مجتمع ذكوري بامتياز.. لكنه لم يسلم من تشبه إناثه بذكوره وذكوره بإناثه
بلدنا | سونيا سفر
"شكله متل البنات , شكلها متل الشباب " غالبا مايكون القصد من إطلاق التشبيهين على شخص ما ردة فعل على فعل شاب أو فتاة تناقضت تصرفاتهم أو مظهرهم الخارجي مع ما فرضته الطبيعة البشرية أو ربما أحياناً مافرضه المجتمع والأعراف والتقاليد .
فيستطيع أي منا من خلال نظرته في الشارع أومن خلال معارفه أن يرى شخصاً يصعب مظهره الخارجي أن يعطينا أدنى فكرة عما إذا كان الشاب شاباً أم الأنثى هي أنثى كما يحتاج التفريق أحيانا إلى تركيزعميق للوهلة الأولى، حتى نعلم إلى أي جنس هم ينتمون .
هم مرفوضون من المجتمع إلى حد كبير ينتقدون كثيراً وبالرغم من هذا قد يكون للبعض تقبل لهم، خاصة عند الشباب كما لهم صفات محددة معروفة في أوساطهم.
الشابة نبال توتجيان رأت أن انتشار الحالة بين الإناث، غالباً ما يتمثل بالشعر القصير، الجينز الأقرب إلى الرجالي وكذلك التيشيرت.
أما بالنسبة للشباب، فتظهر عندهم حسب رأي الشاب جاد من خلال مساحيق التجميل الخفيفة، الحاجبين القمصان والملابس الضيقة وأحيانا عمليات التجميل وغيره من مظاهر خارجية. أما عن التصرفات فأكثرها وضوحاً عند الشابات كما تقول " ليلى عبد المنعم" : تكون عند الفتيات من خلال استعمال مصطلحات تليق بأن يستخدمها الرجل إضافة إلى وضع اليدين في جيوب البنطال إضافة إلى طريقة المشي, حمل الجنازير, وشم الساعد, وغيره من مظاهر كنا نعرفها من خلال تصرفات الشبان حتى طريقة السلام عنهدن تختلف كأن يستخدم عبارة" أهلين بالزعيم مع ضرب الكف بكف الصديق" حتى أن للشباب إشارات وإيماءات متعارفة عند الذكورتستخدمها الإناث أيضاً.
ويضيف الشاب جاد عن التصرفات الخارجية للشاب بقوله: تبدو من خلال الخجل المبالغ أحيانا وأيضا طريقة المشي والكلام والهدوء الأنثوي.. وغيره .
قد يلاحظ جميعنا مثل هذه التصرفات عند الشباب الذين تشبهوا بالنساء، إلا أننا غالباً ما نرى أن الفتاة لا تتمثل بزي الشاب "الراكز" إن صح التعبير وإنما بالشاب الذي يطلق عليه المجتمع لقب "صايع" .
وعن آراء الشباب وتقبّلهم لهؤلاء يقول عمر من المستحيل أن يتقبل المجتمع الشرقي هؤلاء. فلا الرجل قادر على الارتباط بفتاة كالرجل ولا الفتاة قادرة على الارتباط برجل كالأنثى وبشكل قطعي يقول الشاب "حتماً إنه أمر مرفوض يشذ عن القاعدة الطبيعية للحياة البشرية".
من الطبيعي أن نرى ردة فعل مشابهة لكل ما يخالف العادات كما يخالف الطبيعة البشرية إلا أن للرفض درجات عند البعض تنوعت بين الرفض القاطع لهم وتقبل البعض للحرية الشخصية في اختيار طريقة العيش وبين النظر إليهم بعين العطف على اعتبارأن وراء حالتهم مشكلة ما. وعن احترام الحرية الشخصية يقول الشاب لؤي، الفكرة بحد ذاتها مرفوضة ولكن لماذا ننظر إليهم وكأنهم مصابون بوباء معدٍ وإن كان مظهرهم الخارجي يوحي بالغرابة، إلا أنهم أناس طبيعيون، كثير منهم يلاحق الموضة وقد تنتهي بعد فترة من عمرهم . نظرة الشاب لهم لم تأت من لاشيء وقد أعطانا مثالا عن صديقة له في الجامعة، كان لها مظهر الشاب الصايع حسب ما يقول إلا أنها كانت تتبع الموضة وهذا هو السبب الوحيد لاتباعها هذا " الستايل".
