أنهينا
في الحلقة الـ 15 الفصل السادس من كتاب أنا زلاتان، و الذي تحدث فيه عن
رحلته للبحث عن فريق جديد و محاولات آرسين فينجر مدرب آرسنال لضمه، وصولًا
إلى التوقيع مع أياكس أمستردام .. و هنا ننتقل إلى الفصل السابع الذي تناول
فيه إبرا الحديث عن آخر أيامه مع مالمو و بداياته مع المنتخب السويدي.
الفصل التاسع | وجدتها ..
لقد
كنت يوجي (كلمة دارجة في اللغة السويدية تعني يوغوسلافي) مثالي سخيف، هذا
ما ظنته، مع ساعتي الذهبية و سيارتي السريعة بموسيقاها الصاخبة و بالتأكيد
لم أكن أقف هناك لأجلها .. رأيت نفسي ذلك الشاب الرائع و جلست هناك في
سيارتي المرسيدس إس إل أمام فوريكس في المحطة المركزية في مالمو مع شقيقي
الصغير كيكي الذي أتى لتحويل العملة. كان الموسم قد انتهى في هولندا و ربما
كان ذلك قبل أو بعد كأس العالم في اليابان، لا أذكر جيدًا، لكنني رأيت تلك
الفتاة المثيرة تخرج بجنون كامل من سيارة تاكسي و كانت غاضبة من شيء ما.
قلت لنفسي "ما الذي يجري؟" لم
يسبق لي أن رأيتها من قبل رغم أنني أعرف مالمو جيدًا و اعتقدت أنني أعرف
كل شيء في المدينة، لكن هذه الفتاة .. من أين أتت؟ هي لم تكن فقط جميلة بل
كان لديها سلوك مذهل أيضًا و كانت أكبر مني، ذلك كان مثيرًا للغاية. سألت
"من هي؟" و بعد أن جمعت عنها المعلومات عرفت أن اسمها هيلينا. حسنًا
هيلينا، هيلينا، لم يكن بمقدوري أن أنساها لكن لا شيء أكثر من ذلك. كان
هناك العديد من الأشخاص حولي و كنت أتجول كثيرًا لكن لا شيء عُلِّق في
ذاكرتي سواها، إلى أن ذهبت يومًا ما إلى ستوكهولم مع المنتخب الوطني حيث
كانت المدينة ممتلئة بالفتيات الفاتنيات. إنه أمر جنوني فقد كانوا في كل
مكان و ذهبنا أنا و أصدقائي إلى مقهى أوبيرا، و بالطبع كانت هناك فوضى لدى
رؤيتي، فسألت نفسي "هل هناك مشكلة جديدة في الطريق؟"
قام الجميع
بالتقاط صور لي بهواتفهم الخليوية دون أن يطلبوا ذلك مني بل فقط يطلعون
وميض هواتفهم في وجهي لدرجة أنني كنت أحيانًا لا أرى سوى اللون الأسود. لكن
الأمر أصبح أفضل حين نظرت من حولي و فجأة رأيتها، إنها هي تلك الفتاة من
فوريكس و قد ذهبت إليها و قلت لها "مرحبًا مرحبًا، هل أنتِ من مالمو
أيضًا؟" لكنها أجابت بطريقة خاصة قائلة أنها تعمل هنا و هناك و لم تقم بأي
شيء آخر. ذلك النوع من التصرف كان غاضمًا تمامًا بالنسبة لي و ربما كنت
متكبرًا بعض الشيء.
لم أجعل أحدًا حينها يقترب مني لكنني ندمت على
ذلك فقد كان يجب علي أن أكون ألطف، لكنني سعدت لرؤيتها مجددًا في مالمو.
بدأت أراها طيلة الوقت و كانت تمتلك سيارة مرسيدس إس إل كي كانت توقفنا في
ميدان ليلا تورج، و في ذلك الوقت كنت قد تخليت عن سيارتي المرسيدس إس إل و
اشتريت بدلًا منها سيارة فيراري 360 حمراء.
