منتدى فور جامعة 4jam3a - طلاب كلية اقتصاد طرطوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الطلابي الأول في طرطوس .. والحاضر يعلم الغايب


    اليوجينيا 000 لمن لايعرفها

    محمد عفارة
    محمد عفارة
    جامعي ذهبي
    جامعي ذهبي


    ذكر
    عدد المساهمات : 2250
    العمر : 38
    المكان : أتستراد ــــــــــ
    المزاج : الحمدلله تمااام
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : متخرج
    المستوى : 409
    نقاط : 3507
    تاريخ التسجيل : 10/10/2008

    اليوجينيا 000 لمن لايعرفها Empty اليوجينيا 000 لمن لايعرفها

    مُساهمة من طرف محمد عفارة الثلاثاء فبراير 17, 2009 6:47 am

    (( معظم الناس لم يسمعوا عن ( اليوجينيا ) ومعظم من سمعوا عنها يعتقدون إنها قد أنتهت مع هزيمة هتلر عام 1945م ، كان السير فرانسيس جالتون هو من صاغ المصطلح عام 1883 ، رأى أن التطور الصحيح للجنس البشرقد انحرف ، فقد قادت نزعة الخير لدى الأثرياء وإنسانيتهم إلى تشجيع (( غير الصالحين )) على الإنجاب، الأمر الذي أفسد آلية الأنتخاب الطبيعي ، ومن ثم أصبح جنس البشر في حاجة إلى نوع من الانتخاب الصناعي ، أطلق عليه اسم ( اليوجينيا ) . كان يعنى ( علم تحسين الإنسان عن طريق منح السلالات الأكثر صلاحية فرصة أفضل للتكاثر السريع مقارنة بالسلالات الأقل صلاحية )....

    أما موضوع بحث اليوجينيا فهو ( دارسة العوامل الواقعة تحت التحكم الاجتماعي التي قد تحسن أو تفسد الخصائص الطبيعية الموروثة للأجيال في المستقبل ، جسديا أو ذهنيا ) قيل إن اليوجينيا رغبة طبيعية في الإنسان الفرد، وفي الجماعة ، لم يكن ثمة مانع لدى الوالدين في فجر التاريخ من قتل طفل لتوفير فرصة أفضل لبقاء أخيه ، بدلا من موت الأثنين . وكانت محالاوت الإبادة الجماعية للاعداء وسيلة معروفة لتحسين فرصة بقاء العشيرة .

    ربما كان افلاطون هو أول اليوجينيين . فعلى رأس ((جمهوريته )) كان فلاسفة يتمتعون بالصحة الطيبة والقدرة العالية على التفكير ، أما محدودو الذكاء فكانوا يشغلون المواقع الدنيا من الهيراركية ،كانت الجمهورية ترتكز على الاسترقاق ، ولم تتحدث كثيرا عن النساء - كانت مرتبتهن على العموم متدنية في المجتمع الإغريقي- .كان افلاطون يعتقد ان ( المزاج ) يورث . وكان على حكام الجمهورية أن يدبروا أمر تزاوج ( المرغوبين ) وأن يتيحوا لكل من يُبلى بلاء حسنا في الحروب فرصا للإنجاب أكبر .
    كانت أفكار افلاطون في الواقع تعادل ما نسميه اليوم (( اليوجينيا الايجابية ))

    إن جوهر التطور هو الانتخاب الطبيعي ، وجوهر اليوجينا هو أن ( نستبدل بالانتخاب الطبيعي انتخابا اصطناعيا واعيا ، بهدف الإسراع من تطوير الصفات المرغوبة والتخلص من الصفات غير المرغوبة ) أن نحسن الأجيال القادمة ، على حساب الأجيال المعاصرة . الفرض المستتر إذن هو أن هناك من البشر من هم أفضل من غيرهم ، من يستحقون أن ينجبوا أكثر من الآخرين اليوجينيا 000 لمن لايعرفها Ta3ajub وأن يُمثلوا في الجيل التالي بنسبة تفوق نسبتهم في الجيل الحالي ، ولقد يتم ذلك بزيادة نسل من (( يستحقون )) ( اليوجينيا الايجابية ) أو بتقليل نسل من (( لا يستحقون )) ( اليوجينيا السلبية ) . التحوير المتعمد لجنس البشر لأهداف اجتماعية هو ما تطمح إليه اليوجينيا ، ( وعندما يتغلب الانسان على تطوره البيولوجي ، سيكون قد وضع الأساس للتغلب على كل شيء آخر .. سيصبح الكون أخيرا طوع بنانه ) كما قال يوجيني عتيد .

    سيحد اليوجينيون إذن للتطور مسارا جديدا ، أهدافا جديدة يقررونها هم حسب أهوائهم . هم يرون أننا لا بد أن نُسلم زمام التطور والانتخاب في المرحلة الراهنة إلى ( النخبة ) الأرستقراطية الآرية ، وألا نترك الأمر للصدفة ، لأن الصدفة قاسية غليطة القلب ، وهي متقلبة ، وعادة ما تكون أكثر تكلفة ...ثم أن علينا أن نغير الوسيلة التي يتخذها الانتخاب الطبيعي والصدفة للقضاء على العشائر ( التي لا جدوى منها ) - يقصدون التخلص منها بالموت - وان نستبدل بها وسائل أكثر تحضرا ونبلا وإنسانية : تحديد النسل . اليوجينيا ترى أن هناك عشائر بشرية (( لا جدوى منها )) .

