ليس الماضي دائما وراءنا .. بقلم : د. اسكندر لوقـا
أحيانا نقرأ عبارة " فلندع الماضي وراءنا " وذلك تبريرا لموقف ما ينظر إليه قائل العبارة تجاه قضية من القضايا من زاوية معينة . وكثيرا ما يستخدم المسؤولون هذه العبارة لاعتبارات تتعلق بنقطة خلافية حول حدث ما جرى بالأمس القريب أو البعيد نسبيا .
وبطبيعة الحال فإن عبارة كهذه لا بدّ أن تستوقف أي قارئ جيّد للتاريخ ، سواء بشأن أحداث تخصّ بلده أو بلدانا أخرى ليتساءل ، من ثمّ ، بينه وبين نفسه : لماذا لا يجب أن ندع الماضي وراءنا ونمضي ، خلافا لمقولة فلندع الماضي وراءنا ؟
في اعتقادنا أن الماضي عندما يكون فقط عائقا أمام تقدمنا إلى الأمام من المفيد أن نتخطاه ، لا استثناء في بلدنا كما قد يُفهم ، بل في بلدان العالم كافة ، والعكس من ذلك عندما تكون قراءة الماضي وعدم نسيانه أو تركه وراءنا حافزا كي يتم تخطي المعوقات التي تقف في وجه التقدم هنا أو هناك .
وفي هذا الصدد ترانا نستطيع محو أيام الجهاد وذكرى الشهداء الذين ضحوا من أجل استقلال الوطن من الذاكرة الجماعية لأبناء وطننا على سبيل المثال لأن الأمر قد قضي وانتهى زمن الاستعمار ؟ وفي السياق المتصل ترانا نستطيع إزالة الصفحات التي تروي تفاصيل الغزوات التي تعرضت لها بلادنا خلال قرون طويلة إلى أن خرجت من نفق الاستعمار إلى دائرة الضوء من سجل التاريخ ومع ذلك ما زلنا نعاني ، حتى اليوم ، من آثار تداعياتها العالقة في نفوسنا وعقولنا ؟
إن الماضي الذي يتحدث عن مواقف النضال ومواجهة الأعداء ، في أي مكان من العالم ، لا يجوز أن يمّحي من الذاكرة بأي شكل من الأشكال ، وتحت أية ذريعة من الذرائع التي يلجأ إليها البعض من ساسة الدبلوماسية المخضرمين في العصر الحالي كما يلاحظ ، ذلك لأن في هذا الماضي أو ذاك مخزونا من المعارف والحقائق يمدّ بها كل فرد من أبناء أجيالنا الآتية بنسغ الحياة ليعيش يومه أبيّا شجاعا في التصدي لتداعيات التآمرعلى حاضره ومستقبله في الوقت نفسه .
فالماضي بمعناه الايجابي ، أي لكونه مخزون معرفة وطنية ، من غير المعقول أن يلغى من ذاكرة التاريخ المعاصر لأنه يحمل عبرا ودروسا مفيدة حتى وإن كانت تفاصيله مؤلمة بعض الشيء .
إن عددا من ساسة العصر ينصحون بترك الماضي وراءنا ، وبمعنى ما يستطيع أحدنا أن يتفهّم مثل هذه النصيحة على حقيقتها ، أي أن نتخلى ، وبوعي كامل ، عن حق لنا تاريخي أو مطلب مشروع ، و بالتالي أن نستسلم " للأمر الواقع " على غرار دعوتنا - نحن العرب - إلى قبول عمليات تهويد أرضنا العربية أينما وجدت هذه الأرض على امتداد الجغرافيا العربية ، وكذلك قبول الخلل الكائن في واقع التوازن الاستراتيجي بيننا وبين أعدائنا لعدم توافر إمكانيات تحقيق التوازن بيننا وبينهم في الوقت الراهن ، وإلى ما هنالك من قضايا لها تأثيرها على حاضر أمتنا العربية ومستقبلها ، ولكن - في نظر هؤلاء الساسة ونصائحهم الموجهة إلينا - لا يجب أن يكون لها مكان في يومياتنا من حيث الأولوية ، بل يجب أن نتركها وراءنا ، كما نسمع هذه الأيام .
إن نصائح من هذا اللون ، لو أنها أخذت بالاعتبار بالأمس القريب أو البعيد ، لما تحررت أمريكا من استعمار الانكليز لأراضيها ، ولما تحررت فرنسا من استعمار ألمانيا النازية لأراضيها ، ولما تحررت الدول العربية كافة من الاستعمار الفرنسي والإيطالي والبريطاني ، ولما تحررت دول القارة الأفريقية من الاستعمار البرتغالي والاسباني وكل أنواع الاستعمار القديم أو الجديد على حدّ سواء .
إن الدعوة إلى ترك الماضي - هكذا لوجه الله - وراءنا ، يعني أن ننسى حقوقنا المستلبة أينما كان موقعها ، وبالتالي أن نخون لا أنفسنا فحسب بل حتى تاريخنا ، لندخل في نفق ما يسمى بقبول الأمر الواقع ، أيا كان لون هذا الواقع وبصمت فاقدي السمع والنطق معا .