المدينة بأسرها علمت
أنني أمتلك واحدة و كانوا حين يشاهدونها يقولون "انظروا، إنه زلاتان". أردت
أن أخفي نفسي لكن فكرة الفيراري الحمراء لم تكن جيدة بالنسبة لي كما ينبغي
أن تعرفوا أن الأشخاص الذين باعوا لي المرسيدس قالوا "أنت الوحيد في هذه
البلدة الذي يمتلكها!" و كان هراءً! فقد رأيت واحدة مثلها في المدينة ذلك
الصيف و قلت لنفسي على الفور "فليذهبوا إلى الجحيم. لم أعد أريد السيارة
بعد الآن"، و لذا اتصلت ببعض ممن يبيعون الفيراري و سألتهم "هل لديكم البعض
منها؟" فردوا قائلين "بكل تأكيد"، و حين ذهبت إليهم و اشتريت واحدة أدخلت
الإس إل ضمن ثمن الفيراري. كان ذلك عملًا غبيًا فلم أتمتع حينها بوعي
اقتصادي، لكنني تجاهلت الأمر.
كنت فخورًا بسياراتي و بالنسبة لي كان
ذلك مبدئي، و لذا قدت الفيراري و شعرت أن الأمر رائع و أحيانًا كنت أرى
هيلينا في سيارتها المرسيديس و قلت لنفسي "فلتفعل شيئًا ما، لا يمكنني أن
أبقى متفرجًا!" حتى تمكنت من الحصول على رقم هاتفها الجوال. فكرت للحظة
"أينبغي علي أن أتصل؟" .. قررت أن أكتب لها رسالة ،، "مرحبًا مرحبًا، كيف
حالك؟ ربما رأيتي عدة مرات" و أنهيت الرسالة بـ "أنا الشاب ذو السيارة
الحمراء" .. و بالفعل حلت على الإجابة و كانت "أنا صاحبة السيارة السوداء"
فقلت لنفسي "ربما هذه هي البداية" ..
اتصلت بها و التقينا و لم يكن
هناك ما هو مهم في البداية، كل ما في الأمر كان وجبة غداء و الذهاب معها
إلى شقتها في البلدة حيث رأيت أثاث بيتها، خلفيات الحوائط ، الأرضية و إلى
ما ذلك من أمور، و بصراحة انبهرت كثيرًا فقد كان شيئًا مختلفًا تمامًا
بالنسبة لي أن أكون وحدي مع فتاة تعيش بتلك الطريقة و لم أكن واثقًا في
البداية من طبيعة عملها، فقد كانت تعمل في التسويق بشكل أو بآخر في شركة
سويديش ماتش، لكنني أدركت بعد ذلك أنها كانت شخصًا مهمًا في عالم الصناعة و
قد أعجبت بذلك.
هيلينا لم تكن كسائر الفتيات الشابات اللاتي التقيت بهن، لم يكن
هناك ما يجعلها تشعر بالهستيريا لمرافقتي، بل كانت فتاة صلبة تحب السيارات
طُرِدَت من منزلها حين كانت تبلغ الـ 17 من العمر و شقت طريقها في عالم
التجارة و الصناعة، كما أنني لم أكن تحديدًا أفضل نجم بالنسبة لها، فقد
قالت لي "بالله عليك زلاتان، أنت لست إلفيس بريسلي!". كنت بالنسبة لها
شابًا مجنونًا فقط يرتدي ملابس قبيحة و غير ناضج و أحيانًا كانت تزعجني
قليلًا.
"إلفيس وغد فاحش الثراء"، هكذا قمت بالرد في نفس واحد. لقد
كانت معتادة على التجول بالأحذية النسائية ذات الكعوب المرتفعة و بناطيل
الجينس الضيقة و معاطف الفرو و ما إلى ذلك من الملابس. لقد كانت كتوني
مونتانا في فيلم سكارفيس بينما أنا كنت مختلفًا عنها تمامًا و كان كل شيء
بيننا خاطئًا لدرجة جعلتني أشعر أنها صحيحة بشكل أو بآخر و حظينا بالمرح
معًا، حتى قالت لي ذات مرة "زلاتان، أنت مجنون! أنت مرح للغاية" .. أملت أن
تكون قصدت ما قالته، فقد أعجبت بها كثيرًا.
