نيد، لقد تعبت، لنرتح قليلا "
" ستغرب الشمس بعد قليل ، دعنا نكمل الحفر لبرهة "
تابع نيد نبش الأرض ، و توقف بعد أن سمع صوت اصطدام جسم غريب بطرف معوله.
" هل سمعت هذا ؟ يبدو أنني وجدته "
قفز " هال " من مكانه واقترب من نيد ، يبدو أن دراساتهم عن هذا الموقع كانت صحيحة فعلا ...
" معقول ، هل يعقد أننا وجدنا ذلك الهيكل ؟ "
" نعم يا صديقي ... لقد نجحنا .. هاهو ، سيكون العام 2009 نقطة تحول كبيرة لمتحفنا "
تسمرت أعينهما على ذلك الهيكل العظمي ذو الشكل الغريب، نيد وهال يعملان كباحثين في المتحف الوطني للكائنات الحية، وقد قاموا بدراسة عن واحد من الكائنات المنقرضة، وأوصلهما البحث الى هذه البقعة ..
" أتظر يا هال .. هذه لحظة من التاريخ ، هل تصدق أن عمر هذا الهيكل يزيد عن عشرة آلاف عام ؟ انظر إلى بنيته الغريبة "
" هذا نصر علمي لنا يا صديقي، أرجو أن تقرأ لي ما كتب في المرجع الخاص بنا عن الحيوانات المنقرضة "
فتح نيد الكتاب الضخم وبدأ يقرأ :
" يقال أن هذا الكائن كان يعيش على سطح كوكب الأرض في العام 8000 قبل الميلاد ، كما ترى فبنيته ضعيفة جداً و يقال أن نسبة ذكائه تكاد معدومة "
" مممم ، هذا واضح من حجم الجمجمة ، هل كتبوا شيئا عن سبب انقراضه ؟ "
" أجل ، إسمع هذا ، كم هو مضحك ، يقال أن هذه المخلوقات قد وجدت النفط في ذلك الزمن، و رغم أن النفط المتوفر في ذلك الوقت كان يكفي الكرة الأرضية لسنوات و سنوات ويزيد، فإن تلك المخلوفات قد تصارعت فيما بينها بوسائل بدائية لكي تستولي على ذلك النفط"
" يا للغباء !! ماذا حدث بعد ذلك ؟ "
" حشدت تلك المخلوقات جيوشها و قامت بالاقتتال فيما بينها بحروب عشوائية بدأت جميعها بشكل حروب متفرقة في أماكن عدة، وانتهى الأمر بهم إلى تدميرهم كليا !! "
" عجيب ، دمروا بعضهم من أجل النفط ؟، و لكن هل يعقل أن جميع تلك الكائنات قد شاركت في تلك الحروب ؟ "
" يقول المرجع أن تلك المخلوقات كانت قد صرفت جل مواردها البشرية و المادية على سبل تطوير أسلحة الفتك والدمار وذلك لكي يستولي كل منهم على ثروات الآخر، فأهملوا البحث العلمي الخاص بتطوير الأدوية والعقاقير الخاصة بالأمراض المعدية ، كانت البداية بمرض الايدز، ومن ثم ظهر وباء جدبد هو انفلونزا الخنازير، وبدأ بالانتشار بشكل مرعب، وحينما تنبه العالم إلى ضرورة التركيز على تطوير العلاج لهذا المرض، كان الوقت قد فات ، وانتشرت نوعيات مختلفة من الأوبئة، قضت على هذه الكائنات جميعها "
" فعلا .. كم كانوا أغبياء، قل لي يا نيد ، أليس النفط هو ذلك السائل القذر الكريه الرائحة ، والذي قد تخلصنا منه في الفضاء الخارجي لعدم حاجتنا له ؟ "
" أجل ، من يحتاج للنفط بوجود الشمس ؟ .. أنت تعلم أن الطاقة الموجودة داخل أشعة الشمس التي نستقبلها ليوم واحد تكفي لسد احتياجات كوكبنا لمدة عام كامل، حتى أن تاريخنا مرتبط بطاقة الشمس ، نحن الآن في العام 2009 بعد ميلاد الطاقة الشمسية الحديثة، يبدو أن هذه الكائنات كانت تستخدم تقويما مختلفا ، الكتاب يذكر أن تقويمهم مرتبط بولادة شخص يقال له المسيح عليه السلام "
" أنظر الى هيئته الغريبة !! ، لا عجب أنه كان ضعيف البنية، كان له رجلان فقط ، لا أستطيع تخيل نفسي دون أقدامي الستة ، وانظر إلى تلك التجاويف في الجمجمة ، تجويفان اثنان، كانوا يستطيعون النظر إلى الأمام فقط ، عندما تلتهب إحدى أعيني العشرة فإنني أشعر بأنني غير قادر على الرؤية السليمة ، وخاصة أعيني الجانبية "
" أستغرب أن يقوم عرق كامل بتدمير بعضه لهذا السبب التافه، و الأغرب أن عقاقير معالجة الإيدز و انفلونزا الخنازير ومتلازمة البجع وجدري السمك والتهاب الحملان الصامتة و غيرها من هذه الأمراض القديمة ، تدرس الآن لطلاب الصفوف الابتدائية في مادة الطب البديل ... دعنا نأخذ الهيكل إلى المتحف الآن ، الشمس الثانية بدأت بالغروب، و ستشرق الشمس الثالثة بعد قليل ، تلك الشموس الصناعية التي طورها أجدادنا في القرن الماضي ساهمت في ضخ المزيد من الطاقة للكوكب وضمنت عدم انقطاعها، بالاضافة إلى أنها تحوي طاقة صرفة وإضاءة دون أي حرارة ناتجة، كم هو رائع العلم... "
في المتحف الوطني، تجمهرت الحشود حول الهيكل العظمي الغريب الشكل، وعلى لوحة صغيرة أسفله كتب :
الإسم : الإنسان البشري القديم – homo sapiens
تاريخ الوفاة : العام 2037 بتقويم كوكب الأرض القديم - الموافق للعام 8000 قبل الميلاد.
