تحدث
إبراهيموفيتش في الفصل الثامن عن بداياته مع أياكس أمستردام والتي كانت
جيدة ثم تحولت إلى الجحيم ذاته بسبب تراجع مستواه وعدم انسجامه مع الحياة
في هولندا، كذلك تحدث عن أهمية وكلاء اللاعبين في مفاضات الأندية وكيف تمت
معاملته مثل الغبي في مفاوضات أياكس مالمو وكانت نهاية الحلقة الماضية
بتعاقده مع وكيل اللاعبين أندريس كارلسون.
يصف إبرا وكيل اللاعبين قائلًا "كان شخصًا جيدًا، لم يكن من
أولئك الصبية الذين يرمون العلكة في الشارع أو يتخطون الحدود، لكنه يتمتع
ببعض القوة وقد بدا ذلك طبيعيًا. أندريس ساعدني كثيرًا في البدايات. تولى
أمر بوليصة التأمين لكن من ثم جاءت الصدمة الثانية وهي أن نسبة الـ10% لم
تكن موجودة بل كانت 8% فقط !! وقد اندهشت للغاية وسألته "لماذا هذا؟"،
أخبرت أنهم اقتطعوا تلك القيمة فيما يُسمى ضرائب على الراتب وهنا جن جنوني
وقلت له "أي هراء هذا !!، تلك حيلة جديدة من ألاعيبهم". ما الذي تتوقعونه؟
كانت تلك مشكلة صغيرة بالنسبة لأندريس وقد استعاد لي الـ2% وفجأة لم يعد
هناك أي ضرائب على الراتب. من ثم قطعت علاقتي تمامًا بهاس بورج .. كان
درسًا لم أنساه أبدًا وقد علمني الكثير ولا تتخيلوا أبدًا ولو لثانية أني
الآن لا أعلم شيئًا عن أموالي وعقودي".
إبرا يؤكد
تعلمه من ذلك الدرس بالقول "اتصل بي قبل أيام مينو رايولا وسألني "ما الذي
ستحصل عليه من بونيير بخصوص الكتاب (بونيير هي دار النشر التي تولت نشرت
الكتاب)" فأجبته "لا أعلم شيء" فقال "هراء، أنت تعلم تمامًا" وقد كان محقًا
بالطبع".
يُضيف اللاعب "أصبحت أتفحص كل شيء لأني
لن أقبل أن يتم استغلالي أو غُشي مجددًا، حاولت دومًا أن أكون متقدمًا خطوة
في المفاوضات وأن أسأل نفسي دومًا "من هم؟ ماذا يريدون؟ ما هي ألاعيبهم
السرية؟" ودومًا ما أتذكر ما حدث لأن تلك الأشياء تبقى في ذاكرتي حتى أن
هيلينا اعتادت أن تطلب مني عدم الاسهاب بالتفكير بتلك المشكلة .. مثل أن
تقول "لقد تعبت من كره هاس بورج". لكن لا، لن أسامحه، لا مجال لذلك .. ما
كان يجب أن يفعل ذلك لشاب قادم من الضواحي ولا يعرف شيئًا عن تلك الأمور،
ما كان يجب أن يتظاهر بأنه أب إضافي لك وهو يبحث عن كل ثغرة يُوجه لك ضربة
من خلالها. لقد كنت في فريق الشباب الشاب الذي لم يؤمن به أحد وكنت آخر شخص
يُتوقع أن يتم تصعيده للفريق الاول. لكن حين تم بيعي بمبلغ كبير، كيف كان
تصرفهم معي ؟؟ لقد أرادوا حلبي حتى آخر قطرة !! في لحظة كنت أتواجد بصعوبة
وفي اللحظة المقبلة كنت أستَغَل. لا لن أسامح وأنا حتى الآن أسأل نفسي "هل
كان هاس بورج سيفعل ما فعله معي لو كنت شاب لطيف ووالدي محامٍ؟ لا أعتقد
ذلك. تحدثت عن الأمر بالفعل في أياكس بعدها، قلت أشباء مثل "عليه أن ينتبه
لنفسه" ولكني لا أظنه استوعب الأمر حقًا. لقد كتب في كاتبه فيما بعد أنه من
اكتشفني ومن رعاني".
يُواصل إبرا "أعتقد أنه فهم
الأمر فيما بعد، لأننا تقابلت قبل عامين في المصعد وكان ذلك في المجر، كنت
مع المنتخب الوطني وفيما كنت في المصعد توقف عند الطابق الرابع وفجأة ظهر
هاس بورج يرتدي ربطة عنق، كان في المدينة لرحلة ما وقد مد يده وقال "حسنًا
حسنًا، مرحبًا مرحبًا، ما الأمر؟" وما شابه تلك الكلمات. لم يتحرك أبدًا ..
كان مجرد وجه بارد وعيون محدقة وبالطبع كان عصبيًا للغاية. مجرد وقف هناك
وأنا لم أنطق بكلمة واحدة، نظرت إليه ثم نزلت لبهو الفندق ثم خرجت وتركته
خلفي. تلك كانت مقابلتنا الوحيدة منذ ذلك الوقت .. أنا لن أنسى، ويبقى هاس
بورج هو الشخص الذي أريد أن أقسمه نصفين".