كانت هيلينا من عائلة
لطيفة في ليندسبيرج، مثل تلك العائلات التي تقول "عزيزتي، من فضلك أعطيني
بعض اللبن" بينما نحن، كما قلت سابقًا، كانت حياتنا تتعرض للتهديدات على
مائدة الطعام!! كثيرًا ما كانت هيلينا لا تفهم حتى ما أقوله، لم أكن أعرف
شيئًا عن عالمها و هي لم تكن تعرف شيئًا عني. لقد كنت أصغر منها بـ 11
عامًا و كنت أعيش في هولندا و نموت وحيدًا مع أصدقاء مجرمين.
لم يكن
وضعي مثاليًا على الإطلاق، و حين ذهبت أنا و بعض أصدقائي ذلك الصيف للتسلل
إلى إحدى الحلفات التي استطافتها خلال حدث كبير في عالم التنس شهد وجود
العديد من المشاهير، أرادت هيلينا منعنا من الدخول و تحديدًا أصدقائي،
فثارت الفوضى من حولي.
وصلنا إلى ستوكهولم ذات ليلة و أوقفت أنا و
أولوف ميلبيرج و لارس لاجيرباك سيارة تاكسي لإيصالنا إلى فندق سكانديس
بارك. لم يكن هناك الكثير لقوله عن مباراتنا التي انتهت بنتيجة 0-0 أمام
لاتفيا في تصفيات كأس العالم، و دائمًا كنت أعاني أثناء نومي بعد المباريات
خاصة إذا لعبت بشكل سيء. أخطائي كانت تزعجني و لذا قررت أن أتجول في
المدينة رفقة أصدقائي و نذهب إلى سباي بار في ستوريبلان. لقد كان الوقت
متأخرًا و صعدت السلالم.
لكنني لم أكن أخطط للبقاء هناك طويلًا حتى
جات فتاة مثيرو و بالطبع كان معي أصدقائي. كنت أنظر من حولي و أجد بعض
الأصدقاء في ذلك مكان، ليس فقط بسبب الفوضى التي كانت تُثار دائمًا من
حولي لكن لأنني كنت أمتلك ميزة خاصة، فقد كان الأمر ينتهي بي دائمًا مع
الشباب السيئين، فقد كنا نشبه بعضنا و لم يكن ذلك يزعجني على الأقل.
لقد
كانوا لطفاء مثلهم مثل غيرهم لكن تلك الفتاة اقتربت مني و قالت شيئًا
تافهًا و بدأت تتحرش بي، و فجأة ظهر أخوها من خلفها و دفعني، و لذا كان ذلك
ما لا يجب عليه فعله فلا أحد يمكنه العبث معي. أحد أصدقائي أبعد شقيقها
عني و الآخر أبعدها، فقلت لنفسي أنني لا أريد أن أجرب مثل هذا الأمر و أردت
الخروج، لكنني قلت لنفسي أنها المرة الأولى التي أذهب إليها إلى سباي بار و
الوقت كان متأخرًا و لم يكن باستطاعتي إيجاد شيء آخر للقيام به في مثل هذا
الوقت.
ذهبت إلى الحمام و كان المكان مليئًا بالقذارة، انتابني
شعور بالقلق فأنا لاعب دولي و فكرت في أن ما حدث سيتصدر عناوين الصحف و
ستكون فضيحة جديدة، ثم أتى إلي رجل أمن و هنا انفلتت أعصابي تمامًا ..
رجل الأمن: المالك يريدك خارجًا
إبرا: هذا ما أريده أيضًا أيها الخنزير !
