فشل الأرجنتيني الموهوب خافيير سافيولا في فرض نفسه أساسياً في أغلب الفرق التي لعب معها في الدوريات الأوروبية، فلم ينجح في إقناع أي مدربٍ بأن يشركه بصفةٍ أساسية خلال المباريات، بل وشكل ذلك عائقاً في انضمامه إلى المنتخب الأرجنتيني مرة آخرى.
ظهر سافيولا (27 عاماً) على الساحة العالمية أثناء تألقه مع نادي ريفربليت الأرجنتيني ، إذ ساعد الفريق على الفوز ببطولة الافتتاح (أبيرتورا) عام 1999، وبطولة الختام (كلاسورا) عام 2000، وفي عام 1999 اختير أفضل لاعب في أمريكا الجنوبية وهو بعمر 18 عاماً، فعجل ذلك في قدوم الفتى الأرجنتيني إلى صفوف برشلونة، وسط توقعات بأن يسير على خطى مواطنه الأسطورة دييغو مارادونا، لكنه لم يقدم ما يؤهله للعب بشكلٍ دائم بسبب التذبذب في المستوى وعدم الجدية في الأداء، فلم يؤكد أحقيته بالتواجد في صفوف "البلوغرانا".
فما كان على النادي الإسباني إلاّ إعارته لنادي موناكو الفرنسي، الذي وصل معه لنهائي دوري أبطال أوروبا عام 2004، لكنه لم يكن يلعب بصورةٍ أساسية، فانتقل بعدها إلى نادي إشبيلية الإسباني ثم عاد مجدداً إلى "الكامب نو"، ثم انتهى به المطاف في النادي الملكي الذي لم يفارق دكة بدلائه منذ وصوله إليه.
إذاً لو نظرنا للأندية التي لعب لها سافيولا فيمكننا أن نقول بأنه يعد أفضل لاعبٍ في العالم، إذ خاض تجربة اللعب في صفوف أكبر الأندية الأوروبية وسجل العديد من الأهداف، إلا أنه فشل في إقناع مدربيه على الرغم من ذلك.
اللعب إلى جانب نجوم عالميين بحجم رونالدينيو وميسي وراؤول وكانوتيه ربما يكون سلاحاً ذو حدين، فإما أن يعطيك دفعةً قويةً لمنافستهم وأخذ مكان بينهم ، أو أن تلازم دكة البدلاء دون فراق، وهذا بالفعل ماحدث مع المهاجم الأرجنتيني في برشلونة وريال مدريد.
أهو تناسٍ أم تجاهل؟ وإن كان الأخير فلمذا التثبت في المكان الذي هو فيه؟ أم أنه في البداية لم يكن سوى مشروع لاعبٍ واعد سارع الإعلام بتضخيمه وإعطاءه أكثر من حجمه، أم تندرج ضمن ظاهرة تقاضي الرواتب الخيالية دون امتلاك موهبة حقيقية مثل كثير من اللاعبين أبرزهم ويسلي براون لاعب مانشستر يونايتد، وحارس الميلان زليكو كالاتش، وأوليغير مدافع برشلونة الذين لا يستحقون اللعب مع أنديتهم الكبيرة.
سافيولا يمتلك الموهبة لكنه لم يحظى بثقة أي مدربٍ لعب تحت قيادته، إذ أنه في كل نادٍ يتوقع الأفضل لكنه يتفاجأ بالنقيض تماماً، وها هو أخيراً عندما كان قاب قوسين أو أدنى من الانتقال إلى الدوري الإنجليزي وتجربة اللعب في نيوكاسل، امتنع النادي الملكي عن بيعه وقرر إبقائه في "خزائن" النادي لعامٍ آخر.