تابعنا
في الحلقة السابقة الأيام الأولى الصعبة لزلاتان في هولندا وكيف ساعده
زميله ماكسويل وما الذي فعله ضد ليفربول، إبرا قال أن الأيام الصعبة بدأت
...
أيام سعيدة، هل استمرت؟ يقول إبرا "لكن .. الأيام الصعبة ستبدأ
في القدوم. الإشارات التحذيرية جاءت مبكرة للغاية. بالطبع عن حياتي الخاصة.
لم أكن أستطيع الاعتناء بنفسي وقد كنت أذهب للبيت كثيرًا وبدأت أفقد الوزن
حتى بدوت نحيفًا، هذا بجانب المدرب كو أدريانس الذي انتقدني علنًا .. لم
تكن انتقادات جدية وخطيرة لكنها أصبحت أسوأ بعدما أقيل فقد قال أن هناك
شيئًا ما خطأ في رأسي. في البداية رأيتها نفس الأمور القديمة التي كانت
تُقال مثل أنني ألعب بشكل فردي أكثر من اللازم ولكني بدأت أدرك فيما بعد أن
ما فعلته أمام هنشوز مثلًا لا يحظى بالتقدير الكبير في أياكس إن لم يؤد
إلى شيء ملموس ومهم بل كان يُرى كأنه محاولة للاستعراض وتقديم الآيس كريم
للجماهير بدلًا من تقديم النقود للفريق (يقصد أن الهدف من تلك المهارات
إرضاء الجماهير على حساب الفريق)".
يتحدث إبرا عن
الجانب التكتيكي في الفريق قائلًا "أياكس لعب بـ3 مهاجمين بدلًا من اثنين
كما كنت معتادًا، كنت ألعب في الوسط بدلًا من التواجد على الأطراف وامتلاك
المساحة للقيام بالأمور الفردية .. كنت مهاجمًا متمركزًا أكثر كل ما عليه
هو التحرك في المنطقة واستلام الكرة ثم تسجيل الهدف. وبصراحة بدأت أناقش
المدرب حول ذلك. الكرة الهولندية الممتعة لم تعد تُجدي نفعًا وكان الأمر
كما أنهم قرروا أن يلعبوا أكثر مثل باقي أوروبا. لكن لم يكن من السهل تفسير
الإشارات، كان هناك الكثير من تلك الأخبار وأنا لم أكن أفهم اللغة ولا حتى
الثقافة وكذلك المدرب لا يتحدث معي بل هو لا يتحدث مع أحد فقد كان وجهه
جامد كالصخر وكنت أشعر بالسوء، النظر إلى وجهه فقط كان يُفقدني بهجتي. لقد
توقفت عن إحراز الأهداف وتوقفت عن فعل كل شيء جميل كنت أفعله في فترة
الإعداد بل على العكس، كل الإشادات والمقارنات بفان باستن وغيره انقلبت ضدي
وأصبحت صفقة مُخيبة للآمال ولذا خرجت من التشكيل الأساسي واستبدلت بمهاجم
يوناني اسمه نيكوس ماخلاس، كنت أتسكع معه كثيرًا".
يُتابع
"تلك الفترات حين أكون بعيدًا عن مستواي كنت أتحدث مع نفسي وأسأل "ما
الخطأ الذي ارتكبته؟ كيف أخرج من هذا الوضع؟"، لم أتوقف عن ذلك فقد كان
كالفيلم الذي يدور في عقلي لأني لست الشخص الذي يرضى بالإشادة وأن يكتفي
بالقول "أنا زلاتان واااو". كنت أتساءل وأتساءل عن الخطأ الذي أفعله وما
الذي يجب أن أقوم به وكيف أخرج من ذلك الوضع وما الذي يمكن أن أتعلمه من
زملائي في الفريق ولم يحدث معي هذا؟؟. كل دقيقة كانت تمر كنت أفكر خلالها
بأخطائي وكذلك أحاول استعادة أموري الجيدة لكي أخرج مما أنا به ولأن أتحسن
أكثر وأكثر. كنت آخذ بعد الأدوات من التدريب معي للبيت وأتدرب بها ولم يكن
ذلك بالأمر السهل طبعًا. مع هذا، لم أرض أبدًا حتى حين كان يجب أن أرضى
ولكن ذلك ساعدني على التطور والنضج. كان الأمر هكذا في أياكس .. لقد
حاصرتني تلك الأفكار ولم أجد أحدًا لأتحدث معه، حقًا لم أجد. كنت أتحدث مع
الجدران وأرى أن جميع الناس أغبياء، وبالتأكيد تحدثت مع البيت وكنت أبكي.
