إنّنا كاذبون
لسنا نشعر بشيء بتاتاً
هذا التعاطف الذي نمارسه
يجب أن يثير اشمئزازك
هذا التضامن
رخيصٌ جدّاً
أرخص من ثمن أجرة التاكسي
الذي نستقلّه كل يوم
نحو بيوتنا الآمنة
أرخص من ثمن علكةٍ
نفرقعها في أفواهنا
ونحن نتذمّر من الملل
لسنا نشعر بشيء بتاتاً
كلّ ليلةٍ
نطفئ التلفاز
كما لو نغلق بوابتكم عليكم
نغفو بسهولةٍ شديدة
وحين نصحو
نلقي نظرة سريعةً
على الرقم الجديد
وننطلق إلى يومنا العادي
بسهولةٍ شديدة
لا شك أننا نتحدث عنكم
بحزن وأسى
بينما نشرب قهوتنا المسائية
في مكانٍ ما
قبل أن ننتقل للحديث عن أشياء أخرى
كغلاء أجور البيوت
وزحمة السير
وبرودة الطقس
ولا شك أنه يصعب علينا
أن نستوعب ما أنتم فيه
لأن سماءنا خاليةٌ إلا من الغيوم
وبحرنا شديد الهدوء
وشوارعنا
فيها سيارات تتوقف أمام الإشارات الحمراء
وأناسٌ يمارسون رياضة الركض كل مساء
صعبٌ أن نستوعب
لأن أطفالنا لا يخافون إلا العتمة والعناكب
ودماؤنا لا نراها
إلا إن جرح أحدنا يده بسكّين المطبخ
ولأننا لا نرى دخاناً
غير ذاك المتصاعد من سجائرنا
ولأن أجسادنا لا ترتجف
إلا من بردٍ
نعالجه بمدافئنا الكهربائية
ما أكثر ما أنت وحدك
حين تصحو مرعوباً
من نومك القصير
وحين تحصي عدد الغارات
التي أخطأت منزلك
ما أكثر ما أنت وحدك
حين تحدّق في سقف الغرفة
لتتأكّد أنّه لا يزال
حاول أن تبقى يا محمود
ضع رأسك تحت الوسادة
ودندن أغنيةً ما
أو صمّ أذنيك بكفّيك
وانظر من خلف نافذتك المتصدّعة
نحو السماء
تمنّ شيئاً
وحاول أن تصدّق أنه سيحدث
لسنا نشعر بشيء بتاتاً
هذا التعاطف الذي نمارسه
يجب أن يثير اشمئزازك
هذا التضامن
رخيصٌ جدّاً
أرخص من ثمن أجرة التاكسي
الذي نستقلّه كل يوم
نحو بيوتنا الآمنة
أرخص من ثمن علكةٍ
نفرقعها في أفواهنا
ونحن نتذمّر من الملل
لسنا نشعر بشيء بتاتاً
كلّ ليلةٍ
نطفئ التلفاز
كما لو نغلق بوابتكم عليكم
نغفو بسهولةٍ شديدة
وحين نصحو
نلقي نظرة سريعةً
على الرقم الجديد
وننطلق إلى يومنا العادي
بسهولةٍ شديدة
لا شك أننا نتحدث عنكم
بحزن وأسى
بينما نشرب قهوتنا المسائية
في مكانٍ ما
قبل أن ننتقل للحديث عن أشياء أخرى
كغلاء أجور البيوت
وزحمة السير
وبرودة الطقس
ولا شك أنه يصعب علينا
أن نستوعب ما أنتم فيه
لأن سماءنا خاليةٌ إلا من الغيوم
وبحرنا شديد الهدوء
وشوارعنا
فيها سيارات تتوقف أمام الإشارات الحمراء
وأناسٌ يمارسون رياضة الركض كل مساء
صعبٌ أن نستوعب
لأن أطفالنا لا يخافون إلا العتمة والعناكب
ودماؤنا لا نراها
إلا إن جرح أحدنا يده بسكّين المطبخ
ولأننا لا نرى دخاناً
غير ذاك المتصاعد من سجائرنا
ولأن أجسادنا لا ترتجف
إلا من بردٍ
نعالجه بمدافئنا الكهربائية
ما أكثر ما أنت وحدك
حين تصحو مرعوباً
من نومك القصير
وحين تحصي عدد الغارات
التي أخطأت منزلك
ما أكثر ما أنت وحدك
حين تحدّق في سقف الغرفة
لتتأكّد أنّه لا يزال
حاول أن تبقى يا محمود
ضع رأسك تحت الوسادة
ودندن أغنيةً ما
أو صمّ أذنيك بكفّيك
وانظر من خلف نافذتك المتصدّعة
نحو السماء
تمنّ شيئاً
وحاول أن تصدّق أنه سيحدث