو، الذي حظى بالنجاح
مع جينت البلجيكي. كلانا كانت لدينا نفس السمعة بأننا حادا الطباع و فوق
كل ذلك سمعت الكثير و الكثير عن المدرب الذي التقيت به في إسبانيا، كو
أدريانس. لقد كان كالبوليس السري النازي في معرفته لكل شيء يتعلق باللاعبين
و كانت هناك بعض القصص المزعجة عن طريقته في العقاب و منها قصة حارس مرمى
رد على هاتفه الخليوي أثناء اجتماع لفريقه مع الطاقم الفني فعوقب بالجلوس
في غرفة لوحة المفاتيح الكهربائية ليوم كامل دون أن يتمكن من رؤية
الهولندي.
كما كانت هناك قصة عن ثلاثة من فريق الشباب ذهبوا لحفلة
صاخبة، فأمرهم بالتمدد على الأرض و جعل الآخرون يسيرون عليهم بأحذيتهم
الرياضية المدببة بالمسامير. لقد قيل لي عنه الكثير، لكن ذلك لم يخفني
فدائمًا ما يكون هناك الكثير من الأقاويل عن أي مدرب و لطالما أحببت
الأشخاص المنضطبين. أحب الناس الذين يتواصلون بشكل حر مع لاعبيهم دون
التقرب كثيرًا منهم.
هكذا
نموت في صغري. لا أحد قال لي من قبل "أيها المسكين زلاتان، بالتأكيد سوف
تلعب!" و والدي لم يكن يأتي لرؤيتي في التدريبات و يطلب أن تتم معاملتي
بشكل جيد. كان علي أن أعتني بنفسي و كنت عدوًا للمدرب و أحصل على فرصتي
للَّعب لأنني كنت جيدًا ليس لأنني صديق له أو لأنه مُعجب بي. قلت لنفسي أن
كل ما سأفعله هو فقط السعي للعب كرة القدم، لا شيء آخر. لكن بالطبع كنت
متوترًا حين حزمت حقائبي و ذهبت إلى النادي الجديد. نادي أياكس و مدينة
أمستردام كانا جديدين تمامًا بالنسبة لي و لم أكن أعلم شيئًا عن المدينة، و
أتذكر رحلتي و وصولي إلى المطار و الفتاة التي أرسلها النادي لاستقبالي.
كان
اسمها بريسيلا يانسن و كانت عاملة في أياكس، و قد كنت لطيفًا حقًا معها و
قمت بتحيتها و تحية الشاب الذي جاء معها. كان في مثل عمري و بدا خجولًا
لكنه كان يتقن التحدث بالإنجليزية و قد قال لي أنه أتى من البرازيل و لعب
في كروزيرو، و هو فريق مشهور أعرفه حيث لعب له رونالدو، و كان مثلي لاعبًا
جديدًا في أياكس و كان لديه اسم طويل لم أتمكن من حفظه، لكنه كان يُدعى
ماكسويل و قد تبادلنا أرقام هواتفنا و ثم اصطحبتنا بريسيلا في سيارته الساب
المكشوفة إلى نزلي الخاص في بلدة ديمن التي تقع خارج العاصمة، و هناك لم
أجد سوى سريرًا من طراز هاستنز و تلفازًا بحجم ستين بوصة، و كنت فقط ألعب
البلاي ستيشن و أفكر فيما سيحدث لي ..
إلى هنا ننتهي من الفصل
السابع .. انتظرونا في وقت لاحق من اليوم مع الحلقة الأولى من الفصل الثامن
الذي سيشهد الحديث عن حياة إبرا كادابرا بعد ذهابه إلى أياكس أمستردام
في الحلقة الـ 16 الحديث عن الفصل السابع لكتاب أنا زلاتان الذي تناول فيه
نجم هجوم الميلان بدايته مع المنتخب السويدي و بداية النهاية له في مالمو
..
و بينما كان ينتظر مباراته الأخير مع مالمو بفارغ الصبر، حدث ما لم يكن
يتوقعه و من هنا نبدأ حلقتنا الـ 17 التي استحقت أن تُسمى بـ "الرحيل
الجنائزي" ..
كان ذلك في يوم السادس و العشرين من يوليو في مباراة خارج
القواعد ضد هالمشتاد و كنت متحمسًا للحصول على عرض وداعي رائع. كنت جاهزًا
لمالمو رغم أن عقلي كان في أمستردام. على أي حال كان الوقت يمضي و كان
النهاية قريبة، و أتذكر أنني نظرت إلى القائمة المستدعاة لمواجهة هالمشتاد.
نظرت إليها مرة أخرى كي أصدق ما تراه عيناي، و كانت المفاجأة أن اسمي لم
يكن موجودًا فيها! لم أكن حتى أحد لاعبي الدكة و كان علي أن أبقى في
المنزل، و بالطبع فعلت ذلك و كانت تلك هي عقوبتي و الطريقة التي أظهر لي
بها مايك أنه هو المتحكم بزمام الأمور.
