تحدثنا في
الحلقة الماضية عن عمل زلاتان لحل مشاكل الإنتر خاصة مكافآت الفوز بعد
مباراة واحدة والتحالفات بناءًا على الجنسية، ومن ثم كان الحديث عن طفله
الأول وتجربة ولادته الصعبة.
رُزق زلاتان بطفله ماكسيميليان ومن ثم عاد للعب مع الإنتر، المباراة الأولى حدث بها شيء أسعد اللاعب كثيرًا، يقول عنه "كنا
سنلعب مباراة ضد كييفو فيرونا في سان سيرو، كنت بديلًا .. لم أكن قد نمت
جيدًا ولذا رأى مدربنا روبيرتو مانشيني أنني لن أستطيع التركيز جيدًا وذلك
كان صحيحًا ربما. أفكاري كانت متداخلة وأنا أنظر للملعب والجماهير وكانت
الألتراس وهي الجماهير المتعصبة للإنتر قد علقت قطعة قماش بيضاء كبيرة جدًا
على المدرجات، بدت كأنها راية قرصان تُرفرف في الهواء، وقد كُتب على قطعة
القماش أو ربما رُش عليها بالأسود والأزرق "بينفينوتو ماكسيميليان" أي
"أهلًا ماكسيميليان"، وقد تعجبت وسألت نفسي "من هو ماكسيميليان بحق الجحيم؟
هل لدينا لاعب في الفريق بهذا الاسم"، من ثم فهمت الأمر .. إنه ابني،
جماهير الألتراس كانت تُرحب بابني على هذا الكوكب !! كان ذلك جميلًا للغاية
وقد أردت البكاء وقتها. هؤلاء الجماهير لا يمكن اللعب معهم، فهم رجالًا
أقوياء وصعبين وكنت سأخوض شجارًا صعبًا معهم لاحقًا ولكن الآن ... ماذا
يمكن أن أقول؟ كانت إيطاليا في أفضل لحظاتها. كانت لحظات العشق لكرة القدم
والعشق للأطفال، وقد تناولت هاتفي والتقطت صورة للافتة وأرسلتها إلى
هيلينا، وبصراحة ... أشياء قليلة كانت تخترق قلبها وتستقر فيه مثلما حدث مع
تلك الصورة، عيونها ماتزال تغرق بالدموع كلما تحدثنا عن تلك القصة. كان
الأمر أشبه بأن سان سيرو يُرسل عشقه إلينا".
شاهد صورة اللافتة التي رفعها جمهور الإنتر
يُتابع زلاتان
"حصلنا على جرو أيضًا وأطلقنا عليه اسم "تروستور" نسبة للفوضى التي حدثت
بعد سرقة المال من الشركة ( ذلك الاسم يُشير لأشهر الجرائم المالية في
السويد وحدثت عام 1997)، لذا أصبح لدينا عائلة حقيقية فقد أصبح لدي هيلينا
وماكسي وتروستور وكنت تلك الفترة ألعب بالإكس بوكس طوال الوقت، قد تخطيت
الحدود بالفعل وقتها فقد أصبحت بالنسبة لي كالمخدر، لم أستطع التوقف وعادة
ما كنت أجلس وماكسي الصغير على رُكبتي وألعب. عشنا في أحد فنادق ميلانو
لأننا كنا ننتظر شقتنا كي تجهز، وحين كنا نطلب موظف الاستقبال لطلب الأكل
كنا نشعر حقًا أننا تعبنا منهم وأنهم تعبوا منا. الفندق جعلنا نتوتر ونغضب
وقد انتقلنا لفندق آخر هو فندق نهو في فيا تورتونا وكان أفضل لكن الفوضى
كانت لاتزال موجودة".
كل شيء كان يسير على ما يُرام، ولكن حدثت الفاجعة !!، يتحدث إبرا عنها قائلًا "كل
شيء مع ماكسي كان جديد علينا ولكننا لاحظنا بالطبع أنه يتقيأ كثيرًا
ووزنه لا يزداد بل العكس .. كان يفقد وزنه ويُصبح أخف، لكن أحدًا منا لم
يعلم ما الذي يحدث .. ربما كان هذا عاديًا، أحدهم قال أن الأطفال يمكنهم
فقد شيء من وزنهم بعد الولادة وقد بدا ذلك مقنعًا، أليس كذلك؟ لكن الطعام
كان يخرج منه والقيئ كان ثقيلًا وقد بدا غريبًا، كان يتقيأ طوال الوقت. هل
يمكن أن يكون الأمر هكذا؟ لم يكن لدينا فكرة، ولذا تحدثت مع عائلتي
وأصدقائي والجميع بدا مرتاحًا وأكد أنه لا يوجد شيء. وأنا لم أفكر بطريقة
مختلفة أو على الأقل لم أكن أريد أن أفكر بوجود شيء خطر، وقد حاولت إيجاد
أعذار وكنت أقول لنفسي "إنه مذهل، إنه طفلي الصغير، ما الذي يمكن أن يكون
سيئًا به؟"، لكني لم أستطع أن أوقف قلقي ومخاوفي بل زادت وبدت أكثر وضوحًا
فهو لا يستطيع هضم الطعام الآن وقد واصل فقدان الوزن، فقد كان وزنه 3
كيلوجرام حين وُلد والآن انخفض وزنه إلى 2 كيلو و800 جرام وقد شعرت بالأمر
في داخلي .. لم يكن الوضع جيدًا، أبدًا، وأنا لم أستطع الصبر أكثر ولذا قلت
لهيلينا "شيء ما ليس على ما يُرام هيلينا" وقد أجابت "أنا أعتقد ذلك
أيضًا"".