حسناء شابة أخذت دورالشاب بلبسها وستايلها الذي كان أقرب إلى الستايل الغربي من حيث لباسها، شعرها، الأقراط في أنفها والسلاسل وغيره، إلا أن الشابة ترفض أن يتهمها المجتمع بـ"المسترجلة" فهذه موضة لا أكثر حسب رأيها. أما الشابة (رهام) فتقول: أعلم أنني لست على صواب ولكني لست مخطئة أيضا، فأنا أنتمي إلى عائلة مؤلفة من أب وستة شبان ولم أجد نفسي إلا وقد أخذت منهم المظهر الخارجي وطريقة كلامهم إلا أنني أحاول أن أغير من مظهري لأنني سأكون راضية أكثرعن نفسي حينها .
نور زيناتي عانت منذ صغرها من إشارة أصابع البنات لها على شعرها القصير ولبسها الذكوري مما جعلها تتمسك به أكثر في بداية عمرها، ملقية اللوم على أمها التي لم تنجب ولداً فعاملتها كولد حتى تكون قوية "وقد حالها "على حد تعبيرالشابة، إلا أن الشابة بدأت تكتشف أن مكانها ليس هنا وقد غلبت طبيعتها الأنثوية على طريقة تربية أمها الذكورية لها .
قد تظهر هذه النماذج عند الفتيات أكثر من الرجال، خاصة وأن المجتمع الذكوري لن يرحمهم ويرفضهم أكثر مما ترفض الشابة التي تتمثل بزي الرجل وقد نلاحظ أحياناً رجالاً يقومون بوشم الحاجب والشفاه يضعون الحلي والأقراط في الأذن والرقبة وغير ذلك مما اعتاد المجتمع أن يراه عند الفتاة .
الشاب ساري يقول: الرجولة ليست في المظهر الخارجي وإنما في تصرفاتنا وردة فعلنا في أمور الحياة التي نواجهها.
قد لا يحمل جميع المتشبهين التفكير ذاته فالشاب زاهروالذي كانت ردة فعله عنيفة، لأنه يحمل صفات الرجال عكس ما يوحي مظهره الخارجي وإنما لرفضه انتفاد المجتمع له لأنه يرى أن تصرفاته هي الصحيحة والكل مخطئ، يقول الشاب "يلّي عاجبه أهلا وسهلا ويلي مو عاجبه مع السلامة" هذه موضة والموضة حرية شخصية.
البعض راض عن نفسه والبعض يعلم أنه مخطئ، إلا أن للشابة رنا حكاية أخرى، فهي تعيش في صراع دائم مع نفسها قبل أن تعيشه مع المجتمع تقول الشابة م.ز عن صديقتها رنا التي لا ترتدي إلا ملابس الشباب و لم تحمل يوما محفظة نسائية ولم تضع مساحيق التجميل ولم تهتم بأدنى درجة حتى بنفسها كأنثى . رنا التي عانت من كونها أنثى ما كان من ردة فعلها إلا أن حاولت أخذ دور الشاب حتى أن أصدقاءها في معظمهم شبان وهي تحاول التقرب من حياتهم لتنتمي إليهم؛ علها تجد من المجتمع ومن الأهل معاملة الشاب, إلا أن الشابة بدأت تعيش الصراع بين طبيعتها الأنثوية وبين خوفها من أن تخسر حياتها التي بنتها كما تخاف أن تخسر أصدقاءها بعد أن تقبلوها كفتاة "مصبينة" على حد تعبير صديقتها .
تضيف م.ز الحل في أن تحب شاباً يجعلها تشعر بالفارق بينهما ويجعلها تدرك نفسها كأنثى, خاصة أن رغبتها من الداخل تميل نحو أن تكون أنثى.)
يبدو أن المظهر الخارجي لم يعد مهماً عند البعض، حين قال الشاب رغيد إن بعض الشبان يرتدون ملابس رجالية بحتة ومظهرهم يوحي بالرجولة تماما ولكنهم يتمسكون بخجل البنت وضعفها ونحن نسميه "حريمة". كما أن بعض الفتيات يعشن كامل أنوثتهن من حيث المظهر الخارجي وحتى تصرفاتهن إلا أنهن كثيراً ما يرغبن في أخذ دور الرجل ونقول عنهن مسترجلات حينها. رأي الشباب حول التشبه بالجنس الآخر لم يحسم لمصلحة أحد، إلا أنهم أجمعوا على أن الفكرة مرفوضة ولكن للواقع أحكامه كما لظروف هؤلاء أحكامها أيضا فقد يرافقهم تاغير مدى العمر وقد يتغير بفعل الظروف .ولكن ليس علينا ان نطلق عليهم أحكاماً سريعة قبل معرفتهم عن قرب وبغض النظر عن الأسباب وراء مظهرهم الخارجي فقد يكونون مختلفين تماما عما يبدون عليه.
