من أكثر الأمور غرابة تلك التي تتعلق بالبحث عن حل لمشكلة لا وجود لها ! كأن تذهب إلى جارك و تقرع الباب عليه في منتصف الليل و تقترح حل المشكلة القائمة بينه و بين زوجته مع أن الرجل و زوجته يعيشان في وئام و لا مشاكل بينهما !!.. بل ربما تكون هذه [المبادرة ] غير الكريمة السبب الاساسي في خلق مشكلة إذ تسأل الزوجة - مثلاً - عن سبب هذه الزيارة الفظة من هذا الجار الفظ ، و لعلها تفتح نافذة الشك بزوجها على قاعدة لو لم يكن يعلم هذا الزائر شيئاً لما جاء منتصف الليل !!
اخترت هذا المثال لا لأكتب عن غرائب منتصف الليل بل عن غرائب منتصف النهار حيث الحركة بركة و الرؤية واضحة..! إلا عند البعض الذين تعلموا فن خلق المشاكل في خمسة أيام من دون معلم ، خلق المشاكل من أجل تقديم الحلول لها ! و هذا لعمري أغرب سلوك انساني يندرج تحت باب [ المكر ] .
لقد قرأت منذ فترة قصيرة عن لجنة للحوار المسيحي الاسلامي في سوريا ، نجومها رجل دين مدمن على الاعلام و الفضائيات و بعض الشخصيات من صنف [ سابقاً ]مثل المفكر السابق على سبيل المثال أو النائب السابق... الخ.
و قد أثار دهشتي هذا التشكيل المضحك لمثل هذا الموضوع غير المطروح للنقاش في سوريا و كدت أسقط في فخ الاستنتاج المستعجل عندما تبادر إلى ذهني و للوهلة الأولى أن هذه فبركة رسمية للاستخدام عند الحاجة و لكن كم كانت دهشتي أكبر عندما اكتشفت أن الجهات الرسمية المعنية لا تعرف شيئاً عن هذه اللجنة التي اخترعها نجومها الاشاوس في رحلة البحث عن دور مفقود أو لقب ما أو واجهة للبروظة الاجتماعية لا أكثر و لا أقل .
بداية سألت مفتي الجمهورية الشيخ أحمد حسون عن هذه اللجنة فأجاب الرجل باستغراب : و هل نحن بحاجة في سوريا لحوار اسلامي مسيحي.. إننا - يضيف المفتي - و هو رجل فكر و دين من الطراز الرفيع .. إننا في سوريا نعيش حالة فريدة نحن أسرة واحدة و لم يطرح مثل هذا الموضوع لا من قريب و لا من بعيد لا اليوم و لا قبل عشر سنوات و لا قبل عشرين سنة و لن يطرح غداً و لا بعد الغد و لا بعد قرن من الزمان ..
و قال المفتي : لا أعرف عن هذه اللجنة شيئاً و لسنا بحاجة إلى خدماتها ، و لن أدخل في التفاصيل أكثر.
و سألت من رجال الدين المسيحي صديقي المطران يوحنا إبراهيم راعي أبرشية حلب للسريان فقال : أخبرني أحدهم عن هكذا لجنة و دعيت مرة لحضور نشاط تقوم به و لكني لم أذهب.. و أنا أشاطر المفتي حسون رأيه بأننا في سوريا لا نحتاج لمثل هذه اللجنة أو لفتح النقاش حول هذا الموضوع .. هذا من البديهيات ... بالفعل نحن أسرة واحدة.
و لم تسجل في تاريخ البلاد منذ زمن طويل حادثة واحدة تذكر عن مشكلة بين المسلمين و المسيحيين .
و قلت لمرجع رسمي رفيع المستوى ما هذه اللجنة ؟ فأجاب : لا قرار رسمي بهكذا لجنة و لا يوجد توجه لتشكيل مثل هذه اللجنة و لاأعتقد أننا نحتاج لمثل هذا الأمر .