سبب الوفاة : مخلوق غبي، دمر نفسه بنفسه..
..
..
استيقظ في هذه اللحظة من نومه، فرك عينيه بشدة، يبدو أن شيئا من هذا الحلم لم بجد طريقه إلى ذاكرته، نادى على زوجته لتعد له فنجان القهوة .
بينما يقوم بقراءة جريدته الصباحية، التفت إلى زوجته وقال :
" ما هذا المرض الجديد الذي يتحدثون عنه ؟ "
أجابت " دعك من هذا الهراء، بلبلة إعلامية".
في هذه اللحظة دخل ابنه الصغير ذو السنوات الست إلى الغرفة ...
" أبي، أنظر إلى هذا المسدس، ألا يبدو كالحقيقي، سأخرج لكي أخيف أصدقائي به و أحصل على الحلوى التي يمتلكونها ، كم أحب الأسلحة، تجعلني أحس بالقوة عند إمتلاكها، أريد أن تحضر لي في عيد ميلادي القادم المزيد من الأسلحة و المفرقعات".
أومأ الأب برأسه، وعاد لقراءة الجريدة .
" ستغرب الشمس بعد قليل ، دعنا نكمل الحفر لبرهة "
تابع نيد نبش الأرض ، و توقف بعد أن سمع صوت اصطدام جسم غريب بطرف معوله.
" هل سمعت هذا ؟ يبدو أنني وجدته "
قفز " هال " من مكانه واقترب من نيد ، يبدو أن دراساتهم عن هذا الموقع كانت صحيحة فعلا ...
" معقول ، هل يعقد أننا وجدنا ذلك الهيكل ؟ "
" نعم يا صديقي ... لقد نجحنا .. هاهو ، سيكون العام 2009 نقطة تحول كبيرة لمتحفنا "
تسمرت أعينهما على ذلك الهيكل العظمي ذو الشكل الغريب، نيد وهال يعملان كباحثين في المتحف الوطني للكائنات الحية، وقد قاموا بدراسة عن واحد من الكائنات المنقرضة، وأوصلهما البحث الى هذه البقعة ..