لكني لم أكن ألوم أي احد آخر غيري عما حدث. الأمر أصبح أسوأ وأسوأ وقد شعرت
أنني لم أنسجم مع الحياة في هولندا. ذهبت إلى بينهاكير وسألته "ما رأي
المدرب بي؟ هل هو سعيد أم ماذا؟". بينهاكير كان نوعًا مختلفًا عن كو
أدريانس فلم يكن مجرد ما يريده هو جنودًا مطيعة، لقد قال "هو جيد، الأمور
على ما يُرام ونحن نتحلى بالصبر معك"".
يُضيف إبرا
حول تلك الفترة "لكني كنت أعاني من الغُربة ولم أشعر بالتقدير سواء من
المدرب أو الصحفيين وبالتأكيد ليس من جانب الجماهير أيضًا. جماهير أياكس لا
ينبغي العبث معها، لقد اعتادوا على الفوز ولم يكن يُرضيهم أي فوز .. كانوا
يقولون مثلًا "بحق الجحيم، ما هذا ؟؟ انتصرنا 3-0 فقط !!". حين لم نحرز
أكثر من التعادل مع رودا قذفونا بالحجارة والقضبان المعدنية والزجاجات
الفارغة وقد اضطررت للبقاء في الملعب والبحث عن ملجأ، كانت الشتائم المقرفة
طوال الوقت وقد حلت بدلًا من ذات الهتاف "زلاتان زلاتان" الذي سمعته في
بداية تواجدي مع أياكس، عرفت الصافرات والاستهجانات ولكن لم تكن من جماهير
الفريق المنافس فلو كان كذلك لكان الأمر عاديًا، لكنها كانت من جماهيرنا !!
وكان ذلك قاسيًا للغاية. كنت أقول "ما هذا بحق الجحيم" لكن في نفس الوقت
كنت أعرف أن مثل تلك الأمور قد تحدث في تلك الرياضة وقد تفهمت تصرفاتهم.
كنت الصفقة الأغلى في النادي. لم أحب حقًا البقاء على مقاعد البدلاء. كان
يجب أن أكون فان باستن الجديد وأن أسجل الأهداف دون توقف وقد حاولت فعل
ذلك، بذلت قصارى جهدي ... صدقوني، لقد حاولت".
يُواصل السويدي الحديث عن تلك الفترة التي ربما تحدث مع عديد
اللاعبين عند الانتقال لمستوى أكبر في اللعب "الموسم الكروي طويل ولا يمكن
للاعب أن يُظهر كل شيء في مباراة واحدة، هذا ما قلته لكن هذا ما حاولت فعله
!! أول ما انضممت للفريق أردت إظهار كل ما لدي مرة واحدة وبالتالي لم
أستطع، هكذا اعتقدت. لقد أردت فعل الكثير جدًا ولذا لم يظهر إلا القليل
جدًا وقد رأيت أني بدأت للتو تعلم التعامل مع الضغوطات. بعد كل هذا، أصبحت
الـ85 مليون حِملًا ثقيلًا لعينًا على ظهري ولذا مكثت في منزلي في مدينة
ديمين ولم يكن لدي أي فكرة عما كتبه الصحفيون عني وقتها. ربما تخيلوا أني
كنت في حفلة ما مع ميدو خارج المدينة لكن في الحقيقة كنت أجلس في المنزل
وألعب ألعاب الفيديو ليل نهار. يوم الإثنين كان لدينا إجازة من التدريبات،
أنا ذهبت بالطائرة للمنزل (في السويد) مساء الأحد وعدت في رحلة السادسة من
صباح الثلاثاء وذهبت للتدريب مباشرة. لم تكن هناك ملاهٍ ليلية أو شيء من
هذا القبيل لكنني مع هذا لم أكن محترفًا .. لم أكد جديًا، بصراحة لم أكن
أهتم بأكلي أو نومي وقمت بالكثير من الأمور الغير منطقية في مالمو منها
استخدام المفرقعات والألعاب النارية الغير قانونية ورميها على الحدائق ..