    ذاعت حركة اليوجينا في اوائل القرن العشرين في أوروبا وأمريكا عندما كان علم الوراثة لا يزال طفلا يحبوا ، وانضم إليها وتعاطف معها الكثيرون اليوجينيا 000 لمن لايعرفها Ta3ajub من كبار المفكرين والعلماء والساسة والفلاسفة ورجال المال : براتراند راسل ، ج . د . برنال ، جوليان هكسلي ، رونالد فيشر ، برنارد شو ، هافلوك إليس ، د. هـ . لورانس ، ألدوز هكسلي ، هـ . ج . ويلز، روزفلت ، تشرشل ، جون روكفيلر . خلقت تيارا عارما يبررها ، يحرسها ، يدافع عنها ، يُشرع لها . أجتاحت أوروبا وأمريكا . أصبحت دينا . كرست نفسها لتأكيد أن الناس لم يُخلقوا سواسية . كانت أوروبا في القرن الثامن عشر قد سيطرت - بالأسلحة وبالمفاوضات ، بالقوة وبالخداع - على أفريقيا ، وآسيا ، ثم أمريكا . وبقيت مسيطرة طويلا طويلا حتى اعتبرت نفسها سيدة العالم ، وان بقية البشر إنما خُلقوا من أجلها ، من أجل الرجل الأبيض . (( إن الكلاب تكف عن النباح إذا ما استنشقت هواءنا )) . الشعوب ، كما الأفراد ، لم تُخلف سواسية . وهذا كارل بريجهام يؤكد سنة 1923 أن السود في أمريكا يشكلون نسبة من ضعاف العقول تزيد على نسبتهم في المجتمع .

    في عام 1798 كان القس الانجليزي توماس روبرت مالتوس قد نشر كتابه (( مقال عن السكان )) . كانت الفكرة المحورية للكتاب هي أن العشيرة تتزايد في العدد أُسياً ، وستنتهي بالضرورة إلى أعداد لا يكفيها المتاح من الموارد الغذائية . فإذا عجز الآباء عن تحديد حجم عائلاتهم ، فإن الحروب والمجاعات ستقضي على الأعداد الزائدة ، فالجزيرة البريطانية مثلا لا يمكن أن تحمل أكثر من عشرين مليون شخص ( بعد مائة وخمسين عام كانت تحمل ثلاثة أضعاف هذا العدد ) . مع زيادة أعداد البشر سيندلع الصراع من أجل لقمة العيش وينتصر فيه من يحمل ميزات معينة ينقلها إلى نسله ليسود هذا بدوره أكثر وأكثر . قال اليوجينيون أن هذا كان وراء حدوث التطور وأنه كان وراء وجود النبلاء وأساتذة الجامعات والطبقة الأرستقراطية ، أما عن الميزات الوراثية فقد رأوا أن اولها وأهمها هو (( الذكاء )) . (( إن المحور الأساسي للسلوك الانساني )) كما يقول هنري جودارد عام 1919 (( هو العملية الذهنية المتكاملة التي نسمهيا الذكاء ...وعلى هذا فإن أية محاولة للتعديل الاجتماعي لا تضع في اعتبارها أن صفة الذكاء صفة جبرية وان درجة ذكاء الفرد لا تتغير ... هي محاولة غير منطقية وغير كفؤ )) .

    ابتكروا للذكاء المقاييس وراحوا يجرون ابحاثهم ليؤكدوا أنه صفة عالية التوريث - وإن كانوا (( يعرفون )) مقدما أن (( القدرة الذهنية تورث ...أن البراهين على هذا براهين حاسمة ))... فقد قالها اليوجيني سيريل بيرت عام 1911 ، ثم إنهم درسوا معامل الذكاء وعلاقته بالجريمة والعنف ، ليتأكد لهم (( أن العالم يحتاج إلى سيادة الجنس الأبيض )) ‍‌اليوجينيا 000 لمن لايعرفها Ta3ajub

    وكان المنظّرون الاجتماعيون بالقرن التاسع عشر ، وعلى رأسهم هربرت سبنسر قد أكدوا أن الفقراء بطبيعتهم لا يستحقون ، وأن الواجب أن لا نشجع بقائهم أو بقاء نسلهم . وعلى عكس داروين الذي يقول إن (( الأصلح )) هو الذي يترك نسلا أكثر ، سنجد اليوجينين يرون أن الأصلح هو المتميز في الذكاء والصحة والأخلاق الحميدة ، وهو - بالطبع - من يشبه اليوجيني الذي يضع معايير الصلاحية اليوجينيا 000 لمن لايعرفها Ta3ajubاليوجينيا 000 لمن لايعرفها Ta3ajub ثمة كاتب فرنسي أرستقراطي اسمه آرثر كونت ده جوبينو ، نشر في منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر كتابا عنوانه (( مقال عن التفاوت بين سلالات البشر )) ، قال فيه إن الارستقراط الآريين الشقر كانوا دائما ((زهرة أوروبا )) ، ولكنهم فقدهم قوتهم بالزواج من السلالات الأدنى . أهمل الفرنسيون الكتاب ، لكن الالمان احبوه .