يُواصل السويدي الحديث "كيف يُمكن أن
أشرح لكم الوضع وقتها؟ ما كان مجرد شبهات أصبح اقتناع كامل الآن وبات يُخيم
على الغرفة، جسدي بالكامل انهار وكأن صدمة أصابته، لم أعش شيئًا كهذا
أبدًا من قبل وليس حتى قريبًا منه. قبل أن أحظى بالأولاد كنت السيد الذي لا
يُمس، كان يُمكنني أن أجن وأغضب وأحظى بكل أنواع الانفعالات، ولكن كل شيء
كان سيكون جيدًا إن واصلت فقط القتال. ولكن الآن لا يمكنني فعل شيء كهذا
فقد كنت عديم القوة، فأنا لم أستطع تدريبه ليستعيد صحته، أنا لم أستطع فعل
شيء. ماكسي كان يضعف أكثر وأكثر وأصبح صغيرًا للغاية فقد بدا الآن مجرد عظم
وجلد .. بدا كأن الحياة تغادره ولذا اتصلنا فورًا بالعيادة وقد جاء لنا
طبيبًا بل كانت طبيبة، صعدت لغرفتنا في الفندق وأنا لم أكن موجودًا وقتها
بل كنت أستعد للعب مباراة مع الإنتر. لكني أظن أننا كنا محظوظون كثيرًا
وقتها".
هل لعب زلاتان المباراة أم عاد ليتابع حالة طفله؟ يُوضح اللاعب
"الطبيبة شمت راحة القيء، نظرت له وفورًا حددت الأعراض ومن ثم قالت "علينا
الذهاب للمستشفى حالًا"، أذكر ما حدث جيدًا .. كنت مع الفريق وكنا سنلعب
ضد ميسينا في ملعبنا وقد دق جرس الهاتف وكانت هيلينا على الخط في حالة
هيستيرية، قالت "ماكسي سيخضع لعملية جراحية، الأمر طارئ"، وقد بدأت أفكر
وقتها "هل سنفقده؟ هل هذا ممكن حقًا؟"، بدأت كل تلك الشكوك والتساؤلات
تهاجمني. وقد أخبرت مانشيني، فهو مثل الكثيرين غيره كان لاعبًا قديمًا ومن
ثم بدأ مسيرته التدريبية تحت قيادة سفين جوران إريكسون في لاتسيو، لقد فهم
الأمر فقد كان لديه قلب، قلت له "ولدي مريض" وقد نظر هو إلى عيني، كنت أشعر
بالاضطراب والارتباك ... فلم يكن الفوز فقط في رأسي الآن بل كان ماكسي ولا
شيء آخر، ولدي الصغير، ابني الحبيب".
ما الذي حدث؟ يُواصل "مانشيني
ترك لي القرار، فكرت مع نفسي وقلت "هل ألعب أم لا؟ كنت قد أحرزت 6 أهداف
في الموسم حتى الآن ولعبت بروعة في العديد من المباريات، ولكن الآن ..
ماكسي لن يكون أفضل إن جلست على مقاعد البدلاء، ذلك صحيح. لكن هل سأكون
قادرًا على اللعب جيدًا؟"، لم أكن أعلم الإجابة على ذلك السؤال فقد كان
رأسي يغلي. كنت أتلقى التقارير لحظة بلحظة من هيلينا، لقد ذهبت إلى
المستشفى والجميع كان يصرخ حولها ولا أحد يستطيع الحديث بالإنجليزية
وهيلينا لا تستطيع قول كلمة بالإيطالية، لذا شعرت بالضياع تمامًا ولم تفهم
شيء، والأهم من ذلك أن الأمر كان طارئًا، الطبيب طلب منها أن تُوقع على
ورقة ما .. أي نوع من الأوراق تلك؟ لم تكن لديها فكرة، ولكنها لم تمتلك
الوقت لتفكر ولذا وقعت عليها، في تلك الظروف أنت مستعد لتوقيع أي أوراق !!
جاءت أوراق جديدة وقد وقعت عليهم كذلك ومن ثم أخذوا ماكسي منها .. كان
الأمر مؤلمًا وأنا أستطيع تفهم ذلك حقًا".