وجهة نظر بحسب علم النفس
تشبه الإناث بالشباب والعكس يكمن وراءه سبب نفسي تربوي. عن هذه الحالة تقول أخصائية التربية وعلم النفس ديمة سلهب “ غالباً ما يتأثر الذكر بأمه أكثر من تأثره بالأب، خاصة في حال إهمال الأب له فالأم تتابع الموضة وتتصرف على طبيعتها إلا أن الابن قد يتأثر بها ورغم عدم وجود فرضية أن كل شاب وحيد بين إخوة إناث والعكس، هو وراء هذه الحالة، وإنما الأمر يعود الى وعي الأهل ومحاولة تدارك وقوع خطأ في طريقة التربية والذي قد يؤدي في كثير من الاحيان إلى الشذوذ الجنسي . كما يمكن أن يكون للتأثر درجات وهو يخضع للمتغيرات. تضيف الأخصائية” تستطيع الأم تدارك هذا الأمر فيما لو عوّدت ابنها مثلا على ألا تشتري له منذ طفولته أي شيء يتعلق بالإناث إن كان بالألوان كالزهري والأحمر أو حتى الدمى والعكس فيما لوكانت طفلة وأن تحببهم بأشيائهم هذه وحينها لن يقبل أي منهما تغيير ما أدركوا أنه جزء من تكوينهم الطبيعي. والحل أيضا في أن تصقل عند الشاب رجولته والفتاة تعزز أنوثتها وعن رأي المتشبهين بأنفسهم تقول الأخصائية ديمة “ في الغالب يظن هؤلاء أنهم على صواب والعالم كله مخطئ وغالباً يتقرب هؤلاء من بعضهم خاصة في الجامعة أو العمل فنراهم يتجمعون كشلل . كما تقول الأخصائية عن الحل في هذا أنه ممكن الرجوع فقط في حال إن كان هناك قوة مقنعة من قبل شخص موثوق به لدى هؤلاء، خاصة إن كان المقنع هو المثل الأعلى، كما أن التغير بحاجة إلى وقت كبير يتم عن طريق الإلحاح غير المزعج .
سبعة أسباب وراء هذه الظاهرة..
أخصائية علم النفس رابعة زيدان أيضا أرجعت هذه الحالة إلى سبعة أسباب أساسية
1- غياب الأب المتكرر فيميل الشاب إلى التصرف كأمه فيقلد حركاتها وتصرفاتها.
2- وجود الشاب بين أخواته الإناث والعكس .
3- ناحية فيزيولوجية تكون الأنثوية أكثر من الذكرية والعكس.
4- لتنشئة الاجتماعية حسب المجتمع الذي يعيش فيه والشارع والأصدقاء غيره.
5- تربية الأهل هي السبب الأول حتى أن كثيرا من الذكور مظهرهم الخارجي يحمل مظهر الرجال ولكن داخله مختلف والعكس صحيح عند الإناث وبشكل أساسي يعود هذا إلى الأهل.
كما قد يكون التشبه بالطرف الآخر أيضاً لا علاقة له بشخصية الفتاة أو الشاب فالشاب بكل تصرفاته رجل والفتاة كذلك بكل تصرفاتها أنثى ولكن هذا الاختلاف يتم فقط على مبدأ “خالف تعرف”.
6- عندما يميز الأهل بين الأخ وأخته تكون ردة فعل الذي يشعر بالنقص أن عليه أن يتشبه بأخته أو تتشبه بأخيها حتى تنال نفس المعاملة .
7- عادة ما تصدم الأم بمولودها ويزعجها أن تنجب ما لم ترغب به فإن كانت تتمنى أن تنجب فتاة عاملت الولد كالفتاة والعكس. كما تضيف الاخصائية رابعة أن هذه الظاهرة بدأت تظهر منذ ما يقارب الخمس سنوات بسبب العولمة أيضا وظهور الأنترنت ووسائل الاتصال وحب تقليد الغرب، خاتمة حديثها بأن ما يأتي بشكل مؤقت يذهب بسرعة حينها.
