جهينة نيوز- كفاح نصر:
الخطر الوهابي لم يعد في حدود أفغانستان أو يوغسلافيا أو الشيشان، بل تعدّاه إلى كل دولة مناهضة للسياسة الأمريكية، من نيجيريا إلى الجزائر لسورية، والسعودية تشنّ حرباً إستخباراتية بواسطة تنظيم القاعدة في اليمن وسورية والعراق دفعة واحدة، فضلاً عن مصر والتدخل العسكري المباشر في البحرين، السعودية التي تملك جيشاً لم يستطع أن يقاتل جماعات مدنية من الحوثيين وخسر مواقعه العسكرية، الآن تحارب عدة دول بواسطة المال والإرهاب!!. ولا يخفى على أحد أن الولايات المتحدة الأمريكية مع تراجع نفوذها في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، أصبحت تعتمد على عدة دول لتنفيذ سياساتها، ولكن أهم هذه الدول في السنوات القادمة، هي: إسرائيل والسعودية وجورجيا وكوريا الجنوبية، وأهم نقطة إستراتيجية تحتلها الآن هي أفغانستان، ولقراءة مستقبل العالم بعد الهزيمة في سورية لابد من إلقاء نظرة على تداعيات هزيمة الكيان الصهيوني في عدوانه على لبنان على الأمريكي، من السقوط في العراق وجدولة الإنسحاب الذي تمّ لاحقاً، سقوط الثورة البرتقالية في أوكرانيا، سقوط ثورة السوسن في قرغيزيا، هدوء إقليم دارفور وفشل مشروع إخراج نفط جنوب السودان خارج أراضي الشمال، مدّ خط غاز السيل الشمالي الروسي وبسببه بدأ تناقض المصالح الأمريكية الألمانية، فضلاً عن التأثير على الاقتصاد البولندي، وبالتالي الفشل في لبنان أسقط لواشنطن ثوراتها الملوّنة وأخرجها من العراق، وأصبح السؤال هل الخسارة في سورية ستسقط ثورات "الربيع العربي" وتخرج واشنطن من أفغانستان أم أن الضربات القادمة لواشنطن في عقر دارها؟.
استطاعت روسيا بعد هزيمة إسرائيل في لبنان إستثمار هذه الهزيمة في الكثير من الملفات، بدءاً من سقوط الثورات الملوّنة وازدياد مبيعات الأسلحة الروسية والطاقة، فضلاً عن البدء بتنفيذ سياسة تنويع الاقتصاد الروسي كي تستغني روسيا عن الاعتماد على عائدات الطاقة (الغاز والنفط) وتمنع واشنطن من التفكير بالتأثير على الداخل الروسي عبر تأمين بدائل الطاقة الروسية للإتحاد الأوروبي، وإذا كان مدفيديف بدأ رئاسته بحرب القوقاز ومحاصرة عميل واشنطن الأكبر ساكاشفيلي داخل قصره في تبليسي، فمن المؤكد أن بوتين الذي سيبدأ عهده بمناورات روسية صينية بحرية مشتركة، قد يبدأ بضربة مؤلمة لواشنطن لا يمكن التنبؤ بها، ولكن "الربيع العربي" كانت خطورته على موسكو تفوق أو تعادل عهد الثورات الملوّنة، وبالتالي بوتين محكوم بالرد على الأمريكي الذي لازال يكابر ويعتبر نفسه القطب الأوحد، وبقراءة ردات الفعل الأمريكية على الهزيمة في سورية يمكن قراءة الأخطار المقبله والتكهن برد الفعل الروسي الصيني القادم.