لم يكن بوسعي سوى أن أتقبل
الوضع، فما الذي كان يمكنني فعله؟ لم أغضب حتى حين قال للصحفيين أنني كنت
متأثرًا بالضغوطات و غير متزن و بحاجة للراحة، و كأنه أزاحني لأنه رجل
لطيف. بالطبع كنت ساذجًا حين اعتقدت أن إدارة النادي كان يمكنها أن تخطط
لشيء بشأني.
لكن
سرعان ما استدعيت إلى مكتب هاس بورج و كما تعلمون لم أكن أحب ذلك، فقد كنت
أظن أنه سيقوم بتوبيخي أم ما شابه. لكن ما حدث خلال الفترة الماضية جعلني
أقف و كأنني لأ أتوقع أي شيء مهم، و هناك في مكتب هاس و بحضور بينجت مادسِ
أظهرت ضيقًا و تعاليًا كبيرين، و سألت نفسي "ما الذي يحدث، أهو رحيل
جنائزي؟"
هاس: زلاتان، وقتنا معًا شارف على الانتهاء
إبرا: لا تقل لي أنك ...
هاس: نريد أن نقول لك أنك ...
إبرا:
إذًا هل تريد أن تتوجه بالشكر لي هنا؟ (لقد كنَّا في مكتب هاس الممل و
كنَّا ثلاثة أشخاص فقط و لم يخطر في بالي أنه قد يفعل ذلك)
إبرا: إذًا ألم يكن عليكم أن تفعلوا ذلك أمام المشجعين؟
بينجت: إنهم يقولون أن فعل ذلك يجلب الحظ السيء قبل أي مباراة (نظرت إليه و سألت نفسي "حظ سيء؟!")
إبرا: لقد كرمتم نيكلاس كيندفال أمام 30 ألف متفرج و قد مر الأمر بسلام على أي حال
هاس: نعم، لكن ..
إبرا: ماذا؟
هاس: أردنا أن نقدم لك هذه الهدية؟
إبرا: ما هي بحق الجحيم؟
هاس: إنها كرة مصنوعة من الكريستال .. إنها للذكرى
إبرا: إذًا أهذا هو عرفانكم بجميل الـ 85 مليون؟ (ماذا كانوا يظنون، أنني سأصطحبها معي إلى أياكس و أن أبكي حين أراها؟)
هاس: نحن نود إظهار عرفاننا للجميل
إبرا: أنا لا أريدها، يمكنكم الاحتفاظ بها
هاس: لا يمكنك أن ...
لكنني
تمكنت من فعل ذلك، وضعت الكرة الكريستالية على الطاولة ثم رحلت و كان ذلك
انسحابي من النادي لا أقل و لا أكثر، و نعم، لم أكن سعيدًا بالأمر. لكنني
انتفضت على أي حال، أعني أنني كنت سأرحل و بصدق قلت لنفسي "ما هو مالمو على
أي حال؟ حياتي الحقيقية ستبدأ الآن"، و كلما فكرت بالأمر بشكل أكبر كلما
أصبح اعتقادي راسخًا أكثر فأكثر.
لم أنضم فقط للأياكس، لكنني كنت
اللاعب الأغلى في تاريخ النادي و ربما لم يكن أياكس كريال مدريد أو مانشستر
يونايتد، لكنه بالتأكيد كان ناديًا كبيرًا و قبل خمس سنوات كان أياكس في
نهائي دوري أبطال أوروبا و قبل ستة أعوام فازوا بالبطولة و كان لدى أياكس
لاعبين عظماء من أمثال يوهان كرويف، فرانك رايكارد، باتريك كلويفيرت، دينيس
بيركامب، ماركو فان باستن و خاصة الأخير الذي أعتبره فتاكًا أمام المرمى.
كنت أريد ارتداء قميصه و كانت فكرة مجنونة، لكنني كنت أود تسجيل الأهداف و
حسم المباريات و بالطبع كان ذلك رائعًا.
لكن الأمر تطلب مني الكثير و
الكثير، كله بسبب تلك الصحافة اللعيبنة! فلا أحد ينفق 85 مليون دون أن
ينتظر شيئًا ما في المقابل و أياكس حينها كان قد فاز بالدوري لآخر مرة قبل
ثلاثة أعوام و لنادٍ كأياكس كانت تلك فضيحة، فأياكس هو النادي الأكبر في
هولندا و مشجعوه يطلبون دائمًا منه الفوز بالألقاب. كان عليهم أن يحققوا
تلك الرغبات و حقًا لم يكن أسلوب المفاخرة و العقاب يجدي نفعًا و بالتأكيد
لم يكن يمكنني البدء بشيء مثل "أنا زلاتان، من أنتم؟" بل كان علي أن أتعلم
ثقافة هذا النادي، لكن الأحداث الغريبة ظلت تحدث من حولي.