قمت بالكثير من الأمور الجنونية لأزيد الأدرينالين في جسدي، كان هناك
الكثير من الدخان والعُشب والأشياء المقرفة في الهواء بجانب الكثير من
السيارات .. احتجت لتلك الحركة في حياتي"؟
يُواصل اللاعب وصف حالته
تلك الأيام قائلًا "واصل وزني الانخفاض حتى أصبح 75 كيلوجرامًا أو ربما
أقل، كنت رفيعًا جدًا وربما مرهقًا للغاية. لم أحظى حتى بإجازة، لم أحصل
إلى على إذنين خلال 6 أشهر ... وبالنسبة للأكل، ماذا تظنون؟ كنت آكل
الوجبات السريعة والخبز المُحمص وأطبع المكرونة. بجانب هذا، كل الكلام
الإيجابي الذي كتب عني في الصحف اختفى .. لم يعد هناك "نجاح جديد لزلاتان"
بل كان "زلاتان استسلم"، "زلاتان فقد الاتزان"، "زلاتان كذا وكذا"، كذلك
تحدثوا عن ضربي بالمرفق .. كان هنك الكثير من الحديث الملعون عن ذلك".
يُفسر إبرا ذلك "الأمر بدأ في مباراة جرونينجين حيث ضربت أحد اللاعبين بمرفقي في
رقبته،
الحكم لم ير اللقطة لكن اللاعب سقط على أرض الملعب وقد غادره محمولًا
ويُقال أنه تعرض لارتجاج، قد عاد في الشوط الثاني لكنه كان يترنح أيضًا.
الأسوأ من كل ذلك أن اتحاد الكرة قرر دراسة الحالة بالفيديو واتخذ قرارًا
بإيقافي لـ5 مباريات".
ما الذي حدث عقب ذلك؟ يقول زلاتان "لم يكن
ذلك ما أحتاجه، كان مقرفًا ولا يستطيع أحد أن يدعي أن الأمور بدأت تُصبح
أفضل بعد أن قضيت تلك العقوبة. لقد ضربت لاعبًا جديدًا بالمرفق وبالطبع خرج
محمولًا .. كان الأمر أشبه بأن بدأت أمرًا غبيًا جديدًا ولو لم أتوقف عند
تلك اللحظة لما لعبت لفترة أطول فيما بعد. كانت العقوبة ثقيلة والجماهير
بالتأكيد لم تكن سعيدة وقد اتصلت لحظتها بهاس بورج .. كان تصرفًا غبيًا
لكنه ما يحدث عن لحظات اليأس، دار بيننا الحديث التالي ...
إبرا: اللعنة هاس، هل تستطيع شرائي مجددًا؟
هاس: أعيد شراءك؟ هل أنت جاد؟
إبرا: خذني من هنا، أنا لم أنسجم مع كل الوضع هنا.
هاس: هيا زلاتان، ليس هناك مالًا لهذا وأنت تفهم ذلك جيدًا. عليك أن تتحلى بالصبر.
يُواصل
إبرا "لكني كنت قد تعبت من التحلي بالصبر، أردت أن ألعب أكثر وشعرت
بالحنين للوطن .. الأمر بالكامل كان مُتعبًا وقد شعرت أني تائه تمامًا ولذا
بدأت أتصل بميا، ليس لأني أعلم أنها هنا أو أنني أفتقدها لكن لأني كنت
وحيدًا وأردت استعادة حياتي القديمة. ما الذي حدث بعد ذلك؟ صدمة جديدة".
ي
ُفسر إبرا "بدأت أكتشف أنني كنت صاحب الراتب الأسوأ في الفريق
!!، كانت لدي شكوك ولكن الأمر أصبح واضحًا جدًا. كنت اللاعب الأغلى لكن
راتبي كان الأقل !!. لقد اشتروني لأكون فان باستن الجديد ولكني حتى الآن
قمت بالأسوأ. هل تذكرون كلمات هاس بورج حين قال "الوكلاء لصوص" وما إلى
ذلك؟ وملامح وجهه الغاضبة حين تحدث عن الأمر؟ لقد فهمت الآن .. لقد خدعني
وتظاهر أنه كان في جانبي لكنه في الحقيقة لم يعمل إلا لأجل نادي مالمو
وكلما فكرت بهذا الأمر كلما ازددت غضبًا. منذ البداية، هاس بورج عمل بجد
حتى يضمن عدم دخول أحد بيننا، أحد يُمثل رغباتي. ولهذا وقفت في فندق جورجن
كالغبي وسمحت لمجموعة من الشياطين بالتلاعب بي .. أشعر أن الأمر أشبه بلكمة
سُددت إلى معدتي !!. لم يكن الأمر يتعلق بالمال لأنه لم يكن أبدًا بالشيء
الكبير بالنسبة لي لكن الأمر يتعلق بالخيانة وسوء المعاملة وأن تبدو مثل
بائع الفلافل الغبي الذي يُغش ويُسرق ماله، ذلك جعلني غاضبًا ومجنونًا وقد
اتجهت فورًا للمسؤول عن ذلك، اتصلت بهاس بورج ودار بيننا الحديث التالي ...
