أنا الأنثى التي خلقت في هذه الدنيا، نحتني رجل، وصورني رجل، وقيدني رجل، وقاس درجة أنوثتي رجل. سعادتي مرتبطة برجل، وحريتي مرتبطة برجل،
حياتي مكرسة لرجل، وجسدي مسخر لرجل، أفكاري صاغها رجل، وعقائدي وديني تابعة لرجل. وأنا من أكون؟!
هل تحق لي الحياة؟ هل تحق لي السعادة؟ هل لي أن أختار؟ هل لي أن أكون؟ هل وهل وهل... قرارات يضعها رجل. أعيش بقانون رجل، وأحيا وجسدي ليس ملكي.
أشعر بأنني أختنق، أتمنى لو تنشقُّ الأرض وتبتلعني، لأن رجلاً يحدق بي، يلتهمني بنظراته. من المتهم ومن المدان ومن المذنب؟! أنا الأنثى. ومن القاضي ومن الحكم؟! رجل.
إن ضحكت فأنا متهمة، وإن تحدثت فأنا متهمة، إن بكيت فأنا متهمة، وإن دافعت فأنا متهمة. لمَ أحيا إذاً؟! ما الفائدة من وجودي سوى لإشباع ذكورية مريضة خلقتها أنا، وربيتها أنا، وزرعت فيها قيدي، وبنيت سورها بيدي. في نظرة الصبي الصغير أرى سجاني ينمو ويكبر، وفي نظرة الرجل الكبير أرى الصبي الصغير يضحك منتصراً.
يشار إليَّ بالبنان عندما ألد ذرية رجل، وتنزل الأصابع إلى الأسفل عندما أكون عاقراً. إن أنجبت صبياً أصبحت الكمال، وإن أنجبت أنثى جلبت العار. وبينما أرى نفسي أتربع على عرش الملكة عندما أكون أماً صالحة وفقاً لمشيئة الرجل، ما ألبث أن أجدها مركونة في زوايا منسية. أحاول نكران ذاتي والتكفير عن ذنبي عندما أبقى فتاة. أنا الأم مقدسة، وأنا الفتاة محتقرة. أنا الطهر وأنا النجاسة في آن معاً. ربما أنا كل شيء جميل وقبيح، مقبول ومرفوض، مقدس ومنبوذ في آن معاً. ربما أنا الحياة والموت في آن واحد. ولكن أبقى أدنى لأني لست رجلاً.
أسائل نفسي مجدداً من أنا؟ ثم أبحث عن الجواب في خبايا البيوت، في قصص ضائعة لم تُروَ يوماً. فتتراءى أمامي صورة مقتلي على يدَيْ ابني وأبي وأخي وجدي وعمي وخالي وأبناء عمي وعمتي وأبناء خالي وخالتي. يفضل الرجل ذبح الأنثى التي اخترعها لأنه يخشى (أن تصبح مُلْكاً لرجل آخر ليس من اختياره!) وفي الحرب يخشى أن تتحول إلى عبدة أو سجينة أو سبية لدى رجل آخر، لأن الأنثى لا تحارب. يجب الإبقاء على حياة الأنثى، وبعد الحرب يستاء الرجل من كثرة عدد الإناث!
بدأت يداي ترتجفان. توقفت. لا أستطيع الكتابة أكثر، لأنني أخشى ارتكاب أبشع جريمة بحق وجودي... أخشى أن أقتل الأنثى بكلماتي، كما علمني رجل.
حياتي مكرسة لرجل، وجسدي مسخر لرجل، أفكاري صاغها رجل، وعقائدي وديني تابعة لرجل. وأنا من أكون؟!
هل تحق لي الحياة؟ هل تحق لي السعادة؟ هل لي أن أختار؟ هل لي أن أكون؟ هل وهل وهل... قرارات يضعها رجل. أعيش بقانون رجل، وأحيا وجسدي ليس ملكي.
أشعر بأنني أختنق، أتمنى لو تنشقُّ الأرض وتبتلعني، لأن رجلاً يحدق بي، يلتهمني بنظراته. من المتهم ومن المدان ومن المذنب؟! أنا الأنثى. ومن القاضي ومن الحكم؟! رجل.
إن ضحكت فأنا متهمة، وإن تحدثت فأنا متهمة، إن بكيت فأنا متهمة، وإن دافعت فأنا متهمة. لمَ أحيا إذاً؟! ما الفائدة من وجودي سوى لإشباع ذكورية مريضة خلقتها أنا، وربيتها أنا، وزرعت فيها قيدي، وبنيت سورها بيدي. في نظرة الصبي الصغير أرى سجاني ينمو ويكبر، وفي نظرة الرجل الكبير أرى الصبي الصغير يضحك منتصراً.
يشار إليَّ بالبنان عندما ألد ذرية رجل، وتنزل الأصابع إلى الأسفل عندما أكون عاقراً. إن أنجبت صبياً أصبحت الكمال، وإن أنجبت أنثى جلبت العار. وبينما أرى نفسي أتربع على عرش الملكة عندما أكون أماً صالحة وفقاً لمشيئة الرجل، ما ألبث أن أجدها مركونة في زوايا منسية. أحاول نكران ذاتي والتكفير عن ذنبي عندما أبقى فتاة. أنا الأم مقدسة، وأنا الفتاة محتقرة. أنا الطهر وأنا النجاسة في آن معاً. ربما أنا كل شيء جميل وقبيح، مقبول ومرفوض، مقدس ومنبوذ في آن معاً. ربما أنا الحياة والموت في آن واحد. ولكن أبقى أدنى لأني لست رجلاً.
أسائل نفسي مجدداً من أنا؟ ثم أبحث عن الجواب في خبايا البيوت، في قصص ضائعة لم تُروَ يوماً. فتتراءى أمامي صورة مقتلي على يدَيْ ابني وأبي وأخي وجدي وعمي وخالي وأبناء عمي وعمتي وأبناء خالي وخالتي. يفضل الرجل ذبح الأنثى التي اخترعها لأنه يخشى (أن تصبح مُلْكاً لرجل آخر ليس من اختياره!) وفي الحرب يخشى أن تتحول إلى عبدة أو سجينة أو سبية لدى رجل آخر، لأن الأنثى لا تحارب. يجب الإبقاء على حياة الأنثى، وبعد الحرب يستاء الرجل من كثرة عدد الإناث!
بدأت يداي ترتجفان. توقفت. لا أستطيع الكتابة أكثر، لأنني أخشى ارتكاب أبشع جريمة بحق وجودي... أخشى أن أقتل الأنثى بكلماتي، كما علمني رجل.