10/05/2009
أطلقت شركة MTN سورية خدمة جديدة اعتبرتها فتحاً في عالم الخدمات العصرية تقوم
على توجيه رسالة تربوية بالغة الرداءة لطلاب
الشهادة الثانوية مستغلة اضطرابهم في
شهر التحضير القياسي قبل الامتحان.
وأطلقت MTN على خدمتها المبتكرة اسم Bakaloria
mobile وبشّرت بأنها لجميع الخطوط لاحقة
الدفع ومسبقة الدفع وهي تتطلب من الطالب إرسال رسالة لرقم رباعي تتضمن تفعيل
الخدمة مقابل 25 ليرة أو ما يعادلها من الوحدات ويشير بيان الشركة و"إعلانها
كذلك" في نهايتهما إلى أن هذه الخدمة تتطلب تفعيل خدمة الانترنت عبر الموبايل
GPRS ولمن لا يعرف هذه الخدمة فهي تمكن المشترك "الطالب في هذه
الحالة" من الدخول إلى الانترنت عبر الموبايل "حصراً" وبكلفة ربع
ليرة لكل 10 كيلوبايت.
ولانعرف إن
كانت وزارة التربية قد استشيرت بإطلاق هذه الخدمة أو علمت بها لكن الشركة قالت:
"يتضمن الموقع حل ومادمنا نتحدث عن خدمة تعليمية فهي تقصد حلاً لمسائل علمية
- تعاريف وتعاليل – شرح أبيات الشعر وإعرابها بالإضافة إلى الإجابة عن كافة
الاستفسارات المتعلقة بالمنهاج".وتأتي هذه
الخدمة في شهر أيار الذي تكون فيه نصف بيوت سورية واقعة تحت ضغط التوتر بسبب
الامتحانات ويكون الطلاب وأهاليهم في أقصى حالات القلق ويكونوا مستعدين للتعلق بأي
قشة وهذا ما جاءت الشركة لتفعله ولتقدم للطلاب ذريعة للانشغال عن دراستهم الحقيقية
وتقدم شاشة الموبايل بديلاً لكتبهم ومناهجهم التي سيخضعون للامتحان مما تحتويه
والجميع يعلم أن مواجهة الشاشات "التلفزيون والكمبيوتر والموبايل" هي
أزمة الأهل مع أبنائهم في هذا الزمن وشهر الامتحان هو الفترة الوحيدة التي يتمكن
الأهل فيها من انتزاع أبنائهم من أمام هذه الشاشات ليفعلوا شيئاً حقيقياً يمس
مستقبلهم.
ومن الطريف
أن إعلان الشركة تضمن إشارة إلى أن هذه الخدمة تعمل بإشراف أساتذة مختصين وهي
إشارة ذكية بالفعل لأن خدمة كهذه لم يكن ينقصها سوى أن يكون الاساتذة غير مختصين
أو أن يعد الإجابات ويحل المعادلات موظفو خدمة الزبائن بأنفسهم.
وبغض النظر
عن أن الشركة تقدم نفسها بديلاً للكتب والمناهج والأساتذة والدراسة طوال العام وعن
القيمة التربوية السيئة التي توصلها للطلاب وتمرير شعور بأنهم يطلعون على منهاج
البكالوريا بكبسة زر على الموبايل بغض النظر عن كل ذلك فإن هذه الخدمة تفتح مجموعة
من الأسئلة أولها:
دور الجهات الرسمية في الرقابة على الخدمات التي تطلقها الشركات
الخاصة وهي في هذه الحالة وزارة التربية التي نطالبها بتدخل عاجل ينطلق من اسمها
ودورها في تحصين الجيل تربوياً قبل تعليمهم.
وثاني الأسئلة هو:
إلى متى ستحتفظ شركات الاتصالات بهذه الدرجة من الحصانة لتكون قادرة
على أن تفعل ما تشاء بأي وقت تشاء وبأي سعر تشاء حتى لو كان في الأمر استغلال
لظروف الناس ومشاعرهم وحتى تربية أبنائهم وربما معتقداتهم لاحقاً.
أنا حبيت آخد رأيكون بالموضوع
وهو منقول
عدل سابقا من قبل Alishoo-M في الإثنين مايو 11, 2009 11:00 pm عدل 1 مرات