LBC تؤمن بالمثل القائل «ابعد عن الشر وغنيلو»، ورأت أن الشرّ تمثله
البرامج الانتقاديّة الساخرة عبر شاشتها، فلجأت إلى اتخاذ قرار سريع بوقف
«بس مات وطن» و«دمى قراطيّة» لشربل خليل، و«8ـــــ14 ونحنا» لفريق مسرح
الساعة العاشرة، إلى ما بعد انتهاء الاستحقاق الانتخابي، كأن هذه البرامج
هي رأس الأفعى الذي يجب قطعه خوفاً على السلم الأهلي. وثمة من يشيع أن
برامج خليل لن تعود إلى LBC رغم الأرباح التي تحقّقها لها.
ماذا يجري
حقاً داخل LBC؟ ولماذا تلجأ لأول مرّة في تاريخها إلى تغيير جذري في
برمجتها، فتبث المسلسل اللبناني «الطائر المكسور» يوميّاً، بعدما اختصرت
حلقته إلى أقل من نصف ساعة، ثم يطل مارسيل غانم في حوارات سياسيّة يوميّة
إلا في ليلة الجمعة؟ هل للبرامج الساخرة كل هذا التأثير على الشارع
اللبناني؟ وإذا كانت المحطة ترى ذلك، فلمَ لم تلجأ إلى إيقافه في
الانتخابات الماضية؟ وهل للمقال المشؤوم لشارل أيوب في «الديار» أي علاقة
بذلك؟
تظلّ برامج LBC أخفّ وطأة من سخرية البرامج المشابهة على
«المستقبل» و«الجديد» وOtv. فـ«8ـــــ14 ونحنا» يتبع مبدأ «ضربة على
الحافر وضربة على المسمار»، ويتوجه إلى الأطراف السياسيّة اللبنانيّة
كافة. وإذا كان الأمر يختلف قليلاً مع شربل خليل، إلاّ أن صفة البرنامج
الانتقادي الساخر، لا تزال تنطبق على برامجه، على عكس بقيّة المحطّات التي
تغنّي على ليل تياراتها وأحزابها. فانتقاد LBC لأهل السياسة ألطف من
الهجوم العنيف لبرنامج «لا يملّ» للمخرج ناصر فقيه (الاثنين 21:00 على
«المستقبل»)، على قوى 8 آذار (مارس) وعلى الجنرال ميشال عون تحديداً،
ودفاعه المستميت عن الحكومة وقوى الموالاة. وهو أخفّ أيضاً من برنامج
«إربت تنحل» للمخرج إيلي فغالي (الأربعاء 20:40 على «الجديد»)، مع Miss
Orange وأصدقائها والانحياز لـ«التيار الوطني الحر». بعد ذلك، تأتي Otv.
هنا، حدّث ولا حرج عن هجوم مبرمج على الموالاة. ويكشف مصدر في المحطة أن
إدارة البرامج ترفض انتقاد المعارضة، تاركة لحلقات «عشرة بعد النشرة»
و«أوفريرا» أن تكيل ما يحلو لها من انتقادات للموالاة.
لعل LBC، تفضّل
أن تبتعد عن وجع الرأس أكثر من أي وقت مضى، لأن مشاكلها تكفيها بين نزاع
قضائي مع القوّات اللبنانيّة، وما يتردد عن طلاق وشيك مع «روتانا» ولجوئها
إلى تأجيل عقود أعمالها الجديدة حتى إشعار آخر، ما سيدفع بأصحاب الأعمال
إلى تبديل وجهتهم إلى «المستقبل».