يعود
إبرا للحديث عن أيامه الصعبة في أياكس أمستردام، يقول "كل ذلك آلمني في
أياكس، شعرتي أنه تم غُشي واستغلالي وكنت الأسوأ راتبًا في الفريق وجماهير
أياكس تُصفر علي والحديث عن ضربي بالمرفق وكل تلك الأمور السيئة، كانت
قائمة أخطائي تظهر أمامي حتى حادثة الشرطة تلك في شارع إنداستريجاتان تم
الحديث عنها أكثر من 98 مرة. كنت في مرحلة عدم اتزان وقيل أنهم يفتقدون
لزلاتان القديم، كان هناك الكثير من الحديث يومًا بعد الآخر وتلك الأفكار
كانت تطحنني طحنًا".
يُواصل اللاعب قائلًا "حاولت إيجاد الحلول كل
ساعة بل كل دقيقة ولم أستسلم أبدًا .. لا، لا مجال ذلك. أنا لم أتقدم في
الحياة بسهولة وربما عديد الناس نسوا ذلك لكني لست الموهوب الذي لمع للتو
في أوروبا بل لقد قاتلت ضد والدي ومدربي الذين كانوا ضدي من البداية. تعلمت
الكثير لكن أكثر ما تعلمته هو أن أفعل عكس ما يقوله الآخرون .. لقد قالوا
أن زلاتان مجرد مراوغ وأن سلوكياته خطأ وأنه كذا وكذا. كان علي الاستمرار
وكان علي الاستماع والآن في أياكس حاولت حقًا أن أفهم الثقافة وأن أتعلم
كيف أفكر وكيف ألعب".
يُتابع زلاتان "تساءلت عن الذي يجب أن أحسنه،
تدربت بجدية وحاولت التعلم من الآخرين لكن في نفس الوقت لم أتخل عن أسلوبي
ولم يستطع أحد أن ينتزع روحي الخاصة في اللعب. ليس من باب التحدي أو الصخب
لكن مجرد أني شخص مقاتل وحين أدخل الملعب أكون شرسًا للغاية .. ذلك جزء من
مزاجي، أنا أطالب نفسي بأكثر ما يطلبه الآخرون مني. ذلك بوضوح كان يُغضب كو
أدريانس مني، كنت شخصًا صعبًا بالنسبة له وقد قال فيما بعد "زلاتان يلعب
بطريقته الخاصة ولا يلتفت للفريق بلا بلا بلا". هو بالتأكيد يستطيع قول ما
يريد وأنا لن أبحث عن الانتقام، أنا أتقبل الوضع لأن المدرب هو الرئيس في
فسلفتي وكل ما أستطيع فعله هو محاولة لفت انتباهه وإن لم أنجح في ذلك ولم
يحدث شيء".
يدخل أياكس واللاعب مرحلة جديدة، يقول إبرا "لم يحدث شيء
باستثناء أننا سمعنا أن كو أدريانس قد يُقال وكانت تلك أخبارًا سعيدة. لقد
هُزمنا للتو من سيلتيك في تصفيات التأهل لدوري الأبطال وقد خسرنا أمام
كوبنهاجن في كأس الاتحاد الأوروبي ولكني لا أظن أن النتائج هي التي كانت
السبب في إقالته لأننا كنا نسير جيدًا في الدوري. لقد أقيل لأنه لم يستطع
التواصل مع اللاعبين .. لا أحد كان على اتصال معه، كنا نعيش في فراغ. صحيح
أنني أحب الرجال الأقوياء وأدريانس كان قويًا بالفعل لكنه تخطى الحدود ..
لم يكن هناك منطق في أسلوبه الدكتاتوري ولم يكن يتمتع بحس الفكاهة مع
اللاعبين ولم يكن يفعل شيء. كان السؤال الأهم هنا، من المدرب القادم؟ كان
الحديث عن ريكارد وقد كانت سمعته جيدة ليس لأن اللاعب الجيد سيكون مباشرة
مدربًا جيدًا لكن لأنه مع فان باستن وخوليت وريكارد كانوا أساطير في
الميلان. مع هذا، فقد كان المدرب هو رونالد كومان وهو الرجل الذي أعرفه
جيدًا .. فقد كان مسدد رائع للكرات الثابتة في برشلونة، وكان معه رود كرول
وهو لاعب آخر ممتاز. وقد لاحظت من البداية أنهم يعرفونني بشكل أفضل وهنا
بدأت أتمنى أن تتحول الأمور لصالحي".
