أحدهم قال منذ نصف قرن، ربما نقلا عن صعلوك قديم
"كلهن جميلات ما عدا زوجتي" فصارت قولا مأثورا عن الرجل الذي لا يملأ
عينيه غير التراب
في بعض الحالات يرزق الله سبحانه وتعالى الرجل
بزوجة رائعة خلقا وشكلا وطاعة، ومع ذلك يهفو الى غيرها التي ربما كانت
سيئة الشكل والسمعة والسلوك، بل تجذبه زوجته أحيانا إن ظن أنها أخرى، فيما
يعيد ذلك القول الشهير: "ما اقبحك حلالا ....وما اروعك حراما" ،
ولا أحد يدري سببا واضحا لهذا الانحراف اذ فسره
البعض بأن مرده الى الميل الغريزي لدى الرجل للمرأة والذي لا تسده واحدة،
وأرجعه آخرون الى "وسوسة الشيطان" ورأى ثقلاء الدم والظل أنه حفاظ على
اللغة !
اذ لو كف الرجل عن ملاحقة النساء لسقطت من اللغة مفردة "نزوة" وهو ما يشير
الى أي حد من السخف والاستهتار وصلت الظاهرة التي غالبا ما تعود الى أن
الرجل وحده حقيقة يتمتع بقدر هائل من الحرية يغريه بالانفلات
الطيبون الملتزمون بعد فترة من الزواج يشعرون أن
الحياة المشتركة أصبحت ضمن روتين الأيام، لم تعد الزوجة هي الحبيبة أو
الأمل كما كانت ذات يوم، وإنما تتواصل الحياة المشتركة بحكم "العشرة" كما
لو كانت الزوجة بمكانة الأخت أو الأم، أو أنها "أم العيال والأمر لله
على الجانب المقابل هناك دائما امرأة، جميلة أو
محدودة الجمال، مستسلمة لكل صنوف وتقلبات الأيام، حزينة لأنها لم تعد تسمع
كلمة طيبة كسابق أيامها،
سقطت من قاموسها الزوجي كل مفردات الرضا والمجاملة والتقدير، وربما حلت
مكانها مفردات للزجر والتعنيف واللوم يتطور في بعض الحالات إلى الضرب أو
الهجر أو قسوة وخشونة المعاملة،
لا حيلة لها إلا الصمت والصبر، والتحسر على الزمن الضائع حين كانت في بيت
أهلها. وقد تشتد وطأة الحياة عليها لتلقي بها نهبا لشكوك إن كانت في غير
موضعها مرة عادت إليها بالخبر اليقين مرتين : "الزوج مرتبط بأخرى"، زواج
مسيار أو مسفار أو مصياف أو وناسة أو سياحة أو ما يأتي من أسماء جديدة.
محظور على البنت أن تحب (حبا عفيفا وطاهرا) حين تكون في بيت أهلها، ومصيبة
لو أحبت وهي طالبة جامعية واعية وراشدة،، وعيب أن تجهر بحبها لزوجها زوجة
أو أما لأطفال، وبالتالي فالحب في حياتها كلها عمره عدة أيام أو شهر إن
أسعدها الحظ وبقية العمر عطش وجداني تحمله معها إلى القبر، والحب عند
الرجل وعد مفتوح إلى أجل غير محدود .
من هنا تأتي المشكلة، فقد سمعنا وقرأنا أخبارا عن مشكلات اجتماعية حطت على
المرأة مع المسلسلات التركية المدبلجة بلهجة سورية.. بنات عكفن على تعلم
اللغة التركية حبا أو إعجابا ب "مهند"، ونساء وضعن صوره على شاشات
"الموبايل" فطردن إلى بيت الأب أو إلى بلادهن
بطبيعة الحال لست أدافع عن هذا السلوك في حد ذاته، ولست من المناصرين للذين طالبوا بالتصدي لتلك الأعمال الفنية بشكل أو آخر،
فهي لم تضع في الاعتبار أنها موجهة لبلد محدد، وإن صودرت من البث على قمر
صناعي ظهرت على عشرة أقمار أخرى، وإنما ما أدافع عنه هو حق المرأة
الإنساني في أن تكون لها مشاعر ككل البشر،
وحقها في حسن المعاملة ورفعة المعاشرة،
وحقها في الإنصاف بما لم تعط فرصة لقوله، فهي عارفة أن المسلسل وهم وخيال لا علاقة له بالحياة،
ومدركة أن أبطاله مجرد شخوص رسمت من لون على جدران أثير، فاستهواها أن
تجاري الوهم بوهم، لتوهم نفسها في النهاية بأن شيئا من عطشها قد وجد فرصة
للتعبير
بقلم د/ مطلق سعود المطيري
"كلهن جميلات ما عدا زوجتي" فصارت قولا مأثورا عن الرجل الذي لا يملأ
عينيه غير التراب
في بعض الحالات يرزق الله سبحانه وتعالى الرجل
بزوجة رائعة خلقا وشكلا وطاعة، ومع ذلك يهفو الى غيرها التي ربما كانت
سيئة الشكل والسمعة والسلوك، بل تجذبه زوجته أحيانا إن ظن أنها أخرى، فيما
يعيد ذلك القول الشهير: "ما اقبحك حلالا ....وما اروعك حراما" ،
ولا أحد يدري سببا واضحا لهذا الانحراف اذ فسره
البعض بأن مرده الى الميل الغريزي لدى الرجل للمرأة والذي لا تسده واحدة،
وأرجعه آخرون الى "وسوسة الشيطان" ورأى ثقلاء الدم والظل أنه حفاظ على
اللغة !