" أتظر يا هال .. هذه لحظة من التاريخ ، هل تصدق أن عمر هذا الهيكل يزيد عن عشرة آلاف عام ؟ انظر إلى بنيته الغريبة "
" هذا نصر علمي لنا يا صديقي، أرجو أن تقرأ لي ما كتب في المرجع الخاص بنا عن الحيوانات المنقرضة "
فتح نيد الكتاب الضخم وبدأ يقرأ :
" يقال أن هذا الكائن كان يعيش على سطح كوكب الأرض في العام 8000 قبل الميلاد ، كما ترى فبنيته ضعيفة جداً و يقال أن نسبة ذكائه تكاد معدومة "
" مممم ، هذا واضح من حجم الجمجمة ، هل كتبوا شيئا عن سبب انقراضه ؟ "
" أجل ، إسمع هذا ، كم هو مضحك ، يقال أن هذه المخلوقات قد وجدت النفط في ذلك الزمن، و رغم أن النفط المتوفر في ذلك الوقت كان يكفي الكرة الأرضية لسنوات و سنوات ويزيد، فإن تلك المخلوفات قد تصارعت فيما بينها بوسائل بدائية لكي تستولي على ذلك النفط"
" يا للغباء !! ماذا حدث بعد ذلك ؟ "
" حشدت تلك المخلوقات جيوشها و قامت بالاقتتال فيما بينها بحروب عشوائية بدأت جميعها بشكل حروب متفرقة في أماكن عدة، وانتهى الأمر بهم إلى تدميرهم كليا !! "
" عجيب ، دمروا بعضهم من أجل النفط ؟، و لكن هل يعقل أن جميع تلك الكائنات قد شاركت في تلك الحروب ؟ "
" يقول المرجع أن تلك المخلوقات كانت قد صرفت جل مواردها البشرية و المادية على سبل تطوير أسلحة الفتك والدمار وذلك لكي يستولي كل منهم على ثروات الآخر، فأهملوا البحث العلمي الخاص بتطوير الأدوية والعقاقير الخاصة بالأمراض المعدية ، كانت البداية بمرض الايدز، ومن ثم ظهر وباء جدبد هو انفلونزا الخنازير، وبدأ بالانتشار بشكل مرعب، وحينما تنبه العالم إلى ضرورة التركيز على تطوير العلاج لهذا المرض، كان الوقت قد فات ، وانتشرت نوعيات مختلفة من الأوبئة، قضت على هذه الكائنات جميعها "
" فعلا .. كم كانوا أغبياء، قل لي يا نيد ، أليس النفط هو ذلك السائل القذر الكريه الرائحة ، والذي قد تخلصنا منه في الفضاء الخارجي لعدم حاجتنا له ؟ "
" أجل ، من يحتاج للنفط بوجود الشمس ؟ .. أنت تعلم أن الطاقة الموجودة داخل أشعة الشمس التي نستقبلها ليوم واحد تكفي لسد احتياجات كوكبنا لمدة عام كامل، حتى أن تاريخنا مرتبط بطاقة الشمس ، نحن الآن في العام 2009 بعد ميلاد الطاقة الشمسية الحديثة، يبدو أن هذه الكائنات كانت تستخدم تقويما مختلفا ، الكتاب يذكر أن تقويمهم مرتبط بولادة شخص يقال له المسيح عليه السلام "
" أنظر الى هيئته الغريبة !! ، لا عجب أنه كان ضعيف البنية، كان له رجلان فقط ، لا أستطيع تخيل نفسي دون أقدامي الستة ، وانظر إلى تلك التجاويف في الجمجمة ، تجويفان اثنان، كانوا يستطيعون النظر إلى الأمام فقط ، عندما تلتهب إحدى أعيني العشرة فإنني أشعر بأنني غير قادر على الرؤية السليمة ، وخاصة أعيني الجانبية "
" أستغرب أن يقوم عرق كامل بتدمير بعضه لهذا السبب التافه، و الأغرب أن عقاقير معالجة الإيدز و انفلونزا الخنازير ومتلازمة البجع وجدري السمك والتهاب الحملان الصامتة و غيرها من هذه الأمراض القديمة ، تدرس الآن لطلاب الصفوف الابتدائية في مادة الطب البديل ... دعنا نأخذ الهيكل إلى المتحف الآن ، الشمس الثانية بدأت بالغروب، و ستشرق الشمس الثالثة بعد قليل ، تلك الشموس الصناعية التي طورها أجدادنا في القرن الماضي ساهمت في ضخ المزيد من الطاقة للكوكب وضمنت عدم انقطاعها، بالاضافة إلى أنها تحوي طاقة صرفة وإضاءة دون أي حرارة ناتجة، كم هو رائع العلم... "
في المتحف الوطني، تجمهرت الحشود حول الهيكل العظمي الغريب الشكل، وعلى لوحة صغيرة أسفله كتب :
الإسم : الإنسان البشري القديم – homo sapiens
تاريخ الوفاة : العام 2037 بتقويم كوكب الأرض القديم - الموافق للعام 8000 قبل الميلاد.
سبب الوفاة : مخلوق غبي، دمر نفسه بنفسه..
..
..
استيقظ في هذه اللحظة من نومه، فرك عينيه بشدة، يبدو أن شيئا من هذا الحلم لم بجد طريقه إلى ذاكرته، نادى على زوجته لتعد له فنجان القهوة .
بينما يقوم بقراءة جريدته الصباحية، التفت إلى زوجته وقال :
" ما هذا المرض الجديد الذي يتحدثون عنه ؟ "
أجابت " دعك من هذا الهراء، بلبلة إعلامية".
في هذه اللحظة دخل ابنه الصغير ذو السنوات الست إلى الغرفة ...
" أبي، أنظر إلى هذا المسدس، ألا يبدو كالحقيقي، سأخرج لكي أخيف أصدقائي به و أحصل على الحلوى التي يمتلكونها ، كم أحب الأسلحة، تجعلني أحس بالقوة عند إمتلاكها، أريد أن تحضر لي في عيد ميلادي القادم المزيد من الأسلحة و المفرقعات".
أومأ الأب برأسه، وعاد لقراءة الجريدة .