أن الحكومات العربية قررت نقل صراعاتها من الأرض إلى الفضاء، حيث كشفت
مصادر مطلعة في الدوحة أن قطر تدرس حاليا إطلاق قمر صناعي ينافس نايل سات
وعربسات ويمثل شبكة أمان لقناة الجزيرة في حال قررت القاهرة إزالتها من
نايلسات.
وفي السياق ذاته ، صرح الإعلامي المصري حمدي قنديل لصحيفة "القدس العربي"
بأن الحكومة المصرية وجهت إنذارا لقناتي "المنار" في شهر إبريل الماضي
و"نيوتي في" في شهر فبراير الماضي بإزالتهما من قمر النايل سات إذا قررتا
استضافة برنامج "قلم رصاص " الذي يقدمه.
ويرجح مراقبون أن "حرب الفضائيات" لن تقف عند حدود ما سبق بل إنها مرشحة
للتصاعد بعد أن تقدم نواب بمجلس الشيوخ الأمريكي في 10 مايو بمشروع قانون
يطالب إدارة الرئيس باراك أوباما بوضع أربع فضائيات عربية ضمن المنظمات
"الإرهابية" الدولية ومراجعة علاقة الولايات المتحدة مع الدول التي ترعى
هذه القنوات.
ووصف مشروع القانون الذى تقدم به النائب الجمهوري جس بيليراكيس والنائب
الديمقراطي جوزيف كراولي عددا من القنوات الفضائية العربية بأنها تبث
التحريض على العنف ضد الولايات المتحدة والأمريكيين ومنها قناة المنار
اللبنانية، والأقصى الفلسطينية، والزوراء والرافدين العراقيتان، وجميعها
تبث على القمر الاصطناعي المصري "نايل سات" ، والقمر العربي "عرب سات".
وأضاف أن قناة المنار والأقصى والزوراء تبث موادا إعلامية تحرض على العنف
ضد الولايات المتحدة والأمريكيين وتساعد المنظمات "الإرهابية" الخارجية فى
تنفيذ عملياتها وتجمع التبرعات والدعاية لهذه المنظمات ، مطالبا إدارة
أوباما بأن تصنف في قائمتها للمنظمات الإرهابية مانحي خدمة القمر
الاصطناعي المتعاقدة مع قنوات المنار والأقصى والرافدين والزوراء أو أي
محطة أخرى تملكها أو تشغلها منظمات تصنفها الولايات المتحدة كمنظمات
"إرهابية".
وحث أيضا على ضرورة إتخاذ إجراءات عقابية ضد مانحي خدمات القمر الاصطناعي
الذين يبثون قنوات المنار والأقصى والرافدين والزوراء أ و أي محطة أخرى
يملكها ويشغلها "إرهابيون" ، داعيا الرئيس أوباما إلى تقديم تقرير
للكونجرس عن التحريض على العنف ضد الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ورغم أن أعضاء الكونجرس الموالين لإسرائيل اعتادوا في السابق انتقاد
المحطات العربية، إلا أن هذه تعتبر المرة الأولى التي ينتقل فيها الانتقاد
إلى الأقمار الصناعية وموفري خدمة بث المحطات ، وفي حال كهذا فإن
الفضائيات العربية وخاصة السياسية منها بات أمامها خيار واحد إما التراجع
عن مهاجمة إسرائيل وأمريكا أو التعرض لخطر الإغلاق وهذا ما تحاول قطر
تجنبه منذ الآن.