هذه مقالة للدكتور غسان ابراهيم من العام 2008 عم يحكي عن الدولار عنجد لازم تقراها
عملةالماضي.....الدولار يلفظ أنفاسه الأخيرة.. فاستعدوا
لتشييعه ودفنهغسانابراهيم*تعانى
الولايات المتحدة الأمريكية من أزمات داخلية وخارجية تتجلىبشكل واضح في الكوارث التي تحدق باقتصادها
المنهار بشكل مستمر. وتلجأالإدارة الأمريكية، منذ عدة سنوات، إلى تغطية
أثار هذه الكوارث باستنباط سياساتنقدية عديدة ينتج عنها انخفاض في
قيمة الدولار على أمل امتصاص العديد من مشاكلهاالأخرى، بناء على قناعة تقول إن
موقع الدولار دوليا لن يتأثر نظراً إلى انه لا توجدعملة بديلة تستطيع أن تلعب دور
المقاصّة الدولية في المعاملات التجارية الرئيسية،ولكن أيضا، لعدم احتجاج اللاعبين
الدوليين الرئيسيين على توالى الانخفاض في قيمةالدولار، كما هو الحال بالنسبة
للصين التي تريد أن تحافظ على موقعها في سوقالاستهلاك الأمريكي، وأيضا لعدم
تجرؤ أحد على الاحتجاج، كما هو الحال بالنسبةللكثير من الدول النفطية العربية
التي تخشى تسعير نفطها بعملة بديلة حتى ولو ظلتتخسر المليارات!إذاً،
الدولار يواصل مسيرة الانخفاض نحو الهاوية مقترناًبقناعات أمريكية بان مركزه
الدولي لن يتأثر، إلا أن هذا الحال يطرح تساؤلاًجوهرياً: هل مازال الدولار عملة
العالم السائدة "المقاصّة الأهم" أم أنه أصبح شيئامن الماضي؟أحد
أهم العناصر في هذا الموقع يكمن في النظام المالي الدولينفسه. فهيمنة الدولار بدأت تتزعزع انطلاقاً
من حقيقة أن هذا النظام نفسه صار يوفربدائل ليست أقل جدارة بالثقة،
مثل اليورو الأوروبي والين الياباني والبوندالبريطاني، فضلا عن أن السلة
التي تتضمن هذه العملات وغيرها، صارت تشكل وسيلة متاحةلتغطية الكثير من التعاملات الدولية بأقل
تضخم وأكثر حفظ للقيمة..فيالمقابل، فان المناورات التي تتبناها
الولايات المتحدة في سياساتها النقديةوالمالية قائمة على المراهنة بان
قوة الدولار لا تنبع من قيمته بل من عدم توفر أيأمكانية للانقلاب عليه وظهور
بديل. وهو ما ينظر إليه الكثير من الخبراء على انه "الخدعة الأخيرة" للدولار
والتي تتمثل في زيادة الديون الأمريكية وخصوصاً الخارجيةمنها، حيث بلغ إجمالي الدين حدود 9.45
ترليون دولار، فيما يقدر الدين الخارجي بحدود 5 ترليون دولار.وتؤدى
الديون دورا مراوغا، لأنها تلزم الدائنين بإبقاءمساندتهم للدولار، للحفاظ على
قيمة ديونهم. أي أن الولايات المتحدة، بينما تعمد إلىطباعة المزيد من الورق الخالي من القيمة،
فإنها تعتمد على الدائنين أنفسهم لشراءالمزيد من ذلك الورق الأخرق،
وذلك لكي لا تنخفض قيمة ديونهم أكثرفأكثر.وتشكل
الصين واليابان ودول جنوب شرق آسيا الدائن الرئيسي للولاياتالمتحدة "أو المشترى الرئيسي
للدولار". فكلما احتاج الاقتصاد الامريكى إلى سلعوخدمات لجأ إلى الاستيراد من الخارج ودفع ثمناً
لها دولارات لا تحمل قيمة أكثر منقيمة الورق. لان البنك الأمريكي
الفدرالي يغطى قيمة الدولار بسندات الخزينة التيتباع اغلبها إلى المستثمرين
الأجانب. أي أن الاقتصاد الامريكى يحصل على سلع منالخارج ويدفع ثمنها بديون من
أطراف أخرى في الخارج!