ثم أتى المزيد من زملائه و انفجرت في وجوههم. كانت الساعة الرابعة و
النصف صباحًا حسبما أذكر، فقد التُقِطت لي صورة من كاميرا مراقبة حينها ..
ما الذي حدث بعد ذلك؟ أكان يفترض أن تكون تلك الصورة سرية؟ بالطبع لا فعلى
الفور تصدرت الصورة الصفحات الرئيسية لأفتون بلاديت (جريدة المساء) و غيرها
من الصحف الكبرى في السويد، و كأنني قتلت سبعة أشخاص عوضًا عن التشاجر
معهم. ظلت الصحف تلاحقني و قد وُصِفت بـ منتهك الحرمات! منته الحرمات؟ هل
يمكنكم أن تصدقوا ذلك؟ إنه أمر مقزز، و مجددًا عاد أولئك الذين اعتادوا
مهاجمتي للظهور في وسائل الإعلام.
عدت
إلى أياكس و كان علينا أن نواجه ليون في دوري الأبطال و قد رفضت التحدث
للصحفيين و تحدث إليهم ميدو في المقابل. لقد كنا (هو و ميدو) شابين مشاكسين
يساعد بعضه الآخر، لكن بصدق طفح كيلي حين علمت أن أفتونبلاديت هي من
أكَّدت أن الفتاة أعلنت الأمر، فقلتها علنًا "سأدمر تلك الصحيفة. سأقاضيها"
لكن
ما الذي حدث؟ لم ألقي لذلك الهراء بالًا و قد قاموا فقط بالاعتذار. بدأت
أتغير .. بدأت أحرص أكثر فأكثر على حماية نفسي، فقد كان ما يحدث في الصحف
مملًا و لم أرد فقط أن تقول وسائل الإعلام "زلاتان يتدرب، زلاتان بخير،
زلاتان مطيع"، لا بكل تأكيد بل أردت أن أجذب الانتباه لكرة قدمي مجددًا فقد
مر زمن بعيد منذ آخر مرة قال عني أحدهم شيئًا إيجابيًا.
في الحلقة الـ 15 الفصل السادس من كتاب أنا زلاتان، و الذي تحدث فيه عن
رحلته للبحث عن فريق جديد و محاولات آرسين فينجر مدرب آرسنال لضمه، وصولًا
إلى التوقيع مع أياكس أمستردام .. و هنا ننتقل إلى الفصل السابع الذي تناول
فيه إبرا الحديث عن آخر أيامه مع مالمو و بداياته مع المنتخب السويدي.
الفصل التاسع | وجدتها ..
لقد
كنت يوجي (كلمة دارجة في اللغة السويدية تعني يوغوسلافي) مثالي سخيف، هذا
ما ظنته، مع ساعتي الذهبية و سيارتي السريعة بموسيقاها الصاخبة و بالتأكيد
لم أكن أقف هناك لأجلها .. رأيت نفسي ذلك الشاب الرائع و جلست هناك في
سيارتي المرسيدس إس إل أمام فوريكس في المحطة المركزية في مالمو مع شقيقي
الصغير كيكي الذي أتى لتحويل العملة. كان الموسم قد انتهى في هولندا و ربما
كان ذلك قبل أو بعد كأس العالم في اليابان، لا أذكر جيدًا، لكنني رأيت تلك
الفتاة المثيرة تخرج بجنون كامل من سيارة تاكسي و كانت غاضبة من شيء ما.