ما الذي حدث؟ يقول زلاتان
"الأمور أصبحت أسوأ !!، لقد جلست على مقاعد البدلاء لـ5 مباريات متتالية
وفي أحد التدريبات طردني كومان وصرخ "اذهب للمنزل، أنت لا تقدم شيء هنا،
أنت لست موجودًا هنا، عد إلى منزلك"، بالتأكيد لم أكن موجودًا هناك فقد كان
عقلي في مكان آخر. لم يكن بالشيء الكبير لكن الصحافة كتبت عنه كثيرًا، بل
حتى مدرب المنتخب السويدي "لارس لاجيرباك" تحدث عن الأمر عبر الصحف وقال
أنه قلق بشأني وقد قال أنني ربما أفقد مكاني في المنتخب الوطني .. وذلك لم
يكن ممتعًا .. أبدًا، لأنه في الصيف كان سيجري كأس العالم في اليابان وهو
الحلم الذي أحلم به طوال حياتي".
مشكلة أخرى واجهها زلاتان، يقول عنها "قلقت أيضًا من سحب القميص
رقم 9 مني، لم أقلق بشأن الرقم لأني لم أكن أهتم بما يكتب خلف القميص لكن
لأن ذلك سيكون إشارة على أنهم لم يعودوا يثقوا بي أبدًا. في أياكس، يتحدثون
كثيرًا عن الأرقام .. رقم 10 يجب أن يمتلك مواصفات محددة ورقم 11 هكذا ولم
يكن هناك أفضل من رقم 9 وهو الرقم القديم لفان باستن، كان ارتداؤه يمنحني
فخرًا كبيرًا ولكن إن لم تلعب بالشكل المناسب به سيتم سحبه منك .. هكذا كان
المبدأ في أياكس. والآن أنا لا أقدم أي شيء ولذا كنت حزينًا وخائفًا من
سحب الرقم مني. لم أحرز سوى 5 أهداف في الدوري و6 في الموسم حتى الآن وقد
جلست على مقاعد البدلاء كثيرًا وكانت الجماهير تطلق صافراتها وهتافاتها
ضدي. حين كنت أقوم بالإحماء كانت الجماهير تصرخ "نيكوس نيكوس ماخلاس
ماخلاس". لم يكن المهم كيف مستواه بل كان أنهم لا يريدون تواجدي في الملعب
بل يريدونه هو، وقد فكرت هنا وقلت لنفسي "اللعنة، هم ضدي حتى وأنني لم أبدأ
اللعب بعد، إن مررت تمريرة سيئة سيقومون بالتصفير والاستهجان أو إعادة
الهتاف اللعين "نيكوس نيكوس ماخلاس ماخلاص"". لم يكن الأمر أنني لا ألعب
جيدًا فقط بل كان علي التعامل مع تلك الأمور أيضًا".
يُضيف إبرا
"نعم، كان يبدو أننا سنفوز بالدوري لهذا الموسم لكن رغم ذلك لم أكد سعيدًا
ولا أستطيع أن أكون كذلك حقًا .. فأنا لم أكن جزءًا من ذلك وهذا شيء لا
يمكن إخفاءه. كنا كثيرين في مركزنا وكان على أحدنا أن يرحل وقد بدأ أنه
أنا، كان لدي ذلك الشعور خاصة أنه عادة ما قيل أنني رقم 3 في الهجوم بعد
ميدو وماخلاس. حتى صديقي ليو بينهاكير تحدث للإعلام الهولندي عن الأمر، قال
"زلاتان هو عادة من يبدأ الهجمات لدينا لكنه لا يستطيع إنهائها أمام
المرمى، إن كنا سنبيعه سنعمل بالتأكيد على بيعه لنادٍ جيد".
يُتابع
اللاعب الحديث عن الأجواء السلبية حوله "كان بيعي يلوح في الأفق خاصة أن
المزيد والمزيد من التصريحات ظهرت، منها تصريحات المدرب كومان الذي قال
"زلاتان هو المهاجم الأفضل مهارة لدينا لكن أن تكون صاحب الرقم 9 في أياكس
يتطلب امتلاك خصائص أخرى أشك في أنه يمتلكها". وهنا بدأت حرب العناوين
الصحفية، كُتب "الأمر واضح، زلاتان في السوق" وقد شعرت بالأمر .. كان أشبه
بأنه سيتم اعتقالي وثقوا بي .. أنا لا أبالغ أبدًا".
يُواصل السويدي
"لم أرتق للتوقعات وكانت تلك أول خطوة للخلف حقيقية في حياتي، ولكني مع
هذا رفضت الاستسلام. كنت أريد أن أريهم وأثبت لهم قدراتي .. هكذا كانت
أفكاري وكانت تدور في رأسي ليل نهار، وبصراحة .. لم أكن مهتمًا إن كنت
سأباع أو لا فقد كنت أريد إثبات أني جيد بغض النظر عن ذلك. لكن الأمر كان
.. كيف يُمكن أن أفعل ذلك وأنا لا ألعب !؟ عملية معقدة للغاية. كنت أجلس
على مقاعد البدلاء وأقفز وأقول لنفسي "هل هم أغبياء أم ماذا؟ .. كان الأمر
أشبه بما حدث في فريق الشباب في مالمو".