اذ لو كف الرجل عن ملاحقة النساء لسقطت من اللغة مفردة "نزوة" وهو ما يشير
الى أي حد من السخف والاستهتار وصلت الظاهرة التي غالبا ما تعود الى أن
الرجل وحده حقيقة يتمتع بقدر هائل من الحرية يغريه بالانفلات
الطيبون الملتزمون بعد فترة من الزواج يشعرون أن
الحياة المشتركة أصبحت ضمن روتين الأيام، لم تعد الزوجة هي الحبيبة أو
الأمل كما كانت ذات يوم، وإنما تتواصل الحياة المشتركة بحكم "العشرة" كما
لو كانت الزوجة بمكانة الأخت أو الأم، أو أنها "أم العيال والأمر لله
على الجانب المقابل هناك دائما امرأة، جميلة أو
محدودة الجمال، مستسلمة لكل صنوف وتقلبات الأيام، حزينة لأنها لم تعد تسمع
كلمة طيبة كسابق أيامها،
سقطت من قاموسها الزوجي كل مفردات الرضا والمجاملة والتقدير، وربما حلت
مكانها مفردات للزجر والتعنيف واللوم يتطور في بعض الحالات إلى الضرب أو
الهجر أو قسوة وخشونة المعاملة،
لا حيلة لها إلا الصمت والصبر، والتحسر على الزمن الضائع حين كانت في بيت
أهلها. وقد تشتد وطأة الحياة عليها لتلقي بها نهبا لشكوك إن كانت في غير
موضعها مرة عادت إليها بالخبر اليقين مرتين : "الزوج مرتبط بأخرى"، زواج
مسيار أو مسفار أو مصياف أو وناسة أو سياحة أو ما يأتي من أسماء جديدة.
محظور على البنت أن تحب (حبا عفيفا وطاهرا) حين تكون في بيت أهلها، ومصيبة
لو أحبت وهي طالبة جامعية واعية وراشدة،، وعيب أن تجهر بحبها لزوجها زوجة
أو أما لأطفال، وبالتالي فالحب في حياتها كلها عمره عدة أيام أو شهر إن
أسعدها الحظ وبقية العمر عطش وجداني تحمله معها إلى القبر، والحب عند
الرجل وعد مفتوح إلى أجل غير محدود .
من هنا تأتي المشكلة، فقد سمعنا وقرأنا أخبارا عن مشكلات اجتماعية حطت على
المرأة مع المسلسلات التركية المدبلجة بلهجة سورية.. بنات عكفن على تعلم
اللغة التركية حبا أو إعجابا ب "مهند"، ونساء وضعن صوره على شاشات
"الموبايل" فطردن إلى بيت الأب أو إلى بلادهن
بطبيعة الحال لست أدافع عن هذا السلوك في حد ذاته، ولست من المناصرين للذين طالبوا بالتصدي لتلك الأعمال الفنية بشكل أو آخر،
فهي لم تضع في الاعتبار أنها موجهة لبلد محدد، وإن صودرت من البث على قمر
صناعي ظهرت على عشرة أقمار أخرى، وإنما ما أدافع عنه هو حق المرأة
الإنساني في أن تكون لها مشاعر ككل البشر،
وحقها في حسن المعاملة ورفعة المعاشرة،
وحقها في الإنصاف بما لم تعط فرصة لقوله، فهي عارفة أن المسلسل وهم وخيال لا علاقة له بالحياة،
ومدركة أن أبطاله مجرد شخوص رسمت من لون على جدران أثير، فاستهواها أن
تجاري الوهم بوهم، لتوهم نفسها في النهاية بأن شيئا من عطشها قد وجد فرصة
للتعبير
بقلم د/ مطلق سعود المطيري