يُتابع زلاتان
"كان الأمر مؤلمًا وكنت أتفهم ذلك حقًا، كان مثل .. ما الذي حدث؟ ما الذي
سيجري؟ كانت قلقة للغاية وقد أصبح ماكسي أضعف كثيرًا، لكن هيلينا بقيت معه
ولم تكن تمتلك شيء آخر لتفعله، كان عليها تقبل الوضع والأمل فيما تم أخذ
ماكسي لغرفة أخرى بواسطة الأطباء والممرضات، وتدريجيًا بدأ الجميع يفهم أين
المشكلة ... كانت معدته لا تعمل جيدًا وكانت بحاجة إلى تدخل جراحي، كنت
أنا في سان سيرو وقتها".
أحداث سان سيرو؟ يقول إبرا "كنت
أنا في سان سيرو مع تلك الجماهير المجنونة، ولكن لم يكن من السهل أن أحافظ
على تركيزي في اللقاء ومع هذا قررت اللعب وقد بدأت المباراة من البداية،
ذلك ما أذكره على الأقل فكل شيء كان ضبابيًا وقتها، أخمن أني لم ألعب جيدًا
أبدًا، كيف يُمكن أن ألعب جيدًا !!؟؟ أذكر أن مانشيني وقف على الخط ومنحني
رسالة "سأخرجك بعد 5 دقائق" وقد أومأت له بالإيجاب وأنني سأغادر الملعب
بالتأكيد، فأنا لم أكن جيدًا على الإطلاق. لكن بعد دقيقة واحدة من ذلك سجلت
هدفًا وقلت لنفسي وقتها "مانشيني، اذهب للجحيم !! حاول أن تُخرجني من
الملعب الآن !"، لعبت وحققنا فوزًا كبيرًا، لعبت بالكثير من الغضب والقلق
وبعد المباراة خرجت فورًا ... لم أقل كلمة في غرفة الملابس وأستطيع بالكاد
تذكر الرحلة للمستشفى، كان قلبي ينبض وقتها".
شاهد هدف إبراهيموفيتش في مرمى ميسينا
وصل المستشفى، يقول عن تلك اللحظات "أستطيع
بالكاد تذكر الرحلة للمستشفى، كان قلبي ينبض وقتها. ولكني أذكر جيدًا
الصالات في المستشفى والرائحة هناك وكيف كنت أجري في كل مكان وأسأل .. أين؟
أين؟، وأذكر كيف دخلت إلى غرفة كبيرة حيث كان يرقد ماكسي في حضانة مع
أطفال آخرين، كان صغيرًا للغاية كما أنه طائر صغير، كان لديه أنابيب في
جسده وأنفه، قلبي وقع مني ونظرت له ولهيلينا وما الذي تعتقدونه حولي تلك
اللحظات؟ هل كنت الشاب القوي من روسينجارد؟، قلت لهم "أحبكم يا رفاق، أنتم
كل شيء بالنسبة لي ولكني لا أستطيع التحمل ولذا سأغادر. اتصلوا بي إن حدث
شيء"، ومن ثم غادرت المستشفى وإن لم يكن ذلك بالشيء اللطيف تجاه هيلينا فقد
كانت وحيدة معه، ولكني لم أستطع التحمل، كنت مذعورًا للغاية وقد كرهت
المستشفيات أكثر مما سبق. ذهبت إلى الفندق وغالبًا لعبت بالإكس بوكس فهو ما
يجعلني هادئًا في أوضاع كتلك، وقد أبقيت هاتفي بجانبي وأحيانًا كنت ألتفت
له فجأة وكأني أنتظر شيئًا مرعبًا، لكن الأمور سارت على ما يُرام. العملية
نجحت وماكسي جيد جدًا الآن، هو يمتلك ندبة على معدته ولكن بخلاف ذلك فهو
جيد للغاية من الناحية الصحية مثل أي شخص آخر. أفكر بهذا الأمر أحيانًا
وبصراحة يجعلني أفكر به من منظور خاص جدًا".
انتهت الأزمة على خير، يعود إبرا ليتحدث عن موسمه الأول مع الإنتر
"فزنا حقًا بالاسكوديتو في ذلك الموسم الأول لي مع الإنتر ولاحقًا رُشحت
لجائزة جيرينج في السويد وهي جائزة لا تُمنح بواسطة لجنة حكم أو ما شابه بل
تتم من خلال تصويت الجمهور السويدي ، خلالها السويديون يصوتون للرياضي
الأفضل في البلاد وبالطبع كان ذلك النوع من الجوائز يمنح لأبطال الرياضات
الفردية مثل إنجيمار ستينمارك وستيفان هولم وأنيكا سورينستام ومثل هؤلاء
الناس، وإن كان في مرتين سابقتين فازت بها الفرق الجماعية، المنتخب السويدي
كان قد تُوج بها عام 1994 ولكن في عام 2007 كنت قد رُشحت للفوز بها وحدي
وليس ضمن فريق كامل، كان أشبه بمهرجان رياضي وكنت أنا وهيلينا هناك معًا،
كنت أرتدي بدلة توكسيدو وقبل بداية الحفل قابلت هناك مارتن داهلين".