يختم إبرا الفصل الثامن
بالحديث عن نقطة التحول، يقول "تأهلنا ذلك الربيع لنهائي كأس هولندا حيث
سنواجه فريق أوتريخت على ملعب دي كويب في روتردام حيث أقيم نهائي بطولة أمم
أوروبا قبل عامين. التوتر والضغط كان خياليًا من الجماهير وكان ذلك يوم 12
مايو 2002، المدرجات كان بها كل شيء مثل الألعاب النارية وغيرها
من تلك الأدوات. بالنسبة لأوتريخت يُعد أياكس هو العدو الأكبر والفريق
الذي يجب هزيمته قبل أي فريق آخر، جماهير أوتريخت كانت مجنونة ومشبعة
بالحقد والرغبة في الثأر من انتصارنا بالدوري ونحن كانت فرصتنا لإحراز
الثنائية وتأكيد عودتنا للمجد بعد السنوات الصعبة".
يُواصل
زلاتان "بالطبع كان وجودي في بداية المباراة صعبًا، جلست على مقاعد
البدلاء طوال الشوط الأول وجزء طويل من الشوط الثاني، أوتريخت تقدم 2-1 من
ركلة جزاء وهنا جن جنون جماهير أوتريخت. على بُعد خطوات
مني كان يتواجد كومان يرتدي بدلته وربطة العنق الحمراء وقد كان مُحبطًا
تمامًا، لقد بدا يائس تمامًا وهنا قلت لنفسي "دعني ألعب إذن" .. وبالفعل،
دخلت الملعب في الدقيقة الـ78. بالتأكيد كان شيء ما يجب أن يحدث والواضح
أني لم أكن صبورًا أبدًا فقد أردت فعل كل شيء مرة واحدة كما اعتدت ذلك
العام، ضغطنا عليهم بقوة لكن الوقت كان يمضي وبدا أننا في طريقنا للخسارة.
لم ننجح في إحراز الهدف وأذكر أني سددت كرة أعتقد أنها كانت جيدة للغاية
لكنها ارتدت من العارضة. انتهى الوقت الأصلي ودخلنا في الوقت بدل الضائع
وكنا في حالة يأس كامل، فقد بدا أن الكأس ضاع منا وقد بدأت جماهير أوتريخت
الاحتفال في المدرجات .. لقد ملأت الملعب وبدأت ترفع اللافتات وتغني
لفريقها ولاعبيها وتُطلق الألعاب النارية. بدأ الوقت يمر ولم يبق سوى 30
ثانية .. 20 ثانية وهنا جاءت كرة عرضية لداخل منطقة الجزاء وتخطت كل مدافعي
أوتريخت لتصل لفامبيرتو وهو أحد البرازيليين في الفريق .. ربما كان
متسللًا لكن الحكم المساعد لم يراه وقد سدد الكرة نحو المرمى وهنا رفعت
جماهير أوتريخت أيديها إلى رؤوسها غير مصدقة لما حدث. لقد عدنا للمباراة
وهربنا من الخسارة في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع".
يُكمل
إبرا قصة المباراة المثيرة "لقد أعيد فتح المباراة من جديد، والعديد من
الأوقات الإضافية للمباريات كانت تُحسم وقتها بالهدف الذهبي أو هدف الموت
المفاجئ مثلما كان يُسمى في الهوكي ويعني أن الفريق الذي يُسجل الهدف يُعلن
فائزًا في المباراة وهذا كان الوضع الآن فاللقاء سيُحسم بالهدف الذهبي
والفريق الذي يُسجل سيحسم المباراة لصالحه فورًا ... بقي 5 دقائق على نهاية
الوقت وهنا جاءت لي كرة جديدة وتلك المرة من الجانب الأيسر، قفزت ولعبتها
برأسي لتبتعد الكرة لكني بعد قليل عادت لي وقد استقبلتها على صدري وكنت تحت
ضغط دفاعي كبير لكني التفت وسددت نحو المرمى .. لم تكن تسديدة رائعة
كثيرًا .. الكرة ارتطمت بأرض الملعب ومن ثم .. يا إلهي .. لقد دخلت المرمى
وأنا خلعت قميصي وجريت ليسار الملعب مجنونًا ومستمتعًا ومن ثم بدأت أصرخ
حتى أنك تستطيع مشاهدة ضلوعي في تلك اللقطات. كان موسمًا صعبًا وقاسيًا ..
كان هناك الكثير من الضغوطات علي وأدائي لم يكن جيدًا خلال فترة كبيرة من
الموسم لكني الآن عدت .. لقد عدت مجددًا .. لقد أريتهم جميعًا .. الملعب
كان مجنونًا والجماهير ما بين السعادة والإحباط .. لكن الأهم من كل هذا أني
أذكر كومان .. لقد جري إلي وشد أذني وقال "شكرًا جزيلًا لك، شكرًا جزيلًا
لك" ... كانت متعة كبيرة لا يمكن وصفها .. جريت هناك مع الفريق بالكامل ومن
ثم خرج مني كل التوتر والضغط الذي عانيت منه".
شاهد ملخص مباراة نهائي الكأس وهدف إبرا واحتفاله المجنون
هنا ينتهي الفصل الثامن الذي تحدث عن بداية زلاتان في هولندا، الفصل التاسع سيُواصل المسيرة مع أياكس أمستردام .....