و كررت السؤال : إذا كان هناك نشاط من هيئات غير حكومية لتشكيل لجنة للحوار المسيحي الاسلامي .. ما هو الموقف منها قال الرجل بوضوح : حوار ماذا؟! بين من و من؟! .. نحن فريق واحد .. أين هي المشكلة التي نريد أن نعقد لها الحوار .. الحياة في سوريا تثير إعجاب العالم ، إننا النموذج في هذا المضمار فلماذا نخترع مشكلة من لا شيء..
اقرأ ما كتب الرئيس ساكوزي عن انطباعاته بعد زيارته الأولى قبل أن يتولى الرئاسة الفرنسية.. عن انطباعاته في هذا الشأن عن ما شاهده بالعين المجردة و كيف يعيش المواطنون السوريون - أكرر - المواطنون السوريون سواء كانوا من المسلمين أو المسيحين في هذا البلد الفريد من نوعه .
اذهب إلى مطعم النارنج و قف على ناصيته ستجد أنك امام الكنيسة التي تغذي المئذنة بالكهرباء .. و ستعرف أنك تسير على طريق الحج و القوافل.. و إذا عبرت الشارع ستدخل في حي الامين و ما ادراك ما حي الأمين ؟
و إذا اكملت طريقك تصل إلى كنيسة صغيرة في الحجم كبيرة في التاريخ و الدور.. توقف ملياً أمامها أو في حضرتها و تذكر أن المسيحية انطلقت من هنا.
و منذ زمن ليس بقصير وقف رئيس وزراء سوريا الاسبق المسيحي فارس الخوري و سط مئات المسلمين في الجامع الاموي ليفند مزاعم المحتل الفرنسي آنذاك و يقول : تقول فرنسا انها جاءت إلى سوريا و لبنان لحماية المسيحيين و أنا باسم المسيحيين في سوريا و لبنان أقول أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله و لتخرج فرنسا..
فيا أيتها اللجنة و يا حضرات الشطار عن أي حوار تتكلمون .. قليل من الخجل فقط!! قليل من الخجل لعلكم تعقلون!.
أحد ظرفاء دمشق عرف أنني أكتب مقالاً عن هذه "الدعسة الناقصة " فقال لي : هؤلاء يا أستاذ مثل قطط التكية !! سألته : شو يعني؟! قال : قطط التكية تعيش على الفتات في الممرات الملحقة بالسرايات ! قلت له و أين الفتات هنا؟.. قال : هذه المرة أخطأوا في العنوان !. بقلم:علي جمالو
اخترت هذا المثال لا لأكتب عن غرائب منتصف الليل بل عن غرائب منتصف النهار حيث الحركة بركة و الرؤية واضحة..! إلا عند البعض الذين تعلموا فن خلق المشاكل في خمسة أيام من دون معلم ، خلق المشاكل من أجل تقديم الحلول لها ! و هذا لعمري أغرب سلوك انساني يندرج تحت باب [ المكر ] .
لقد قرأت منذ فترة قصيرة عن لجنة للحوار المسيحي الاسلامي في سوريا ، نجومها رجل دين مدمن على الاعلام و الفضائيات و بعض الشخصيات من صنف [ سابقاً ]مثل المفكر السابق على سبيل المثال أو النائب السابق... الخ.
و قد أثار دهشتي هذا التشكيل المضحك لمثل هذا الموضوع غير المطروح للنقاش في سوريا و كدت أسقط في فخ الاستنتاج المستعجل عندما تبادر إلى ذهني و للوهلة الأولى أن هذه فبركة رسمية للاستخدام عند الحاجة و لكن كم كانت دهشتي أكبر عندما اكتشفت أن الجهات الرسمية المعنية لا تعرف شيئاً عن هذه اللجنة التي اخترعها نجومها الاشاوس في رحلة البحث عن دور مفقود أو لقب ما أو واجهة للبروظة الاجتماعية لا أكثر و لا أقل .