عادت واشنطن لمحاولات ضرب العلاقات الروسية الصينية من خلال ضرب موارد الطاقة الصينية، بهدف الضغط على بكين، من عودة بعض أعمال العنف إلى إقليم دارفور، وعودة القوات الإثيوبية إلى الصومال، فضلاً عن التواجد العسكري الأمريكي في أوغندا والهدف إخراج نفط الجنوب خارج أراضي السودان، ويتوسع الصراع في إفريقيا وبشكل خاص في نيجيريا وشمال إفريقيا. ومن ناحية ثانية فتحت واشنطن حواراً في الدوحة مع طالبان من طرف واحد، ولازالت ترفض أي حوار حول الدرع الصاروخي. وفي سورية ترفض الاعتراف بهزيمتها وتصرّ على التصعيد وهذا ما كشفته زيارة بترايوس لتركيا. وفي ليبيا ونيجيريا والجزائر التصعيد سيد الموقف، وبالتالي الأمريكي لازال في مواجهة كاملة وإن كانت تأخذ طابع الحرب النفسية أكثر منها نتائج على الأرض، بل حرب نفسية مترافقة مع هزائم على الأرض، ولكن المواجهة تفرض مواجهة، ويضاف إليها خسارة حزب روسيا الموحدة أكثر من مئة نائب في الدوما بسبب الإنفاق غير المتوازن في روسيا، ورغم كل الإنفاق في القوقاز عاد الإرهاب ليضرب مجدداً، وبالتالي بوتين شاء أم أبى هو مقبل على مواجهة عنوانها تقليم أظافر واشنطن وحفظ أمن روسيا القومي، والصراع عنوانه الرئيسي إلى جانب مسح تداعيات "الربيع العربي" قد يكون في أحد الجبهات المرعبة لواشنطن، إما إسرائيل أو السعودية، ويضاف إليهما ملفات مستحقة هي جورجيا وأفغانستان، فروسيا معنية تماماً بحرق الأمريكي في أفغانستان تماماً، وبدأ الحديث مبكراً عن إخلاء القاعدة الأمريكية في قرغيزيا، وبالتالي مشروع محاصرة القوات الأمريكية والناتو في أفغانستان من الإمداد، ومعنية موسكو بدعم المعارضة الجورجية، ولكن لا يمكن تقليم أظافر واشنطن دون الصراع على ساحاتها، إما في السعودية وكر الإرهاب التكفيري الذي تقاتل به واشنطن، أو في إسرائيل قاعدتها المتقدمة في الشرق الأوسط وكر العنصرية والإرهاب في الشرق الأوسط، وبالتالي إذا كان الصراع على ومع سورية، قد حوّل روسيا وإيران والصين إلى دول حلف غير معلن، ومجموعة بريكس الاقتصادية إلى بداية منظمة سياسية، فإن الشهور القادمة عنوانها تطابق المصالح لكثير من الدول، ومنها محور المقاومة ومجموعة بريكس والاتحاد الجمركي الآوراسي ومجموعة "إلبا" ضد التفرد والعنجهية الأمريكية، والغرب يدرك تماماً أن الرد قادم ولن يترك الفعل من دون رد فعل، ولكن تصريحات الغربيين كلها تتمحور حول أمن إسرائيل، ولم يتطرّق أي مسؤول غربي لأمن آل سعود، والكل أصبح يعلم أن مستقبل السعودية على مشرحة الدول العظمى!!.
