شكراً.. لطوق الياسمين
و ضحكتِ لي.. وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين
*
و جلستِ في ركن ركين
تتسرحين
و تنقطين العطر من قارورة و تدمدمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
قدماكِ في الخف المقصب
جدولان من الحنين
و قصدت دولاب الملابس
تقلعين .. و ترتدين
و طلبتِ أن أختار ماذا تلبسين
أفلي إذن ؟
أفلي أنا تتجملين ؟
و وقفت .. في دوامة الأوان ملتهب الجبين
الأسود المكشوف من كتفيه
هل تترددين ؟
لكنه لون حزين
لون كأيامي حزين
و لبسته
و ربطت طوق الياسمين
و ظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين..
هذا المساء
بحانة صغرى رأيتك ترقصين
تتكسرين على زنود المعجبين
تتكسرين
و تدمدمين
قي أذن فارسك الأمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
*
و بدأت أكتشف اليقين
و عرفت أنك للسوى تتجملين
و له ترشين العطور
و تقلعين
و ترتدين
و لمحت طوق الياسمين
في الأرض .. مكتوم الأنين
كالجثة البيضاء
تدفعه جموع الراقصين
و يهمّ فارسك الجميل بأخذه
فتمانعين
و تقهقهين
" لاشيء يستدعي انحناْك
ذاك طوق الياسمين .. "
* * *
نزار قباني