فلافيو برياتوري رئيس فريق رينو |
تعد رياضة سباقات سيارات فورمولا1 تخرج من فضيحة حتى وتدخل في فضيحة أخرى
حتى أصبحت هذه الرياضة مهددة بأن تتحول من سباق للسيارات إلى سباق للفضائح
خاصة وأن هذه الفضائح تلقي بظلالها القاتمة على الجانب الرياضي لفورمولا1
.
وتبرز فضيحة سباق جائزة سنغافورة الكبرى في عام 2008 حاليا على رأس
الموضوعات التي تشغل المهتمين بهذه الرياضة وتتصدر عناوين الصحف حيث تشير
أصابع الاتهام بقوة حاليا إلى فريق رينو وسائقه السابق البرازيلي نيلسون
بيكيه بأنهما تلاعبا في نتيجة سباق سنغافورة وهو ما أنكره الفريق في وقت
سابق من العام الحالي.
وبغض النظر عما سيتوصل إليه الاتحاد الدولي لسباقات السيارات (فيا) بشأن
هذه القضية في اجتماعاته المقررة بالعاصمة الفرنسية باريس يوم 21
أيلول/سبتمبر الحالي ، وقع الضرر بالفعل على هذه الرياضة حيث ضاعف طرفا
القضية وهما فلافيو برياتوري رئيس فريق رينو والسائق بيكيه ووالده من
اشتعال الأجواء المحيطة بفورمولا1 من خلال تبادل الاتهامات.
ووصف برياتوري بيكيه الابن الذي أستيعد من الفريق في 26 تموز/يوليو الماضي بأنه "صبي فاسد ذو شخصية ضعيفة".
وأعلن فريق رينو لسباقات سيارات فورمولا1 أمس الأول الجمعة أنه بدأ في
إجراءاته القانونية ضد بيكيه ووالده بسبب الادعاءات بشأن التلاعب في نتائج
السباقات.
وأوضح رينو في بيان له أنه "بدأ في اتخاذ الإجراءات الجنائية ضد نيلسون
بيكيه الابن ووالده نيلسون بيكيه في فرنسا بشأن الادعاءات الكاذبة ومحاولة
ابتزاز الفريق". وأكد الفريق أنه سيبلغ أيضا هذه القضية إلى الشرطة
البريطانية.
وأطلق بيكيه /24 عاما/ بعض التصريحات المهينة أيضا حيث وصف برياتوري بأنه "جلاد لي".
كما قال بيكيه إنه ليس خائفا ولم يشعر بالرهبة من ردود فعل رينو لأنه يعمل بتعاون وبصدق مع الاتحاد الدولي لسباقات السيارات (فيا).
واتهم بيكيه فريقه السابق بأنه وجه إليه تعليمات بأن يصطدم عمدا بسيارته
خلال سباق جائزة سنغافورة الكبرى عام 2008 وذلك لصالح زميله الأسباني
فيرناندو ألونسو الذي نجح في الفوز بالسباق.
واستدعى الاتحاد مسئولي رينو للمثول أمام الاجتماع الطارئ الذي يعقد لمجلس
رياضة السيارات العالمي التابع لفيا يوم 21 أيلول/سبتمبر الحالي في باريس.
وأقال فريق رينو السائق بيكيه في وقت سابق من الموسم الحالي وبدأ بعدها بيكيه في انتقاداته لبرياتوري وآخرين من مسئولي الفريق.
وإذا تأكدت إدانة رينو سيتعرض الفريق لعقوبة هائلة وإيقاف عن المشاركة في
السباقات. وفي هذه الحالة يبدو أن فريق رينو قد ينسحب تماما من سباقات
فورمولا1 .
وذكر رينو إن محاولة الابتزاز تمت من قبل بيكيه ووالده حتى يسمح الفريق لبيكيه الابن بقيادة سيارة الفريق حتى نهاية الموسم الحالي.
