تأهل فريق برشلونة لدور الثمانية ببطولة كأس ملك أسبانيا بعد تغلبه وبصعوبة على فريق بينيدورم بهدف يتيم سجلة ليونيل ميسي من ركلة جزاء بعد أن كاد أن يهدرها إلا أنه تدارك الموقف وسجل الهدف التأكيد بالدقائق الأخيرة .
: :: تحليل الشوط الأول ::
:: بداية كتلونية ::صفر حكم المباراة كارلوس غوميز عن بداية مباراة إياب دور الـ16 من بطولة كأس الملك حيث يستضيف البرشا فريق البينيدورم ، وقد دخل الفريقين بالتشكيلة المتوقعة ، وكما كان متوقع بدأ البرشا بقوة وحاول السيطرة على المباراة منذ البداية وتسجيل أول أهداف اللقاء وجان ذلك بالدقيقة الرابعة حيث سجل كيتا أول أهداف المباراة إلا أن الهدف ألغي بداعي التسلل ، وبعدها بدأ الفريق الضيف يضغط على فريق البرشا ولكن دون أي خطرة تذكر .
:: ضغط هائل من بينيدورم ::
ففي بداية الربع ساعة الثاني من الشوط الأول كاد فريق بينيدورم تسجيل أول أهداف المباراة حين إرتطمت كرة اللاعب لويسمي بالعارضة بعد أن أبعدها الحارس بينتو بأطراف أصابعه بعدها شدد الفريق الخصم الخناق على البرشا وأصبح يهدد دفاع ومرمى البرشا بشكل غير معقول وسط غفله ونوم كامل من دفاع البرشا وخاصة من سيلفينيو وكاسيريس ، وفي حين كان البرشا يحاول تسجيل الهدف الأول كان فريق بيني يستغل تقدم فريق البرشا ويصنع هجمات مرتده محققة للتسجيل ولكن غياب الخبرة بين لاعبين بيني جعلتهم يصيعون الكرات السهلة .
:: البرشا يخسر الكرة كثيرآ ::
ولم يكن فريق بينيدورم يستحوذ على الكرة ويخلق مشاكل للبرشا بل كان يستخلص المرة سريعآ من أقدام لاعبين البرشا حتى أن البرشا لا يمسك الكرة لأكثر من نصف دقيقة وأصبح البرشا يلعب كرات خاطأه ، وكاد الدفاع أن يهدي العديد من الأهداف للفريق الخصم إلا أن بعض الكرات كانت تنقذ في الوقت المناسب وإستمر هذا الضغط لنهاية الشوط الأول .
:: تحليل الشوط الثاني::
:: سيناريو متكرر ::
في بداية الشوط الثاني بدأ البرشا هذا الشوط كما بدأ الشوط الأول فقد بدأ بقوة وحاول تسجيل هدف سريع ولكنه لم يستطيع كسر الحاجز الدفاعي ، وكاد فريق بينيدورم تسجيل الهدف الأول في المباراة حين إستلم اللاعب فلافيو كرة عرضية عالية سددها برأسة ولكنها مرت فوق المرمى ، وكاد ألفيس تسجيل أول أهداف البرشا حين نفذ كرة حرة مباشرة إصطدمت بالحائط البشري ، ولكن بخمس دقائق كاد ميسي أن يهدي أول أهداف المباراة للبرشا لمرتين متتاليتين الأولى حين راوغ الدفاع وكان أناني بعض الشئ في هذه الكرة حيث كان اللاعب هليب بمفرده على الجهة اليمنى ولكن فضل ميسي المراوغة وتسديد الكرة لتمر بجانب القائم الأيسر ، وفي المرة الثانية سدد ميسي كرة رأسية إستلمها من ألفيس ولكن الحارس تصدى لها ببراعة .
:: دخول تشافي وإيتو ::
وفي بداية الربع ساعة الثاني حاول بويان تسجيل الهدف الذي ينتظره الجميع بعد أن سدد كرة قوية أبعدها الحارس بصعوبة ليأتي مرة أخرى ويرسل هليب كرة بينية زاحفة أمسك بها الحارس قبل وصول الكرة إلى أرجل ميسي ، وحين دخل المايسترو تشافي أصبح البرشا أكثر نشاطآ ولكن أيضآ كان يعاني من التسجيل وحتى بدخول إيتو لم يستطيع البرشا تسجيل أي هدف بالرغم من أن الفريق أصبح أكثر نشاطآ وأكثر خطورة ، ولكن بالرغم من الضغط لم يخلو دفاع البرشا من الأخطاء الدفاعية حتى أن كان الكابيتانو كارلوس بويول أن يخطأ خطأ حياته حين خطأ في أبعاد الكرة ليسدد المهاجم طرة طائشة ذهبت بعيدآ عن مرمى البرشا .