قلت لنفسي "ما الذي يجري؟" لم
يسبق لي أن رأيتها من قبل رغم أنني أعرف مالمو جيدًا و اعتقدت أنني أعرف
كل شيء في المدينة، لكن هذه الفتاة .. من أين أتت؟ هي لم تكن فقط جميلة بل
كان لديها سلوك مذهل أيضًا و كانت أكبر مني، ذلك كان مثيرًا للغاية. سألت
"من هي؟" و بعد أن جمعت عنها المعلومات عرفت أن اسمها هيلينا. حسنًا
هيلينا، هيلينا، لم يكن بمقدوري أن أنساها لكن لا شيء أكثر من ذلك. كان
هناك العديد من الأشخاص حولي و كنت أتجول كثيرًا لكن لا شيء عُلِّق في
ذاكرتي سواها، إلى أن ذهبت يومًا ما إلى ستوكهولم مع المنتخب الوطني حيث
كانت المدينة ممتلئة بالفتيات الفاتنيات. إنه أمر جنوني فقد كانوا في كل
مكان و ذهبنا أنا و أصدقائي إلى مقهى أوبيرا، و بالطبع كانت هناك فوضى لدى
رؤيتي، فسألت نفسي "هل هناك مشكلة جديدة في الطريق؟"
قام الجميع
بالتقاط صور لي بهواتفهم الخليوية دون أن يطلبوا ذلك مني بل فقط يطلعون
وميض هواتفهم في وجهي لدرجة أنني كنت أحيانًا لا أرى سوى اللون الأسود. لكن
الأمر أصبح أفضل حين نظرت من حولي و فجأة رأيتها، إنها هي تلك الفتاة من
فوريكس و قد ذهبت إليها و قلت لها "مرحبًا مرحبًا، هل أنتِ من مالمو
أيضًا؟" لكنها أجابت بطريقة خاصة قائلة أنها تعمل هنا و هناك و لم تقم بأي
شيء آخر. ذلك النوع من التصرف كان غاضمًا تمامًا بالنسبة لي و ربما كنت
متكبرًا بعض الشيء.
لم أجعل أحدًا حينها يقترب مني لكنني ندمت على
ذلك فقد كان يجب علي أن أكون ألطف، لكنني سعدت لرؤيتها مجددًا في مالمو.
بدأت أراها طيلة الوقت و كانت تمتلك سيارة مرسيدس إس إل كي كانت توقفنا في
ميدان ليلا تورج، و في ذلك الوقت كنت قد تخليت عن سيارتي المرسيدس إس إل و
اشتريت بدلًا منها سيارة فيراري 360 حمراء.
المدينة بأسرها علمت
أنني أمتلك واحدة و كانوا حين يشاهدونها يقولون "انظروا، إنه زلاتان". أردت
أن أخفي نفسي لكن فكرة الفيراري الحمراء لم تكن جيدة بالنسبة لي كما ينبغي
أن تعرفوا أن الأشخاص الذين باعوا لي المرسيدس قالوا "أنت الوحيد في هذه
البلدة الذي يمتلكها!" و كان هراءً! فقد رأيت واحدة مثلها في المدينة ذلك
الصيف و قلت لنفسي على الفور "فليذهبوا إلى الجحيم. لم أعد أريد السيارة
بعد الآن"، و لذا اتصلت ببعض ممن يبيعون الفيراري و سألتهم "هل لديكم البعض
منها؟" فردوا قائلين "بكل تأكيد"، و حين ذهبت إليهم و اشتريت واحدة أدخلت
الإس إل ضمن ثمن الفيراري. كان ذلك عملًا غبيًا فلم أتمتع حينها بوعي
اقتصادي، لكنني تجاهلت الأمر.
كنت فخورًا بسياراتي و بالنسبة لي كان
ذلك مبدئي، و لذا قدت الفيراري و شعرت أن الأمر رائع و أحيانًا كنت أرى
هيلينا في سيارتها المرسيديس و قلت لنفسي "فلتفعل شيئًا ما، لا يمكنني أن
أبقى متفرجًا!" حتى تمكنت من الحصول على رقم هاتفها الجوال. فكرت للحظة
"أينبغي علي أن أتصل؟" .. قررت أن أكتب لها رسالة ،، "مرحبًا مرحبًا، كيف
حالك؟ ربما رأيتي عدة مرات" و أنهيت الرسالة بـ "أنا الشاب ذو السيارة
الحمراء" .. و بالفعل حلت على الإجابة و كانت "أنا صاحبة السيارة السوداء"
فقلت لنفسي "ربما هذه هي البداية" ..