فما رأيكم انتم ؟؟
بلدنا | سونيا سفر
"شكله متل البنات , شكلها متل الشباب " غالبا مايكون القصد من إطلاق التشبيهين على شخص ما ردة فعل على فعل شاب أو فتاة تناقضت تصرفاتهم أو مظهرهم الخارجي مع ما فرضته الطبيعة البشرية أو ربما أحياناً مافرضه المجتمع والأعراف والتقاليد .
فيستطيع أي منا من خلال نظرته في الشارع أومن خلال معارفه أن يرى شخصاً يصعب مظهره الخارجي أن يعطينا أدنى فكرة عما إذا كان الشاب شاباً أم الأنثى هي أنثى كما يحتاج التفريق أحيانا إلى تركيزعميق للوهلة الأولى، حتى نعلم إلى أي جنس هم ينتمون .
هم مرفوضون من المجتمع إلى حد كبير ينتقدون كثيراً وبالرغم من هذا قد يكون للبعض تقبل لهم، خاصة عند الشباب كما لهم صفات محددة معروفة في أوساطهم.
الشابة نبال توتجيان رأت أن انتشار الحالة بين الإناث، غالباً ما يتمثل بالشعر القصير، الجينز الأقرب إلى الرجالي وكذلك التيشيرت.
أما بالنسبة للشباب، فتظهر عندهم حسب رأي الشاب جاد من خلال مساحيق التجميل الخفيفة، الحاجبين القمصان والملابس الضيقة وأحيانا عمليات التجميل وغيره من مظاهر خارجية. أما عن التصرفات فأكثرها وضوحاً عند الشابات كما تقول " ليلى عبد المنعم" : تكون عند الفتيات من خلال استعمال مصطلحات تليق بأن يستخدمها الرجل إضافة إلى وضع اليدين في جيوب البنطال إضافة إلى طريقة المشي, حمل الجنازير, وشم الساعد, وغيره من مظاهر كنا نعرفها من خلال تصرفات الشبان حتى طريقة السلام عنهدن تختلف كأن يستخدم عبارة" أهلين بالزعيم مع ضرب الكف بكف الصديق" حتى أن للشباب إشارات وإيماءات متعارفة عند الذكورتستخدمها الإناث أيضاً.
ويضيف الشاب جاد عن التصرفات الخارجية للشاب بقوله: تبدو من خلال الخجل المبالغ أحيانا وأيضا طريقة المشي والكلام والهدوء الأنثوي.. وغيره .
قد يلاحظ جميعنا مثل هذه التصرفات عند الشباب الذين تشبهوا بالنساء، إلا أننا غالباً ما نرى أن الفتاة لا تتمثل بزي الشاب "الراكز" إن صح التعبير وإنما بالشاب الذي يطلق عليه المجتمع لقب "صايع" .
وعن آراء الشباب وتقبّلهم لهؤلاء يقول عمر من المستحيل أن يتقبل المجتمع الشرقي هؤلاء. فلا الرجل قادر على الارتباط بفتاة كالرجل ولا الفتاة قادرة على الارتباط برجل كالأنثى وبشكل قطعي يقول الشاب "حتماً إنه أمر مرفوض يشذ عن القاعدة الطبيعية للحياة البشرية".
من الطبيعي أن نرى ردة فعل مشابهة لكل ما يخالف العادات كما يخالف الطبيعة البشرية إلا أن للرفض درجات عند البعض تنوعت بين الرفض القاطع لهم وتقبل البعض للحرية الشخصية في اختيار طريقة العيش وبين النظر إليهم بعين العطف على اعتبارأن وراء حالتهم مشكلة ما. وعن احترام الحرية الشخصية يقول الشاب لؤي، الفكرة بحد ذاتها مرفوضة ولكن لماذا ننظر إليهم وكأنهم مصابون بوباء معدٍ وإن كان مظهرهم الخارجي يوحي بالغرابة، إلا أنهم أناس طبيعيون، كثير منهم يلاحق الموضة وقد تنتهي بعد فترة من عمرهم . نظرة الشاب لهم لم تأت من لاشيء وقد أعطانا مثالا عن صديقة له في الجامعة، كان لها مظهر الشاب الصايع حسب ما يقول إلا أنها كانت تتبع الموضة وهذا هو السبب الوحيد لاتباعها هذا " الستايل".