إبرا: ما هذا بحق الجحيم؟ لدي العقد الأسوأ في الفريق !!.
هاس: ماذا تقول؟
لعب دور الغبي، قلت له "وأين نسبة الـ10% الخاصة بي؟"
هاس: وضعناها في بوليصة تأمين في إنجلترا.
إبرا: بوليصة تأمين !! ما تكون تلك بحق الجحيم؟
لم
يُخبرني شيء وأنا قلت لنفسي "حسنًا، ربما تكون أي شيء .. بوليصة تأمين !!
قد تكون حقيبة بلاستيكية ممتلئة بالأوراق النقدية أو بئر في الصحراء.
قلت له مجددًا: أريد مالي الآن.
هاس: ليس بالإمكان.
يُتابع
اللاعب "كانوا مربوطين، يتم استثمارهم بطريقة ما لا أعلم عنها شيئًا. هنا
قررت حل الموضوع من جذوره بأن يكون لي وكيل لاعبين. بدأت أؤمن هنا بأن
الوكلاء ليسوا لصوصًا وأنه دون وكيل لن أمتلك أي فرصة ودون مساعدتهم ستقف
هناك وتسمح للشياطين بالتلاعب بك (يقصد في المفاوضات وإبرام العقود).
وبواسطة أحد الأصدقاء، تواصلت مع شاب يُدعى أندريس كارلسون كان يعمل في
شركة أي إم جي في ستوكهولم".
نتوقف هنا، في الحلقة القادمة نهاية الفصل الثامن والحديث عن دور كارلسون في مسيرة إبرا .....
في الحلقة السابقة الأيام الأولى الصعبة لزلاتان في هولندا وكيف ساعده
زميله ماكسويل وما الذي فعله ضد ليفربول، إبرا قال أن الأيام الصعبة بدأت
...
أيام سعيدة، هل استمرت؟ يقول إبرا "لكن .. الأيام الصعبة ستبدأ
في القدوم. الإشارات التحذيرية جاءت مبكرة للغاية. بالطبع عن حياتي الخاصة.
لم أكن أستطيع الاعتناء بنفسي وقد كنت أذهب للبيت كثيرًا وبدأت أفقد الوزن
حتى بدوت نحيفًا، هذا بجانب المدرب كو أدريانس الذي انتقدني علنًا .. لم
تكن انتقادات جدية وخطيرة لكنها أصبحت أسوأ بعدما أقيل فقد قال أن هناك
شيئًا ما خطأ في رأسي. في البداية رأيتها نفس الأمور القديمة التي كانت
تُقال مثل أنني ألعب بشكل فردي أكثر من اللازم ولكني بدأت أدرك فيما بعد أن
ما فعلته أمام هنشوز مثلًا لا يحظى بالتقدير الكبير في أياكس إن لم يؤد
إلى شيء ملموس ومهم بل كان يُرى كأنه محاولة للاستعراض وتقديم الآيس كريم
للجماهير بدلًا من تقديم النقود للفريق (يقصد أن الهدف من تلك المهارات
إرضاء الجماهير على حساب الفريق)".
