اعتاد البعض على
طرح السؤال « شو في ما في » عندما يلتقي أحدهم الآخر مستفسرا عن كل صغيرة
وكبيرة , متناقضة أو منسجمة , حتى تحول السؤال إلى طرفة تروى
عندما أجاب الكومبيوتر عن أصعب الأسئلة وأعقدها في جزء من أعشار الثانية
.. لكنه تلعثم وارتبك , ثم ما لبث أن حطم نفسه واشتعلت فيه النار حين سأله
أحدهم « شو في ما في» بدلالة التناقض الصارخ الذي ينطوي عليه نص السؤال من
استفهام وجواب نفي في آن معا !!
الفلسفات كلها .. مثلها مثل الكومبيوتر , لديها قواعد للتحليل والتركيب ,
وأنظمة للتشغيل وإعادة إنتاج الأفكار , تتعامل مع المعطيات الواردة
فتحللها أو تركبها , وتحاول الإجابة عن أي سؤال مطروح , فإما أن تعطي
حلولا وأجوبة كاملة أو تعطي مشاريع حلول وشبه حلول , فإن عجزت .. تعتذر
وتتنحى وتترك للزمن أن يفعل فعله في المعطيات والمعلومات زيادة أو تبديلا
أو تصحيحا ؟
ولأن العلة , أي المرض , ليس في الفلسفة ولا هو في الكومبيوتر , بل في
المعطيات والمعلومات المطلوب البحث في تقاطعاتها وافتراقاتها ومطابقاتها ,
فإن أي فلسفة على الإطلاق ستعجز حتما وتتنحى جانبا إذا ما طلب إليها تفسير
بعض المعطيات السياسية العربية أو تحليلها واستنتاج أي شيء مقبولا عقليا
منها , وكذلك فإن أي كومبيوتر مهما بلغ من التقنية وسرعة الأداء وقوة
برامج التشغيل .. سيتلعثم ويرتبك وينفجر إذا ما جرى تزويده بالمعطيات
السياسية العربية ذاتها وطلب إليه تقديم تفسير منطقي يقبله العقل ويستسيغه
, وسأقدم لكم الدليل القاطع على عجز الفلسفات وانفجار الكومبيوترات
بمعلومتين أو ثلاث فقط , تشكل بحد ذاتها شحنات ناسفة لأي فلسفة أو
كومبيوتر , ويمكن بعدها لكل قارىء عربي أن يجد آلافا منها وعلى مثالها من
وحي الحياة السياسية العربية اليوم وكل يوم :
في يوم واحد , حكومة عربية تفاخر بأنها أنهت وبسرعة قياسية ومعونة أميركية
, وعلى غير العادة في الأشغال العربية عموما , تركيب أجهزة عالية الدقة
والتقنية لضبط حالات «تهريب» الأسلحة إلى المقاومة في قطاع غزة , تقابلها
حكومة غير عربية يدافع رئيسها دفاعا شديدا وبحزم لافت عن المقاومة ذاتها
في القطاع ذاته , ودون مفاخرة , في واحد من أعلى المنابر الدولية فيما
ممثل العرب الأول جالسا يفلي لحية أو يمسد شاربا أو يترحم عليهما وعلى
المنبر ذاته ؟
الخارجية الاسرائيلية وعلى موقعها الإلكتروني على النت تتبنى وتنشر آراء
ومقالات العديد من الصحفيين والكتاب العرب يوميا كصدى لصوتها وتعبير عنها
وعن ضميرها , تقابلها فضائيات وصحف بتمويل وتوجيه ولسان عربي , تردح
للعروبة سما مدسوسا في الدسم طوال النهار ثم تبيت في المخدع الإسرائيلي ؟
أتساءل باستنكار.. لم لا تعجز الفلسفة إذاً وينفجر الكومبيوتر ؟؟
خالد الأشهب
صحيفة الثورة
طرح السؤال « شو في ما في » عندما يلتقي أحدهم الآخر مستفسرا عن كل صغيرة
وكبيرة , متناقضة أو منسجمة , حتى تحول السؤال إلى طرفة تروى
عندما أجاب الكومبيوتر عن أصعب الأسئلة وأعقدها في جزء من أعشار الثانية
.. لكنه تلعثم وارتبك , ثم ما لبث أن حطم نفسه واشتعلت فيه النار حين سأله
أحدهم « شو في ما في» بدلالة التناقض الصارخ الذي ينطوي عليه نص السؤال من
استفهام وجواب نفي في آن معا !!
