الرئيسية
سادتي الكرام، أصبح حالنا على أفضل ما يكون، وصارت اختراعاتنا وإبداعاتنا في كل الميادين مضرب المثل لبلادنا، ولكل بلدان العالم، واستطاع بعض الفهماء منا اكتشاف معجزات جديدة لم تكن على الأمم من قبلنا، حيَّرت وأذهلت كلَّ المفكرين والمبدعين، واستطاعت أن تحظى باهتمامهم لسنوات وسنوات، وحتى هذه اللحظة
مازالت تشغل الحيِّز الأكبر من الاهتمام..
أهم هذه المعجزات يا سادتي، القيادة الرعناء التي ابتدعها وألَّفها وأخرجها أصحاب المركبات العامة؛ يستطيع سائق السيارة العمومية في لحظه واحدة أن يطير ويحلِّق عالياً في السماء، وفي لحظة أخرى تستطيع أصغر سلحفاة أن تسبقه وهي تسير متثاقلة على الأقدام.
يا سادتي الكرام، لوعرف بأمر هذه الإبداعات مَن اخترع المركبات، لحطَّم اختراعه على الفور، واعتبره نقمة على الناس، وليس نعمة، وأصبح ناسكاً، زاهداً، يبكي نادماً لآخر حياته هذا الخطأ العظيم الذي اقترفه بحقِّ البشرية جمعاء..
استطاع أصحاب هذه المركبات قلب كل مفاهيم السياقة؛ فلم تعد القيادة فنَّاً وذوقاً وأخلاقا، بل أصبحت بعد جهود صعبة فنَّاً لقلة الذوق وقلة الأخلاق..
يا سادتي الكرام، استطاع سائقو السيارات العمومية في بلادنا، إثبات فشل أمهر مهندسي الطرق في العالم، وحيَّروا أكبر مخطِّطي ومصمِّمي الطرقات..
يستطيع السائق منهم أن يدبَّ الهلع والرعب في قلبك، ويجعلك تتصبَّب عرقاً وأنت تقود سيارتك الخاصة.. ولو كنت بعيداً عنه مئات الأمتار، يمكنه بلفتة واحدة أن يجعلك تدور يميناً وشمالا، ولو أراد أن يغيِّر وجهة سيرك لاستطاع رغماً عن أنفك؛ فلو كنت قاصداً سوق الهال وأنت في ساحة الزبلطاني، يمكنه بما أوتي من الحكمة والشجاعة وفن القيادة، إرغامك على العودة إلى سوق العتيق، ولو أراد يمكنه إرسالك إلى المنزل في ثلاجة الأموات..
يا سادتي الكرام، استطاع أصحاب المركبات العمومية في بلادنا، إرغام كل المركبات السياحية على أن تنحني باحترام وهيبة ووقار، وتقدِّم فروض الطاعة والولاء..
بفضلهم أصبح أكبر منتجي أفلام القيادة والإثارة في هوليوود يأتون إلى بلادنا ليأخذوا من واقع طرقاتنا أهم الأفكار في فن قيادة المطاردات..
أصبحنا نقود مركباتنا ونحن خائفون أن تخرج لنا مركبة عمومية من حيث ندري أو لا ندري، فيأتي ما لم يكن في الحسبان، لم نعد نهتمُّ لإشارات المرور، ولم تعد تخيفنا صافرة الشرطي، بل أصبح خوفنا ووجلنا هو مرور صاحب مركبة عمومية أمامنا، فيحصل ما لا تحمد عقباه، وإن سلمنا من سيارته لن نسلم من لسانه، لما يكيله من الشتائم واللعنات..
يا سادتي الكرام، عند قيادة السيارة، نقدِّم لكم النصائح المجانية التالية: اكتب وصيتك قبل القيادة، وأتمم كلَّ صلواتك وأدعيتك، ثم قم بالقيادة بمنتهى الحيطة والحذر، وعند مشاهدة إحدى المركبات العامة قم بمغادرة سيارتك على الفور، وإن سألك أحد سائقي السيارات العمومية عنها، أنكر معرفتك بها، وأي علاقة تربطك بها، وإن ساوره الشك قدِّمها قرباناً ليصدمها بسيارته ويشفي غليله منها، وادفع له التعويض المناسب لما حصل من أضرار نفسية ومادية، وبذلك تعود سالماً غانماً إلى منزلك..