اتصلت بها و التقينا و لم يكن
هناك ما هو مهم في البداية، كل ما في الأمر كان وجبة غداء و الذهاب معها
إلى شقتها في البلدة حيث رأيت أثاث بيتها، خلفيات الحوائط ، الأرضية و إلى
ما ذلك من أمور، و بصراحة انبهرت كثيرًا فقد كان شيئًا مختلفًا تمامًا
بالنسبة لي أن أكون وحدي مع فتاة تعيش بتلك الطريقة و لم أكن واثقًا في
البداية من طبيعة عملها، فقد كانت تعمل في التسويق بشكل أو بآخر في شركة
سويديش ماتش، لكنني أدركت بعد ذلك أنها كانت شخصًا مهمًا في عالم الصناعة و
قد أعجبت بذلك.
هيلينا لم تكن كسائر الفتيات الشابات اللاتي التقيت بهن، لم يكن
هناك ما يجعلها تشعر بالهستيريا لمرافقتي، بل كانت فتاة صلبة تحب السيارات
طُرِدَت من منزلها حين كانت تبلغ الـ 17 من العمر و شقت طريقها في عالم
التجارة و الصناعة، كما أنني لم أكن تحديدًا أفضل نجم بالنسبة لها، فقد
قالت لي "بالله عليك زلاتان، أنت لست إلفيس بريسلي!". كنت بالنسبة لها
شابًا مجنونًا فقط يرتدي ملابس قبيحة و غير ناضج و أحيانًا كانت تزعجني
قليلًا.
"إلفيس وغد فاحش الثراء"، هكذا قمت بالرد في نفس واحد. لقد
كانت معتادة على التجول بالأحذية النسائية ذات الكعوب المرتفعة و بناطيل
الجينس الضيقة و معاطف الفرو و ما إلى ذلك من الملابس. لقد كانت كتوني
مونتانا في فيلم سكارفيس بينما أنا كنت مختلفًا عنها تمامًا و كان كل شيء
بيننا خاطئًا لدرجة جعلتني أشعر أنها صحيحة بشكل أو بآخر و حظينا بالمرح
معًا، حتى قالت لي ذات مرة "زلاتان، أنت مجنون! أنت مرح للغاية" .. أملت أن
تكون قصدت ما قالته، فقد أعجبت بها كثيرًا.
كانت هيلينا من عائلة
لطيفة في ليندسبيرج، مثل تلك العائلات التي تقول "عزيزتي، من فضلك أعطيني
بعض اللبن" بينما نحن، كما قلت سابقًا، كانت حياتنا تتعرض للتهديدات على
مائدة الطعام!! كثيرًا ما كانت هيلينا لا تفهم حتى ما أقوله، لم أكن أعرف
شيئًا عن عالمها و هي لم تكن تعرف شيئًا عني. لقد كنت أصغر منها بـ 11
عامًا و كنت أعيش في هولندا و نموت وحيدًا مع أصدقاء مجرمين.
لم يكن
وضعي مثاليًا على الإطلاق، و حين ذهبت أنا و بعض أصدقائي ذلك الصيف للتسلل
إلى إحدى الحلفات التي استطافتها خلال حدث كبير في عالم التنس شهد وجود
العديد من المشاهير، أرادت هيلينا منعنا من الدخول و تحديدًا أصدقائي،
فثارت الفوضى من حولي.
وصلنا إلى ستوكهولم ذات ليلة و أوقفت أنا و
أولوف ميلبيرج و لارس لاجيرباك سيارة تاكسي لإيصالنا إلى فندق سكانديس
بارك. لم يكن هناك الكثير لقوله عن مباراتنا التي انتهت بنتيجة 0-0 أمام
لاتفيا في تصفيات كأس العالم، و دائمًا كنت أعاني أثناء نومي بعد المباريات
خاصة إذا لعبت بشكل سيء. أخطائي كانت تزعجني و لذا قررت أن أتجول في
المدينة رفقة أصدقائي و نذهب إلى سباي بار في ستوريبلان. لقد كان الوقت
متأخرًا و صعدت السلالم.