شاهد صورة زلاتان مع زوجته في حفل اختيار الفائز بالجائزة السويدية
يُواصل إبرا
"مارتين داهلين هو لاعب كرة قدم سابق كبير، كان ضمن المنتخب الوطني المتوج
بالمركز الثالث والحاصل على جائزة جيرينج عام 1994 وكان كذلك قد احترف في
روما وبوروسيا مونشنجلادباخ وقد أحرز العديد من الأهداف، ولكن كما المعتاد
.. كان جيلًا مقابل جيل آخر، القدامى يُريدون الأفضل دومًا والشباب يريدونه
لهم كذلك، نحن الشباب لا نريد أن يبقى النجوم القدامى فوق رؤوسنا ولا نريد
حقًا لأن نستمع للجمل المكررة مثل "كان يجب أن تكونوا معنا في زمننا" ومثل
ذلك الهراء، كنا نريد كرة القدم لتكون الأفضل الآن، وأذكر أني سمعت نبرة
تهكم في صوت مارتين ...
مارتين: أوو، أنت هنا.
رددت عليه بنفس النبرة التهكمية أو بما يُشبه أني كنت بالفعل متفاجئًا من وجوده هو بالذات هنا: لماذا لا يجب أن أكون هنا؟
مارتين: لقد فزنا بالجائزة في 1994.
رددت مع ابتسامة: فزتم بها كفريق، نعم. لكني مرشح لها فرديًا.
لم
يكن شيئًا كبيرًا بل مجرد شجارًا صغيرًا مغرورًا !، لكني في تلك اللحظة
شعرت بالأمر في كامل جسدي .. لقد أردت الفوز بتلك الجائزة وقلت لهيلينا حين
عدت لطاولتي "أرجوكِ، تمني أن أفوز"، لم أكن قد قلت شيئًا كهذا أبدًا من
قبل .. ليس حتى من أجل بطولات الدوري والكأس، لكن فجأة أصبحت تلك الجائزة
مهمة للغاية وكأن الشيء الكثير يعتمد عليها !! لا أستطيع أن أشرح لكم الأمر
تمامًا. منحت الكثير من الجوائز ولكن أيًا منها لم تمسني بذلك الشكل ..
ربما، لا أعلم، أدركت أن تلك الجائزة ستكون تأكيدًا وإشارة على قبول حقيقي
لي في المجتمع السويدي، ليس فقط كلاعب كرة قدم بل كإنسان كذلك، ذلك على
الرغم من كل مشاكلي وخلفيتي. ولهذا السبب كنت متوترًا للغاية حينما بدأوا يطرحون أسماء المرشحين للفوز".
ما الذي حدث؟ يُكمل "كنت أنا وتلك الفتاة العداءة "سوزانا كالور"
وفتاة التزلج على الجليد "آنيا بارسون" المرشحين للجائزة، لم يكن لدي فكرة
من سيفوز بالجائزة. في جائزة الكرة الذهبية السويدية، كنت أعرف الأمر قبل
إعلان الفائز حتى لا أذهب بلا داعٍ، لكني الآن لا أعلم شيئًا عن الأمر،
مرت الثواني .. اللعنة، هيا قُلها. الفائز هو ...،
لقد قالوا اسمي ولحظتها أرادت دموعي أن تنطلق من عيوني وصدقوني .. أنا لا
أبكي بسهولة، لم أخض يومًا تدريبًا على التعامل مع تلك المواقف، لكن
العاطفة تُسيطر على الموقف بالكامل الآن. وقفت، وكان الجميع يصرخ ويُصفق
وفي طريقي للمنصة تخطيت مارتين داهلن ولم أقاوم نفسي حتى قلت له "اسمح لي
مارتين، أريد أن أمر حتى أستلم جائزتي"".
شاهد لحظة إعلان فوز إبراهيموفيتش بالجائزة واللحظات المؤثرة التالية
يختم زلاتان الفصل السادس عشر بالحديث عن آخر لحظات ذلك الحفل المؤثر، يقول
"هناك على المنصة استلمت جائزتي من الأمير كارل فيليب ومن ثم التقطت
المايك وأنا لست من الأشخاص الذي يعدون الكلمات، أبدًا. مجرد تحدثت، وفجأة
.. بدأت أفكر بماكسي وكل ما مررنا به معه ومن ثم بدأت أتساءل، وإن بدا ذلك
غريبًا حقًا .. لكني فزت بتلك الجائزة لأني ساعدت الإنتر للفوز بالاسكوديتو
الأول له بعد 17 عامًا، وقد سألت نفسي إن كان ماكسي قد وُلد خلال ذلك
الموسم؟ ليس خلال العام الحالي بل خلال الموسم الذي فزنا به؟ بدا كأنني
فجأة لم أعد أعلم وقد سألت هيلينا مجرد ما عدت لها "هل ولد ماكسي في ذلك
الموسم"، هنا نظرت لي ولكنها كانت بالكاد تتحدث .. فقد كانت الدموع تملأ
عينيها، لحظة لن أنساها أبدًا ... صدقوني لن أنساها أبدًا".