يتحدث إبرا عن
الجانب التكتيكي في الفريق قائلًا "أياكس لعب بـ3 مهاجمين بدلًا من اثنين
كما كنت معتادًا، كنت ألعب في الوسط بدلًا من التواجد على الأطراف وامتلاك
المساحة للقيام بالأمور الفردية .. كنت مهاجمًا متمركزًا أكثر كل ما عليه
هو التحرك في المنطقة واستلام الكرة ثم تسجيل الهدف. وبصراحة بدأت أناقش
المدرب حول ذلك. الكرة الهولندية الممتعة لم تعد تُجدي نفعًا وكان الأمر
كما أنهم قرروا أن يلعبوا أكثر مثل باقي أوروبا. لكن لم يكن من السهل تفسير
الإشارات، كان هناك الكثير من تلك الأخبار وأنا لم أكن أفهم اللغة ولا حتى
الثقافة وكذلك المدرب لا يتحدث معي بل هو لا يتحدث مع أحد فقد كان وجهه
جامد كالصخر وكنت أشعر بالسوء، النظر إلى وجهه فقط كان يُفقدني بهجتي. لقد
توقفت عن إحراز الأهداف وتوقفت عن فعل كل شيء جميل كنت أفعله في فترة
الإعداد بل على العكس، كل الإشادات والمقارنات بفان باستن وغيره انقلبت ضدي
وأصبحت صفقة مُخيبة للآمال ولذا خرجت من التشكيل الأساسي واستبدلت بمهاجم
يوناني اسمه نيكوس ماخلاس، كنت أتسكع معه كثيرًا".
يُتابع
"تلك الفترات حين أكون بعيدًا عن مستواي كنت أتحدث مع نفسي وأسأل "ما
الخطأ الذي ارتكبته؟ كيف أخرج من هذا الوضع؟"، لم أتوقف عن ذلك فقد كان
كالفيلم الذي يدور في عقلي لأني لست الشخص الذي يرضى بالإشادة وأن يكتفي
بالقول "أنا زلاتان واااو". كنت أتساءل وأتساءل عن الخطأ الذي أفعله وما
الذي يجب أن أقوم به وكيف أخرج من ذلك الوضع وما الذي يمكن أن أتعلمه من
زملائي في الفريق ولم يحدث معي هذا؟؟. كل دقيقة كانت تمر كنت أفكر خلالها
بأخطائي وكذلك أحاول استعادة أموري الجيدة لكي أخرج مما أنا به ولأن أتحسن
أكثر وأكثر. كنت آخذ بعد الأدوات من التدريب معي للبيت وأتدرب بها ولم يكن
ذلك بالأمر السهل طبعًا. مع هذا، لم أرض أبدًا حتى حين كان يجب أن أرضى
ولكن ذلك ساعدني على التطور والنضج. كان الأمر هكذا في أياكس .. لقد
حاصرتني تلك الأفكار ولم أجد أحدًا لأتحدث معه، حقًا لم أجد. كنت أتحدث مع
الجدران وأرى أن جميع الناس أغبياء، وبالتأكيد تحدثت مع البيت وكنت أبكي.
لكني لم أكن ألوم أي احد آخر غيري عما حدث. الأمر أصبح أسوأ وأسوأ وقد شعرت
أنني لم أنسجم مع الحياة في هولندا. ذهبت إلى بينهاكير وسألته "ما رأي
المدرب بي؟ هل هو سعيد أم ماذا؟". بينهاكير كان نوعًا مختلفًا عن كو
أدريانس فلم يكن مجرد ما يريده هو جنودًا مطيعة، لقد قال "هو جيد، الأمور
على ما يُرام ونحن نتحلى بالصبر معك"".
يُضيف إبرا
حول تلك الفترة "لكني كنت أعاني من الغُربة ولم أشعر بالتقدير سواء من
المدرب أو الصحفيين وبالتأكيد ليس من جانب الجماهير أيضًا. جماهير أياكس لا
ينبغي العبث معها، لقد اعتادوا على الفوز ولم يكن يُرضيهم أي فوز .. كانوا
يقولون مثلًا "بحق الجحيم، ما هذا ؟؟ انتصرنا 3-0 فقط !!". حين لم نحرز
أكثر من التعادل مع رودا قذفونا بالحجارة والقضبان المعدنية والزجاجات
الفارغة وقد اضطررت للبقاء في الملعب والبحث عن ملجأ، كانت الشتائم المقرفة
طوال الوقت وقد حلت بدلًا من ذات الهتاف "زلاتان زلاتان" الذي سمعته في
بداية تواجدي مع أياكس، عرفت الصافرات والاستهجانات ولكن لم تكن من جماهير
الفريق المنافس فلو كان كذلك لكان الأمر عاديًا، لكنها كانت من جماهيرنا !!
وكان ذلك قاسيًا للغاية. كنت أقول "ما هذا بحق الجحيم" لكن في نفس الوقت
كنت أعرف أن مثل تلك الأمور قد تحدث في تلك الرياضة وقد تفهمت تصرفاتهم.