إبراهيموفيتش في الفصل الثامن عن بداياته مع أياكس أمستردام والتي كانت
جيدة ثم تحولت إلى الجحيم ذاته بسبب تراجع مستواه وعدم انسجامه مع الحياة
في هولندا، كذلك تحدث عن أهمية وكلاء اللاعبين في مفاضات الأندية وكيف تمت
معاملته مثل الغبي في مفاوضات أياكس مالمو وكانت نهاية الحلقة الماضية
بتعاقده مع وكيل اللاعبين أندريس كارلسون.
يصف إبرا وكيل اللاعبين قائلًا "كان شخصًا جيدًا، لم يكن من
أولئك الصبية الذين يرمون العلكة في الشارع أو يتخطون الحدود، لكنه يتمتع
ببعض القوة وقد بدا ذلك طبيعيًا. أندريس ساعدني كثيرًا في البدايات. تولى
أمر بوليصة التأمين لكن من ثم جاءت الصدمة الثانية وهي أن نسبة الـ10% لم
تكن موجودة بل كانت 8% فقط !! وقد اندهشت للغاية وسألته "لماذا هذا؟"،
أخبرت أنهم اقتطعوا تلك القيمة فيما يُسمى ضرائب على الراتب وهنا جن جنوني
وقلت له "أي هراء هذا !!، تلك حيلة جديدة من ألاعيبهم". ما الذي تتوقعونه؟
كانت تلك مشكلة صغيرة بالنسبة لأندريس وقد استعاد لي الـ2% وفجأة لم يعد
هناك أي ضرائب على الراتب. من ثم قطعت علاقتي تمامًا بهاس بورج .. كان
درسًا لم أنساه أبدًا وقد علمني الكثير ولا تتخيلوا أبدًا ولو لثانية أني
الآن لا أعلم شيئًا عن أموالي وعقودي".
إبرا يؤكد
تعلمه من ذلك الدرس بالقول "اتصل بي قبل أيام مينو رايولا وسألني "ما الذي
ستحصل عليه من بونيير بخصوص الكتاب (بونيير هي دار النشر التي تولت نشرت
الكتاب)" فأجبته "لا أعلم شيء" فقال "هراء، أنت تعلم تمامًا" وقد كان محقًا
بالطبع".
يُضيف اللاعب "أصبحت أتفحص كل شيء لأني
لن أقبل أن يتم استغلالي أو غُشي مجددًا، حاولت دومًا أن أكون متقدمًا خطوة
في المفاوضات وأن أسأل نفسي دومًا "من هم؟ ماذا يريدون؟ ما هي ألاعيبهم
السرية؟" ودومًا ما أتذكر ما حدث لأن تلك الأشياء تبقى في ذاكرتي حتى أن
هيلينا اعتادت أن تطلب مني عدم الاسهاب بالتفكير بتلك المشكلة .. مثل أن
تقول "لقد تعبت من كره هاس بورج". لكن لا، لن أسامحه، لا مجال لذلك .. ما
كان يجب أن يفعل ذلك لشاب قادم من الضواحي ولا يعرف شيئًا عن تلك الأمور،
ما كان يجب أن يتظاهر بأنه أب إضافي لك وهو يبحث عن كل ثغرة يُوجه لك ضربة
من خلالها. لقد كنت في فريق الشباب الشاب الذي لم يؤمن به أحد وكنت آخر شخص
يُتوقع أن يتم تصعيده للفريق الاول. لكن حين تم بيعي بمبلغ كبير، كيف كان
تصرفهم معي ؟؟ لقد أرادوا حلبي حتى آخر قطرة !! في لحظة كنت أتواجد بصعوبة
وفي اللحظة المقبلة كنت أستَغَل. لا لن أسامح وأنا حتى الآن أسأل نفسي "هل
كان هاس بورج سيفعل ما فعله معي لو كنت شاب لطيف ووالدي محامٍ؟ لا أعتقد
ذلك. تحدثت عن الأمر بالفعل في أياكس بعدها، قلت أشباء مثل "عليه أن ينتبه
لنفسه" ولكني لا أظنه استوعب الأمر حقًا. لقد كتب في كاتبه فيما بعد أنه من
اكتشفني ومن رعاني".
يُواصل إبرا "أعتقد أنه فهم
الأمر فيما بعد، لأننا تقابلت قبل عامين في المصعد وكان ذلك في المجر، كنت
مع المنتخب الوطني وفيما كنت في المصعد توقف عند الطابق الرابع وفجأة ظهر
هاس بورج يرتدي ربطة عنق، كان في المدينة لرحلة ما وقد مد يده وقال "حسنًا
حسنًا، مرحبًا مرحبًا، ما الأمر؟" وما شابه تلك الكلمات. لم يتحرك أبدًا ..
كان مجرد وجه بارد وعيون محدقة وبالطبع كان عصبيًا للغاية. مجرد وقف هناك
وأنا لم أنطق بكلمة واحدة، نظرت إليه ثم نزلت لبهو الفندق ثم خرجت وتركته
خلفي. تلك كانت مقابلتنا الوحيدة منذ ذلك الوقت .. أنا لن أنسى، ويبقى هاس
بورج هو الشخص الذي أريد أن أقسمه نصفين".