عملةالماضي.....الدولار يلفظ أنفاسه الأخيرة.. فاستعدوا
لتشييعه ودفنهغسانابراهيم*تعانى
الولايات المتحدة الأمريكية من أزمات داخلية وخارجية تتجلىبشكل واضح في الكوارث التي تحدق باقتصادها
المنهار بشكل مستمر. وتلجأالإدارة الأمريكية، منذ عدة سنوات، إلى تغطية
أثار هذه الكوارث باستنباط سياساتنقدية عديدة ينتج عنها انخفاض في
قيمة الدولار على أمل امتصاص العديد من مشاكلهاالأخرى، بناء على قناعة تقول إن
موقع الدولار دوليا لن يتأثر نظراً إلى انه لا توجدعملة بديلة تستطيع أن تلعب دور
المقاصّة الدولية في المعاملات التجارية الرئيسية،ولكن أيضا، لعدم احتجاج اللاعبين
الدوليين الرئيسيين على توالى الانخفاض في قيمةالدولار، كما هو الحال بالنسبة
للصين التي تريد أن تحافظ على موقعها في سوقالاستهلاك الأمريكي، وأيضا لعدم
تجرؤ أحد على الاحتجاج، كما هو الحال بالنسبةللكثير من الدول النفطية العربية
التي تخشى تسعير نفطها بعملة بديلة حتى ولو ظلتتخسر المليارات!إذاً،
الدولار يواصل مسيرة الانخفاض نحو الهاوية مقترناًبقناعات أمريكية بان مركزه
الدولي لن يتأثر، إلا أن هذا الحال يطرح تساؤلاًجوهرياً: هل مازال الدولار عملة
العالم السائدة "المقاصّة الأهم" أم أنه أصبح شيئامن الماضي؟أحد
أهم العناصر في هذا الموقع يكمن في النظام المالي الدولينفسه. فهيمنة الدولار بدأت تتزعزع انطلاقاً
من حقيقة أن هذا النظام نفسه صار يوفربدائل ليست أقل جدارة بالثقة،
مثل اليورو الأوروبي والين الياباني والبوندالبريطاني، فضلا عن أن السلة
التي تتضمن هذه العملات وغيرها، صارت تشكل وسيلة متاحةلتغطية الكثير من التعاملات الدولية بأقل
تضخم وأكثر حفظ للقيمة..فيالمقابل، فان المناورات التي تتبناها
الولايات المتحدة في سياساتها النقديةوالمالية قائمة على المراهنة بان
قوة الدولار لا تنبع من قيمته بل من عدم توفر أيأمكانية للانقلاب عليه وظهور
بديل. وهو ما ينظر إليه الكثير من الخبراء على انه "الخدعة الأخيرة" للدولار
والتي تتمثل في زيادة الديون الأمريكية وخصوصاً الخارجيةمنها، حيث بلغ إجمالي الدين حدود 9.45
ترليون دولار، فيما يقدر الدين الخارجي بحدود 5 ترليون دولار.وتؤدى
الديون دورا مراوغا، لأنها تلزم الدائنين بإبقاءمساندتهم للدولار، للحفاظ على
قيمة ديونهم. أي أن الولايات المتحدة، بينما تعمد إلىطباعة المزيد من الورق الخالي من القيمة،
فإنها تعتمد على الدائنين أنفسهم لشراءالمزيد من ذلك الورق الأخرق،
وذلك لكي لا تنخفض قيمة ديونهم أكثرفأكثر.وتشكل
الصين واليابان ودول جنوب شرق آسيا الدائن الرئيسي للولاياتالمتحدة "أو المشترى الرئيسي
للدولار". فكلما احتاج الاقتصاد الامريكى إلى سلعوخدمات لجأ إلى الاستيراد من الخارج ودفع ثمناً
لها دولارات لا تحمل قيمة أكثر منقيمة الورق. لان البنك الأمريكي
الفدرالي يغطى قيمة الدولار بسندات الخزينة التيتباع اغلبها إلى المستثمرين
الأجانب. أي أن الاقتصاد الامريكى يحصل على سلع منالخارج ويدفع ثمنها بديون من
أطراف أخرى في الخارج!