أيها الصوت العميق كالذكريات، كحفر القنابل
أعدني إلى البصرة.. إلى تهامة
وصيفاً للأميرات
أو راوياً في مجالس الملوك
لا تتركني وحيداً أنا وصرتي
على قارعة القرن العشرين.
*
ماذا أفعل بهذه المدن واللافتات والشوارع
لست راقصة لأعيش تحت الأضواء
ولا بطلاً لأحيا بين الجماهير
إنني مجرد بدوي مشقق الروح والقدمين
يضع خفه تحت إبطه
وينتقل من عصر إلى عصر
كما ينتقل المشرد من قطار إلى قطار.
أيتها الكلمات المزخرفة كمقابض السيوف
والآيات المتشابكة كالزيزفون في الربيع
بك أحتمي
وبك أستجير
عندما تنزع الأوتاد وترغي الجمال وتطفأ النيران
ادرجوني أنا واسمي وذكرياتي وأحلامي
كبساط.. كخيمة
وانقلوني تحت ضوء القمر
إلى أعماق الصحراء
إن رائحة الإبل
تعشش في صدري كحليب الأم
وحداء القوافل الغابرة
يتعالى من قمة رأسي كدخان البراكين.
مقرئ منتصف الليل الذي يكتب فيه الماغوط هو الشيخ محمود خليل الحصري و هو قارئ قرآن مصري مشهور ولد في في قرية شبرا النملة التابعة لطنطا بمحافظة الغربية بمصر عام 1917 و توفي عام 1980