إنها ، باختصار ، المعادلة التي لا بدّ أن يرفضها أصحاب القضايا الوطنية الباقية على السطح دوما ، ومهما طال زمن كمونها في عمق الذاكرة .
وبطبيعة الحال فإن عبارة كهذه لا بدّ أن تستوقف أي قارئ جيّد للتاريخ ، سواء بشأن أحداث تخصّ بلده أو بلدانا أخرى ليتساءل ، من ثمّ ، بينه وبين نفسه : لماذا لا يجب أن ندع الماضي وراءنا ونمضي ، خلافا لمقولة فلندع الماضي وراءنا ؟
في اعتقادنا أن الماضي عندما يكون فقط عائقا أمام تقدمنا إلى الأمام من المفيد أن نتخطاه ، لا استثناء في بلدنا كما قد يُفهم ، بل في بلدان العالم كافة ، والعكس من ذلك عندما تكون قراءة الماضي وعدم نسيانه أو تركه وراءنا حافزا كي يتم تخطي المعوقات التي تقف في وجه التقدم هنا أو هناك .
وفي هذا الصدد ترانا نستطيع محو أيام الجهاد وذكرى الشهداء الذين ضحوا من أجل استقلال الوطن من الذاكرة الجماعية لأبناء وطننا على سبيل المثال لأن الأمر قد قضي وانتهى زمن الاستعمار ؟ وفي السياق المتصل ترانا نستطيع إزالة الصفحات التي تروي تفاصيل الغزوات التي تعرضت لها بلادنا خلال قرون طويلة إلى أن خرجت من نفق الاستعمار إلى دائرة الضوء من سجل التاريخ ومع ذلك ما زلنا نعاني ، حتى اليوم ، من آثار تداعياتها العالقة في نفوسنا وعقولنا ؟
إن الماضي الذي يتحدث عن مواقف النضال ومواجهة الأعداء ، في أي مكان من العالم ، لا يجوز أن يمّحي من الذاكرة بأي شكل من الأشكال ، وتحت أية ذريعة من الذرائع التي يلجأ إليها البعض من ساسة الدبلوماسية المخضرمين في العصر الحالي كما يلاحظ ، ذلك لأن في هذا الماضي أو ذاك مخزونا من المعارف والحقائق يمدّ بها كل فرد من أبناء أجيالنا الآتية بنسغ الحياة ليعيش يومه أبيّا شجاعا في التصدي لتداعيات التآمرعلى حاضره ومستقبله في الوقت نفسه .
فالماضي بمعناه الايجابي ، أي لكونه مخزون معرفة وطنية ، من غير المعقول أن يلغى من ذاكرة التاريخ المعاصر لأنه يحمل عبرا ودروسا مفيدة حتى وإن كانت تفاصيله مؤلمة بعض الشيء .
إن عددا من ساسة العصر ينصحون بترك الماضي وراءنا ، وبمعنى ما يستطيع أحدنا أن يتفهّم مثل هذه النصيحة على حقيقتها ، أي أن نتخلى ، وبوعي كامل ، عن حق لنا تاريخي أو مطلب مشروع ، و بالتالي أن نستسلم " للأمر الواقع " على غرار دعوتنا - نحن العرب - إلى قبول عمليات تهويد أرضنا العربية أينما وجدت هذه الأرض على امتداد الجغرافيا العربية ، وكذلك قبول الخلل الكائن في واقع التوازن الاستراتيجي بيننا وبين أعدائنا لعدم توافر إمكانيات تحقيق التوازن بيننا وبينهم في الوقت الراهن ، وإلى ما هنالك من قضايا لها تأثيرها على حاضر أمتنا العربية ومستقبلها ، ولكن - في نظر هؤلاء الساسة ونصائحهم الموجهة إلينا - لا يجب أن يكون لها مكان في يومياتنا من حيث الأولوية ، بل يجب أن نتركها وراءنا ، كما نسمع هذه الأيام .
إن نصائح من هذا اللون ، لو أنها أخذت بالاعتبار بالأمس القريب أو البعيد ، لما تحررت أمريكا من استعمار الانكليز لأراضيها ، ولما تحررت فرنسا من استعمار ألمانيا النازية لأراضيها ، ولما تحررت الدول العربية كافة من الاستعمار الفرنسي والإيطالي والبريطاني ، ولما تحررت دول القارة الأفريقية من الاستعمار البرتغالي والاسباني وكل أنواع الاستعمار القديم أو الجديد على حدّ سواء .
إن الدعوة إلى ترك الماضي - هكذا لوجه الله - وراءنا ، يعني أن ننسى حقوقنا المستلبة أينما كان موقعها ، وبالتالي أن نخون لا أنفسنا فحسب بل حتى تاريخنا ، لندخل في نفق ما يسمى بقبول الأمر الواقع ، أيا كان لون هذا الواقع وبصمت فاقدي السمع والنطق معا .
إنها ، باختصار ، المعادلة التي لا بدّ أن يرفضها أصحاب القضايا الوطنية الباقية على السطح دوما ، ومهما طال زمن كمونها في عمق الذاكرة .