الحلقة الماضية عن عمل زلاتان لحل مشاكل الإنتر خاصة مكافآت الفوز بعد
مباراة واحدة والتحالفات بناءًا على الجنسية، ومن ثم كان الحديث عن طفله
الأول وتجربة ولادته الصعبة.
رُزق زلاتان بطفله ماكسيميليان ومن ثم عاد للعب مع الإنتر، المباراة الأولى حدث بها شيء أسعد اللاعب كثيرًا، يقول عنه "كنا
سنلعب مباراة ضد كييفو فيرونا في سان سيرو، كنت بديلًا .. لم أكن قد نمت
جيدًا ولذا رأى مدربنا روبيرتو مانشيني أنني لن أستطيع التركيز جيدًا وذلك
كان صحيحًا ربما. أفكاري كانت متداخلة وأنا أنظر للملعب والجماهير وكانت
الألتراس وهي الجماهير المتعصبة للإنتر قد علقت قطعة قماش بيضاء كبيرة جدًا
على المدرجات، بدت كأنها راية قرصان تُرفرف في الهواء، وقد كُتب على قطعة
القماش أو ربما رُش عليها بالأسود والأزرق "بينفينوتو ماكسيميليان" أي
"أهلًا ماكسيميليان"، وقد تعجبت وسألت نفسي "من هو ماكسيميليان بحق الجحيم؟
هل لدينا لاعب في الفريق بهذا الاسم"، من ثم فهمت الأمر .. إنه ابني،
جماهير الألتراس كانت تُرحب بابني على هذا الكوكب !! كان ذلك جميلًا للغاية
وقد أردت البكاء وقتها. هؤلاء الجماهير لا يمكن اللعب معهم، فهم رجالًا
أقوياء وصعبين وكنت سأخوض شجارًا صعبًا معهم لاحقًا ولكن الآن ... ماذا
يمكن أن أقول؟ كانت إيطاليا في أفضل لحظاتها. كانت لحظات العشق لكرة القدم
والعشق للأطفال، وقد تناولت هاتفي والتقطت صورة للافتة وأرسلتها إلى
هيلينا، وبصراحة ... أشياء قليلة كانت تخترق قلبها وتستقر فيه مثلما حدث مع
تلك الصورة، عيونها ماتزال تغرق بالدموع كلما تحدثنا عن تلك القصة. كان
الأمر أشبه بأن سان سيرو يُرسل عشقه إلينا".
شاهد صورة اللافتة التي رفعها جمهور الإنتر
يُتابع زلاتان
"حصلنا على جرو أيضًا وأطلقنا عليه اسم "تروستور" نسبة للفوضى التي حدثت
بعد سرقة المال من الشركة ( ذلك الاسم يُشير لأشهر الجرائم المالية في
السويد وحدثت عام 1997)، لذا أصبح لدينا عائلة حقيقية فقد أصبح لدي هيلينا
وماكسي وتروستور وكنت تلك الفترة ألعب بالإكس بوكس طوال الوقت، قد تخطيت
الحدود بالفعل وقتها فقد أصبحت بالنسبة لي كالمخدر، لم أستطع التوقف وعادة
ما كنت أجلس وماكسي الصغير على رُكبتي وألعب. عشنا في أحد فنادق ميلانو
لأننا كنا ننتظر شقتنا كي تجهز، وحين كنا نطلب موظف الاستقبال لطلب الأكل
كنا نشعر حقًا أننا تعبنا منهم وأنهم تعبوا منا. الفندق جعلنا نتوتر ونغضب
وقد انتقلنا لفندق آخر هو فندق نهو في فيا تورتونا وكان أفضل لكن الفوضى
كانت لاتزال موجودة".
كل شيء كان يسير على ما يُرام، ولكن حدثت الفاجعة !!، يتحدث إبرا عنها قائلًا "كل
شيء مع ماكسي كان جديد علينا ولكننا لاحظنا بالطبع أنه يتقيأ كثيرًا
ووزنه لا يزداد بل العكس .. كان يفقد وزنه ويُصبح أخف، لكن أحدًا منا لم
يعلم ما الذي يحدث .. ربما كان هذا عاديًا، أحدهم قال أن الأطفال يمكنهم
فقد شيء من وزنهم بعد الولادة وقد بدا ذلك مقنعًا، أليس كذلك؟ لكن الطعام
كان يخرج منه والقيئ كان ثقيلًا وقد بدا غريبًا، كان يتقيأ طوال الوقت. هل
يمكن أن يكون الأمر هكذا؟ لم يكن لدينا فكرة، ولذا تحدثت مع عائلتي
وأصدقائي والجميع بدا مرتاحًا وأكد أنه لا يوجد شيء. وأنا لم أفكر بطريقة
مختلفة أو على الأقل لم أكن أريد أن أفكر بوجود شيء خطر، وقد حاولت إيجاد
أعذار وكنت أقول لنفسي "إنه مذهل، إنه طفلي الصغير، ما الذي يمكن أن يكون
سيئًا به؟"، لكني لم أستطع أن أوقف قلقي ومخاوفي بل زادت وبدت أكثر وضوحًا
فهو لا يستطيع هضم الطعام الآن وقد واصل فقدان الوزن، فقد كان وزنه 3
كيلوجرام حين وُلد والآن انخفض وزنه إلى 2 كيلو و800 جرام وقد شعرت بالأمر
في داخلي .. لم يكن الوضع جيدًا، أبدًا، وأنا لم أستطع الصبر أكثر ولذا قلت
لهيلينا "شيء ما ليس على ما يُرام هيلينا" وقد أجابت "أنا أعتقد ذلك
أيضًا"".