يعود
إبرا للحديث عن أيامه الصعبة في أياكس أمستردام، يقول "كل ذلك آلمني في
أياكس، شعرتي أنه تم غُشي واستغلالي وكنت الأسوأ راتبًا في الفريق وجماهير
أياكس تُصفر علي والحديث عن ضربي بالمرفق وكل تلك الأمور السيئة، كانت
قائمة أخطائي تظهر أمامي حتى حادثة الشرطة تلك في شارع إنداستريجاتان تم
الحديث عنها أكثر من 98 مرة. كنت في مرحلة عدم اتزان وقيل أنهم يفتقدون
لزلاتان القديم، كان هناك الكثير من الحديث يومًا بعد الآخر وتلك الأفكار
كانت تطحنني طحنًا".
يُواصل اللاعب قائلًا "حاولت إيجاد الحلول كل
ساعة بل كل دقيقة ولم أستسلم أبدًا .. لا، لا مجال ذلك. أنا لم أتقدم في
الحياة بسهولة وربما عديد الناس نسوا ذلك لكني لست الموهوب الذي لمع للتو
في أوروبا بل لقد قاتلت ضد والدي ومدربي الذين كانوا ضدي من البداية. تعلمت
الكثير لكن أكثر ما تعلمته هو أن أفعل عكس ما يقوله الآخرون .. لقد قالوا
أن زلاتان مجرد مراوغ وأن سلوكياته خطأ وأنه كذا وكذا. كان علي الاستمرار
وكان علي الاستماع والآن في أياكس حاولت حقًا أن أفهم الثقافة وأن أتعلم
كيف أفكر وكيف ألعب".
يُتابع زلاتان "تساءلت عن الذي يجب أن أحسنه،
تدربت بجدية وحاولت التعلم من الآخرين لكن في نفس الوقت لم أتخل عن أسلوبي
ولم يستطع أحد أن ينتزع روحي الخاصة في اللعب. ليس من باب التحدي أو الصخب
لكن مجرد أني شخص مقاتل وحين أدخل الملعب أكون شرسًا للغاية .. ذلك جزء من
مزاجي، أنا أطالب نفسي بأكثر ما يطلبه الآخرون مني. ذلك بوضوح كان يُغضب كو
أدريانس مني، كنت شخصًا صعبًا بالنسبة له وقد قال فيما بعد "زلاتان يلعب
بطريقته الخاصة ولا يلتفت للفريق بلا بلا بلا". هو بالتأكيد يستطيع قول ما
يريد وأنا لن أبحث عن الانتقام، أنا أتقبل الوضع لأن المدرب هو الرئيس في
فسلفتي وكل ما أستطيع فعله هو محاولة لفت انتباهه وإن لم أنجح في ذلك ولم
يحدث شيء".
يدخل أياكس واللاعب مرحلة جديدة، يقول إبرا "لم يحدث شيء
باستثناء أننا سمعنا أن كو أدريانس قد يُقال وكانت تلك أخبارًا سعيدة. لقد
هُزمنا للتو من سيلتيك في تصفيات التأهل لدوري الأبطال وقد خسرنا أمام
كوبنهاجن في كأس الاتحاد الأوروبي ولكني لا أظن أن النتائج هي التي كانت
السبب في إقالته لأننا كنا نسير جيدًا في الدوري. لقد أقيل لأنه لم يستطع
التواصل مع اللاعبين .. لا أحد كان على اتصال معه، كنا نعيش في فراغ. صحيح
أنني أحب الرجال الأقوياء وأدريانس كان قويًا بالفعل لكنه تخطى الحدود ..
لم يكن هناك منطق في أسلوبه الدكتاتوري ولم يكن يتمتع بحس الفكاهة مع
اللاعبين ولم يكن يفعل شيء. كان السؤال الأهم هنا، من المدرب القادم؟ كان
الحديث عن ريكارد وقد كانت سمعته جيدة ليس لأن اللاعب الجيد سيكون مباشرة
مدربًا جيدًا لكن لأنه مع فان باستن وخوليت وريكارد كانوا أساطير في
الميلان. مع هذا، فقد كان المدرب هو رونالد كومان وهو الرجل الذي أعرفه
جيدًا .. فقد كان مسدد رائع للكرات الثابتة في برشلونة، وكان معه رود كرول
وهو لاعب آخر ممتاز. وقد لاحظت من البداية أنهم يعرفونني بشكل أفضل وهنا
بدأت أتمنى أن تتحول الأمور لصالحي".