وذكرت تقارير بريطانية يوم الخميس الماضي أن برياتوري ورئيس مهندسي الفريق
بات سيموندس التقيا مع بيكيه قبل السباق الذي جرى في 28 أيلول/سبتمبر 2008
.
وتردد أن سيموندس طالب السائق البرازيلي بيكيه بالاصطدام في اللفة الثالثة
عشر أو الرابعة عشر في منحنى معين بالسباق والذي لا يوجد به أي روافع
لإبعاد السيارة سريعا مما يجعل دخول سيارة الأمان إلى المضمار أمرا حتميا.
وبدأ ألونسو هذا السباق من المركز الخامس عشر بسبب مشكلة في الوقود خلال
التجارب الرسمية للسباق. وتوقف ألونسو في اللفة الرابعة عشر للتزود
بالوقود قبل اصطدام بيكيه في اللفة الخامسة عشر.
بينما اضطر باقي المتسابقين للتزود بالوقود خلال وجود سيارة الأمان على المضمار مما منح ألونسو الفرصة للفوز بالسباق.
وأنكر برياتوري هذه الاتهامات مدعيا أنه كان الضحية لمحاولة "الابتزاز" من عائلة بيكيه. ووصف ألونسو هذه الادعاءات بأنها "مفاجأة".
وأثار هذا التصادم العديد من التساؤلات في ذلك الوقت ووصفت وسائل الإعلام البريطانية هذا التصادم بأنه "التصادم الفضيحة".
وسيتحدد شكل القضية من خلال الاستماع لأقوال مسئولي رينو في فرنسا وقد
تشتمل العقوبات في حالة إدانة الفريق على إيقافه لمدة طويلة وإقصاء
برياتوري من عالم اللعبة تماما وقد تقتصر العقوبة على غرامة مالية ضخمة.
وفي نفس الوقت ، صرح ماكس موسلي رئيس فيا بأن بيكيه سينال حصانة ضد العقاب إذا كان ما قاله هو الحقيقة.
وقال موسلي إنه من المفترض أن يظل رينو بريئا طالما لم يكن هناك الدليل كما أنه ليس هناك أي دليل على اشتراك ألونسو في هذه القضية.
ولكن موسلي أوضح أن هذه القضية ستكون أخطر من قضية تجسس فريق ماكلارين مرسيدس على فيراري والتي ثارت قبل عامين.
وتمثل فضيحة سباق سنغافورة حلقة جديدة في سلسلة الفضائح التي شهدها تاريخ
فورمولا1 وشهدت السنوات الثلاث الأخيرة فقط العديد من هذه الفضائح.
ففي عام 2007 اندلعت فضيحة تجسس فريق ماكلارين مرسيدس على منافسه فريق
فيراري مما نتج عنه فرض غرامة مالية بلغت 100 مليون دولار على فريق
ماكلارين إضافة إلى خصم كل رصيده من النقاط في بطولة العالم لفئة الصانعين
(الفرق).
وبعدها بعام واحد سقط موسلي نفسه في فضيحة جنسية بينما شهد العام الحالي
فضيحة ادعاءات السائق البريطاني لويس هاميلتون بطل العالم بشأن إحدى
الوقائع في أحد السباقات وكذلك الصراع الدائر حاليا بين فيا ورابطة الفرق
المشاركة في بطولة سباقات سيارات فورمولا1 (فوتا).
وفي الوقت الذي استحوذت فيه هذه الفضائح على نصيب كبير من الاهتما
الإعلامي يشتعل الصراع على لقب بطولة العالم (الجائزة الكبرى) حيث ينتظر
ألا يحسم الصراع إلا مع نهاية آخر يوم فى الموسم.
ويتميز الموسم الحالي للبطولة بالإثارة حيث ما زالت الفرصة سانحة أمام
أربعة سائقين للمنافسة على اللقب ولكن كل ذلك يتوارى بالفعل خلف أنباء
الفضائح التي تستحوذ على الاهتمام الأكبر من قبل وسائل الإعلام.