كنت عم ابحث عن صورة لعقارب الساعة وشفت ه المقالة الحلوة :
في غرفة الطفل، وبداخل ساعة الحائط القديمة، عاشت عقارب الساعة السوداء.
كان عقرب الساعات هو الأكبر، ربما لذلك كان يعتقد أنه أكثر العقارب حكمة. كان يردد دائما: سمانا الناس بالعقارب بسببي أنا! فأنا أتحرك ببطء شديد قد يوحي لضعيف الملاحظة بأنني لا أتحرك، وعندما يسرقه الوقت فإنه يشعر - بعد فوات الأوان - بلدغتي المميتة التي تشبه لدغة العقرب الحقيقي. كما أنني أنا الأهم بالنسبة للطفل، فأنا الذي أحدد مواعيد استيقاظه ونومه.
وكان عقرب الثواني النشيط - الذي يجيد إظهار التواضع - يردد في سرعة: تك! تك! لا أعتقد أنه من الصواب أن نشغل أنفسنا في التساؤل عن العقرب الأهم، لكن من المفيد أن نعرف أنه لولا نشاطي المستمر لما تحركت باقي العقارب! كما أن الطفل لا ينظر قط إلى الساعة إلا ليراقب حركتي أنا! فباقي العقارب بالنسبة له مملة لأنها لا تتحرك! تك! تك!
لم يكن عقرب الدقائق ممن يثقون كثيرا في أنفسهم، لكنه كان يردد - كلما احتدم النقاش بين العقارب - نشيدا ألفه بنفسه:
لست كبيرا.. لست صغيرا..
لست طويلا.. لست قصيرا..
فكر ذات مرة أن يضيف إلى النشيد كلاما يوضح به أنه دقيق ومنتظم، لكنه تذكر أن كل عقارب الساعة دقيقة ومنتظمة فعدل عن رأيه. في الحقيقة كان مقتنعا بأنه أقل العقارب أهمية. وأن الساعة كانت لتستمر في عملها الدقيق لو لم يكن موجودا، لكنه لم يصرح بخواطره تلك لأحد، بل اكتفى بالقول بأنه هو الذي كان يعلم الطفل معنى أن تكون وسطا في كل شيء.
ظل الجدال دائرا بين عقارب الساعة وقتا طويلا جدا لدرجة أنه لم ينته إلا ذاك اليوم الذي تعطلت فيه الساعة عن العمل لسبب لم تعرفه العقارب. في هذا اليوم أيضا قرر والدا الطفل أن الوقت قد حان لاستبدال تلك الساعة القديمة.
في اليوم التالي لاحظ الطفل الساعة الجديدة التي لم يكن لها عقارب. فقط كان لها شاشة صغيرة تعرض أرقاما أصغر.
لم يدم وقوفه أمام الساعة الجديدة طويلا. فقد مشى كعادته إلى النافذة المفتوحة التي ظهر من خلفها العالم الكبير الذي تتبدل ألوانه وأصواته في كل لحظة
في غرفة الطفل، وبداخل ساعة الحائط القديمة، عاشت عقارب الساعة السوداء.
كان عقرب الساعات هو الأكبر، ربما لذلك كان يعتقد أنه أكثر العقارب حكمة. كان يردد دائما: سمانا الناس بالعقارب بسببي أنا! فأنا أتحرك ببطء شديد قد يوحي لضعيف الملاحظة بأنني لا أتحرك، وعندما يسرقه الوقت فإنه يشعر - بعد فوات الأوان - بلدغتي المميتة التي تشبه لدغة العقرب الحقيقي. كما أنني أنا الأهم بالنسبة للطفل، فأنا الذي أحدد مواعيد استيقاظه ونومه.
وكان عقرب الثواني النشيط - الذي يجيد إظهار التواضع - يردد في سرعة: تك! تك! لا أعتقد أنه من الصواب أن نشغل أنفسنا في التساؤل عن العقرب الأهم، لكن من المفيد أن نعرف أنه لولا نشاطي المستمر لما تحركت باقي العقارب! كما أن الطفل لا ينظر قط إلى الساعة إلا ليراقب حركتي أنا! فباقي العقارب بالنسبة له مملة لأنها لا تتحرك! تك! تك!
لم يكن عقرب الدقائق ممن يثقون كثيرا في أنفسهم، لكنه كان يردد - كلما احتدم النقاش بين العقارب - نشيدا ألفه بنفسه:
لست كبيرا.. لست صغيرا..
لست طويلا.. لست قصيرا..
فكر ذات مرة أن يضيف إلى النشيد كلاما يوضح به أنه دقيق ومنتظم، لكنه تذكر أن كل عقارب الساعة دقيقة ومنتظمة فعدل عن رأيه. في الحقيقة كان مقتنعا بأنه أقل العقارب أهمية. وأن الساعة كانت لتستمر في عملها الدقيق لو لم يكن موجودا، لكنه لم يصرح بخواطره تلك لأحد، بل اكتفى بالقول بأنه هو الذي كان يعلم الطفل معنى أن تكون وسطا في كل شيء.
ظل الجدال دائرا بين عقارب الساعة وقتا طويلا جدا لدرجة أنه لم ينته إلا ذاك اليوم الذي تعطلت فيه الساعة عن العمل لسبب لم تعرفه العقارب. في هذا اليوم أيضا قرر والدا الطفل أن الوقت قد حان لاستبدال تلك الساعة القديمة.
في اليوم التالي لاحظ الطفل الساعة الجديدة التي لم يكن لها عقارب. فقط كان لها شاشة صغيرة تعرض أرقاما أصغر.
لم يدم وقوفه أمام الساعة الجديدة طويلا. فقد مشى كعادته إلى النافذة المفتوحة التي ظهر من خلفها العالم الكبير الذي تتبدل ألوانه وأصواته في كل لحظة