توفي في السويداء
الطفل شادي أجود القضماني11سنة، إثر سقوطه في حفرة محضر معد للبناء غمرتها
مياه الأمطار خلف منزل ذويه في «حي النهضة» والدة شادي روت، والحزن يعتصر
قلبها، أنه في حوالي الواحدة وبينما كان الطفل ذاهباً لإحضار الحليب من
بيت جارهم سالكاً ممراً ترابياً في وجيبة العقار المجاور.
انهار التراب تحت قدميه وسقط في البركة التي يزيد عمق الماء فيها على
المترين حيث قام شقيق شادي الأصغر- 9 سنوات- بالصراخ لتخرج الأم ومعها عمة
الطفل وجدته.. وعندما شاهدوا الطفل يقاوم الغرق قامت عمته بالاتصال على
الرقم/113/ وأبلغتهم بالحادثة ..
(الشغلة بدها غواص!)
وروى عم الطفل أنه عندما وصل إلى مكان الحادث كان ابن أخيه تحت الماء..ولم
يكن فريق الإطفاء قد وصل بعد، فقد وقف في أول الدخلة، ليدلهم على المكان
وأخبرهم فوراً أن يكونوا مستعدين لانتشال الطفل، ثم تعلق بسيارتهم،
فطمأنوه بأن لديهم معدات كاملة لمواجهة أي طارئ وكل ما عليه أن يدلهم على
المكان!. ويتابع: عندما شاهدتهم في مكان الحادث يدورون حول بعضهم أيقنت
أنهم لا يعلمون ماذا يفعلون؟!.. ذهبت إلى البيت واتصلت بـ «رئبال غرز
الدين» لمعرفتي به وأخبرته أن شادي غرق، وأننا بحاجة لمساعدته، وبالفعل
أغلق صالونه الواقع في ساحة «تشرين» وقدم على دراجته النارية ونزل حالاً
إلى الماء وقد بحث رئبال عن الطفل تحت الماء وانتشله وعندما خرج بالطفل
فوق الماء نزل خلفه أحد عناصر الإطفاء واستلمه منه فوق الماء مؤكداً أن
أياً من فريق الإطفاء لم يكن قد نزل إلى الماء، حتى بعد مرور كل هذا الوقت
من لحظة قيامه بالاتصال بصديقه ولغاية وصوله وهو ما أكده «رئبال غرز
الدين» .
«أم شادي» التي تعذبها فكرة أن إنقاذ ابنها كان ممكناً، لو أن فريق
الإطفاء سارع بالنزول إلى الماء فقد كان جسده لا يزال ظاهراً وتوضح أنها
ولهول المصيبة لم تعد تعي وكانت تصرخ بهم ها هو هناك أنقذوه..
رئيس مجلس المدينة
صفوان أبو سعدى أبدى تعاطفه وتفهمه لمأساة هذه الأسرة مبيناً أننا جميعاً
لدينا أطفال ونشعر بشعور من يفقد ابنه مبدياً استعداد مجلس المدينة لتحمل
مسؤولية أي تقصير قد يقع!.. وحول عدم إلزام المتعهد بوضع سواتر أوضح بأن
مجلس المدينة، لا يمكن له أن يحيط بكل حفرة، خاصة وأن الرخصة ليست جديدة
وقد مضى عليها وقت والمجلس لم يتلق أي اتصال من قبل أي من الجوار حول
الحفرة التي لا تقع على طريق فهي غير ظاهرة يحيط بها عدد من البيوت
المتناثرة، مؤكداً أن المجلس لا يقبل بأي تقصير في مسائل السلامة العامة
ووضع السواتر والشواخص على مساحة المدينة بكاملها وأن المكان الذي سقط فيه
الطفل وجيبة وليس طريقاً عاماً متسائلاً: لنفترض أن الطفل سقط دون أن يكون
المحضر ممتلئاً بالماء فهل سينجو من الحديد في القواعد؟!..
بدلة الغوص في السيارة!!
رئيس فوج الإطفاء السيد نضال عبود أكد لنا أنه لم يسجل أي اتصال ولم يتلق
أي شكوى حول الحفرة قبل يوم الحادث وأن أهل الطفل ربما يكونون قد اتصلوا
بالدفاع المدني.. وحول عدم ارتداء العنصر المختص بدلة الغوص، قال: البدلة
موجودة في السيارة ومعها كل المعدات اللازمة ولكن عناصرنا وصلوا بعد غرق
الطفل بأكثر من 5 دقائق وعمق الماء حوالي المترين لا يتطلب ارتداء البدلة
لأن ارتداءها يتطلب وقتاً ونحن نعلم أن الغريق يتعرض لصدمة بسبب برودة
الماء بعد ثلاث دقائق من الغرق وأنه ساعة وصولهم كان الطفل قد توفي وقد رد
على الزعم بأنه ليس بينهم من يجيد السباحة، بأنه لديهم غواص محترف ولكنه
لم يكن مناوباً واستدعاؤه من قريته البعيدة يتطلب وقتاً وأن العنصر الذي
نزل يعرف السباحة ولكنه ليس محترفاً وقد اتبع دورة غطس..