كنت الصفقة الأغلى في النادي. لم أحب حقًا البقاء على مقاعد البدلاء. كان
يجب أن أكون فان باستن الجديد وأن أسجل الأهداف دون توقف وقد حاولت فعل
ذلك، بذلت قصارى جهدي ... صدقوني، لقد حاولت".
يُواصل السويدي الحديث عن تلك الفترة التي ربما تحدث مع عديد
اللاعبين عند الانتقال لمستوى أكبر في اللعب "الموسم الكروي طويل ولا يمكن
للاعب أن يُظهر كل شيء في مباراة واحدة، هذا ما قلته لكن هذا ما حاولت فعله
!! أول ما انضممت للفريق أردت إظهار كل ما لدي مرة واحدة وبالتالي لم
أستطع، هكذا اعتقدت. لقد أردت فعل الكثير جدًا ولذا لم يظهر إلا القليل
جدًا وقد رأيت أني بدأت للتو تعلم التعامل مع الضغوطات. بعد كل هذا، أصبحت
الـ85 مليون حِملًا ثقيلًا لعينًا على ظهري ولذا مكثت في منزلي في مدينة
ديمين ولم يكن لدي أي فكرة عما كتبه الصحفيون عني وقتها. ربما تخيلوا أني
كنت في حفلة ما مع ميدو خارج المدينة لكن في الحقيقة كنت أجلس في المنزل
وألعب ألعاب الفيديو ليل نهار. يوم الإثنين كان لدينا إجازة من التدريبات،
أنا ذهبت بالطائرة للمنزل (في السويد) مساء الأحد وعدت في رحلة السادسة من
صباح الثلاثاء وذهبت للتدريب مباشرة. لم تكن هناك ملاهٍ ليلية أو شيء من
هذا القبيل لكنني مع هذا لم أكن محترفًا .. لم أكد جديًا، بصراحة لم أكن
أهتم بأكلي أو نومي وقمت بالكثير من الأمور الغير منطقية في مالمو منها
استخدام المفرقعات والألعاب النارية الغير قانونية ورميها على الحدائق ..
قمت بالكثير من الأمور الجنونية لأزيد الأدرينالين في جسدي، كان هناك
الكثير من الدخان والعُشب والأشياء المقرفة في الهواء بجانب الكثير من
السيارات .. احتجت لتلك الحركة في حياتي"؟
يُواصل اللاعب وصف حالته
تلك الأيام قائلًا "واصل وزني الانخفاض حتى أصبح 75 كيلوجرامًا أو ربما
أقل، كنت رفيعًا جدًا وربما مرهقًا للغاية. لم أحظى حتى بإجازة، لم أحصل
إلى على إذنين خلال 6 أشهر ... وبالنسبة للأكل، ماذا تظنون؟ كنت آكل
الوجبات السريعة والخبز المُحمص وأطبع المكرونة. بجانب هذا، كل الكلام
الإيجابي الذي كتب عني في الصحف اختفى .. لم يعد هناك "نجاح جديد لزلاتان"
بل كان "زلاتان استسلم"، "زلاتان فقد الاتزان"، "زلاتان كذا وكذا"، كذلك
تحدثوا عن ضربي بالمرفق .. كان هنك الكثير من الحديث الملعون عن ذلك".
يُفسر إبرا ذلك "الأمر بدأ في مباراة جرونينجين حيث ضربت أحد اللاعبين بمرفقي في
رقبته،
الحكم لم ير اللقطة لكن اللاعب سقط على أرض الملعب وقد غادره محمولًا
ويُقال أنه تعرض لارتجاج، قد عاد في الشوط الثاني لكنه كان يترنح أيضًا.
الأسوأ من كل ذلك أن اتحاد الكرة قرر دراسة الحالة بالفيديو واتخذ قرارًا
بإيقافي لـ5 مباريات".
ما الذي حدث عقب ذلك؟ يقول زلاتان "لم يكن
ذلك ما أحتاجه، كان مقرفًا ولا يستطيع أحد أن يدعي أن الأمور بدأت تُصبح
أفضل بعد أن قضيت تلك العقوبة. لقد ضربت لاعبًا جديدًا بالمرفق وبالطبع خرج
محمولًا .. كان الأمر أشبه بأن بدأت أمرًا غبيًا جديدًا ولو لم أتوقف عند
تلك اللحظة لما لعبت لفترة أطول فيما بعد. كانت العقوبة ثقيلة والجماهير
بالتأكيد لم تكن سعيدة وقد اتصلت لحظتها بهاس بورج .. كان تصرفًا غبيًا
لكنه ما يحدث عن لحظات اليأس، دار بيننا الحديث التالي ...