حسناء شابة أخذت دورالشاب بلبسها وستايلها الذي كان أقرب إلى الستايل الغربي من حيث لباسها، شعرها، الأقراط في أنفها والسلاسل وغيره، إلا أن الشابة ترفض أن يتهمها المجتمع بـ"المسترجلة" فهذه موضة لا أكثر حسب رأيها. أما الشابة (رهام) فتقول: أعلم أنني لست على صواب ولكني لست مخطئة أيضا، فأنا أنتمي إلى عائلة مؤلفة من أب وستة شبان ولم أجد نفسي إلا وقد أخذت منهم المظهر الخارجي وطريقة كلامهم إلا أنني أحاول أن أغير من مظهري لأنني سأكون راضية أكثرعن نفسي حينها .
نور زيناتي عانت منذ صغرها من إشارة أصابع البنات لها على شعرها القصير ولبسها الذكوري مما جعلها تتمسك به أكثر في بداية عمرها، ملقية اللوم على أمها التي لم تنجب ولداً فعاملتها كولد حتى تكون قوية "وقد حالها "على حد تعبيرالشابة، إلا أن الشابة بدأت تكتشف أن مكانها ليس هنا وقد غلبت طبيعتها الأنثوية على طريقة تربية أمها الذكورية لها .
قد تظهر هذه النماذج عند الفتيات أكثر من الرجال، خاصة وأن المجتمع الذكوري لن يرحمهم ويرفضهم أكثر مما ترفض الشابة التي تتمثل بزي الرجل وقد نلاحظ أحياناً رجالاً يقومون بوشم الحاجب والشفاه يضعون الحلي والأقراط في الأذن والرقبة وغير ذلك مما اعتاد المجتمع أن يراه عند الفتاة .
الشاب ساري يقول: الرجولة ليست في المظهر الخارجي وإنما في تصرفاتنا وردة فعلنا في أمور الحياة التي نواجهها.
قد لا يحمل جميع المتشبهين التفكير ذاته فالشاب زاهروالذي كانت ردة فعله عنيفة، لأنه يحمل صفات الرجال عكس ما يوحي مظهره الخارجي وإنما لرفضه انتفاد المجتمع له لأنه يرى أن تصرفاته هي الصحيحة والكل مخطئ، يقول الشاب "يلّي عاجبه أهلا وسهلا ويلي مو عاجبه مع السلامة" هذه موضة والموضة حرية شخصية.
البعض راض عن نفسه والبعض يعلم أنه مخطئ، إلا أن للشابة رنا حكاية أخرى، فهي تعيش في صراع دائم مع نفسها قبل أن تعيشه مع المجتمع تقول الشابة م.ز عن صديقتها رنا التي لا ترتدي إلا ملابس الشباب و لم تحمل يوما محفظة نسائية ولم تضع مساحيق التجميل ولم تهتم بأدنى درجة حتى بنفسها كأنثى . رنا التي عانت من كونها أنثى ما كان من ردة فعلها إلا أن حاولت أخذ دور الشاب حتى أن أصدقاءها في معظمهم شبان وهي تحاول التقرب من حياتهم لتنتمي إليهم؛ علها تجد من المجتمع ومن الأهل معاملة الشاب, إلا أن الشابة بدأت تعيش الصراع بين طبيعتها الأنثوية وبين خوفها من أن تخسر حياتها التي بنتها كما تخاف أن تخسر أصدقاءها بعد أن تقبلوها كفتاة "مصبينة" على حد تعبير صديقتها .
تضيف م.ز الحل في أن تحب شاباً يجعلها تشعر بالفارق بينهما ويجعلها تدرك نفسها كأنثى, خاصة أن رغبتها من الداخل تميل نحو أن تكون أنثى.)
يبدو أن المظهر الخارجي لم يعد مهماً عند البعض، حين قال الشاب رغيد إن بعض الشبان يرتدون ملابس رجالية بحتة ومظهرهم يوحي بالرجولة تماما ولكنهم يتمسكون بخجل البنت وضعفها ونحن نسميه "حريمة". كما أن بعض الفتيات يعشن كامل أنوثتهن من حيث المظهر الخارجي وحتى تصرفاتهن إلا أنهن كثيراً ما يرغبن في أخذ دور الرجل ونقول عنهن مسترجلات حينها. رأي الشباب حول التشبه بالجنس الآخر لم يحسم لمصلحة أحد، إلا أنهم أجمعوا على أن الفكرة مرفوضة ولكن للواقع أحكامه كما لظروف هؤلاء أحكامها أيضا فقد يرافقهم تاغير مدى العمر وقد يتغير بفعل الظروف .ولكن ليس علينا ان نطلق عليهم أحكاماً سريعة قبل معرفتهم عن قرب وبغض النظر عن الأسباب وراء مظهرهم الخارجي فقد يكونون مختلفين تماما عما يبدون عليه.