السعودية ضمن محيطها تقاتل إستخباراتياً على أربع جبهات، ويدرك الأمريكي أنها لن تفوز بأي من هذه الجبهات، ففي سورية مجرد انتهى الحسم في حمص لن تصبح سورية مرتاحة فحسب، بل إن أنصار الحريري في الشمال اللبناني سينقلبون عليه، وفي العراق الأمر أصلاً محسوم وسورية والعراق فقط يشكلان خطراً إستراتيجياً على المملكة العربية السعودية إذا بقيت رأس حربة للغرب، فضلاً عن الملف اليمني والبحريني، والأهم هو أن الأمريكي بدأ بزعزعة العلاقات الخليجية الخليجية لمنع إصدار عملة موحدة ومنع فك الارتباط بالدولار، ومن هنا نفهم أن الأمريكي فعلاً قد وافق على التغيير في السعودية ولا يوجد إعتراض إلا من بريطانيا على تغيير حكم آل سعود، فالأمريكي أصبح مقتنعاً أن ديمقراطية الشركات في السعودية أفضل من الأسر الحاكمة للحفاظ على هذا البلد الضخم بموارده، بينما الانجليز يعتقدون أن التغيير سينعكس على الحركة الوهابية ويخسر الغرب مصنع التكفيريين، بينما الأمريكي يعتقد أن تصنيع التكفيريين تحت عباءة الشركات ممكن كما لو أنها عباءات أمراء آل سعود، بينما الإسرائيلي يعتقد أنه يمكن إحياء مشروع الشرق الأوسط الجديد من خلال تقسيم السعودية، بل وإسقاط إيران من خلال الإسلام المتشدّد الذي يمكن خلقه في الخليج ومده للعراق فإيران، ويظهر هذا التباين جلياً، بل بعض التسريبات وخصوصاً ما قاله بن جاسم تؤكد موافقة الغرب بإستثناء المملكة المتحدة على التغيير في السعودية.
ومن جهة ثانية، حيث إن عشرات السعوديين قاتلوا في سورية وسقط منهم الكثير، ولكن البعض قُبض عليه وتمّ التحقيق معه، وقد تمّ التحقيق مع بعضهم بأساليب متطورة جداً وكشفت لهم وثائق وأفلام، ولكن تفاجأ المحققون بهذه العقول المتحجرة، بل وجلسات من ساعات طويلة لإقناع المقاتلين السعوديين بأنه على الأقل قتل المسلمين السنة في سورية حرام ولكن من دون نتيجة، فهم يرون في سورية دولة علوية كافرة، والمفارقة أن أكثر الخلايا تطرفاً كانت في درعا وكل الضحايا الذين قتلوهم مسلمون سنة، وعبثاً كان المحققون يتناقشون مع هذه العقول. وحسب مصدر مطلع فإنه على الأقل 50% من المقاتلين السعوديين النقاش مع الحمار أكثر جدوى من النقاش معهم، وهذه النتيجة وصلت للروس ليس فقط من السوريين بل من نتائج التحقيق مع الإرهابيين في القوقاز الروسي، وبعد الكثير من الضباط الروس الذين حذّروا القيادة الروسية من الإرهاب الوهابي، كذلك بدأ الإعلام السوري يحذّر من الإرهاب الوهابي أو الصهيووهابي، والروسي ومن خلفه مجموعة بريكس يتذكرون جيداً الأعوام 2000 وصولاً إلى العام 2005 حين كان الأمريكي والإسرائيلي يضغطان على السعودية حتى تآمرت لاحقاً على لبنان وغزة مع إسرائيل، ويدركون جيداً أن الأمريكي والإسرائيلي استعملا الإرهاب في السعودية مترافقاً بحروب إعلامية كانت الجزيرة عرّابها، بل التوصيات للقيادة الروسية أن التفاوض مع آل سعود لا يتمّ إلا عبر العصا، فهم لا يشترون صواريخ اس 400 رغم عدم وجود منافس لها، ومهما قدمت روسيا من إغراءات، ولكن مع الضغوط يشترون أسلحة من الخردة بمليارات الدولارات كما فعل بهم الأمريكي وقبله الإنجليزي، في صفقات وصلت إلى 200 مليار دولار من الأسلحة التي لم تنفع جيش آل سعود في احتلال قرية يمنية، بل خسر قواعده حين حاول الهجوم، وبالتالي الصراع على السعودية قادم والكل بدأ يدرك من حلفاء السعودية وخصوم حلفائها أن التفاهم مع آل سعود مدخله تهديد عروشهم.
ويبقى السؤال: من الذي سيحمل التغيير وإلى أين...؟ ومتى..؟ علماً بأن السعودية في حالة غليان تشكل تربة خصبة لمن يريد العمل.. فماذا ستحمل السنوات بل والشهور القادمة لبلد إيداعات أمراء نفطه في بنوك واشنطن فقط تطعم العرب أجمعين مئة عام وشعبهم جائع!!.
