هو يومٌ من أيام ٍ منصرمةٍ من عام ٍ مضى , أسعدَ بعضا ً من العـُرب ِ فيها عندما قام بزيارته , نيرون العصر الحديث , ذاك الأميركي الذي أدمى شعوبا ً بأكملها , و أوجع قلوبا ً و حطـّم أجسادا ً , أحرق حضاراتٍ و هدم من أنسجة التاريخ عـِرقا ً , أسقط أعمدة بابل و أمال محرابا ً و لوى صليبا ً , و أغرق النهرين في واد ٍ من النصف الأميركي لتلك الكرة , فأمست غريقة َ ما بين النهرين ! , و ما أقسى زمانا ً تبكي فيه أنهارٌ و تغرق في الأحمر ماؤها , عميدُ غوانتنامو و أبو غريب , أفغانستان و فييتنام , ذاك الرجل الذي (لـُفـِظـَ) في بلاد العم سام , و ضـُرب بصيحات الأحرار في تلك الولايات , فانتقدته أقلام رجال السلطة الرابعة في أغلب الوريقات , ذاك الرجل قصدَ بلاد بني يعرب , ولكنه كان مبتسما ً هذه المرة , فأتى على متن طائراته ليحطـّ على أرض التاريخ , ولم يحمل معه سلاحَه ولا نارَهُ , و إن كان قد خبأ خلف ابتسامته جوع َ و بردَ أطفال غزة فيما بعد , ذاك الرجل استـُقبل على أرضنا العربية خير استقبال , و وضعه أولئك الحكام في نعيم الدلال , أكل من الطيب و شرب من ماء الشلال , و إن كان ذلك بأيد ٍ من مطبخ البيت الأبيض , إلا أنه ملأ قلبه من كل ما يشتهي , فأعطى أمرا ً هنا , و خطـّ طلبا ً و إيعازاً هناك , و ما على الضعفاء الأذلاء من أشباه الرجال إلا التنفيذ حالا ً و قول (حاضر سيدي) من دون أي جدال .....
و بعد ملء البطون و (إفزارها) بلحوم النوق و الجـِمال , و قيلولة ٍ في ظهيرة ٍ على سريرٍ من كرامة العربي , تلك الكرامة التي أبت إلا أن تعامله (ضيفا ً) مكرّما ً كما اعتادت العرب أن تفعل , بعد كل هذا و ذاك , لابد من الاحتفال , فرأيناه مع بعض لابسي (العغل و الكوفية) , رأيناه يتمايل ملاصقا ً أحدهم , حاملا ً بيده سيفا ً عربيا ً أصيلا ً, و كأنما نرى قائدا ً كبيرا ً أعاد شيئا ً من الكرامة السليبة , (أبو عغل) كان ذلك القائد المعظـّم ! , قائدا ً سيذكره التاريخ (عربيا ً مضيافا ً) !! ....
لكم شعرتُ بالحزن على سيفنا العربي الذي حُمل على تلك الأكفّ , ذاك السيف الذي له في حياة العرب نورًٌ , ذلك السيف الذي كان شرفا ً لصبية القوم , كان يرمي رؤوس الخونة قبل الأعداء , ذلك السيف الذي نـُظمت فيه من الأشعار و القصائد أبياتٌ طوال , نراه اليوم وصل إلى مكان ٍ يأبى هو أن يكون فيه , وصل إلى مكان ٍ يحرس فيه تلك الآبار , ليكون كصاحبه (شبيها ً) للسيف , لا سيفا ً عدلا ً , لا سيفا ً ناطقا ً باسم الحق , , و شتان بينه و بين الضارب الكاسر , فاتح الأبواب و مـُهلك الكفـّار , شتان بينه و بين اللامع من نور الشمس , و هيهات أن يقارب ذا الفقار ...
رُفع ذاك السيف و طار بين الأيادي راقصا ً , و كأني أدركهُ طيرا ً مذبوحا ً يراقصُ الهواء من فرط
وجعه ... ها هو يرقص سيفنا الحسام , فلم تعجبني تلك الرقصة , و همس عقلي يائسا ً : على دنيا النائمين السلام ! ...
الموضوع حول زيارة جورج بوش للخليج العربي بالعام الماضي , كتير استفزني منظر بوش و هو
يراقص أحد الأمراء , و حامل السيف بإيدو , كتبت هالموضوع و نزلتو بهديك الفترة بغير منتدى
و ندمت فيما بعد لسبب إنو مقص الرقابة للأسف اقتطع أهم الأجزاء منو , علما ً إنو المنتدى سوري .. أكيد ما رح اشعر بالندم هون كمان !!
مصطلح (أبو عغل) ملطوش من الدكتور محمد صقر , حسيتو بيناسب الفكرة .. للتنويه .
سلام .
عدل سابقا من قبل Sinan في الإثنين أبريل 13, 2009 6:22 pm عدل 2 مرات