تشير المعطيات إلى أن الوفاة حصلت في حوالي الساعة الرابعة عشرة ظهراً،
وسببها توقف قلب وتنفس ناجم عن إغراق قصبي رئوي أدى إلى الوفاة وهو ما
يناقض ما ورد في تقرير قائد زمرة الإطفاء الذي يؤكد أن الطفل غرق قبل ربع
ساعة من وصولهم أي في الواحدة وثلاث دقائق!!
خلاصة
إذا تجاوزنا القدرية ومقولة: «الحذر لا ينجي من القدر» وتوجس الأم من
الحفرة خلف منزلها واتصالاتها العديدة، وقيام والد شادي بصف أحجار البلوك
حول الماء من الجهة الجنوبية دون أن يخطر في باله، أن ابنه سيسقط من الجهة
الشمالية الأبعد نسبياً والأقل احتمالاً..ولأنه لا يمكن لأي كان أن يعلم
بما يخبؤه له القدر فنلوم ونسأل لماذا؟!.. فإننا مطالبون بأخذ العبرة..
والسؤال الأهم لماذا تردد عنصر الإطفاء بالنزول فور وصوله لمحاولة إنقاذ
الطفل بينما يتطلب إنقاذ الغريق استغلال كل ثانية ممكنة، ولماذا لم يراقب
المتعهد؟!.. قد لا نكون عادلين في تقييمنا ردود أفعال من عاشوا لحظات
المأساة تلك سواء كانوا فريق الإطفاء أم أهل الطفل.. لكن فقدان طفل في عمر
الورود بهذه الطريقة المروعة يدفعنا لاتهام الإهمال والاستخفاف وكل من
تسبب بشكل أو بآخر بفصول هذه القصة المروعة!!
نقلا عن صحيفة الثورة
الطفل شادي أجود القضماني11سنة، إثر سقوطه في حفرة محضر معد للبناء غمرتها
مياه الأمطار خلف منزل ذويه في «حي النهضة» والدة شادي روت، والحزن يعتصر
قلبها، أنه في حوالي الواحدة وبينما كان الطفل ذاهباً لإحضار الحليب من
بيت جارهم سالكاً ممراً ترابياً في وجيبة العقار المجاور.
انهار التراب تحت قدميه وسقط في البركة التي يزيد عمق الماء فيها على
المترين حيث قام شقيق شادي الأصغر- 9 سنوات- بالصراخ لتخرج الأم ومعها عمة
الطفل وجدته.. وعندما شاهدوا الطفل يقاوم الغرق قامت عمته بالاتصال على
الرقم/113/ وأبلغتهم بالحادثة ..
(الشغلة بدها غواص!)
وروى عم الطفل أنه عندما وصل إلى مكان الحادث كان ابن أخيه تحت الماء..ولم
يكن فريق الإطفاء قد وصل بعد، فقد وقف في أول الدخلة، ليدلهم على المكان
وأخبرهم فوراً أن يكونوا مستعدين لانتشال الطفل، ثم تعلق بسيارتهم،
فطمأنوه بأن لديهم معدات كاملة لمواجهة أي طارئ وكل ما عليه أن يدلهم على
المكان!. ويتابع: عندما شاهدتهم في مكان الحادث يدورون حول بعضهم أيقنت
أنهم لا يعلمون ماذا يفعلون؟!.. ذهبت إلى البيت واتصلت بـ «رئبال غرز
الدين» لمعرفتي به وأخبرته أن شادي غرق، وأننا بحاجة لمساعدته، وبالفعل
أغلق صالونه الواقع في ساحة «تشرين» وقدم على دراجته النارية ونزل حالاً
إلى الماء وقد بحث رئبال عن الطفل تحت الماء وانتشله وعندما خرج بالطفل
فوق الماء نزل خلفه أحد عناصر الإطفاء واستلمه منه فوق الماء مؤكداً أن
أياً من فريق الإطفاء لم يكن قد نزل إلى الماء، حتى بعد مرور كل هذا الوقت
من لحظة قيامه بالاتصال بصديقه ولغاية وصوله وهو ما أكده «رئبال غرز
الدين» .