الخطر الوهابي لم يعد في حدود أفغانستان أو يوغسلافيا أو الشيشان، بل تعدّاه إلى كل دولة مناهضة للسياسة الأمريكية، من نيجيريا إلى الجزائر لسورية، والسعودية تشنّ حرباً إستخباراتية بواسطة تنظيم القاعدة في اليمن وسورية والعراق دفعة واحدة، فضلاً عن مصر والتدخل العسكري المباشر في البحرين، السعودية التي تملك جيشاً لم يستطع أن يقاتل جماعات مدنية من الحوثيين وخسر مواقعه العسكرية، الآن تحارب عدة دول بواسطة المال والإرهاب!!. ولا يخفى على أحد أن الولايات المتحدة الأمريكية مع تراجع نفوذها في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، أصبحت تعتمد على عدة دول لتنفيذ سياساتها، ولكن أهم هذه الدول في السنوات القادمة، هي: إسرائيل والسعودية وجورجيا وكوريا الجنوبية، وأهم نقطة إستراتيجية تحتلها الآن هي أفغانستان، ولقراءة مستقبل العالم بعد الهزيمة في سورية لابد من إلقاء نظرة على تداعيات هزيمة الكيان الصهيوني في عدوانه على لبنان على الأمريكي، من السقوط في العراق وجدولة الإنسحاب الذي تمّ لاحقاً، سقوط الثورة البرتقالية في أوكرانيا، سقوط ثورة السوسن في قرغيزيا، هدوء إقليم دارفور وفشل مشروع إخراج نفط جنوب السودان خارج أراضي الشمال، مدّ خط غاز السيل الشمالي الروسي وبسببه بدأ تناقض المصالح الأمريكية الألمانية، فضلاً عن التأثير على الاقتصاد البولندي، وبالتالي الفشل في لبنان أسقط لواشنطن ثوراتها الملوّنة وأخرجها من العراق، وأصبح السؤال هل الخسارة في سورية ستسقط ثورات "الربيع العربي" وتخرج واشنطن من أفغانستان أم أن الضربات القادمة لواشنطن في عقر دارها؟.
استطاعت روسيا بعد هزيمة إسرائيل في لبنان إستثمار هذه الهزيمة في الكثير من الملفات، بدءاً من سقوط الثورات الملوّنة وازدياد مبيعات الأسلحة الروسية والطاقة، فضلاً عن البدء بتنفيذ سياسة تنويع الاقتصاد الروسي كي تستغني روسيا عن الاعتماد على عائدات الطاقة (الغاز والنفط) وتمنع واشنطن من التفكير بالتأثير على الداخل الروسي عبر تأمين بدائل الطاقة الروسية للإتحاد الأوروبي، وإذا كان مدفيديف بدأ رئاسته بحرب القوقاز ومحاصرة عميل واشنطن الأكبر ساكاشفيلي داخل قصره في تبليسي، فمن المؤكد أن بوتين الذي سيبدأ عهده بمناورات روسية صينية بحرية مشتركة، قد يبدأ بضربة مؤلمة لواشنطن لا يمكن التنبؤ بها، ولكن "الربيع العربي" كانت خطورته على موسكو تفوق أو تعادل عهد الثورات الملوّنة، وبالتالي بوتين محكوم بالرد على الأمريكي الذي لازال يكابر ويعتبر نفسه القطب الأوحد، وبقراءة ردات الفعل الأمريكية على الهزيمة في سورية يمكن قراءة الأخطار المقبله والتكهن برد الفعل الروسي الصيني القادم.
