تتميز المدفعية بالقدرة على اعتراض الأهداف في أعماق منطقة العدو والقدرة على التحول السريع بين الأهداف بالإضافة إلى قدرتها على العمل ليلا ونهارا وفي جميع الأحوال الجوية وكل ذلك يجعلها عنصرا حيويا في كسب المعارك.
وقد قال نابليون أثناء معركة لوباو في عام 1809 «بالمدفعية تشن الحروب» ومازالت هذه المقولة صحيحة اليوم مثلما كانت قبل أكثر من 180 عاماً مضت.
وبعكس الحروب التي كانت تشن في مطلع القرن العشرين حيث كانت التجهيزات وحشد القوات يستغرقان عدة أشهر فان الحروب الحديثة تتميز بالقدرة على الحركة والسرعة بالإضافة إلى قدرة القوات على إطلاق نيران مدمرة، فسواء كان الأمر متعلقا بجزر فوكلاند أو بحرب الخليج أو بالاستجابة لمهام الأمم المتحدة أوحروب الخليج الأخيرة فانه يجب على القوات المسلحة لأية دولة أن تكون قادرة على سرعة رد الفعل وعلى تقديم قواتها أينما كان ذلك مطلوبا.
القدرة على نقل الجنود والعتاد والحركة تمثل العمود الفقري للعملية الحربية بأكملها، وهي ما يعرف بعمليات قوة الانتشار السريع، وقد تعزرت فلسفة قوة الانتشار السريع في الولايات المتحدة خلال السبعينات والثمانينات وذلك بتكوين القيادة المركزية لهذه القوات بغرض التدخل في أي مكان في العالم وتظل على الأرض لفترة كافية إلى أن تحل محلها القوات الثقيلة وتمخض هذا المنهج العملياتي عن الفرق الأمريكية الخفيفة التي نراها اليوم.
ومن أهم عناصر قوة الانتشار السريع البنية التحتية الخاصة بالنقل، والتي تمكن من تحريك القوة البشرية والعتاد، فوسائل النقل المتوفرة تملي نوع العتاد الذي يمكن استخدامه وتشمل هذه الوسائل السفن والطائرات والمركبات والسكك الحديدية. ويجب أن تكون العلاقة متوازنة بين بناء قوة التدخل السريع وبين اعتبارات المطالب اللوجستيه لنقل هذه القوات.
ومن الأمثلة التي تكون فيها هذه العلاقة غير متوازنة ما حدث في عام 1982 عند ما شنت المملكة المتحدة عملياتها ضد القوات الأرجنتينية في جزر فوكلاند، وحيث إنها كانت قد تخلصت من طائراتها الخاصة بالنقل الاسترايتجى في عام 1976 فانه أصبح لابد لوزارة الدفاع البريطانية أن تطلب المساعدة من الولايات المتحدة لنقل عتادها إلى هذا الموقع.
المدفعية وقوات الانتشار
فكرة استخدام المدفعية لمرافقة القوات المتنقلة ليست فكرة جديدة، حيث استخدام الجيش البريطاني في الهند المدفع المفصلي في عام 1840 عيار 5 ،2 بوصة والمدفع باوندر7 وكان يتم نقل المدفعيين باستخدام البغال أو بواسطة طاقم من 11 شخصا.
وفي خلال الحرب العالمية الثانية احتاجت قوات المظلات إلى مدافع يتم إسقاطها بواسطة المظلات ثم تحرك بواسطة الجنود أو بواسطة المركبات الخفيفة.
وبعد أن اصبح توفر القوة الجوية وقبولها أمرا شائعا بعد الحرب العالمية الثانية أصبح نقل المدافع جوا لدعم القوات البرية جزءا مقبولا في نشر القوات.
وقد تم بالفعل نقل عدد من المدافع جوا في عام 1954 إلى المعقل الفرنسي في فيتنام «ديان بيان فو» رغم أنها لم تكن متكافئة مع ما يزيد على 200 مدفع وهاون نشرتها قوات فيتنام الشمالية بعد أن قطرتها لمدة سبعة أيام بلياليها حتى مشارف الموقعة.
وأطلقت هذه المدفعية 000 ،130 طلقة خلال مدة حصار الموقع لمدة 55 يوما وهذا مثال جيد للمدفعية ذات القدرة العالية على الحركة والتي توفر قوة دافعة في المعركة لتحقيق النصر. أما الأساس الآن فهو تكنولوجيا المواد الجديدة خفيفة الوزن والتي تضمن قوة ومتانة التصميم وفي نفس الوقت خفيفة الوزن بحيث يمكن نقلها كحمل معلق من الطائرات العمودية أو قطرها بواسطة المركبات الخفيفة.
المدفع الخفيف
وأكثر المدافع استخداما الآن مع قوات الانتشار السريع هو المدفع 105مم الخفيف وتستخدمه 15 دولة وأنتج منه حتى اليوم أكثر من 1000 وحدة ويصل مداه إلى 2 ،17كم باستخدام ذخيرة سباعية الحشوات.