    أعيدت الحياة مرة أخرى إلى الكتاب ، وأنشأ عشاقه (( جميعة جوبينو )) عام 1894 ، في عام 1899 نشر انجليزي يحمل الجنسية الالمانية اسمه هوستن سيتورات شامبرلين ، كتابا عنوانه (( قواعد القرن التاسع عشر)) استلهم فيه جوبينو وقال أن الالمان هم أنقى الآريين ، هاجم فيه السود واليهود . وعندما كتب هتلر كتابه (( كفاحي )) يشيد فيه بالألمان ويزكي اليوجينيا ، كان في واقع الأمر يكرر ما قاله شامبرلين إنما بصورة فصيحة مؤثرة اليوجينيا 000 لمن لايعرفها Ta3ajub

    على مطلع القرن العشرين إذن كان المناخ الفكري قد تهيأ لكي تتحول يوجينيا جالتون إلى سياسة . كان قانونا مندل للوراثة قد أعيد اكتشافهما وأنهمك العلماء في حمية يجربون ، لتكتشف نتائج وآفاق في علم الوراثة جديدة ، بينما الفلاسفة يعضدون ويُنظرون ، ورجال المال يمولون .ربما كان لنا أن نقول أنه مع بداية القرن العشرين بدات (( الحرب )) اليوجينية حقا في الولايات المتحدة والمانيا وانجلترا والسويد والدانمارك وفنلندا . ولا بد لقيام حرب من وجود : عدو ، وسلاح ، وهدف ، ومثال أعلى .

    العدو هو المتخلفون وراثيا ، الفقراء ( فالفقر عند اليوجينين صفة وراثية ) ، المعتوهون والمجانين ، مرضى الصرع والدرن الرئوي ، المقعدون ، المنحلون ، الشواذ ، المومسات المحترفات ، المجرمون بالفطرة ، السكيرون ، ثم الملونون والمهاجرون من السلالات الأدنى - كل من يلوثون المستودع الوراثي للسلالة . السلاح هو : التعقيم القسري ، والحد من زواج المتخلفين ومنعه ومنع الحمل ، وإلاجهاض ، بل والقتل إذا لزم الأمر .

    الهدف هو : توفير الحياة الرغدة الكريمة ، للرجل الأبيض الذكي فلا يزاحمه فيها ، من لا يستحق .

    المثال الأعلى : السلالة النقية الذكية الأقوى ، فالأقوى كما يقول هتلر لا بد ان يسود على الاضعف ، لا يمتزج معه حتى لا يضحي بعظمته و (( لن يجد في هذا قسوة إلى الضعاف )) .

    الحرب ضرورية (( للتخلص )) من البشر المتخلفين ، كما يقول اليوجيني الكبير كارل بيرسون : (( إن اعتماد التقدم على البقاء للسلالة الأفضل ، رغم ما قد يبدو به من شر فظيع ، إنما يعطي الصراع من أجل البقاء ملامحه المبتغاة . إذا توقفت الحروب ، فلن يتقدم جنس البشر : لن يكون هناك ما يكبح جماح خصب السلالات المتخلفة )) .

    أصبح القتل والوحشية سلاحا . والقسوة أيضا : (( الإحسان لاطفال غير الأكفاء نقمة قومية لا نعمة . إن تدابير مثل الحد الأدنى للاجور ، وتحديد ساعات العمل ، والطب المجاني ، وانخفاض وفيا الاطفال ، إنما تشجع البطالة والمتخلفين وضعاف البنية والعقل )) .

    فليذهبوا جميعا إلى الجحيم في سبيل الهدف اليوجيني الأسمى اليوجينيا 000 لمن لايعرفها Ta3ajubاليوجينيا 000 لمن لايعرفها Ta3ajub أفكار اليوجينا تقوم على الفرض بأن الناس ليسوا بطبيعتهم متساويين ، أما الديموقراطية الغربية فترتكز على الفرض بأن كل الناس متساووين .

    ( من الصعب إن أن ننفذ اليوجينيا في مجتمع ديموقراطي ) كما يقول برتراند راسل (( فالديموقراطية تعترض الطريق )) .

    والترويج لليوجينيا إنما يتضمن تقويض الديموقراطية وصناعة (( نخبة )) عارفة تخطط وتنفذ . ومثل هذا الهدف لا يمكن إذن ان يتحقق في مجتمع ديموقراطي إلا عن طريق الخداع والقهر ...وأموال أثرياء يرفضون الديموقراطية ، (( فطالما كان هناك من الأثرياء من يدعم مشاريع اليوجينيا ، فستبقى اليوجينيا )) .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 4:23 pm