ما الذي حدث؟ يقول زلاتان
"الأمور أصبحت أسوأ !!، لقد جلست على مقاعد البدلاء لـ5 مباريات متتالية
وفي أحد التدريبات طردني كومان وصرخ "اذهب للمنزل، أنت لا تقدم شيء هنا،
أنت لست موجودًا هنا، عد إلى منزلك"، بالتأكيد لم أكن موجودًا هناك فقد كان
عقلي في مكان آخر. لم يكن بالشيء الكبير لكن الصحافة كتبت عنه كثيرًا، بل
حتى مدرب المنتخب السويدي "لارس لاجيرباك" تحدث عن الأمر عبر الصحف وقال
أنه قلق بشأني وقد قال أنني ربما أفقد مكاني في المنتخب الوطني .. وذلك لم
يكن ممتعًا .. أبدًا، لأنه في الصيف كان سيجري كأس العالم في اليابان وهو
الحلم الذي أحلم به طوال حياتي".
مشكلة أخرى واجهها زلاتان، يقول عنها "قلقت أيضًا من سحب القميص
رقم 9 مني، لم أقلق بشأن الرقم لأني لم أكن أهتم بما يكتب خلف القميص لكن
لأن ذلك سيكون إشارة على أنهم لم يعودوا يثقوا بي أبدًا. في أياكس، يتحدثون
كثيرًا عن الأرقام .. رقم 10 يجب أن يمتلك مواصفات محددة ورقم 11 هكذا ولم
يكن هناك أفضل من رقم 9 وهو الرقم القديم لفان باستن، كان ارتداؤه يمنحني
فخرًا كبيرًا ولكن إن لم تلعب بالشكل المناسب به سيتم سحبه منك .. هكذا كان
المبدأ في أياكس. والآن أنا لا أقدم أي شيء ولذا كنت حزينًا وخائفًا من
سحب الرقم مني. لم أحرز سوى 5 أهداف في الدوري و6 في الموسم حتى الآن وقد
جلست على مقاعد البدلاء كثيرًا وكانت الجماهير تطلق صافراتها وهتافاتها
ضدي. حين كنت أقوم بالإحماء كانت الجماهير تصرخ "نيكوس نيكوس ماخلاس
ماخلاس". لم يكن المهم كيف مستواه بل كان أنهم لا يريدون تواجدي في الملعب
بل يريدونه هو، وقد فكرت هنا وقلت لنفسي "اللعنة، هم ضدي حتى وأنني لم أبدأ
اللعب بعد، إن مررت تمريرة سيئة سيقومون بالتصفير والاستهجان أو إعادة
الهتاف اللعين "نيكوس نيكوس ماخلاس ماخلاص"". لم يكن الأمر أنني لا ألعب
جيدًا فقط بل كان علي التعامل مع تلك الأمور أيضًا".
يُضيف إبرا
"نعم، كان يبدو أننا سنفوز بالدوري لهذا الموسم لكن رغم ذلك لم أكد سعيدًا
ولا أستطيع أن أكون كذلك حقًا .. فأنا لم أكن جزءًا من ذلك وهذا شيء لا
يمكن إخفاءه. كنا كثيرين في مركزنا وكان على أحدنا أن يرحل وقد بدأ أنه
أنا، كان لدي ذلك الشعور خاصة أنه عادة ما قيل أنني رقم 3 في الهجوم بعد
ميدو وماخلاس. حتى صديقي ليو بينهاكير تحدث للإعلام الهولندي عن الأمر، قال
"زلاتان هو عادة من يبدأ الهجمات لدينا لكنه لا يستطيع إنهائها أمام
المرمى، إن كنا سنبيعه سنعمل بالتأكيد على بيعه لنادٍ جيد".
يُتابع
اللاعب الحديث عن الأجواء السلبية حوله "كان بيعي يلوح في الأفق خاصة أن
المزيد والمزيد من التصريحات ظهرت، منها تصريحات المدرب كومان الذي قال
"زلاتان هو المهاجم الأفضل مهارة لدينا لكن أن تكون صاحب الرقم 9 في أياكس
يتطلب امتلاك خصائص أخرى أشك في أنه يمتلكها". وهنا بدأت حرب العناوين
الصحفية، كُتب "الأمر واضح، زلاتان في السوق" وقد شعرت بالأمر .. كان أشبه
بأنه سيتم اعتقالي وثقوا بي .. أنا لا أبالغ أبدًا".
يُواصل السويدي
"لم أرتق للتوقعات وكانت تلك أول خطوة للخلف حقيقية في حياتي، ولكني مع
هذا رفضت الاستسلام. كنت أريد أن أريهم وأثبت لهم قدراتي .. هكذا كانت
أفكاري وكانت تدور في رأسي ليل نهار، وبصراحة .. لم أكن مهتمًا إن كنت
سأباع أو لا فقد كنت أريد إثبات أني جيد بغض النظر عن ذلك. لكن الأمر كان
.. كيف يُمكن أن أفعل ذلك وأنا لا ألعب !؟ عملية معقدة للغاية. كنت أجلس
على مقاعد البدلاء وأقفز وأقول لنفسي "هل هم أغبياء أم ماذا؟ .. كان الأمر
أشبه بما حدث في فريق الشباب في مالمو".