لكنني لم أكن أخطط للبقاء هناك طويلًا حتى
جات فتاة مثيرو و بالطبع كان معي أصدقائي. كنت أنظر من حولي و أجد بعض
الأصدقاء في ذلك مكان، ليس فقط بسبب الفوضى التي كانت تُثار دائمًا من
حولي لكن لأنني كنت أمتلك ميزة خاصة، فقد كان الأمر ينتهي بي دائمًا مع
الشباب السيئين، فقد كنا نشبه بعضنا و لم يكن ذلك يزعجني على الأقل.
لقد
كانوا لطفاء مثلهم مثل غيرهم لكن تلك الفتاة اقتربت مني و قالت شيئًا
تافهًا و بدأت تتحرش بي، و فجأة ظهر أخوها من خلفها و دفعني، و لذا كان ذلك
ما لا يجب عليه فعله فلا أحد يمكنه العبث معي. أحد أصدقائي أبعد شقيقها
عني و الآخر أبعدها، فقلت لنفسي أنني لا أريد أن أجرب مثل هذا الأمر و أردت
الخروج، لكنني قلت لنفسي أنها المرة الأولى التي أذهب إليها إلى سباي بار و
الوقت كان متأخرًا و لم يكن باستطاعتي إيجاد شيء آخر للقيام به في مثل هذا
الوقت.
ذهبت إلى الحمام و كان المكان مليئًا بالقذارة، انتابني
شعور بالقلق فأنا لاعب دولي و فكرت في أن ما حدث سيتصدر عناوين الصحف و
ستكون فضيحة جديدة، ثم أتى إلي رجل أمن و هنا انفلتت أعصابي تمامًا ..
رجل الأمن: المالك يريدك خارجًا
إبرا: هذا ما أريده أيضًا أيها الخنزير !
ثم أتى المزيد من زملائه و انفجرت في وجوههم. كانت الساعة الرابعة و
النصف صباحًا حسبما أذكر، فقد التُقِطت لي صورة من كاميرا مراقبة حينها ..
ما الذي حدث بعد ذلك؟ أكان يفترض أن تكون تلك الصورة سرية؟ بالطبع لا فعلى
الفور تصدرت الصورة الصفحات الرئيسية لأفتون بلاديت (جريدة المساء) و غيرها
من الصحف الكبرى في السويد، و كأنني قتلت سبعة أشخاص عوضًا عن التشاجر
معهم. ظلت الصحف تلاحقني و قد وُصِفت بـ منتهك الحرمات! منته الحرمات؟ هل
يمكنكم أن تصدقوا ذلك؟ إنه أمر مقزز، و مجددًا عاد أولئك الذين اعتادوا
مهاجمتي للظهور في وسائل الإعلام.
عدت
إلى أياكس و كان علينا أن نواجه ليون في دوري الأبطال و قد رفضت التحدث
للصحفيين و تحدث إليهم ميدو في المقابل. لقد كنا (هو و ميدو) شابين مشاكسين
يساعد بعضه الآخر، لكن بصدق طفح كيلي حين علمت أن أفتونبلاديت هي من
أكَّدت أن الفتاة أعلنت الأمر، فقلتها علنًا "سأدمر تلك الصحيفة. سأقاضيها"
لكن
ما الذي حدث؟ لم ألقي لذلك الهراء بالًا و قد قاموا فقط بالاعتذار. بدأت
أتغير .. بدأت أحرص أكثر فأكثر على حماية نفسي، فقد كان ما يحدث في الصحف
مملًا و لم أرد فقط أن تقول وسائل الإعلام "زلاتان يتدرب، زلاتان بخير،
زلاتان مطيع"، لا بكل تأكيد بل أردت أن أجذب الانتباه لكرة قدمي مجددًا فقد
مر زمن بعيد منذ آخر مرة قال عني أحدهم شيئًا إيجابيًا.