عادت واشنطن لمحاولات ضرب العلاقات الروسية الصينية من خلال ضرب موارد الطاقة الصينية، بهدف الضغط على بكين، من عودة بعض أعمال العنف إلى إقليم دارفور، وعودة القوات الإثيوبية إلى الصومال، فضلاً عن التواجد العسكري الأمريكي في أوغندا والهدف إخراج نفط الجنوب خارج أراضي السودان، ويتوسع الصراع في إفريقيا وبشكل خاص في نيجيريا وشمال إفريقيا. ومن ناحية ثانية فتحت واشنطن حواراً في الدوحة مع طالبان من طرف واحد، ولازالت ترفض أي حوار حول الدرع الصاروخي. وفي سورية ترفض الاعتراف بهزيمتها وتصرّ على التصعيد وهذا ما كشفته زيارة بترايوس لتركيا. وفي ليبيا ونيجيريا والجزائر التصعيد سيد الموقف، وبالتالي الأمريكي لازال في مواجهة كاملة وإن كانت تأخذ طابع الحرب النفسية أكثر منها نتائج على الأرض، بل حرب نفسية مترافقة مع هزائم على الأرض، ولكن المواجهة تفرض مواجهة، ويضاف إليها خسارة حزب روسيا الموحدة أكثر من مئة نائب في الدوما بسبب الإنفاق غير المتوازن في روسيا، ورغم كل الإنفاق في القوقاز عاد الإرهاب ليضرب مجدداً، وبالتالي بوتين شاء أم أبى هو مقبل على مواجهة عنوانها تقليم أظافر واشنطن وحفظ أمن روسيا القومي، والصراع عنوانه الرئيسي إلى جانب مسح تداعيات "الربيع العربي" قد يكون في أحد الجبهات المرعبة لواشنطن، إما إسرائيل أو السعودية، ويضاف إليهما ملفات مستحقة هي جورجيا وأفغانستان، فروسيا معنية تماماً بحرق الأمريكي في أفغانستان تماماً، وبدأ الحديث مبكراً عن إخلاء القاعدة الأمريكية في قرغيزيا، وبالتالي مشروع محاصرة القوات الأمريكية والناتو في أفغانستان من الإمداد، ومعنية موسكو بدعم المعارضة الجورجية، ولكن لا يمكن تقليم أظافر واشنطن دون الصراع على ساحاتها، إما في السعودية وكر الإرهاب التكفيري الذي تقاتل به واشنطن، أو في إسرائيل قاعدتها المتقدمة في الشرق الأوسط وكر العنصرية والإرهاب في الشرق الأوسط، وبالتالي إذا كان الصراع على ومع سورية، قد حوّل روسيا وإيران والصين إلى دول حلف غير معلن، ومجموعة بريكس الاقتصادية إلى بداية منظمة سياسية، فإن الشهور القادمة عنوانها تطابق المصالح لكثير من الدول، ومنها محور المقاومة ومجموعة بريكس والاتحاد الجمركي الآوراسي ومجموعة "إلبا" ضد التفرد والعنجهية الأمريكية، والغرب يدرك تماماً أن الرد قادم ولن يترك الفعل من دون رد فعل، ولكن تصريحات الغربيين كلها تتمحور حول أمن إسرائيل، ولم يتطرّق أي مسؤول غربي لأمن آل سعود، والكل أصبح يعلم أن مستقبل السعودية على مشرحة الدول العظمى!!.
السعودية ضمن محيطها تقاتل إستخباراتياً على أربع جبهات، ويدرك الأمريكي أنها لن تفوز بأي من هذه الجبهات، ففي سورية مجرد انتهى الحسم في حمص لن تصبح سورية مرتاحة فحسب، بل إن أنصار الحريري في الشمال اللبناني سينقلبون عليه، وفي العراق الأمر أصلاً محسوم وسورية والعراق فقط يشكلان خطراً إستراتيجياً على المملكة العربية السعودية إذا بقيت رأس حربة للغرب، فضلاً عن الملف اليمني والبحريني، والأهم هو أن الأمريكي بدأ بزعزعة العلاقات الخليجية الخليجية لمنع إصدار عملة موحدة ومنع فك الارتباط بالدولار، ومن هنا نفهم أن الأمريكي فعلاً قد وافق على التغيير في السعودية ولا يوجد إعتراض إلا من بريطانيا على تغيير حكم آل سعود، فالأمريكي أصبح مقتنعاً أن ديمقراطية الشركات في السعودية أفضل من الأسر الحاكمة للحفاظ على هذا البلد الضخم بموارده، بينما الانجليز يعتقدون أن التغيير سينعكس على الحركة الوهابية ويخسر الغرب مصنع التكفيريين، بينما الأمريكي يعتقد أن تصنيع التكفيريين تحت عباءة الشركات ممكن كما لو أنها عباءات أمراء آل سعود، بينما الإسرائيلي يعتقد أنه يمكن إحياء مشروع الشرق الأوسط الجديد من خلال تقسيم السعودية، بل وإسقاط إيران من خلال الإسلام المتشدّد الذي يمكن خلقه في الخليج ومده للعراق فإيران، ويظهر هذا التباين جلياً، بل بعض التسريبات وخصوصاً ما قاله بن جاسم تؤكد موافقة الغرب بإستثناء المملكة المتحدة على التغيير في السعودية.