«أم شادي» التي تعذبها فكرة أن إنقاذ ابنها كان ممكناً، لو أن فريق
الإطفاء سارع بالنزول إلى الماء فقد كان جسده لا يزال ظاهراً وتوضح أنها
ولهول المصيبة لم تعد تعي وكانت تصرخ بهم ها هو هناك أنقذوه..
رئيس مجلس المدينة
صفوان أبو سعدى أبدى تعاطفه وتفهمه لمأساة هذه الأسرة مبيناً أننا جميعاً
لدينا أطفال ونشعر بشعور من يفقد ابنه مبدياً استعداد مجلس المدينة لتحمل
مسؤولية أي تقصير قد يقع!.. وحول عدم إلزام المتعهد بوضع سواتر أوضح بأن
مجلس المدينة، لا يمكن له أن يحيط بكل حفرة، خاصة وأن الرخصة ليست جديدة
وقد مضى عليها وقت والمجلس لم يتلق أي اتصال من قبل أي من الجوار حول
الحفرة التي لا تقع على طريق فهي غير ظاهرة يحيط بها عدد من البيوت
المتناثرة، مؤكداً أن المجلس لا يقبل بأي تقصير في مسائل السلامة العامة
ووضع السواتر والشواخص على مساحة المدينة بكاملها وأن المكان الذي سقط فيه
الطفل وجيبة وليس طريقاً عاماً متسائلاً: لنفترض أن الطفل سقط دون أن يكون
المحضر ممتلئاً بالماء فهل سينجو من الحديد في القواعد؟!..
بدلة الغوص في السيارة!!
رئيس فوج الإطفاء السيد نضال عبود أكد لنا أنه لم يسجل أي اتصال ولم يتلق
أي شكوى حول الحفرة قبل يوم الحادث وأن أهل الطفل ربما يكونون قد اتصلوا
بالدفاع المدني.. وحول عدم ارتداء العنصر المختص بدلة الغوص، قال: البدلة
موجودة في السيارة ومعها كل المعدات اللازمة ولكن عناصرنا وصلوا بعد غرق
الطفل بأكثر من 5 دقائق وعمق الماء حوالي المترين لا يتطلب ارتداء البدلة
لأن ارتداءها يتطلب وقتاً ونحن نعلم أن الغريق يتعرض لصدمة بسبب برودة
الماء بعد ثلاث دقائق من الغرق وأنه ساعة وصولهم كان الطفل قد توفي وقد رد
على الزعم بأنه ليس بينهم من يجيد السباحة، بأنه لديهم غواص محترف ولكنه
لم يكن مناوباً واستدعاؤه من قريته البعيدة يتطلب وقتاً وأن العنصر الذي
نزل يعرف السباحة ولكنه ليس محترفاً وقد اتبع دورة غطس..
تشير المعطيات إلى أن الوفاة حصلت في حوالي الساعة الرابعة عشرة ظهراً،
وسببها توقف قلب وتنفس ناجم عن إغراق قصبي رئوي أدى إلى الوفاة وهو ما
يناقض ما ورد في تقرير قائد زمرة الإطفاء الذي يؤكد أن الطفل غرق قبل ربع
ساعة من وصولهم أي في الواحدة وثلاث دقائق!!
خلاصة
إذا تجاوزنا القدرية ومقولة: «الحذر لا ينجي من القدر» وتوجس الأم من
الحفرة خلف منزلها واتصالاتها العديدة، وقيام والد شادي بصف أحجار البلوك
حول الماء من الجهة الجنوبية دون أن يخطر في باله، أن ابنه سيسقط من الجهة
الشمالية الأبعد نسبياً والأقل احتمالاً..ولأنه لا يمكن لأي كان أن يعلم
بما يخبؤه له القدر فنلوم ونسأل لماذا؟!.. فإننا مطالبون بأخذ العبرة..
والسؤال الأهم لماذا تردد عنصر الإطفاء بالنزول فور وصوله لمحاولة إنقاذ
الطفل بينما يتطلب إنقاذ الغريق استغلال كل ثانية ممكنة، ولماذا لم يراقب
المتعهد؟!.. قد لا نكون عادلين في تقييمنا ردود أفعال من عاشوا لحظات
المأساة تلك سواء كانوا فريق الإطفاء أم أهل الطفل.. لكن فقدان طفل في عمر
الورود بهذه الطريقة المروعة يدفعنا لاتهام الإهمال والاستخفاف وكل من
تسبب بشكل أو بآخر بفصول هذه القصة المروعة!!
نقلا عن صحيفة الثورة