ففي طريق
عودتي من جوتبورج، تحديدًا في قرية بوتناريد خارج يونكوبينج، تم توقيفي من
قِبَل الشرطة و أعتقد أن ذلك كان بسبب قيادتي بسرعة 110 كيلومترًا في
الساعة. ذلك الخبر انتشر بقوة و لم تكتفِ الصحف فقط بعنونته في الصفحات
الرئيسية لطبعاتها، بل استغلت الفرصة لإلقاء الضوء على ما حدث في الماضي في
شارع إنددستريجاتان (تجدون ما حدث بالتفصيل في الجزء الثاني عشر بعنوان
"توقف، نحن الشرطة!") .. لقد سردوا قائمة بجميع فضائحي و البطاقات الحمراء
التي تلقيتها و كل ذلك انتشر في هولندا بالطبع، و رغم أن إدارة النادي كانت
تعلم أغلب تلك الأشياء مسبقًا، أصبح الصحفيون في أمستردام يعرفون كل شيء
الآن.
بقدر ما كنت أود أن أكون شابًا جيدًا، أصبحت سيئًا حتى قبل أن
أبدأ و كان الأمر سيانًا معي و مع شاب آخر، المصري ميدو، الذي حظى بالنجاح
مع جينت البلجيكي. كلانا كانت لدينا نفس السمعة بأننا حادا الطباع و فوق
كل ذلك سمعت الكثير و الكثير عن المدرب الذي التقيت به في إسبانيا، كو
أدريانس. لقد كان كالبوليس السري النازي في معرفته لكل شيء يتعلق باللاعبين
و كانت هناك بعض القصص المزعجة عن طريقته في العقاب و منها قصة حارس مرمى
رد على هاتفه الخليوي أثناء اجتماع لفريقه مع الطاقم الفني فعوقب بالجلوس
في غرفة لوحة المفاتيح الكهربائية ليوم كامل دون أن يتمكن من رؤية
الهولندي.
كما كانت هناك قصة عن ثلاثة من فريق الشباب ذهبوا لحفلة
صاخبة، فأمرهم بالتمدد على الأرض و جعل الآخرون يسيرون عليهم بأحذيتهم
الرياضية المدببة بالمسامير. لقد قيل لي عنه الكثير، لكن ذلك لم يخفني
فدائمًا ما يكون هناك الكثير من الأقاويل عن أي مدرب و لطالما أحببت
الأشخاص المنضطبين. أحب الناس الذين يتواصلون بشكل حر مع لاعبيهم دون
التقرب كثيرًا منهم.
هكذا
نموت في صغري. لا أحد قال لي من قبل "أيها المسكين زلاتان، بالتأكيد سوف
تلعب!" و والدي لم يكن يأتي لرؤيتي في التدريبات و يطلب أن تتم معاملتي
بشكل جيد. كان علي أن أعتني بنفسي و كنت عدوًا للمدرب و أحصل على فرصتي
للَّعب لأنني كنت جيدًا ليس لأنني صديق له أو لأنه مُعجب بي. قلت لنفسي أن
كل ما سأفعله هو فقط السعي للعب كرة القدم، لا شيء آخر. لكن بالطبع كنت
متوترًا حين حزمت حقائبي و ذهبت إلى النادي الجديد. نادي أياكس و مدينة
أمستردام كانا جديدين تمامًا بالنسبة لي و لم أكن أعلم شيئًا عن المدينة، و
أتذكر رحلتي و وصولي إلى المطار و الفتاة التي أرسلها النادي لاستقبالي.
كان
اسمها بريسيلا يانسن و كانت عاملة في أياكس، و قد كنت لطيفًا حقًا معها و
قمت بتحيتها و تحية الشاب الذي جاء معها. كان في مثل عمري و بدا خجولًا
لكنه كان يتقن التحدث بالإنجليزية و قد قال لي أنه أتى من البرازيل و لعب
في كروزيرو، و هو فريق مشهور أعرفه حيث لعب له رونالدو، و كان مثلي لاعبًا
جديدًا في أياكس و كان لديه اسم طويل لم أتمكن من حفظه، لكنه كان يُدعى
ماكسويل و قد تبادلنا أرقام هواتفنا و ثم اصطحبتنا بريسيلا في سيارته الساب
المكشوفة إلى نزلي الخاص في بلدة ديمن التي تقع خارج العاصمة، و هناك لم
أجد سوى سريرًا من طراز هاستنز و تلفازًا بحجم ستين بوصة، و كنت فقط ألعب
البلاي ستيشن و أفكر فيما سيحدث لي ..
إلى هنا ننتهي من الفصل
السابع .. انتظرونا في وقت لاحق من اليوم مع الحلقة الأولى من الفصل الثامن
الذي سيشهد الحديث عن حياة إبرا كادابرا بعد ذهابه إلى أياكس أمستردام