(الدردشة) علم (فكفكة) صدأ النفس، وزعزعة تعقيدات الروح..
وبقدرماهي نضرة وحنونة وحياتية تقدر على منح المشاعر وسام الحبّ والرقي..
(الصداقة تشابه، أو بعض اقتناع بالأصدقاء، وما يعيشونه ويسلكونه
ويفكرونه.. وهي كماجاء عن الفلاسفة القدماء إما صداقة منفعة، وهي الأوهى
والأضعف، وإمّا صداقةٌ لذّة وتتنوع في أحوالها الأحوال والتأويلات
والأقوال، وإما صداقة فضيلة ورؤى ناجحةٌ وناجعةٌ ونابعةٌ من خبرة روح
الإنسان وعمره، لأن الروح تتعلم من الأيام وما يطرأ عليها من أطوال وأطوار
وتغييرات، الفكرة الصافية وعافية الملاحظة والتأملات..ويحسن بالأصدقاء
النجباء أن يملكوا في سجلات نفوسهم صفات الفضيلة ولذة المنفعة المؤدية إلى
الحب وشجرات الروح النضرة).
تذكرت حسناء أقوال وحكمة الجد، وتمنت أن تورث ابنتها النضرة لبابة نضارة
المعاني و الحياة، وأن تعلمها سيرة الأشواق المعتقة، كأحسن النبيذ.. ولم
يغب عن بالها أن تتآلف، كعادتها مع الدردشة الزاهرة الزاهية، كشجرات
القرية، ذات الصفاء والماء والنماء، وهي التي تخبر نفسها والأقرباء:
الدردشة تنعش القلب، وتملأ الفؤاد بشذى خاص وعميق، لايماثله شذىآخر.
- الجد لاتعرفينه، يالبابة إلا عبر الأحاديث والحكايات..؟ أو لعلك قرأت
العديد من أوراقه المتبقية في خزانتي وخزائن الجدة والأقرباء..
- وأرى صورته وأتخيله وألاحظ حياته وسلوكه ويوميات عيشه وأسراره.
- قوة الخيال تستحضر الأفكار والأقرباء الغائبين:
وأنت خيالٌ صاغته الحياة ونضارة رؤى الأم اللهوفة.. وهل تكون الأم غير لهوفة؟!.
-يتراءى لي الجد بملامحه الحاكية وأكاد أصغي وأسمع صوته المحتفي، وكلماته
الحافة بالبساطة، والمسرورة، رغم قلة ما في اليد يعطي بشجاعة ويسقي إحساسه
بماء المودة والمسرات التي يبتكرها ويطلب لها السقيا والحياة..
- الإنسان الطيب النضر كجدك وأصدقائه تصير عنده وعندهم الكلمات حباً وصدى لاينسى.
وتصير أصواتهم كرنين عذوبة، كنا نلمها بأسماعنا وإصغاء انتباهنا من الغابة
المتقاربة مع البيوت والكروم ودروس المطر وأحاديث الجيران.. جدّك كالغابة
متآلف مع فرحة النفوس، ومتصادقة رؤاه مع جملة رؤى الأقرباء والأحباب،
الذين يجيئون إلى البيت المسور بخبرة الظلال الحميدة.. تصوري أنه كان
يُربّي الأغصان على الألفة، ويرتّب بهجتها كما ترتّب العاشقة أنفاسها
وعطرها وحنينها بانتظار الحبيب الآتي..
- وكيف تكون الظلال غير حميدة؟.
- سمعت الكثيرين من الأقرباء يحكون عن ظل أخفى الحرباء والحشرات.. ويوسف
ولد الجدة الذكي لدغته أفعى لعينة، كانت تختفي بين الأوراق..
يوسف مدلل أمه، كما يسمونه اقترب من الغصن ومد يده باتجاه الثمار، فلاقته اللدغة، بدل الثمار.
ولم تكمل حسناء خيوط ديباجتها وخيطان الحديث الدائر بينها وبين البنت
النضرة وصديقتها المليحة كقصيدة مطر وشجر، حتى حضر صوت القريب يوسف،
وسبقته آهة كاتمة للقهر:
- كيف قريبتنا؟
- أهلاً ومرحباً بولد أمّ يوسف الذي لدغه الغصن وحمته ولولة الأم ولهفتها..
أطل بقامته العالية كشجرة حور تربَّع على كتفيها عشُّ عصفورين من توق ومن إعجاب.
قالت بلغة أميل إلى الهمس ودردشة النجوى: يوسف يُشبه الجد بالقامة
والملامح.. وحين أراه يلوح لي أفق السنوات البعيدة، المزينة بالتفاؤل
القليل والفقر العديد..
