يعتبر قارئ “إلياد” (iLiad) من شركة (iRex) واحدة من أشهر أجهزة قارئات الكتب الإلكترونية المطروحة في السوق. ولكن ما يعيب هذا الجهاز ومثيلاته من قارئات الكتب الإلكترونية هو سعرها المرتفع مقارنة بالخصائص المحدودة التي تقدمها.
وقد تمكنت مؤخرا من معاينة وتجربة جهاز “الإلياد” بعد طلبه من الشركة المصنعة وذلك لنقل صورة فعلية عن إمكانيات ومميزات وعيوب قارئ الكتب الإلكترونية.
مواصفات الجهاز
يأتي جهاز “إلياد” بأبعاد تبلغ تقريبا نصف مساحة ورقة A4 وبسمك يقل عن السانتي متر الواحد أي أن الجهاز جدا خفيف (وزنه 390 جرام تقريبا) مما يجعله سهل الحمل بيد واحدة.
الجهاز مزود بـ”ستاليس” (Stylus) وهو عبارة عن قطعة شبيهه بالقلم الجاف المزود في نهايته بقطعة مدببة للكتابة على سطح الجهاز.
دقة وضوح الشاشة للجهاز يبلغ 160 بيكسل في الانش الواحد، مع دعم لـ 16 تدرج للون الرمادي.
يحتوي الكتاب على منفذ يو اس بي (USB) ومنفذين لنوعين من ذاكرة فلاش المدمجة ومنفذ للارتباط بالشبكة السلكية مع دعم للواي فاي 802.11g ومنفذ للسماعات.
يعتمد الكتاب على معالج انتل xScale 400 ميجاهيرتز و64 ميجابايت ذاكرة رام و 256 ذاكرة فلاش للتخزين نصفها مستخدم لنظام التشغيل لينكس.
الصيغ التي تدعمها “إلياد”
لا يدعم قارئ الكتب “إلياد” الكثير من صيغ الكتب الالكترونية، فهو يدعم فقط صيغة هتمل HTML وبي دي أف PDF وصيغة TXT ويدعم جيدا الصور بصيغة PNG و JPG.
التعامل مع “إلياد”
عند تجربتي لجهاز “الإلياد” لأول مرة انبهرت بمدى دقة عرض النص على شاشته فالنص المعروض يشبه لحد كبير صفحة في كتاب مطبوع خال من الوهج والسطوع الذي يرهق العين.
بدأت أولا بتجربة قراءة بعض الكتب الإلكترونية باللغة الانجليزية وقد عرض الجهاز النص بشكل رائع، ثم توجهت للكتب باللغة العربية ذات صيغة PDF وكانت النتيجة ممتازة خصوصا أن القراءة من شاشة الجهاز أصبحت مريحة جدا مثل قراءة أي كتاب ورقي.
بعدها قمت بتجربة صيغة هتمل (HTML) للمستندات باللغة العربية وذلك بتخزين بعض الصفحات من موقع جريدة الرياض لعرضها على الجهاز. ولكن للأسف لم يتم عرض النص العربي بالطريقة الصحيحة وذلك نظرا لأن صفحات موقع جريدة الرياض لا يستخدم الترميز العالمي اليونيكود (UTF-8). مما اضطرني للبحث عن مواقع باللغة العربية تدعم ترميز UTF-8 وتخزينها لعرضها على شاشة الجهاز، ولكن النتيجة لم تكن مرضية بدرجة مقبولة ذلك لأن الجهاز لم يستطع عرض بعضا من النص العربي بصورة سليمة.
وأخيرا قمت بتجربة صيغة الملفات النصية (TXT) وذلك بتخزين بعض النص العربي في مستند بترميز اليونيكود، وقد عرض النص بصورة سليمة.
مميزات وعيوب الجهاز
على الرغم من فشل الجهاز في عرض النصوص العربية في بعض الصيغ الذي يدعمها الجهاز، إلا أن هذا لا يعني أن نغض الطرف عن مميزات الجهاز الجذابة ومنها:
• خفة وزن الجهاز وسهولة استخدامه من دون معرفة مسبقة أو قراءة لدليل الاستخدام.
• التحكم بحجم الخط لمستندات من نوع هتمل بتكبيرها أو تصغيرها.
• إمكانية تكبير وتصغير ملفات PDF والتحكم بطريقة عرضها أفقيا وعاموديا.
• إمكانية الكتابة باستخدام القلم وتخزينها على هيئة صورة. كما أن الجهاز يحتوي على برنامج قارئ للخط المكتوب يدعم فقط الأحرف الرومانية (مثل الكتابة الانجليزية) يمكنه تمييز الحروف المكتوبة بالقلم وتحويلها لحروف رقمية.
• وجود دعم فني جيد ومنتدى لمجتمع مهتم بتطوير الجهاز ويطرح أحدث الترقيات لنظام التشغيل والبرامج الداعمة للجهاز.
أما بالنسبة لعيوب الجهاز فهي:
• قصر عمر البطارية وتعتبر في نظري أهم عيب. فالجهاز عند استخدامه للقراءة فقط من دون استخدام القلم الإلكتروني سيستنفذ طاقة البطارية بعد قرابة الأربع إلى الخمس ساعات. أما إذا استخدم القلم الإلكتروني للكتابة فإن طاقة البطارية تنفذ بسرعة.
• العيب الآخر هو وجود بعض الخلل في برنامج التصفح، فأحيانا عند الضغط على أمر معين يتبعه أمر آخر يتوقف الجهاز عن الاستجابة. كما أن فتح الكتب الكبيرة يستغرق بعض الوقت.
• محدودية دعمه لذاكرات الفلاش الإضافية وأيضا ضعف المعايرة (Calibration) للقلم الإلكتروني وخاصة عند الكتابة.
• عدم وجود خاصية للبحث داخل محتويات الكتب الالكترونية، وذلك مع وجود أمر للبحث ولكنه مخصص فقط للبحث عن اسم ملف معين.
الخاتمة
بعد تجربة طويلة لجهاز قارئ الكتب الإلكترونية “إلياد”، لا أنصح حاليا باقتناء الجهاز وذلك لعدة أسباب: أولها وأهمها ارتفاع سعرها مقارنة بوظائفها المحدودة، و ثانيها كون التقنية المطروحة لازالت تحت التجربة والتطوير وتحتاج بعضا من الوقت لنضوجها، وأخيرا التطور المتسارع لتقنيات الكتب الإلكترونية وظهور جيل جديد داعم للألوان مقارنة بالجيل الحالي والذي يدعم فقط درجات الرمادي، يدعو للتريث قبل الإقدام على شراء مثل هذه الأجهزة.