في باريس، القضية محسومة: "حزب الله" قصد تجنّب الفوز في الانتخابات. ونجح في قصده وفي... الخسارة.
أوّلاً حزب الله، لماذا قصد تجنّب الفوز؟ يقول أحد الخبراء الفرنسيين في
شؤون الحركات الإسلامية في المنطقة، إنها ثابتة لدى هذه الحركات، في
الرغبة في البقاء خارج الحكم. وحدها المعارضة تعطي الإسلام الحركي
ديناميته. يضاف إلى هذه الثابتة، أن كل تجارب الإسلام الحركي مع الوصول
إلى الحكم، لم تكن مشجّعة. لا بل أدت إلى صدامات، من النوع الذي لا يفتعله
قصداً هذا الإسلام. في الجزائر، وفي فلسطين. في تركيا أدى الفوز إلى تغيير
بنيوي في حقيقة هذا الإسلام. طبعاً إيران وحدها تظل استثناءً، لكنه
استثناء غير قابل للتصدير... وخصوصاً إلى لبنان.
بعد هذه الثابتة المبدئية، هناك الواقع اللبناني. الحكومة اللبنانية ستكون
على مواعيد مع استحقاقات مفصلية: التفاوض مع إسرائيل، التوطين (هذا الكلام
قبل خطاب نتنياهو)، انهيار الوضع النقدي، إلّا إذا استمرت حركة التحويلات
الخارجية بمعدل نحو عشرة مليارات دولار سنوياً... ما يعني ازدياد الارتهان
وتعميق المأزق الإلزامي. كل هذه الاستحقاقات، يفضّل "حزب الله" عدم
مواجهتها، وبالتأكيد عدم تحمل المسؤولية في التقرير فيها.
ثم هناك الجانب الإقليمي، فحزب الله يظل يعتبر الفتنة السنية الشيعية خطاً
أحمر. يُخرق أحياناً، تصير مناوشات عند بعض نقاطه، تُسجّل توغلات مباغتة
وصاعقة داخله، مثل أحداث 7 أيار... لكن العودة واجبة سريعاً إلى حدود هدنة
"وحدة الأمة"، وإلى موجبات البحث عن جوامعها، وفي طليعتها فلسطين. وفي
الجانب الإقليمي، يعتقد أهل باريس أن اعتبارات حزب الله تلحظ، ولو في شكل
ذاتي، حسابات "الفتحة" الأميركية الإيرانية البادية، ومقتضياتها، وعدم
تحمل مسؤولية إقفالها أو إجهاضها.
لكل هذه الأسباب برأي الفرنسيين، قصد "حزب الله" تجنب الفوز.
تبقى "الكيف"؟ كل ما عُدّ هفوات أو أخطاءً جانبية، أو تسرعاً في الخطاب أو
الأداء، يراه الباريسيون مقصوداً. لا يمكن حزب الله، وخصوصاً على هذا
المستوى من القيادة، أن ينزلق سهواً أو عفواً أو جهلاً إلى تلك الأخطاء.
الأمثلة باتت معروفة ومكررة: اليوم المجيد، التأكيد على استمرار التسلّح،
الإطلالات الإعلامية المكثفة و"الطارقة"... هل كان الشارع الشيعي في حاجة
فعلاً إلى هذه التعبئة ليقترع؟ أم أن الأمر كان تعبئة مقصودة للشارع
المضاد؟ أما كان للشيخ نعيم قاسم أن يؤجل قراره الاستمرار في التسلّح
أسبوعاً؟ يسأل الباريسيون. حتى كلام نجاد عن تغيير وجه المنطقة في حال فوز
المعارضة اللبنانية، تضعه "نظرية المؤامرة الباريسية"، ضمن الخانة نفسها:
كيف رُكِّب السؤال للرئيس الإيراني؟ هل يُعقل أن يكون السائل بعيداً عن
أجواء معينة؟
لا مجال للجدال في باريس مع هذه النظرية المتبناة.
نقطة واحدة يمكن البحث فيها: ميشال عون. بالتأكيد، يقول الباريسيون، لم
يكن "حزب الله" ليضحي بزعامة حليفه المسيحي الأقوى والأول. هذه ثابتة.
لذلك، كانت الحسابات دقيقة جداً، في تجنّب الفوز، من دون الوقوع في نزع
موقع الزعامة المسيحية الكبرى عن الجنرال. هل نجحت المعادلة؟ الجواب متروك
لمرحلة الاستحقاقات النيابية والحكومية المقبلة.