يُواصل السويدي الحديث "كيف يُمكن أن
أشرح لكم الوضع وقتها؟ ما كان مجرد شبهات أصبح اقتناع كامل الآن وبات يُخيم
على الغرفة، جسدي بالكامل انهار وكأن صدمة أصابته، لم أعش شيئًا كهذا
أبدًا من قبل وليس حتى قريبًا منه. قبل أن أحظى بالأولاد كنت السيد الذي لا
يُمس، كان يُمكنني أن أجن وأغضب وأحظى بكل أنواع الانفعالات، ولكن كل شيء
كان سيكون جيدًا إن واصلت فقط القتال. ولكن الآن لا يمكنني فعل شيء كهذا
فقد كنت عديم القوة، فأنا لم أستطع تدريبه ليستعيد صحته، أنا لم أستطع فعل
شيء. ماكسي كان يضعف أكثر وأكثر وأصبح صغيرًا للغاية فقد بدا الآن مجرد عظم
وجلد .. بدا كأن الحياة تغادره ولذا اتصلنا فورًا بالعيادة وقد جاء لنا
طبيبًا بل كانت طبيبة، صعدت لغرفتنا في الفندق وأنا لم أكن موجودًا وقتها
بل كنت أستعد للعب مباراة مع الإنتر. لكني أظن أننا كنا محظوظون كثيرًا
وقتها".
هل لعب زلاتان المباراة أم عاد ليتابع حالة طفله؟ يُوضح اللاعب
"الطبيبة شمت راحة القيء، نظرت له وفورًا حددت الأعراض ومن ثم قالت "علينا
الذهاب للمستشفى حالًا"، أذكر ما حدث جيدًا .. كنت مع الفريق وكنا سنلعب
ضد ميسينا في ملعبنا وقد دق جرس الهاتف وكانت هيلينا على الخط في حالة
هيستيرية، قالت "ماكسي سيخضع لعملية جراحية، الأمر طارئ"، وقد بدأت أفكر
وقتها "هل سنفقده؟ هل هذا ممكن حقًا؟"، بدأت كل تلك الشكوك والتساؤلات
تهاجمني. وقد أخبرت مانشيني، فهو مثل الكثيرين غيره كان لاعبًا قديمًا ومن
ثم بدأ مسيرته التدريبية تحت قيادة سفين جوران إريكسون في لاتسيو، لقد فهم
الأمر فقد كان لديه قلب، قلت له "ولدي مريض" وقد نظر هو إلى عيني، كنت أشعر
بالاضطراب والارتباك ... فلم يكن الفوز فقط في رأسي الآن بل كان ماكسي ولا
شيء آخر، ولدي الصغير، ابني الحبيب".
في الحلقة القادمة |
صديقه: زلاتان، هدئ السرعة. اللعنة، لدي عائلة! |
إبرا: وأنا كذلك أيها البدين الشاذ، لدي أيضًا عائلة! |
ترك لي القرار، فكرت مع نفسي وقلت "هل ألعب أم لا؟ كنت قد أحرزت 6 أهداف
في الموسم حتى الآن ولعبت بروعة في العديد من المباريات، ولكن الآن ..
ماكسي لن يكون أفضل إن جلست على مقاعد البدلاء، ذلك صحيح. لكن هل سأكون
قادرًا على اللعب جيدًا؟"، لم أكن أعلم الإجابة على ذلك السؤال فقد كان
رأسي يغلي. كنت أتلقى التقارير لحظة بلحظة من هيلينا، لقد ذهبت إلى
المستشفى والجميع كان يصرخ حولها ولا أحد يستطيع الحديث بالإنجليزية
وهيلينا لا تستطيع قول كلمة بالإيطالية، لذا شعرت بالضياع تمامًا ولم تفهم
شيء، والأهم من ذلك أن الأمر كان طارئًا، الطبيب طلب منها أن تُوقع على
ورقة ما .. أي نوع من الأوراق تلك؟ لم تكن لديها فكرة، ولكنها لم تمتلك
الوقت لتفكر ولذا وقعت عليها، في تلك الظروف أنت مستعد لتوقيع أي أوراق !!
جاءت أوراق جديدة وقد وقعت عليهم كذلك ومن ثم أخذوا ماكسي منها .. كان
الأمر مؤلمًا وأنا أستطيع تفهم ذلك حقًا".