يختم إبرا الفصل الثامن
بالحديث عن نقطة التحول، يقول "تأهلنا ذلك الربيع لنهائي كأس هولندا حيث
سنواجه فريق أوتريخت على ملعب دي كويب في روتردام حيث أقيم نهائي بطولة أمم
أوروبا قبل عامين. التوتر والضغط كان خياليًا من الجماهير وكان ذلك يوم 12
مايو 2002، المدرجات كان بها كل شيء مثل الألعاب النارية وغيرها
من تلك الأدوات. بالنسبة لأوتريخت يُعد أياكس هو العدو الأكبر والفريق
الذي يجب هزيمته قبل أي فريق آخر، جماهير أوتريخت كانت مجنونة ومشبعة
بالحقد والرغبة في الثأر من انتصارنا بالدوري ونحن كانت فرصتنا لإحراز
الثنائية وتأكيد عودتنا للمجد بعد السنوات الصعبة".
يُواصل
زلاتان "بالطبع كان وجودي في بداية المباراة صعبًا، جلست على مقاعد
البدلاء طوال الشوط الأول وجزء طويل من الشوط الثاني، أوتريخت تقدم 2-1 من
ركلة جزاء وهنا جن جنون جماهير أوتريخت. على بُعد خطوات
مني كان يتواجد كومان يرتدي بدلته وربطة العنق الحمراء وقد كان مُحبطًا
تمامًا، لقد بدا يائس تمامًا وهنا قلت لنفسي "دعني ألعب إذن" .. وبالفعل،
دخلت الملعب في الدقيقة الـ78. بالتأكيد كان شيء ما يجب أن يحدث والواضح
أني لم أكن صبورًا أبدًا فقد أردت فعل كل شيء مرة واحدة كما اعتدت ذلك
العام، ضغطنا عليهم بقوة لكن الوقت كان يمضي وبدا أننا في طريقنا للخسارة.
لم ننجح في إحراز الهدف وأذكر أني سددت كرة أعتقد أنها كانت جيدة للغاية
لكنها ارتدت من العارضة. انتهى الوقت الأصلي ودخلنا في الوقت بدل الضائع
وكنا في حالة يأس كامل، فقد بدا أن الكأس ضاع منا وقد بدأت جماهير أوتريخت
الاحتفال في المدرجات .. لقد ملأت الملعب وبدأت ترفع اللافتات وتغني
لفريقها ولاعبيها وتُطلق الألعاب النارية. بدأ الوقت يمر ولم يبق سوى 30
ثانية .. 20 ثانية وهنا جاءت كرة عرضية لداخل منطقة الجزاء وتخطت كل مدافعي
أوتريخت لتصل لفامبيرتو وهو أحد البرازيليين في الفريق .. ربما كان
متسللًا لكن الحكم المساعد لم يراه وقد سدد الكرة نحو المرمى وهنا رفعت
جماهير أوتريخت أيديها إلى رؤوسها غير مصدقة لما حدث. لقد عدنا للمباراة
وهربنا من الخسارة في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع".
يُكمل
إبرا قصة المباراة المثيرة "لقد أعيد فتح المباراة من جديد، والعديد من
الأوقات الإضافية للمباريات كانت تُحسم وقتها بالهدف الذهبي أو هدف الموت
المفاجئ مثلما كان يُسمى في الهوكي ويعني أن الفريق الذي يُسجل الهدف يُعلن
فائزًا في المباراة وهذا كان الوضع الآن فاللقاء سيُحسم بالهدف الذهبي
والفريق الذي يُسجل سيحسم المباراة لصالحه فورًا ... بقي 5 دقائق على نهاية
الوقت وهنا جاءت لي كرة جديدة وتلك المرة من الجانب الأيسر، قفزت ولعبتها
برأسي لتبتعد الكرة لكني بعد قليل عادت لي وقد استقبلتها على صدري وكنت تحت
ضغط دفاعي كبير لكني التفت وسددت نحو المرمى .. لم تكن تسديدة رائعة
كثيرًا .. الكرة ارتطمت بأرض الملعب ومن ثم .. يا إلهي .. لقد دخلت المرمى
وأنا خلعت قميصي وجريت ليسار الملعب مجنونًا ومستمتعًا ومن ثم بدأت أصرخ
حتى أنك تستطيع مشاهدة ضلوعي في تلك اللقطات. كان موسمًا صعبًا وقاسيًا ..
كان هناك الكثير من الضغوطات علي وأدائي لم يكن جيدًا خلال فترة كبيرة من
الموسم لكني الآن عدت .. لقد عدت مجددًا .. لقد أريتهم جميعًا .. الملعب
كان مجنونًا والجماهير ما بين السعادة والإحباط .. لكن الأهم من كل هذا أني
أذكر كومان .. لقد جري إلي وشد أذني وقال "شكرًا جزيلًا لك، شكرًا جزيلًا
لك" ... كانت متعة كبيرة لا يمكن وصفها .. جريت هناك مع الفريق بالكامل ومن
ثم خرج مني كل التوتر والضغط الذي عانيت منه".
شاهد ملخص مباراة نهائي الكأس وهدف إبرا واحتفاله المجنون
هنا ينتهي الفصل الثامن الذي تحدث عن بداية زلاتان في هولندا، الفصل التاسع سيُواصل المسيرة مع أياكس أمستردام .....