وجهة نظر بحسب علم النفس
تشبه الإناث بالشباب والعكس يكمن وراءه سبب نفسي تربوي. عن هذه الحالة تقول أخصائية التربية وعلم النفس ديمة سلهب “ غالباً ما يتأثر الذكر بأمه أكثر من تأثره بالأب، خاصة في حال إهمال الأب له فالأم تتابع الموضة وتتصرف على طبيعتها إلا أن الابن قد يتأثر بها ورغم عدم وجود فرضية أن كل شاب وحيد بين إخوة إناث والعكس، هو وراء هذه الحالة، وإنما الأمر يعود الى وعي الأهل ومحاولة تدارك وقوع خطأ في طريقة التربية والذي قد يؤدي في كثير من الاحيان إلى الشذوذ الجنسي . كما يمكن أن يكون للتأثر درجات وهو يخضع للمتغيرات. تضيف الأخصائية” تستطيع الأم تدارك هذا الأمر فيما لو عوّدت ابنها مثلا على ألا تشتري له منذ طفولته أي شيء يتعلق بالإناث إن كان بالألوان كالزهري والأحمر أو حتى الدمى والعكس فيما لوكانت طفلة وأن تحببهم بأشيائهم هذه وحينها لن يقبل أي منهما تغيير ما أدركوا أنه جزء من تكوينهم الطبيعي. والحل أيضا في أن تصقل عند الشاب رجولته والفتاة تعزز أنوثتها وعن رأي المتشبهين بأنفسهم تقول الأخصائية ديمة “ في الغالب يظن هؤلاء أنهم على صواب والعالم كله مخطئ وغالباً يتقرب هؤلاء من بعضهم خاصة في الجامعة أو العمل فنراهم يتجمعون كشلل . كما تقول الأخصائية عن الحل في هذا أنه ممكن الرجوع فقط في حال إن كان هناك قوة مقنعة من قبل شخص موثوق به لدى هؤلاء، خاصة إن كان المقنع هو المثل الأعلى، كما أن التغير بحاجة إلى وقت كبير يتم عن طريق الإلحاح غير المزعج .
سبعة أسباب وراء هذه الظاهرة..
أخصائية علم النفس رابعة زيدان أيضا أرجعت هذه الحالة إلى سبعة أسباب أساسية
1- غياب الأب المتكرر فيميل الشاب إلى التصرف كأمه فيقلد حركاتها وتصرفاتها.
2- وجود الشاب بين أخواته الإناث والعكس .
3- ناحية فيزيولوجية تكون الأنثوية أكثر من الذكرية والعكس.
4- لتنشئة الاجتماعية حسب المجتمع الذي يعيش فيه والشارع والأصدقاء غيره.
5- تربية الأهل هي السبب الأول حتى أن كثيرا من الذكور مظهرهم الخارجي يحمل مظهر الرجال ولكن داخله مختلف والعكس صحيح عند الإناث وبشكل أساسي يعود هذا إلى الأهل.
كما قد يكون التشبه بالطرف الآخر أيضاً لا علاقة له بشخصية الفتاة أو الشاب فالشاب بكل تصرفاته رجل والفتاة كذلك بكل تصرفاتها أنثى ولكن هذا الاختلاف يتم فقط على مبدأ “خالف تعرف”.
6- عندما يميز الأهل بين الأخ وأخته تكون ردة فعل الذي يشعر بالنقص أن عليه أن يتشبه بأخته أو تتشبه بأخيها حتى تنال نفس المعاملة .
7- عادة ما تصدم الأم بمولودها ويزعجها أن تنجب ما لم ترغب به فإن كانت تتمنى أن تنجب فتاة عاملت الولد كالفتاة والعكس. كما تضيف الاخصائية رابعة أن هذه الظاهرة بدأت تظهر منذ ما يقارب الخمس سنوات بسبب العولمة أيضا وظهور الأنترنت ووسائل الاتصال وحب تقليد الغرب، خاتمة حديثها بأن ما يأتي بشكل مؤقت يذهب بسرعة حينها.
فما رأيكم انتم ؟؟