إبرا: اللعنة هاس، هل تستطيع شرائي مجددًا؟
هاس: أعيد شراءك؟ هل أنت جاد؟
إبرا: خذني من هنا، أنا لم أنسجم مع كل الوضع هنا.
هاس: هيا زلاتان، ليس هناك مالًا لهذا وأنت تفهم ذلك جيدًا. عليك أن تتحلى بالصبر.
يُواصل
إبرا "لكني كنت قد تعبت من التحلي بالصبر، أردت أن ألعب أكثر وشعرت
بالحنين للوطن .. الأمر بالكامل كان مُتعبًا وقد شعرت أني تائه تمامًا ولذا
بدأت أتصل بميا، ليس لأني أعلم أنها هنا أو أنني أفتقدها لكن لأني كنت
وحيدًا وأردت استعادة حياتي القديمة. ما الذي حدث بعد ذلك؟ صدمة جديدة".
ي
ُفسر إبرا "بدأت أكتشف أنني كنت صاحب الراتب الأسوأ في الفريق
!!، كانت لدي شكوك ولكن الأمر أصبح واضحًا جدًا. كنت اللاعب الأغلى لكن
راتبي كان الأقل !!. لقد اشتروني لأكون فان باستن الجديد ولكني حتى الآن
قمت بالأسوأ. هل تذكرون كلمات هاس بورج حين قال "الوكلاء لصوص" وما إلى
ذلك؟ وملامح وجهه الغاضبة حين تحدث عن الأمر؟ لقد فهمت الآن .. لقد خدعني
وتظاهر أنه كان في جانبي لكنه في الحقيقة لم يعمل إلا لأجل نادي مالمو
وكلما فكرت بهذا الأمر كلما ازددت غضبًا. منذ البداية، هاس بورج عمل بجد
حتى يضمن عدم دخول أحد بيننا، أحد يُمثل رغباتي. ولهذا وقفت في فندق جورجن
كالغبي وسمحت لمجموعة من الشياطين بالتلاعب بي .. أشعر أن الأمر أشبه بلكمة
سُددت إلى معدتي !!. لم يكن الأمر يتعلق بالمال لأنه لم يكن أبدًا بالشيء
الكبير بالنسبة لي لكن الأمر يتعلق بالخيانة وسوء المعاملة وأن تبدو مثل
بائع الفلافل الغبي الذي يُغش ويُسرق ماله، ذلك جعلني غاضبًا ومجنونًا وقد
اتجهت فورًا للمسؤول عن ذلك، اتصلت بهاس بورج ودار بيننا الحديث التالي ...
إبرا: ما هذا بحق الجحيم؟ لدي العقد الأسوأ في الفريق !!.
هاس: ماذا تقول؟
لعب دور الغبي، قلت له "وأين نسبة الـ10% الخاصة بي؟"
هاس: وضعناها في بوليصة تأمين في إنجلترا.
إبرا: بوليصة تأمين !! ما تكون تلك بحق الجحيم؟
لم
يُخبرني شيء وأنا قلت لنفسي "حسنًا، ربما تكون أي شيء .. بوليصة تأمين !!
قد تكون حقيبة بلاستيكية ممتلئة بالأوراق النقدية أو بئر في الصحراء.
قلت له مجددًا: أريد مالي الآن.
هاس: ليس بالإمكان.
يُتابع
اللاعب "كانوا مربوطين، يتم استثمارهم بطريقة ما لا أعلم عنها شيئًا. هنا
قررت حل الموضوع من جذوره بأن يكون لي وكيل لاعبين. بدأت أؤمن هنا بأن
الوكلاء ليسوا لصوصًا وأنه دون وكيل لن أمتلك أي فرصة ودون مساعدتهم ستقف
هناك وتسمح للشياطين بالتلاعب بك (يقصد في المفاوضات وإبرام العقود).
وبواسطة أحد الأصدقاء، تواصلت مع شاب يُدعى أندريس كارلسون كان يعمل في
شركة أي إم جي في ستوكهولم".
نتوقف هنا، في الحلقة القادمة نهاية الفصل الثامن والحديث عن دور كارلسون في مسيرة إبرا .....