ومن جهة ثانية، حيث إن عشرات السعوديين قاتلوا في سورية وسقط منهم الكثير، ولكن البعض قُبض عليه وتمّ التحقيق معه، وقد تمّ التحقيق مع بعضهم بأساليب متطورة جداً وكشفت لهم وثائق وأفلام، ولكن تفاجأ المحققون بهذه العقول المتحجرة، بل وجلسات من ساعات طويلة لإقناع المقاتلين السعوديين بأنه على الأقل قتل المسلمين السنة في سورية حرام ولكن من دون نتيجة، فهم يرون في سورية دولة علوية كافرة، والمفارقة أن أكثر الخلايا تطرفاً كانت في درعا وكل الضحايا الذين قتلوهم مسلمون سنة، وعبثاً كان المحققون يتناقشون مع هذه العقول. وحسب مصدر مطلع فإنه على الأقل 50% من المقاتلين السعوديين النقاش مع الحمار أكثر جدوى من النقاش معهم، وهذه النتيجة وصلت للروس ليس فقط من السوريين بل من نتائج التحقيق مع الإرهابيين في القوقاز الروسي، وبعد الكثير من الضباط الروس الذين حذّروا القيادة الروسية من الإرهاب الوهابي، كذلك بدأ الإعلام السوري يحذّر من الإرهاب الوهابي أو الصهيووهابي، والروسي ومن خلفه مجموعة بريكس يتذكرون جيداً الأعوام 2000 وصولاً إلى العام 2005 حين كان الأمريكي والإسرائيلي يضغطان على السعودية حتى تآمرت لاحقاً على لبنان وغزة مع إسرائيل، ويدركون جيداً أن الأمريكي والإسرائيلي استعملا الإرهاب في السعودية مترافقاً بحروب إعلامية كانت الجزيرة عرّابها، بل التوصيات للقيادة الروسية أن التفاوض مع آل سعود لا يتمّ إلا عبر العصا، فهم لا يشترون صواريخ اس 400 رغم عدم وجود منافس لها، ومهما قدمت روسيا من إغراءات، ولكن مع الضغوط يشترون أسلحة من الخردة بمليارات الدولارات كما فعل بهم الأمريكي وقبله الإنجليزي، في صفقات وصلت إلى 200 مليار دولار من الأسلحة التي لم تنفع جيش آل سعود في احتلال قرية يمنية، بل خسر قواعده حين حاول الهجوم، وبالتالي الصراع على السعودية قادم والكل بدأ يدرك من حلفاء السعودية وخصوم حلفائها أن التفاهم مع آل سعود مدخله تهديد عروشهم.
ويبقى السؤال: من الذي سيحمل التغيير وإلى أين...؟ ومتى..؟ علماً بأن السعودية في حالة غليان تشكل تربة خصبة لمن يريد العمل.. فماذا ستحمل السنوات بل والشهور القادمة لبلد إيداعات أمراء نفطه في بنوك واشنطن فقط تطعم العرب أجمعين مئة عام وشعبهم جائع!!.