"مسار" مشروع لأجل سورية رغم حداثة عهده تمكن المشروع حتى اليوم من الوصول إلى الكثيرين في مختلف المناطق والمحافظات السورية واليوم وتحت عنوان "الحياة رحلة" أقيم في مدينة المعارض القديمة نشاطات يقدمها موظفون ومتطوعون في "مسار" للأطفال بكافة الفئات العمرية ولذوي الحاجات الخاصة،
المشوار بدأ من لوح "أمنيتي" تحدثنا مع "محمد الشيخ عمر" مسؤول المحطة الذي شرح عن مضمون هذا اللوح قائلاً:« يأتي الأطفال عند دخولهم من الباب الرئيسي مباشرة إلى اللوح لكي يكتب كل منهم ما يتمنى لبلده سورية ويعبر عن حبه وأمنياته بكلمات الأطفال البريئة».
انتقلنا منها إلى "محطة الإبداع" الأولى والتي شرحت لنا فيها مدام "سليمان" كيف يقوم الأطفال بإبداع أشياء جميلة وقيمة من مواد أولية بسيطة مثل العلم السوري الذي صنعوه من الخرز والدبابيس، وكيف يقومون بصنع آلات موسيقية ويتركونها لمشروع مسار الذي بدوره يقدمها إلى الأطفال الفقراء والمحتاجين الذين لا يملكون شراء هذه الآلات الموسيقية، وكل طفل يكتب اسمه على الآلة التي صنعها لتبقى ذكرى منه إلى الأطفال الذين سيلعبون بها.
أما "الباص القديم" اللافت للنظر الموجود على يسار الباب فقال عنه "عماد" وهو أحد المنظمين: «الباص يرمز إلى الجماعة أي أننا إن كنا معاقين أو طبيعيين فنحن في مركب واحد وجعل على الشكل القديم لأنه محب للأطفال والشاشات التي وضعت فيه تعرض الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ساعدهم مشروع "مسار"».
وفي "محطة الموسيقا" التي كانت محطة جذب لكثير من الأطفال التقينا المسؤول عن تدريب الأطفال "خالد كرباج" الذي حدثنا قائلاً:« العمل في هذه المحطة هو جزء من برنامج يسمى العلاج بالموسيقا ونقوم باستخدامه غالباً للأطفال ذوي الحاجات الخاصة والإعاقات الذهنية والأطفال الطبيعيين، نقدم لهم تمارين بسيطة تقوم على التحدي وكسر الخجل وسرعة الأداء، و كان الإقبال شديداً من قبل الأطفال والتفاعل أكبر من المتوقع».
انتقلنا إلى محطة التحاور التي تجمع فيها بعض الأطفال وهي من نشاطات الفريق الأخضر التي تقوم على فكرة تعريف الطفل على هويته وأهمية آرائه وكيفية إبداء الرأي والدفاع عن وجهة النظر حيث يقوم المشرفون بسرد قصة على الأطفال ويطلبون من فريقين وضع نهاية لهذه القصة وعلى كل فريق أن يدافع عن وجهة نظره وفي النهاية يفوز من هو أكثر إقناعاً.
محطة التنقيب عن الآثار تحدثنا إلى "إبراهيم" المشرف الذي شرح لنا كيفية تعليم الأطفال التنقيب عن الآثار وماذا يستفيدون منها وأهميتها وعن كيفية عيش الأجداد وماذا يستخدمون من أدوات وثياب والبيوت التي سكنوها والرابط بين الماضي والحاضر.
ما محطة الابتكار التي تركز على تنمية مهارات الأطفال كما قال "محمد عتمة" المشرف على المحطة:« نعلم الأطفال كيف ينظرون إلى الأمور وعدم جعل النظرة البديهية تغلب على تفكيرهم والبحث عن بدائل وحلول أخرى، نستعمل في ذلك الأحجيات وكل أحجية تعلم الأطفال شيئاً معيناً ولقد رأينا تفاعلاً كبيراً من الأطفال وحتى أن بعضهم قد اخترع حلولاً جديدة لبعض الأحجيات التي فاجأتنا نحن المنظمين لأننا كنا نتوقع حلاً وحيداً فقط».
وفي محطة الانترنت تحدثنا إلى "طارق فرح" موظف في "مسار" الذي حدثنا قائلاً :«الفعاليات التي نقوم بها هي بناء المحتوى الإلكتروني حيث يأتي الأطفال لكي ينشئ كل واحد صفحة خاصة به على الانترنت، أما الفعالية الثانية فهي التطوع حيث يأتي الشخص المتطوع ويدخل على الموقع ويملأ البيانات المطلوبة ويتم الاتصال به فيما بعد».
وعن نسبة تفاعل الأطفال مع الكمبيوتر والانترنت قال "طارق":«لقد شاهدنا أشياء جميلة قام بها الأطفال مما أظهر نسبة الوعي المعلوماتي الكبير لديهم وحتى أنا تفاجأت عندما شاهدت مستوى كل طفل ودرجة الإتقان للعمل على الكمبيوتر وأن كثيراً من الأطفال لديهم صفحات على الانترنت».