يتربع جميلاً بجوار نهر بردى الخالد، و يمازحه بردى في أيام الشتاء الخَـيِّرة، فيفيض عليه بشيءٍ من مياهه، فيتقبلها تقبُّل الأخ الأكبر، يتشاركان حمل هموم دمشق و أحزانها، أفراحها و أزماتها، فهما طاعنين في التاريخ كما هي دمشق، وهما بمثابة أكبر أبنائها. كنتُ سعيداً جداً عندما مررت بجواره وقد بدءوا بطلائه لوناً جديداً، فكم توالت عليه السنون و لم يتذكروا إلباسه هذا اللون، لأنه قد هَرِم و لم يعد يتناسب مع من بجواره من الأبنية الحديثة، فتعرَّض لذلك الإهمال.
و في لفتةٍ جميلةٍ من السّـيد وزير السياحة، بدأت عملياتٌ خجولة، لترميم ذلك المبنى العريق ، المبنى الشاهد على عراقة دمشق و أصالتها، و لم يُكتب لفرحتي أن تكتمل، فالترميم كان بدايةَ النهاية.
فحريقٌ يلتهم مئات الدونمات يكون السبب فيه ماسٍ كهربائيٍ! وحريقُ مستودعاتِ التَبّغ في اللاذقية، وخسارة ملايين الليرات، يكون السبب فيه أيضاً ماسُ كهربائي ... مستودع الغزل أيضاً، وسابقاً دار الأوبرا. منشآتٌ داعمةٌ للاقتصاد الوطنيِّ. أليس من الأجدَّر بنا حمايتها بنظام طوارئٍ متقدمٍ ؟ ألا تحتوي تلك المنشآت على أجهزة إطفاء حريق تُعبَئ كل عامٍ بملايين الليرات ؟ ألا يوجد عمالٌ وموظفون مناوبون خلال العطل الرسمية؟ أم أنَّ هذه المنشآت تُستباح في أيام العطل الرسمية، لستُ ممن يمتهنون إلقاء الاتهامات، و لكنْ مَعلمٌ بقِدَم مبنى وزارة السياحة وهو من عدّة أوابد معدودة في دمشق لها ميزتها التاريخية والأثرية يتعرض لهذا الاستهتار لتسقط شرارة عاملٍ مستهترٍ وتنهي حضارةً عمرها مئةٌ وخمسون عاماً، وكلنا على علمٍ تماماً بأن أقرب مركز إطفاء يبعد مسافة أمتار معدودة عن مبنى الوزارة. أمْ أنَّ نهار الجمعـة له ميزته الخاصة بموائد الفُول الصباحية والفَتَّـات الدمشقية "وما حدا فاضي لحدا، وغَمّسْ لَقلَّكْ!
و في لفتةٍ جميلةٍ من السّـيد وزير السياحة، بدأت عملياتٌ خجولة، لترميم ذلك المبنى العريق ، المبنى الشاهد على عراقة دمشق و أصالتها، و لم يُكتب لفرحتي أن تكتمل، فالترميم كان بدايةَ النهاية.
فحريقٌ يلتهم مئات الدونمات يكون السبب فيه ماسٍ كهربائيٍ! وحريقُ مستودعاتِ التَبّغ في اللاذقية، وخسارة ملايين الليرات، يكون السبب فيه أيضاً ماسُ كهربائي ... مستودع الغزل أيضاً، وسابقاً دار الأوبرا. منشآتٌ داعمةٌ للاقتصاد الوطنيِّ. أليس من الأجدَّر بنا حمايتها بنظام طوارئٍ متقدمٍ ؟ ألا تحتوي تلك المنشآت على أجهزة إطفاء حريق تُعبَئ كل عامٍ بملايين الليرات ؟ ألا يوجد عمالٌ وموظفون مناوبون خلال العطل الرسمية؟ أم أنَّ هذه المنشآت تُستباح في أيام العطل الرسمية، لستُ ممن يمتهنون إلقاء الاتهامات، و لكنْ مَعلمٌ بقِدَم مبنى وزارة السياحة وهو من عدّة أوابد معدودة في دمشق لها ميزتها التاريخية والأثرية يتعرض لهذا الاستهتار لتسقط شرارة عاملٍ مستهترٍ وتنهي حضارةً عمرها مئةٌ وخمسون عاماً، وكلنا على علمٍ تماماً بأن أقرب مركز إطفاء يبعد مسافة أمتار معدودة عن مبنى الوزارة. أمْ أنَّ نهار الجمعـة له ميزته الخاصة بموائد الفُول الصباحية والفَتَّـات الدمشقية "وما حدا فاضي لحدا، وغَمّسْ لَقلَّكْ!