ويتميز هذا المدفع بمعدل عالٍ من النيران والتحرك السريع من هدف لآخر وأيضا ذو تحرك رأسي سهل بواسطة منصة المدفع المستديرة ويسهل رفعه بواسطة الطاقم فيدور المدفع حول محوره وهو مزود بنظامي قطر ولا يتعدى وزنه 1818كجم ويمكن تخفيض طوله من 01 ،7 متر إلى 8 ،4 متر عن طريق إدارة الماسورة.
وبفضل مركز الثقل المنخفض والإطارات الكبيرة يمكن قطر المدفع بسرعة عالية على الطرق غير الممهدة. ويمكن نقله كحمل معلق بالطائرات العمودية أو نقله بالسفن، كما يمكن تزويد المدفع بدرع يؤمن وقاية محدودة للطاقم.
ونظرا لأنه كلما زادت القذيفة زاد الارتداد فان ذلك يستدعي وزنا معينا للمدفع حتى يبقى ثابتا. ولذلك بقي المدفع عيار 105مم أكبر عيار ممكن لأنظمة المدفعية المنقولة جوا لمدة طويلة لكن الحاجة لمدى أكبر كانت الدافع لتجربة المدافع عيار 155مم. وبدأت أولى هذه الخطوات في الولايات المتحدة بدخوله الخدمة في عام 1978 بوزن 200 ،7كجم وهو أقل 40% من المدفع مماثل العيار بدون استخدام المواد خفيفة الوزن ورغم أنه يمكن نقله بطائرات النقل لكن حاجته لشاحنة 6\6 لقطره وافتقاره لأنظمة التشغيل الهيدروليكية جعلت هذا المدفع عبئا على طاقمه. ويبلغ مدى هذا المدفع 24كم بالذخيرة التقليدية ويمكن أن يصل إلى 30كم باستخدام ذخيرة شديدة الانفجار.
وتستخدم الشركات المصنعة إحدى طريقتين لبقاء المدفع متزنا مع هذه الأعيرة الكبيرة إما بتحويل الطاقة الأفقية إلى طاقة رأسية تعمل إلى أسفل وبالتالي تزيد من اتزان المدفع وذلك باستخدام منحنى لتخفيض الارتداد الأفقي والطريقة الأخرى تعتمد على استخدام نظام موازنة في الجهة الأمامية لمعادلة العزم المعاكس ويساعد مرتكز الارتداد المنخفض على تحويل قوة الارتداد مباشرة نحو الأرض.
والنظام الروسي المماثل هو مدفع عيار 152 مم ويبلغ وزنه 4300كجم. وستبقى القلاقل الدائرة في مختلف أنحاء العالم سببا لطلب متزايد على المدفعية خفيفة الوزن.
وقد قال نابليون أثناء معركة لوباو في عام 1809 «بالمدفعية تشن الحروب» ومازالت هذه المقولة صحيحة اليوم مثلما كانت قبل أكثر من 180 عاماً مضت.
وبعكس الحروب التي كانت تشن في مطلع القرن العشرين حيث كانت التجهيزات وحشد القوات يستغرقان عدة أشهر فان الحروب الحديثة تتميز بالقدرة على الحركة والسرعة بالإضافة إلى قدرة القوات على إطلاق نيران مدمرة، فسواء كان الأمر متعلقا بجزر فوكلاند أو بحرب الخليج أو بالاستجابة لمهام الأمم المتحدة أوحروب الخليج الأخيرة فانه يجب على القوات المسلحة لأية دولة أن تكون قادرة على سرعة رد الفعل وعلى تقديم قواتها أينما كان ذلك مطلوبا.
القدرة على نقل الجنود والعتاد والحركة تمثل العمود الفقري للعملية الحربية بأكملها، وهي ما يعرف بعمليات قوة الانتشار السريع، وقد تعزرت فلسفة قوة الانتشار السريع في الولايات المتحدة خلال السبعينات والثمانينات وذلك بتكوين القيادة المركزية لهذه القوات بغرض التدخل في أي مكان في العالم وتظل على الأرض لفترة كافية إلى أن تحل محلها القوات الثقيلة وتمخض هذا المنهج العملياتي عن الفرق الأمريكية الخفيفة التي نراها اليوم.
ومن أهم عناصر قوة الانتشار السريع البنية التحتية الخاصة بالنقل، والتي تمكن من تحريك القوة البشرية والعتاد، فوسائل النقل المتوفرة تملي نوع العتاد الذي يمكن استخدامه وتشمل هذه الوسائل السفن والطائرات والمركبات والسكك الحديدية. ويجب أن تكون العلاقة متوازنة بين بناء قوة التدخل السريع وبين اعتبارات المطالب اللوجستيه لنقل هذه القوات.
ومن الأمثلة التي تكون فيها هذه العلاقة غير متوازنة ما حدث في عام 1982 عند ما شنت المملكة المتحدة عملياتها ضد القوات الأرجنتينية في جزر فوكلاند، وحيث إنها كانت قد تخلصت من طائراتها الخاصة بالنقل الاسترايتجى في عام 1976 فانه أصبح لابد لوزارة الدفاع البريطانية أن تطلب المساعدة من الولايات المتحدة لنقل عتادها إلى هذا الموقع.