وبقدرماهي نضرة وحنونة وحياتية تقدر على منح المشاعر وسام الحبّ والرقي..
(الصداقة تشابه، أو بعض اقتناع بالأصدقاء، وما يعيشونه ويسلكونه
ويفكرونه.. وهي كماجاء عن الفلاسفة القدماء إما صداقة منفعة، وهي الأوهى
والأضعف، وإمّا صداقةٌ لذّة وتتنوع في أحوالها الأحوال والتأويلات
والأقوال، وإما صداقة فضيلة ورؤى ناجحةٌ وناجعةٌ ونابعةٌ من خبرة روح
الإنسان وعمره، لأن الروح تتعلم من الأيام وما يطرأ عليها من أطوال وأطوار
وتغييرات، الفكرة الصافية وعافية الملاحظة والتأملات..ويحسن بالأصدقاء
النجباء أن يملكوا في سجلات نفوسهم صفات الفضيلة ولذة المنفعة المؤدية إلى
الحب وشجرات الروح النضرة).
تذكرت حسناء أقوال وحكمة الجد، وتمنت أن تورث ابنتها النضرة لبابة نضارة
المعاني و الحياة، وأن تعلمها سيرة الأشواق المعتقة، كأحسن النبيذ.. ولم
يغب عن بالها أن تتآلف، كعادتها مع الدردشة الزاهرة الزاهية، كشجرات
القرية، ذات الصفاء والماء والنماء، وهي التي تخبر نفسها والأقرباء:
الدردشة تنعش القلب، وتملأ الفؤاد بشذى خاص وعميق، لايماثله شذىآخر.
- الجد لاتعرفينه، يالبابة إلا عبر الأحاديث والحكايات..؟ أو لعلك قرأت
العديد من أوراقه المتبقية في خزانتي وخزائن الجدة والأقرباء..
- وأرى صورته وأتخيله وألاحظ حياته وسلوكه ويوميات عيشه وأسراره.
- قوة الخيال تستحضر الأفكار والأقرباء الغائبين:
وأنت خيالٌ صاغته الحياة ونضارة رؤى الأم اللهوفة.. وهل تكون الأم غير لهوفة؟!.
-يتراءى لي الجد بملامحه الحاكية وأكاد أصغي وأسمع صوته المحتفي، وكلماته
الحافة بالبساطة، والمسرورة، رغم قلة ما في اليد يعطي بشجاعة ويسقي إحساسه
بماء المودة والمسرات التي يبتكرها ويطلب لها السقيا والحياة..
- الإنسان الطيب النضر كجدك وأصدقائه تصير عنده وعندهم الكلمات حباً وصدى لاينسى.
وتصير أصواتهم كرنين عذوبة، كنا نلمها بأسماعنا وإصغاء انتباهنا من الغابة
المتقاربة مع البيوت والكروم ودروس المطر وأحاديث الجيران.. جدّك كالغابة
متآلف مع فرحة النفوس، ومتصادقة رؤاه مع جملة رؤى الأقرباء والأحباب،
الذين يجيئون إلى البيت المسور بخبرة الظلال الحميدة.. تصوري أنه كان
يُربّي الأغصان على الألفة، ويرتّب بهجتها كما ترتّب العاشقة أنفاسها
وعطرها وحنينها بانتظار الحبيب الآتي..
- وكيف تكون الظلال غير حميدة؟.
- سمعت الكثيرين من الأقرباء يحكون عن ظل أخفى الحرباء والحشرات.. ويوسف
ولد الجدة الذكي لدغته أفعى لعينة، كانت تختفي بين الأوراق..
يوسف مدلل أمه، كما يسمونه اقترب من الغصن ومد يده باتجاه الثمار، فلاقته اللدغة، بدل الثمار.
ولم تكمل حسناء خيوط ديباجتها وخيطان الحديث الدائر بينها وبين البنت
النضرة وصديقتها المليحة كقصيدة مطر وشجر، حتى حضر صوت القريب يوسف،
وسبقته آهة كاتمة للقهر:
- كيف قريبتنا؟
- أهلاً ومرحباً بولد أمّ يوسف الذي لدغه الغصن وحمته ولولة الأم ولهفتها..
أطل بقامته العالية كشجرة حور تربَّع على كتفيها عشُّ عصفورين من توق ومن إعجاب.
قالت بلغة أميل إلى الهمس ودردشة النجوى: يوسف يُشبه الجد بالقامة
والملامح.. وحين أراه يلوح لي أفق السنوات البعيدة، المزينة بالتفاؤل
القليل والفقر العديد..