اللاأخلاقيّان
المنطق يقول إن مصداقية حزب الله ومصداقية أمينه العام من أكثر الصفات سوءاً ونكداً على أعدائه الداخليين، وخاصةً أن إسرائيل، في أكثر من مناسبة، اعترفت بهذه المصداقية. لكن جدليّة الأضداد وسخرية القدر تطيحان المنطق الأول وتجعلان اللاأخلاقِيَّيْن أشدّ تمسّكاً واستغلالاً للمصداقية هذه. فهي وسيلتهما للتلاعب حتى ولو إلى الفتنة. عندما يقول حزب الله إنه «مهما حصل فلن يستعمل سلاحه في الداخل» يتكفّل اللاأخلاقيان بشتّى أنواع الاستفزاز والتحدّي والتعالي والازدراء لهذا الحزب، لعلّه يستعمل سلاحه في الداخل، فيطيحا المصداقية.
إن إسرائيل، منذ إنجاز القرار 1701، تعتبر أنها، إن أنجزت شيئاً واحداً من خلال حرب تموز، فهو القرار هذا على ركاكته، وتحاول، حتى الآن، عدم استفزاز حزب الله. أما اللاأخلاقيان فيريدان صرف هذه المصداقية حتى آخر ذرّة. هل يفكّر هذان السقيمان بمستقبل لبنان أم بمستقبل حزب الله؟ إن العاطل عن العمل يختار عادةً الطرق الأطول للتنقّل.