:: كاد ميسي أن يهدرها ولكنه أنقذ البرشا ::
في الربع ساعه الأخير من المباراة لم يتغير أي شئ في المباراة بإشثناء نشاط واضح من صامويل إيتو وكيتا بالإضافة لبعض الكرات الرائعة نت تشافي وميسي حتى جاء الشاب بويان ليراوغ الدفاع ويعرقل داخل منطقة الجزاء لبعلن حكم المباراة عن ضربة جزاء لصالح البرشا تقدم لها ميسي وسددها ليصدها الحارس وتردت لميسي مرة أخرى ويسددها بقوة داخل المرمى ويعلن عن أول أهداف البرشا في هذه المباراة وينقذ البرشا ، بعد الهدف وبدخول الشاب بيدرو أصبح البرشا أكثر نشاطآ وحيوه وخاصة من بيدرو وإيتو حيث كاد إيتو تسجيل الهدف الثاني لأكثر من مرة إلا أن الحارس كان بالمرصاد وبهذا صفر حكم المباراة عن نهاية المباراة بتأهل برشلونة للدور القادم بعد فوزه ذهابآ وإيابآ بهدين مقابل لاشئ.
:: تحليل أداء البارسا خلال الشوط الأول::
::خط وسط غريب للبارسا ::
دخلت البارسا بتشكيلة غريبة و غير متوقعة لاتعكس تصريحات غوارديولا بأنه يعطي أهمية قصوى لكأس اسبانيا .
و أغرب ما فيها خط وسطها الذي لم يكن فيه لاعب صانع ألعاب . بوسكيت و كيتا العائد من الإصابة هما لعبا وسط دفاعيين متخصصان في افتكاك الكرة و تكسير عمليات الخصم . أما غودجونسون ، فهو لاعب وسط هجومي أو مهاجم متأخر . و ليس صانع ألعاب . و النتيجة : بارسا غارقة في مستنقع وسط بينيدورم المتكتل لتكسير كل التمريرات و القيام بهجومات مضادة ههدت بطريقة خطيرة مرمى البارسا طيلة الشوط الأول . و لولا براعة الحارس بينتو ، لخرجت البارسا منهزمة على الأقل بهدفين لصفر في الشوط الأول .
:: خط دفاع غير منسجم ::
خط دفاع البارسا لم يكن في أحسن حال من خط الدفاع . تحمل ثقل الدفاع كل من الحارس بينتو الذي برع في التصدي للكرات الخطيرة من الضربات الثابثة وأيضا من الكرات المتحركة بواسطة الهجمات الخاطفة الخطيرة .
بويول وحده كان يحاول سد الثغرات الدفاعية التي يتركها زملائه غير المنسجمين . فبجانبه كان كاسيريس الذي لم يسبقله لعب بجانب بويول و لا حتى دخل أية مباراة كرسمي . على اليمين ، سيلفينيو لم يستطيع مجاراة سرعة مهاجمي بينيدورم الذي كانوا يصعدون كالسهم بمجدر توصلهم بالكرة من زملائهم المتكتلين فيب الوسط و في الدفاع . أما ألفيس ، فكان غائبا عن اللقاء . لا وجود له لا في الدفاع و لا في الوسط و لا في الهجوم .
:: خط هجوم معزول ::
طيلة الشوط الأول ، لم نرى ميسي إلا لحظات قليلة لعدم توصله بأية كرة من زملائه . فلم يكن وراءه لا تشافي و لا إينيستا ليعطياه الكرات الذهبية . و لا كان بجانبه إيتو الذي يتبادل معه الكرات بعيون مغمضة لشدة الانسجام بينهما . كان بجانبه بويان الذي لاي مكن القول أنه تخصص في ضياع الأهداف إذ بدوره لم تصله كرات . و لا هليب أيضا الذي لم يتوصل بكرات لأنه لم يكون هناك وجود لصانع ألعاب و لا خط وسط هجومي . و غودجونسون ليس في استطاعته فنيا و تقنيا قيادة فريق و صنع ألعابه .
خلاصة ، يمكن القول أنه ربما نسي غوارديولا أن خط الوسط هو الرئة التي يتنفس منها كل الفريق .إن كان ضعيفا ، كثر الضغط على الدفاع و قلت فرص تسجيل الأهداف بالنسبة للهجوم.
:: أداء فريق بينيدورم خلال الشوط الأول::
:: حائط دفاعي مزدوج لشل حركات البارسا ::
دخل فريق بينيدورم بقة عالية في النفس و حماس كبير . و السبب ليس فقط ما فعله فريق من الدرجة الثانية بالأمس في ريال مدريد و لكن ايضا لأنه ليس له ما يخسره . إن انهزم و أقصي ، سيكون الأمر طبيعيا . أما إذا قلب الطاولة على البارسا ، فسيدخل التاريخ من بابه الكبير .
عمد بينيدورم إلى الحتاجز الدفاعي المزدوج : خط دفاع من 4 لاعبين و تكتل 5 أخرين في الوسط لشل حركات البارسا و الاعتماد على الهجمات السريعة لتهديد مرمى البارسا و اقتناص ضربات الأخطاء .
