هو قمر مشغرة الذي يبقى صورة معلقة كلما "تلمسنا" هلال الشهر الفضيل، فنبحث في الزوايا عن طرق المعرفة النمطية وعن العين القادرة خلال دقائق ربما على رؤية "الضوء"، وسط التلوث الذي يغطي مدننا، فنجتمع على التراث ونفترق عليه، ويبدأ رمضان وسط الجدل الحامي "ثبتوها" أم سنعتبر اليوم متمما لشهر شعبان!!!!
جدل ممزوج بالقهر الذي يستعبدنا للمعرفة القديمة، وللمساحة الرمادية التي تظلل عالمنا، فنتوقف منتظرين البعد القديم كي نشاهد الهلال وكأنه فتح من الله ونصر مبين.... ونسترجع خلافات الماضي أو تعود المدينة لطرازها السابق، فنغلق على أنفسنا "باب الحارة"، ونحلم بـ"بيت جدي" أو تجرع الحصرم الشامي" على إيقاع الانتظار الطويل لرؤية الهلال حتى نصوم أو نفطر، أو نتكئ على الخلافات الفقهية التي تتجدد كلما دعانا "القاضي الشرعي" لنمارس فرض الكفاية في رؤية الهلال....
ما يدعو للقلق أو الاستغراب هو الملامح التي زالت من عالمنا... ملامح الفرح بالمناسبات التي طرزت إيقاع الحياة لقرون، بينما بقي العناد التراثي، فودعنا ما هو جميل وبقيت "أساليب المعرفة" التراثية، فعندما "يهل رمضان" لا نملك سوى أدوات مستحدثة للتعبير عنه، ابتداء من الدراما وانتهاء بالفوضى المرورية قبل دقائق من الإفطار، فتصبح المدينة مثل عجلة قاتلة تتصارع فيها السيارات في حمى لا نعرف سببها، بينما تسرق الدراما الأبصار، أو تتطاحن في تنافس مع الأسعار والأسواق، وتنتهي مسحة الشفافية التي كانت تميز رمضان القديم، لكن القديم يستيقظ فقط في العصبية للمعرفة، وفي تكشير الأنياب عند الحديث عن علوم الرياضيات التي لم تحدد فقط ولادة القمر بل أيضا تاريخ افلاته عن الأرض...
قمر مشغرة... بدر وادي تيم.... هو القمر الوحيد الذي يحمل معه صورة زخم الحياة والقوة... هو القمر الذي يحلق بنا، بينما يستفزنا "تلمس الهلال" وكأنه صحراء تردعنا عن الحركة والجرأة، وعن الحديث بالمعرفة التي تجددت فوق صدأ الماضي، فما نراه ليس خلافا فقهيا... وما يمكن أن يصيب المدينة من حمى الأسعار وجنون الاستهلاك هو خلطة الماضي بالحاضر دون القدرة على بقاء العبادة نقية أو بعيدة عن عصبية تميز كل أشكال الحياة...
هلال رمضان ابتسامة... وهو أيضا شوق لمعرفة خارج إطار "الرؤية المشخصة"، فرفض اعتماد العلوم الحديثة لتحديد الشهر هو رمز لرفض "الحداثة"... والتمسك بالعبادة هو أيضا رمز للشفافية بغض النظر عن كل حالات التشكيك بالمعاصرة وبقدرتنا على خلق مساحة واضحة ما بين الماضي والمستقبل، أو ما بين الإيمان والانحياز للقديم مهما كان شكله.
الكاتب : نضال الخضري
جدل ممزوج بالقهر الذي يستعبدنا للمعرفة القديمة، وللمساحة الرمادية التي تظلل عالمنا، فنتوقف منتظرين البعد القديم كي نشاهد الهلال وكأنه فتح من الله ونصر مبين.... ونسترجع خلافات الماضي أو تعود المدينة لطرازها السابق، فنغلق على أنفسنا "باب الحارة"، ونحلم بـ"بيت جدي" أو تجرع الحصرم الشامي" على إيقاع الانتظار الطويل لرؤية الهلال حتى نصوم أو نفطر، أو نتكئ على الخلافات الفقهية التي تتجدد كلما دعانا "القاضي الشرعي" لنمارس فرض الكفاية في رؤية الهلال....
ما يدعو للقلق أو الاستغراب هو الملامح التي زالت من عالمنا... ملامح الفرح بالمناسبات التي طرزت إيقاع الحياة لقرون، بينما بقي العناد التراثي، فودعنا ما هو جميل وبقيت "أساليب المعرفة" التراثية، فعندما "يهل رمضان" لا نملك سوى أدوات مستحدثة للتعبير عنه، ابتداء من الدراما وانتهاء بالفوضى المرورية قبل دقائق من الإفطار، فتصبح المدينة مثل عجلة قاتلة تتصارع فيها السيارات في حمى لا نعرف سببها، بينما تسرق الدراما الأبصار، أو تتطاحن في تنافس مع الأسعار والأسواق، وتنتهي مسحة الشفافية التي كانت تميز رمضان القديم، لكن القديم يستيقظ فقط في العصبية للمعرفة، وفي تكشير الأنياب عند الحديث عن علوم الرياضيات التي لم تحدد فقط ولادة القمر بل أيضا تاريخ افلاته عن الأرض...
قمر مشغرة... بدر وادي تيم.... هو القمر الوحيد الذي يحمل معه صورة زخم الحياة والقوة... هو القمر الذي يحلق بنا، بينما يستفزنا "تلمس الهلال" وكأنه صحراء تردعنا عن الحركة والجرأة، وعن الحديث بالمعرفة التي تجددت فوق صدأ الماضي، فما نراه ليس خلافا فقهيا... وما يمكن أن يصيب المدينة من حمى الأسعار وجنون الاستهلاك هو خلطة الماضي بالحاضر دون القدرة على بقاء العبادة نقية أو بعيدة عن عصبية تميز كل أشكال الحياة...
هلال رمضان ابتسامة... وهو أيضا شوق لمعرفة خارج إطار "الرؤية المشخصة"، فرفض اعتماد العلوم الحديثة لتحديد الشهر هو رمز لرفض "الحداثة"... والتمسك بالعبادة هو أيضا رمز للشفافية بغض النظر عن كل حالات التشكيك بالمعاصرة وبقدرتنا على خلق مساحة واضحة ما بين الماضي والمستقبل، أو ما بين الإيمان والانحياز للقديم مهما كان شكله.
الكاتب : نضال الخضري