الأخبار اللبنانية
أوّلاً حزب الله، لماذا قصد تجنّب الفوز؟ يقول أحد الخبراء الفرنسيين في
شؤون الحركات الإسلامية في المنطقة، إنها ثابتة لدى هذه الحركات، في
الرغبة في البقاء خارج الحكم. وحدها المعارضة تعطي الإسلام الحركي
ديناميته. يضاف إلى هذه الثابتة، أن كل تجارب الإسلام الحركي مع الوصول
إلى الحكم، لم تكن مشجّعة. لا بل أدت إلى صدامات، من النوع الذي لا يفتعله
قصداً هذا الإسلام. في الجزائر، وفي فلسطين. في تركيا أدى الفوز إلى تغيير
بنيوي في حقيقة هذا الإسلام. طبعاً إيران وحدها تظل استثناءً، لكنه
استثناء غير قابل للتصدير... وخصوصاً إلى لبنان.
بعد هذه الثابتة المبدئية، هناك الواقع اللبناني. الحكومة اللبنانية ستكون
على مواعيد مع استحقاقات مفصلية: التفاوض مع إسرائيل، التوطين (هذا الكلام
قبل خطاب نتنياهو)، انهيار الوضع النقدي، إلّا إذا استمرت حركة التحويلات
الخارجية بمعدل نحو عشرة مليارات دولار سنوياً... ما يعني ازدياد الارتهان
وتعميق المأزق الإلزامي. كل هذه الاستحقاقات، يفضّل "حزب الله" عدم
مواجهتها، وبالتأكيد عدم تحمل المسؤولية في التقرير فيها.
ثم هناك الجانب الإقليمي، فحزب الله يظل يعتبر الفتنة السنية الشيعية خطاً
أحمر. يُخرق أحياناً، تصير مناوشات عند بعض نقاطه، تُسجّل توغلات مباغتة
وصاعقة داخله، مثل أحداث 7 أيار... لكن العودة واجبة سريعاً إلى حدود هدنة
"وحدة الأمة"، وإلى موجبات البحث عن جوامعها، وفي طليعتها فلسطين. وفي
الجانب الإقليمي، يعتقد أهل باريس أن اعتبارات حزب الله تلحظ، ولو في شكل
ذاتي، حسابات "الفتحة" الأميركية الإيرانية البادية، ومقتضياتها، وعدم
تحمل مسؤولية إقفالها أو إجهاضها.
لكل هذه الأسباب برأي الفرنسيين، قصد "حزب الله" تجنب الفوز.
تبقى "الكيف"؟ كل ما عُدّ هفوات أو أخطاءً جانبية، أو تسرعاً في الخطاب أو
الأداء، يراه الباريسيون مقصوداً. لا يمكن حزب الله، وخصوصاً على هذا
المستوى من القيادة، أن ينزلق سهواً أو عفواً أو جهلاً إلى تلك الأخطاء.
الأمثلة باتت معروفة ومكررة: اليوم المجيد، التأكيد على استمرار التسلّح،
الإطلالات الإعلامية المكثفة و"الطارقة"... هل كان الشارع الشيعي في حاجة
فعلاً إلى هذه التعبئة ليقترع؟ أم أن الأمر كان تعبئة مقصودة للشارع
المضاد؟ أما كان للشيخ نعيم قاسم أن يؤجل قراره الاستمرار في التسلّح
أسبوعاً؟ يسأل الباريسيون. حتى كلام نجاد عن تغيير وجه المنطقة في حال فوز
المعارضة اللبنانية، تضعه "نظرية المؤامرة الباريسية"، ضمن الخانة نفسها:
كيف رُكِّب السؤال للرئيس الإيراني؟ هل يُعقل أن يكون السائل بعيداً عن
أجواء معينة؟
لا مجال للجدال في باريس مع هذه النظرية المتبناة.
نقطة واحدة يمكن البحث فيها: ميشال عون. بالتأكيد، يقول الباريسيون، لم
يكن "حزب الله" ليضحي بزعامة حليفه المسيحي الأقوى والأول. هذه ثابتة.
لذلك، كانت الحسابات دقيقة جداً، في تجنّب الفوز، من دون الوقوع في نزع
موقع الزعامة المسيحية الكبرى عن الجنرال. هل نجحت المعادلة؟ الجواب متروك
لمرحلة الاستحقاقات النيابية والحكومية المقبلة.
الأخبار اللبنانية