المدفعية وقوات الانتشار
فكرة استخدام المدفعية لمرافقة القوات المتنقلة ليست فكرة جديدة، حيث استخدام الجيش البريطاني في الهند المدفع المفصلي في عام 1840 عيار 5 ،2 بوصة والمدفع باوندر7 وكان يتم نقل المدفعيين باستخدام البغال أو بواسطة طاقم من 11 شخصا.
وفي خلال الحرب العالمية الثانية احتاجت قوات المظلات إلى مدافع يتم إسقاطها بواسطة المظلات ثم تحرك بواسطة الجنود أو بواسطة المركبات الخفيفة.
وبعد أن اصبح توفر القوة الجوية وقبولها أمرا شائعا بعد الحرب العالمية الثانية أصبح نقل المدافع جوا لدعم القوات البرية جزءا مقبولا في نشر القوات.
وقد تم بالفعل نقل عدد من المدافع جوا في عام 1954 إلى المعقل الفرنسي في فيتنام «ديان بيان فو» رغم أنها لم تكن متكافئة مع ما يزيد على 200 مدفع وهاون نشرتها قوات فيتنام الشمالية بعد أن قطرتها لمدة سبعة أيام بلياليها حتى مشارف الموقعة.
وأطلقت هذه المدفعية 000 ،130 طلقة خلال مدة حصار الموقع لمدة 55 يوما وهذا مثال جيد للمدفعية ذات القدرة العالية على الحركة والتي توفر قوة دافعة في المعركة لتحقيق النصر. أما الأساس الآن فهو تكنولوجيا المواد الجديدة خفيفة الوزن والتي تضمن قوة ومتانة التصميم وفي نفس الوقت خفيفة الوزن بحيث يمكن نقلها كحمل معلق من الطائرات العمودية أو قطرها بواسطة المركبات الخفيفة.
المدفع الخفيف
وأكثر المدافع استخداما الآن مع قوات الانتشار السريع هو المدفع 105مم الخفيف وتستخدمه 15 دولة وأنتج منه حتى اليوم أكثر من 1000 وحدة ويصل مداه إلى 2 ،17كم باستخدام ذخيرة سباعية الحشوات.
ويتميز هذا المدفع بمعدل عالٍ من النيران والتحرك السريع من هدف لآخر وأيضا ذو تحرك رأسي سهل بواسطة منصة المدفع المستديرة ويسهل رفعه بواسطة الطاقم فيدور المدفع حول محوره وهو مزود بنظامي قطر ولا يتعدى وزنه 1818كجم ويمكن تخفيض طوله من 01 ،7 متر إلى 8 ،4 متر عن طريق إدارة الماسورة.
وبفضل مركز الثقل المنخفض والإطارات الكبيرة يمكن قطر المدفع بسرعة عالية على الطرق غير الممهدة. ويمكن نقله كحمل معلق بالطائرات العمودية أو نقله بالسفن، كما يمكن تزويد المدفع بدرع يؤمن وقاية محدودة للطاقم.
ونظرا لأنه كلما زادت القذيفة زاد الارتداد فان ذلك يستدعي وزنا معينا للمدفع حتى يبقى ثابتا. ولذلك بقي المدفع عيار 105مم أكبر عيار ممكن لأنظمة المدفعية المنقولة جوا لمدة طويلة لكن الحاجة لمدى أكبر كانت الدافع لتجربة المدافع عيار 155مم. وبدأت أولى هذه الخطوات في الولايات المتحدة بدخوله الخدمة في عام 1978 بوزن 200 ،7كجم وهو أقل 40% من المدفع مماثل العيار بدون استخدام المواد خفيفة الوزن ورغم أنه يمكن نقله بطائرات النقل لكن حاجته لشاحنة 6\6 لقطره وافتقاره لأنظمة التشغيل الهيدروليكية جعلت هذا المدفع عبئا على طاقمه. ويبلغ مدى هذا المدفع 24كم بالذخيرة التقليدية ويمكن أن يصل إلى 30كم باستخدام ذخيرة شديدة الانفجار.
وتستخدم الشركات المصنعة إحدى طريقتين لبقاء المدفع متزنا مع هذه الأعيرة الكبيرة إما بتحويل الطاقة الأفقية إلى طاقة رأسية تعمل إلى أسفل وبالتالي تزيد من اتزان المدفع وذلك باستخدام منحنى لتخفيض الارتداد الأفقي والطريقة الأخرى تعتمد على استخدام نظام موازنة في الجهة الأمامية لمعادلة العزم المعاكس ويساعد مرتكز الارتداد المنخفض على تحويل قوة الارتداد مباشرة نحو الأرض.
والنظام الروسي المماثل هو مدفع عيار 152 مم ويبلغ وزنه 4300كجم. وستبقى القلاقل الدائرة في مختلف أنحاء العالم سببا لطلب متزايد على المدفعية خفيفة الوزن.