بداية سألت مفتي الجمهورية الشيخ أحمد حسون عن هذه اللجنة فأجاب الرجل باستغراب : و هل نحن بحاجة في سوريا لحوار اسلامي مسيحي.. إننا - يضيف المفتي - و هو رجل فكر و دين من الطراز الرفيع .. إننا في سوريا نعيش حالة فريدة نحن أسرة واحدة و لم يطرح مثل هذا الموضوع لا من قريب و لا من بعيد لا اليوم و لا قبل عشر سنوات و لا قبل عشرين سنة و لن يطرح غداً و لا بعد الغد و لا بعد قرن من الزمان ..
و قال المفتي : لا أعرف عن هذه اللجنة شيئاً و لسنا بحاجة إلى خدماتها ، و لن أدخل في التفاصيل أكثر.
و سألت من رجال الدين المسيحي صديقي المطران يوحنا إبراهيم راعي أبرشية حلب للسريان فقال : أخبرني أحدهم عن هكذا لجنة و دعيت مرة لحضور نشاط تقوم به و لكني لم أذهب.. و أنا أشاطر المفتي حسون رأيه بأننا في سوريا لا نحتاج لمثل هذه اللجنة أو لفتح النقاش حول هذا الموضوع .. هذا من البديهيات ... بالفعل نحن أسرة واحدة.
و لم تسجل في تاريخ البلاد منذ زمن طويل حادثة واحدة تذكر عن مشكلة بين المسلمين و المسيحيين .
و قلت لمرجع رسمي رفيع المستوى ما هذه اللجنة ؟ فأجاب : لا قرار رسمي بهكذا لجنة و لا يوجد توجه لتشكيل مثل هذه اللجنة و لاأعتقد أننا نحتاج لمثل هذا الأمر .
و كررت السؤال : إذا كان هناك نشاط من هيئات غير حكومية لتشكيل لجنة للحوار المسيحي الاسلامي .. ما هو الموقف منها قال الرجل بوضوح : حوار ماذا؟! بين من و من؟! .. نحن فريق واحد .. أين هي المشكلة التي نريد أن نعقد لها الحوار .. الحياة في سوريا تثير إعجاب العالم ، إننا النموذج في هذا المضمار فلماذا نخترع مشكلة من لا شيء..
اقرأ ما كتب الرئيس ساكوزي عن انطباعاته بعد زيارته الأولى قبل أن يتولى الرئاسة الفرنسية.. عن انطباعاته في هذا الشأن عن ما شاهده بالعين المجردة و كيف يعيش المواطنون السوريون - أكرر - المواطنون السوريون سواء كانوا من المسلمين أو المسيحين في هذا البلد الفريد من نوعه .
اذهب إلى مطعم النارنج و قف على ناصيته ستجد أنك امام الكنيسة التي تغذي المئذنة بالكهرباء .. و ستعرف أنك تسير على طريق الحج و القوافل.. و إذا عبرت الشارع ستدخل في حي الامين و ما ادراك ما حي الأمين ؟
و إذا اكملت طريقك تصل إلى كنيسة صغيرة في الحجم كبيرة في التاريخ و الدور.. توقف ملياً أمامها أو في حضرتها و تذكر أن المسيحية انطلقت من هنا.
و منذ زمن ليس بقصير وقف رئيس وزراء سوريا الاسبق المسيحي فارس الخوري و سط مئات المسلمين في الجامع الاموي ليفند مزاعم المحتل الفرنسي آنذاك و يقول : تقول فرنسا انها جاءت إلى سوريا و لبنان لحماية المسيحيين و أنا باسم المسيحيين في سوريا و لبنان أقول أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله و لتخرج فرنسا..
فيا أيتها اللجنة و يا حضرات الشطار عن أي حوار تتكلمون .. قليل من الخجل فقط!! قليل من الخجل لعلكم تعقلون!.
أحد ظرفاء دمشق عرف أنني أكتب مقالاً عن هذه "الدعسة الناقصة " فقال لي : هؤلاء يا أستاذ مثل قطط التكية !! سألته : شو يعني؟! قال : قطط التكية تعيش على الفتات في الممرات الملحقة بالسرايات ! قلت له و أين الفتات هنا؟.. قال : هذه المرة أخطأوا في العنوان !. بقلم:علي جمالو
بس العقل زينة......