مازالت تشغل الحيِّز الأكبر من الاهتمام..
أهم هذه المعجزات يا سادتي، القيادة الرعناء التي ابتدعها وألَّفها وأخرجها أصحاب المركبات العامة؛ يستطيع سائق السيارة العمومية في لحظه واحدة أن يطير ويحلِّق عالياً في السماء، وفي لحظة أخرى تستطيع أصغر سلحفاة أن تسبقه وهي تسير متثاقلة على الأقدام.
يا سادتي الكرام، لوعرف بأمر هذه الإبداعات مَن اخترع المركبات، لحطَّم اختراعه على الفور، واعتبره نقمة على الناس، وليس نعمة، وأصبح ناسكاً، زاهداً، يبكي نادماً لآخر حياته هذا الخطأ العظيم الذي اقترفه بحقِّ البشرية جمعاء..
استطاع أصحاب هذه المركبات قلب كل مفاهيم السياقة؛ فلم تعد القيادة فنَّاً وذوقاً وأخلاقا، بل أصبحت بعد جهود صعبة فنَّاً لقلة الذوق وقلة الأخلاق..
يا سادتي الكرام، استطاع سائقو السيارات العمومية في بلادنا، إثبات فشل أمهر مهندسي الطرق في العالم، وحيَّروا أكبر مخطِّطي ومصمِّمي الطرقات..
يستطيع السائق منهم أن يدبَّ الهلع والرعب في قلبك، ويجعلك تتصبَّب عرقاً وأنت تقود سيارتك الخاصة.. ولو كنت بعيداً عنه مئات الأمتار، يمكنه بلفتة واحدة أن يجعلك تدور يميناً وشمالا، ولو أراد أن يغيِّر وجهة سيرك لاستطاع رغماً عن أنفك؛ فلو كنت قاصداً سوق الهال وأنت في ساحة الزبلطاني، يمكنه بما أوتي من الحكمة والشجاعة وفن القيادة، إرغامك على العودة إلى سوق العتيق، ولو أراد يمكنه إرسالك إلى المنزل في ثلاجة الأموات..
يا سادتي الكرام، استطاع أصحاب المركبات العمومية في بلادنا، إرغام كل المركبات السياحية على أن تنحني باحترام وهيبة ووقار، وتقدِّم فروض الطاعة والولاء..
بفضلهم أصبح أكبر منتجي أفلام القيادة والإثارة في هوليوود يأتون إلى بلادنا ليأخذوا من واقع طرقاتنا أهم الأفكار في فن قيادة المطاردات..
أصبحنا نقود مركباتنا ونحن خائفون أن تخرج لنا مركبة عمومية من حيث ندري أو لا ندري، فيأتي ما لم يكن في الحسبان، لم نعد نهتمُّ لإشارات المرور، ولم تعد تخيفنا صافرة الشرطي، بل أصبح خوفنا ووجلنا هو مرور صاحب مركبة عمومية أمامنا، فيحصل ما لا تحمد عقباه، وإن سلمنا من سيارته لن نسلم من لسانه، لما يكيله من الشتائم واللعنات..
يا سادتي الكرام، عند قيادة السيارة، نقدِّم لكم النصائح المجانية التالية: اكتب وصيتك قبل القيادة، وأتمم كلَّ صلواتك وأدعيتك، ثم قم بالقيادة بمنتهى الحيطة والحذر، وعند مشاهدة إحدى المركبات العامة قم بمغادرة سيارتك على الفور، وإن سألك أحد سائقي السيارات العمومية عنها، أنكر معرفتك بها، وأي علاقة تربطك بها، وإن ساوره الشك قدِّمها قرباناً ليصدمها بسيارته ويشفي غليله منها، وادفع له التعويض المناسب لما حصل من أضرار نفسية ومادية، وبذلك تعود سالماً غانماً إلى منزلك..