الفلسفات كلها .. مثلها مثل الكومبيوتر , لديها قواعد للتحليل والتركيب ,
وأنظمة للتشغيل وإعادة إنتاج الأفكار , تتعامل مع المعطيات الواردة
فتحللها أو تركبها , وتحاول الإجابة عن أي سؤال مطروح , فإما أن تعطي
حلولا وأجوبة كاملة أو تعطي مشاريع حلول وشبه حلول , فإن عجزت .. تعتذر
وتتنحى وتترك للزمن أن يفعل فعله في المعطيات والمعلومات زيادة أو تبديلا
أو تصحيحا ؟
ولأن العلة , أي المرض , ليس في الفلسفة ولا هو في الكومبيوتر , بل في
المعطيات والمعلومات المطلوب البحث في تقاطعاتها وافتراقاتها ومطابقاتها ,
فإن أي فلسفة على الإطلاق ستعجز حتما وتتنحى جانبا إذا ما طلب إليها تفسير
بعض المعطيات السياسية العربية أو تحليلها واستنتاج أي شيء مقبولا عقليا
منها , وكذلك فإن أي كومبيوتر مهما بلغ من التقنية وسرعة الأداء وقوة
برامج التشغيل .. سيتلعثم ويرتبك وينفجر إذا ما جرى تزويده بالمعطيات
السياسية العربية ذاتها وطلب إليه تقديم تفسير منطقي يقبله العقل ويستسيغه
, وسأقدم لكم الدليل القاطع على عجز الفلسفات وانفجار الكومبيوترات
بمعلومتين أو ثلاث فقط , تشكل بحد ذاتها شحنات ناسفة لأي فلسفة أو
كومبيوتر , ويمكن بعدها لكل قارىء عربي أن يجد آلافا منها وعلى مثالها من
وحي الحياة السياسية العربية اليوم وكل يوم :
في يوم واحد , حكومة عربية تفاخر بأنها أنهت وبسرعة قياسية ومعونة أميركية
, وعلى غير العادة في الأشغال العربية عموما , تركيب أجهزة عالية الدقة
والتقنية لضبط حالات «تهريب» الأسلحة إلى المقاومة في قطاع غزة , تقابلها
حكومة غير عربية يدافع رئيسها دفاعا شديدا وبحزم لافت عن المقاومة ذاتها
في القطاع ذاته , ودون مفاخرة , في واحد من أعلى المنابر الدولية فيما
ممثل العرب الأول جالسا يفلي لحية أو يمسد شاربا أو يترحم عليهما وعلى
المنبر ذاته ؟
الخارجية الاسرائيلية وعلى موقعها الإلكتروني على النت تتبنى وتنشر آراء
ومقالات العديد من الصحفيين والكتاب العرب يوميا كصدى لصوتها وتعبير عنها
وعن ضميرها , تقابلها فضائيات وصحف بتمويل وتوجيه ولسان عربي , تردح
للعروبة سما مدسوسا في الدسم طوال النهار ثم تبيت في المخدع الإسرائيلي ؟
أتساءل باستنكار.. لم لا تعجز الفلسفة إذاً وينفجر الكومبيوتر ؟؟
خالد الأشهب
صحيفة الثورة
عدل سابقا من قبل Ali Al-Kabeer في الأربعاء يونيو 10, 2009 3:05 am عدل 1 مرات