رجح بحث علمي أن يكون الإنسان قد تمتع، منذ آلاف السنين، بحاسة سادسة مفتقدة الآن بسبب تحول في جينات الجنس البشري
وقد تم التوصل إلى أن جسم الإنسان يحتوي على نفس الجين ولكن في صورة محورة تجعله عاجزا عن أداء وظيفته
وهناك بعض الدلائل على احتمال استجابة الجسم البشري للإشارات الكيميائية المنبعثة من أشخاص آخرين، حيث خلص بحث علمي إلى أنه يمكن تقديم أو تأخير مواعيد الدورة الشهرية عند النساء، إذا تعرضت امرأة لرائحة جسم امرأة أخرى
ويعتقد بعض العلماء بوجود آثار عضو ضامر في الأنف البشري كان، في يوم ما، يلتقط الإشارات الكيميائية الصادرة عن أشخاص آخرين، بينما يرى البعض الآخر أن هذا العضو لا يزال يؤثر على السلوك البشري إلى يومنا هذا
ويقع هذا العضو الضامر خلف فتحتي الأنف في الدماغ، وهو عبارة عن ثقبين صغيرين يحتويان على أعصاب تلتقط الإشارات الكيميائية التي يفرزها الآخرون. ولم يحسم العلم حتى الآن ما إذا كان الجسم البشري يمتلك القدرة على إطلاق تلك الإشارات الكيميائية أم لا
وفي المقابل، فإن الإشارات الكيميائية المنبعثة من أجسام العديد من الحيوانات تحرك في أقرانها أنماطا سلوكية غريزية مثل العدوانية أو التزاوج
جين الفأر
وقد قام فريق علمي، برئاسة الدكتورة كاثرين دولاك، في كلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية، بعزل أحد الجينات من أجساد فئران التجارب، يعتقد أنها تلعب دورا أساسيا في عملية التقاط الإشارات الكيميائية
الدكتورة دولاك: ربما يؤدي التواصل الكيميائي دوراً في السلوك البشري |
وقد تم التوصل إلى أن جسم الإنسان يحتوي على نفس الجين ولكن في صورة محورة تجعله عاجزا عن أداء وظيفته
وأدت هذه النتيجة إلى الاعتقاد بأن البشر ربما تمتعوا في عصور سابقة بالقدرة على التواصل بلغة كيميائية دقيقة المفردات، ولكننا فقدناها الآن بعد أن أصبحت أعضاءنا الأنفية الضامرة غير قادرة على النمو والعمل بالصورة السليمة
ويعكف العلماء حاليا على البحث عن جينات أخرى في الجسم البشري يمكنها أن تلعب نفس الدور الذي كان يقوم به الجين المحور
ومن المؤكد أن الفئران تمتلك قدرات متطورة على التواصل بالإشارات الكيميائية، ولكن العلماء لم يتمكنوا حتى الآن من إثبات تمتع الجنس البشري بهذه القدرة، ولو في صورة بسيطة، بالرغم من أن التجارب قد أثبتت أن بعض الروائح تبعث في البشر احساسات معينة
الضفادع تتخاطب ايضا بالإشارات الكيميائية |
وهناك بعض الدلائل على احتمال استجابة الجسم البشري للإشارات الكيميائية المنبعثة من أشخاص آخرين، حيث خلص بحث علمي إلى أنه يمكن تقديم أو تأخير مواعيد الدورة الشهرية عند النساء، إذا تعرضت امرأة لرائحة جسم امرأة أخرى
إلا أن بعض العلماء يرون أن تفسير ذلك لا يكمن في العضو الأنفي الضامر وإنما في حاسة الشم العادية، ويرجح العلماء أن الفرق بين حاسة الشم العادية وعمل العضو الأنفي الضامر هو أن الإشارات التي تنتقل من خلال حاسة الشم العادية تنشط ذاكرة المخ فتولد ردود فعل مرتبطة بخبرات مختزنة في الذاكرة، أما الإشارات الكيميائية فهي توجه إلى مراكز في المخ تدفع مباشرة إلى الإتيان بسلوكيات غريزية وغير واعية
وقد تمكن فريق جامعة هارفارد من اكتشاف جزئ المركب المسؤول عن التفاعل الكيميائي الذي يمكن العضو الأنفي لدى الفئران من التقاط الإشارات الكيميائية
ولكنهم لم يتمكنوا حتى الآن من اكتشاف هذا المركب أو الوصلات العصبية القادرة على التقاط الإشارات الكيميائية في الجسم البشري
وتقول رئيسة الفريق إن الحديث عن حاسة سادسة ربما يكون من قبيل المبالغة، إلا أنه من المحتمل أن يكون للإشارات الكيميائية دورا، غير معروف حتى الآن، في السلوك البشري
عن البي بي سي