يُتابع زلاتان
"كان الأمر مؤلمًا وكنت أتفهم ذلك حقًا، كان مثل .. ما الذي حدث؟ ما الذي
سيجري؟ كانت قلقة للغاية وقد أصبح ماكسي أضعف كثيرًا، لكن هيلينا بقيت معه
ولم تكن تمتلك شيء آخر لتفعله، كان عليها تقبل الوضع والأمل فيما تم أخذ
ماكسي لغرفة أخرى بواسطة الأطباء والممرضات، وتدريجيًا بدأ الجميع يفهم أين
المشكلة ... كانت معدته لا تعمل جيدًا وكانت بحاجة إلى تدخل جراحي، كنت
أنا في سان سيرو وقتها".
أحداث سان سيرو؟ يقول إبرا "كنت
أنا في سان سيرو مع تلك الجماهير المجنونة، ولكن لم يكن من السهل أن أحافظ
على تركيزي في اللقاء ومع هذا قررت اللعب وقد بدأت المباراة من البداية،
ذلك ما أذكره على الأقل فكل شيء كان ضبابيًا وقتها، أخمن أني لم ألعب جيدًا
أبدًا، كيف يُمكن أن ألعب جيدًا !!؟؟ أذكر أن مانشيني وقف على الخط ومنحني
رسالة "سأخرجك بعد 5 دقائق" وقد أومأت له بالإيجاب وأنني سأغادر الملعب
بالتأكيد، فأنا لم أكن جيدًا على الإطلاق. لكن بعد دقيقة واحدة من ذلك سجلت
هدفًا وقلت لنفسي وقتها "مانشيني، اذهب للجحيم !! حاول أن تُخرجني من
الملعب الآن !"، لعبت وحققنا فوزًا كبيرًا، لعبت بالكثير من الغضب والقلق
وبعد المباراة خرجت فورًا ... لم أقل كلمة في غرفة الملابس وأستطيع بالكاد
تذكر الرحلة للمستشفى، كان قلبي ينبض وقتها".
شاهد هدف إبراهيموفيتش في مرمى ميسينا
وصل المستشفى، يقول عن تلك اللحظات "أستطيع
بالكاد تذكر الرحلة للمستشفى، كان قلبي ينبض وقتها. ولكني أذكر جيدًا
الصالات في المستشفى والرائحة هناك وكيف كنت أجري في كل مكان وأسأل .. أين؟
أين؟، وأذكر كيف دخلت إلى غرفة كبيرة حيث كان يرقد ماكسي في حضانة مع
أطفال آخرين، كان صغيرًا للغاية كما أنه طائر صغير، كان لديه أنابيب في
جسده وأنفه، قلبي وقع مني ونظرت له ولهيلينا وما الذي تعتقدونه حولي تلك
اللحظات؟ هل كنت الشاب القوي من روسينجارد؟، قلت لهم "أحبكم يا رفاق، أنتم
كل شيء بالنسبة لي ولكني لا أستطيع التحمل ولذا سأغادر. اتصلوا بي إن حدث
شيء"، ومن ثم غادرت المستشفى وإن لم يكن ذلك بالشيء اللطيف تجاه هيلينا فقد
كانت وحيدة معه، ولكني لم أستطع التحمل، كنت مذعورًا للغاية وقد كرهت
المستشفيات أكثر مما سبق. ذهبت إلى الفندق وغالبًا لعبت بالإكس بوكس فهو ما
يجعلني هادئًا في أوضاع كتلك، وقد أبقيت هاتفي بجانبي وأحيانًا كنت ألتفت
له فجأة وكأني أنتظر شيئًا مرعبًا، لكن الأمور سارت على ما يُرام. العملية
نجحت وماكسي جيد جدًا الآن، هو يمتلك ندبة على معدته ولكن بخلاف ذلك فهو
جيد للغاية من الناحية الصحية مثل أي شخص آخر. أفكر بهذا الأمر أحيانًا
وبصراحة يجعلني أفكر به من منظور خاص جدًا".
انتهت الأزمة على خير، يعود إبرا ليتحدث عن موسمه الأول مع الإنتر
"فزنا حقًا بالاسكوديتو في ذلك الموسم الأول لي مع الإنتر ولاحقًا رُشحت
لجائزة جيرينج في السويد وهي جائزة لا تُمنح بواسطة لجنة حكم أو ما شابه بل
تتم من خلال تصويت الجمهور السويدي ، خلالها السويديون يصوتون للرياضي
الأفضل في البلاد وبالطبع كان ذلك النوع من الجوائز يمنح لأبطال الرياضات
الفردية مثل إنجيمار ستينمارك وستيفان هولم وأنيكا سورينستام ومثل هؤلاء
الناس، وإن كان في مرتين سابقتين فازت بها الفرق الجماعية، المنتخب السويدي
كان قد تُوج بها عام 1994 ولكن في عام 2007 كنت قد رُشحت للفوز بها وحدي
وليس ضمن فريق كامل، كان أشبه بمهرجان رياضي وكنت أنا وهيلينا هناك معًا،
كنت أرتدي بدلة توكسيدو وقبل بداية الحفل قابلت هناك مارتن داهلين".
