إن جئتِني في اللّيلِ
مُطلِقَةً يديكِ لاحتضاني
سأرفدُ الأنهار أشعاري
وأحتمل امتداد النهار ْ.
سأشعل من أصابعي الكبريت
وأجُلي أمامكَ ضبابية الأيام .
توهجي في دمي
كيف تشائين ..
كمشاعل الثوار ..
..كرمال البحر...
أو كبريق السحاب
وامشي بكبرياءٍ حيث قلبي
يُداعبُ وجهكِ
المكنوز في كريات الدماء .
أتذكرين حينما تغتالني شفتيك
في صمتِ المساء ..
وتصبح قبلتي على خديكِ
جمراً وشتاءْ ..
وأنا في غربتي يا حلوتي
يحرقني الأسى
ويطفئني البكاء .
شيخ حارتنا مع الفجر يفيق
يستبق غدوَ العصافير
وتسابيح الورود
يمدّ إلى الله يديه ...
في خشوع ورجاء ..
يمسّدُ رأسي
ليمنح عيني قريرتها
ويدي تسافر في المرايا
تريد اقتطافَ وجهكِ
من صحيفة الأخبار
هنا نبأُ يقـول :
إن الذي أحرق الجمر يديه
صار يخشى أن يمدهما إلى الحطب
وأن الذي أسكرَ الدمع عينيه .
صار يخشى خمورَ العنب .
لا تزيدي في اتساعي ..
أو تنقصي حجم التياعي ..
أمشي خلف خطوِ العنكبوت
لا جسدَ لأية امرأةٍ تعلّقَ في النسيج
ولا نهدَ تفتّقَ في خلايا النحل ..
قد مضى النحلُ ، يجني
فوق حلمته العسلْ .
مللٌ ..مللْ ..
كل الحياة دونك ياحياتي
مالم تبعثرني الرياح ..
أو أرى من الدنيا إليك أملْ .