:: استغلال الضغط النفسي الرهيب الذي يشل لاعبي البارسا ::
و بالفعل ، نجح في مخططه . و كاد ان يخرج منتصرا على البارسا لولا براعة الحارس بينيتو . و ما سهل عليه الأمر غياب صانع ألعاب عن فريق البارسا و كذلك الضغط النفسي الرهيب الذي يعيشه لاعبو البارسا . حيث غير ما مرة ، كان الكاميرا تعطينا صورة غوارديولا و هو يصرخ في اللاعبين يحثهم على المرور عبر الأجنحة و الانتشار في الملعب للهروب من الطوق الدفاعي المحكم الذي أطبقه حولهم فريق بينيدورم . لكن العامل النفسي كان جد مهم ، إذ كلما مر الوقت بدون أن تسجل البارسا أي هدف و كلما تصدى بينتو لكرة ببراعة ، كان يزداد الضغط النفسي على لاعبي البلوغرانا و يقل تركيزهم .
:: شبح ريال مدريد يخيم على المباراة::
دخلت البارسا مباراة يخيم عليها شبح ريال مدريد : خوف من البارسا أن يقع لها الكابوس الذي عاشته ريال مدريد بالأمس حيث أقصيت على يد فريق نكرة يلعب في الدرجة الثانية . و في المقابل ، حماس و ثقة في النفس من طرف بينيدورم الذي يقول لنفسه : و لما لا ؟؟؟
كما أن ما كان يخشاه غوارديولا وقع : ملعب شبه فارغ ربما لم يمتلئ حتى الربع فيه بالجماهير . فهل كانت الجماهير واثقة من فوز البارسا أمام فريق متواضع أم خافت أن تتذوق المر الذي ذاقه جمهور ريال مدريد بالأمس ؟؟
:: حذر شديد خوفآ من أي إصابات::
من الواضح بأن المدرب بيب غوارديولا طلب من لاعبيه عدم الإحتكاك مع الخصم وكان هذا واضح لكل من ميسي وألفيس وجوديونسون وهليب وكيتا خوفآ من أي إلتحام قوي يؤدي إلى الإصابة إلا أن كل من بويول وكاسيريس وبينتو ربما قد كسروا هذه الأوامر فلقد رأيناهم يحتكون مع اللاعبين ويلعبون بكل روح قتالية ورجولة واللاعبين الأخيرين كانوا يلعبون بروح رائعة ولكن كانوا يحاولون الإبتعاد عن الإلتحامات القوية .
:: شجاعة بيني تتغلب على قوة ومهارة البرشا ::
كما فعل ريال يونيون مع الريال حيث تغلبت الشجاعة على القوة فعل فريق بينيدورم هذا مع البرشا في الشوط الأول حيث كان فريق بينيدورم أقرب للتسيجل طيلة الشوط الأول وكانت خطوطه متجانسة ونظم صفوفه ولم يقتصر على ذلك بل كان الفريق يهدد مرمى الحارس بينتو أكثر من مرة ، وكان فريق بيني يقطع الكرة سريعآ حتى أن الكرة لا تضل بأقدام لاعبين البرشا لأكثر من نصف دقيقة وكان دائمآ ما يضغط على حامل الكرة وكأن خطة الفريق الكتالوني قد كشفت .
::برشلونه لا يسجل اهداف سريعه::
برشلونه حين يتاخر على التسجيل يتشتت ذهنيا ويصبح في حالة تسرع وارتباك في لعب الكرة في الملعب حيث يقل التركيز تدريجيا مع العد التصاعدي لوقت المباراه حيث تقل الثقه بين افراد الفريق حتى الفرص السهله تضيع ادراج الرياح وهذه نقطه ضعف خطيره لدى البرسا وشاهدناها في كثير منا لمنافسات المحلية والاوربية.
::الكامب نو خالي على عروشه::
بدت مدرجات ملعب الكامب نو مكشوفه تماما من غير جمهور رغم العروض الخيالية من لاعبين البرسا في الدوري المحلي وفي بطولة اوربا ورغم العروض على اسعار التذاكر الا انه مازال الجمهور يرفض التواجد ومؤازرة الفريق في الكامب نو غير مبالين لاهمية تواجدهم ولأهمية هذه البطولة للفريق
::عاد ميسي لـ عادته القديمه ::
لا أريد أن أطيل عليكم،و لكن كل ما هـُـنالك أن ميسي عاد و بقوه لـ التسجيل ، صحيح أنه لم يكن في المستوى المـُـعتاد عليه ، ولكن على الأقل أنقذ برشلونه من تعادل مخزي و خصوصاً أنه على أرضـه أي في الكامب نو .
:: تقييم التحكيم ::
كارلوس كلوس غوميز الحكم الإسباني قاد هذه المباراة بكل هدوء ، و لقد ساعده على ذلك الإيقاع المتوسط لهذه المباراة...الحكم الإسباني وجه بطاقة صفراء واحدة للاعب فريق بينيدورم خافي مورينو في الشوط الأول من المباراة إثر تدخل قوي على اللاعب بوسكيت...و جاء الشوط الثاني سيناريو طبق الأصل من الأول....الطاقم التحكيمي لهذه المباراة يستحق علامة 8/10.