قياساً بما نرتكب من أكاذيب على مدار العام فإنه يصبح من المناسب أن نطلق تسمية يوم الصدق على الأول من نيسان ، ففي هذا اليوم فقط نعترف بالكذب وقد نعتذر عنه أيضاً إذا ما تسبب بأي شكل من أشكال الأذى للآخر ، كما أننا نمارس نوعاً محدداً من أنواع الكذب وهو الكذب الواعي ، غير أننا في الأيام العادية قد نكذب بوعي وبسبق تعمد وقد نكذب غير واعين بأننا نكذب على أنفسنا وعلى الآخرين وباستخدام وسائل وحيل دفاعية فاقت بكثير تلك التي ذكرها المتخصصون بنظريات علم النفس وعلم النفس الاجتماعي ، فمتى نكذب وما الذي يدفعنا للكذب؟
نكذب أحترازاً من تبعات الصدق بافتراض أن آليات ووسائل عقاب كثيرة تلك المترتبة عن الصدق وكما هو مختبر واقعياً، فالثقافة المفخخة بمفردات العيب والحرام والممنوع والمنفتحة في الوقت ذاته على هذه الممنوعات تتخم أفرادها أيضا بوسائل وآليات الدفاع وعلى رأسها الكذب .
نكذب عندما يمنح كل شخص ذاته الحق في التجسس على الآخر ومعرفة كل كبيرة وصغيرة عنه ، نكذب ويكذب علينا في آن معاً ، نخترق بأبشع صور الاختراق خصوصيات الآخرين ونخضع لرقابتهم أيضاً ، وعلى من يضجر بكلا الدورين أن يبحث له عن عالم آخر ..
نكذب عندما نشعر بأن الآخرين لا يتقبلوننا بدون أقنعتنا وصورنا ككذابين ، وعندما نضطر لموافقة توقعاتهم ، أنت تعرف والآخر يعرف وهم جميعاً يعرفون بأننا رواد في فن طعن الغائب لكننا نصر إذا ما حضرنا على أن نسمع ما نريد ونصر في الوقت ذاته على إسماع الحاضر ما يتوقع ، أما ما يقال في الغياب فليس يعني أحدنا وما يعنينا فقط سلامة الأقنعة وثباتها وأدائها لوظائفها على أتم وجه ، فإحدى وظائفها يكمن في أنها تكمل أكاذيب أخرى نمارسها مع الذات ، فنحن نكذب على أنفسنا كثيراً ونظلمها كثيراً أيضا عندما نحاول تجميلها وترميم ما يحل بها من خراب عريق ، وعندما نقصيها من دائرة الحقيقة ونلزم المقابل بارتداء القناع فلا نسمح له بالاقتراب من ساحاتها المحظورة وأسوارها الهشة ..
في زمن أغتيلت فيه الحقائق وألبست فيه المفاهيم والمفردات ألف رداء وأحيط فيه الكذابون بأقصى درجات الحماية والتبجيل فإننا قد نكذب جبناً وقد نكذب طلباً للنجاة والراحة ، وقد نكذب رغبة باللحاق بالركب والانفكاك من الخسائر التي أورثنا ويورثنا إياها الصدق .. فمن قد يعرضه صدقه للتهميش والفناء أو المسائلة قد يضطر آسفاً للدفاع عن وجوده وإثبات حادثة ميلاد جديدة والانضمام إلى ركب الكذابين بدلاً من خيارات أخرى ؟؟
نكذب كثيراً .. وقليلاً ما نصدق ، إلا أننا في حالة انسجام مع آلية الكذب .. وذلك لا يفسر بدوافع ومبررات الكذب واقتناعنا بأنه أصبح من متطلباتها .. بل لأننا لا نصارح أنفسنا بحقيقة ما نحن فيه ولأننا ندعي الصدق دوماً كما ندعي تحلينا بالكثير من الصفات التي ننسبها إلى ذواتنا وهي منا براء ..
اليوم الأول من نيسان هو أصدق يوم وليس أكذب يوم
نكذب طوال العام .. وقد نصدق في الأول من نيسان .. هل يمكننا أن نصدق أكثر ؟
نكذب أحترازاً من تبعات الصدق بافتراض أن آليات ووسائل عقاب كثيرة تلك المترتبة عن الصدق وكما هو مختبر واقعياً، فالثقافة المفخخة بمفردات العيب والحرام والممنوع والمنفتحة في الوقت ذاته على هذه الممنوعات تتخم أفرادها أيضا بوسائل وآليات الدفاع وعلى رأسها الكذب .
نكذب عندما يمنح كل شخص ذاته الحق في التجسس على الآخر ومعرفة كل كبيرة وصغيرة عنه ، نكذب ويكذب علينا في آن معاً ، نخترق بأبشع صور الاختراق خصوصيات الآخرين ونخضع لرقابتهم أيضاً ، وعلى من يضجر بكلا الدورين أن يبحث له عن عالم آخر ..
نكذب عندما نشعر بأن الآخرين لا يتقبلوننا بدون أقنعتنا وصورنا ككذابين ، وعندما نضطر لموافقة توقعاتهم ، أنت تعرف والآخر يعرف وهم جميعاً يعرفون بأننا رواد في فن طعن الغائب لكننا نصر إذا ما حضرنا على أن نسمع ما نريد ونصر في الوقت ذاته على إسماع الحاضر ما يتوقع ، أما ما يقال في الغياب فليس يعني أحدنا وما يعنينا فقط سلامة الأقنعة وثباتها وأدائها لوظائفها على أتم وجه ، فإحدى وظائفها يكمن في أنها تكمل أكاذيب أخرى نمارسها مع الذات ، فنحن نكذب على أنفسنا كثيراً ونظلمها كثيراً أيضا عندما نحاول تجميلها وترميم ما يحل بها من خراب عريق ، وعندما نقصيها من دائرة الحقيقة ونلزم المقابل بارتداء القناع فلا نسمح له بالاقتراب من ساحاتها المحظورة وأسوارها الهشة ..
في زمن أغتيلت فيه الحقائق وألبست فيه المفاهيم والمفردات ألف رداء وأحيط فيه الكذابون بأقصى درجات الحماية والتبجيل فإننا قد نكذب جبناً وقد نكذب طلباً للنجاة والراحة ، وقد نكذب رغبة باللحاق بالركب والانفكاك من الخسائر التي أورثنا ويورثنا إياها الصدق .. فمن قد يعرضه صدقه للتهميش والفناء أو المسائلة قد يضطر آسفاً للدفاع عن وجوده وإثبات حادثة ميلاد جديدة والانضمام إلى ركب الكذابين بدلاً من خيارات أخرى ؟؟
نكذب كثيراً .. وقليلاً ما نصدق ، إلا أننا في حالة انسجام مع آلية الكذب .. وذلك لا يفسر بدوافع ومبررات الكذب واقتناعنا بأنه أصبح من متطلباتها .. بل لأننا لا نصارح أنفسنا بحقيقة ما نحن فيه ولأننا ندعي الصدق دوماً كما ندعي تحلينا بالكثير من الصفات التي ننسبها إلى ذواتنا وهي منا براء ..
اليوم الأول من نيسان هو أصدق يوم وليس أكذب يوم
نكذب طوال العام .. وقد نصدق في الأول من نيسان .. هل يمكننا أن نصدق أكثر ؟