شاهد صورة زلاتان مع زوجته في حفل اختيار الفائز بالجائزة السويدية
يُواصل إبرا
"مارتين داهلين هو لاعب كرة قدم سابق كبير، كان ضمن المنتخب الوطني المتوج
بالمركز الثالث والحاصل على جائزة جيرينج عام 1994 وكان كذلك قد احترف في
روما وبوروسيا مونشنجلادباخ وقد أحرز العديد من الأهداف، ولكن كما المعتاد
.. كان جيلًا مقابل جيل آخر، القدامى يُريدون الأفضل دومًا والشباب يريدونه
لهم كذلك، نحن الشباب لا نريد أن يبقى النجوم القدامى فوق رؤوسنا ولا نريد
حقًا لأن نستمع للجمل المكررة مثل "كان يجب أن تكونوا معنا في زمننا" ومثل
ذلك الهراء، كنا نريد كرة القدم لتكون الأفضل الآن، وأذكر أني سمعت نبرة
تهكم في صوت مارتين ...
مارتين: أوو، أنت هنا.
رددت عليه بنفس النبرة التهكمية أو بما يُشبه أني كنت بالفعل متفاجئًا من وجوده هو بالذات هنا: لماذا لا يجب أن أكون هنا؟
مارتين: لقد فزنا بالجائزة في 1994.
رددت مع ابتسامة: فزتم بها كفريق، نعم. لكني مرشح لها فرديًا.
لم
يكن شيئًا كبيرًا بل مجرد شجارًا صغيرًا مغرورًا !، لكني في تلك اللحظة
شعرت بالأمر في كامل جسدي .. لقد أردت الفوز بتلك الجائزة وقلت لهيلينا حين
عدت لطاولتي "أرجوكِ، تمني أن أفوز"، لم أكن قد قلت شيئًا كهذا أبدًا من
قبل .. ليس حتى من أجل بطولات الدوري والكأس، لكن فجأة أصبحت تلك الجائزة
مهمة للغاية وكأن الشيء الكثير يعتمد عليها !! لا أستطيع أن أشرح لكم الأمر
تمامًا. منحت الكثير من الجوائز ولكن أيًا منها لم تمسني بذلك الشكل ..
ربما، لا أعلم، أدركت أن تلك الجائزة ستكون تأكيدًا وإشارة على قبول حقيقي
لي في المجتمع السويدي، ليس فقط كلاعب كرة قدم بل كإنسان كذلك، ذلك على
الرغم من كل مشاكلي وخلفيتي. ولهذا السبب كنت متوترًا للغاية حينما بدأوا يطرحون أسماء المرشحين للفوز".
ما الذي حدث؟ يُكمل "كنت أنا وتلك الفتاة العداءة "سوزانا كالور"
وفتاة التزلج على الجليد "آنيا بارسون" المرشحين للجائزة، لم يكن لدي فكرة
من سيفوز بالجائزة. في جائزة الكرة الذهبية السويدية، كنت أعرف الأمر قبل
إعلان الفائز حتى لا أذهب بلا داعٍ، لكني الآن لا أعلم شيئًا عن الأمر،
مرت الثواني .. اللعنة، هيا قُلها. الفائز هو ...،
لقد قالوا اسمي ولحظتها أرادت دموعي أن تنطلق من عيوني وصدقوني .. أنا لا
أبكي بسهولة، لم أخض يومًا تدريبًا على التعامل مع تلك المواقف، لكن
العاطفة تُسيطر على الموقف بالكامل الآن. وقفت، وكان الجميع يصرخ ويُصفق
وفي طريقي للمنصة تخطيت مارتين داهلن ولم أقاوم نفسي حتى قلت له "اسمح لي
مارتين، أريد أن أمر حتى أستلم جائزتي"".
شاهد لحظة إعلان فوز إبراهيموفيتش بالجائزة واللحظات المؤثرة التالية
يختم زلاتان الفصل السادس عشر بالحديث عن آخر لحظات ذلك الحفل المؤثر، يقول
"هناك على المنصة استلمت جائزتي من الأمير كارل فيليب ومن ثم التقطت
المايك وأنا لست من الأشخاص الذي يعدون الكلمات، أبدًا. مجرد تحدثت، وفجأة
.. بدأت أفكر بماكسي وكل ما مررنا به معه ومن ثم بدأت أتساءل، وإن بدا ذلك
غريبًا حقًا .. لكني فزت بتلك الجائزة لأني ساعدت الإنتر للفوز بالاسكوديتو
الأول له بعد 17 عامًا، وقد سألت نفسي إن كان ماكسي قد وُلد خلال ذلك
الموسم؟ ليس خلال العام الحالي بل خلال الموسم الذي فزنا به؟ بدا كأنني
فجأة لم أعد أعلم وقد سألت هيلينا مجرد ما عدت لها "هل ولد ماكسي في ذلك
الموسم"، هنا نظرت لي ولكنها كانت بالكاد تتحدث .. فقد كانت الدموع تملأ
عينيها، لحظة لن أنساها أبدًا ... صدقوني لن أنساها أبدًا".