من زمان كتير أيام دريد ونهاد وصح النوم »تيريري« كنا معشر الأطافيل نلعب كرة القدم في الحارة وعلى الرصيف تحديداً متخذين من شبابيك الأقبية مرامي »جمع مرمى« وهات يا تشويط بكرة لونها بني وفي حجم كرة التنس وكان عيار الكرة مباراتين أو ثلاثة كحد أقصى، هذا إذا لم تنتهِ دورة حياتها في مباراة واحدة على يد صاحب القبو الذي اتخذنا من شباك منزله مرمى ومن فترة قيلولته موعداً للمباراة، أو تنتهي تحت أقدام السيارات.. وكبرنا قليلاً يا معلم وكبرت معنا الطابة وبدأنا نعاني من صاحب الطابة البدين الذي لايعرف من لعبة كرة القدم سوى كرة القدم التي اشتراها له البابا ليلعب بها ويلعب بأعصابنا ويتبروظ على حسابنا، فهو سيختار الفريق على مزاجه الخاص ويريد أن يلعب بالمركز الذي يريده لأنه صاحب الطابة، وفوقها وأثناء اللعب إذا لم تمرر الكرة للمحروس من عيون البشر ليفكشها بعيداً عن المرمى فسيخرجك من المباراة ويستبدلك بلاعب يقف على الخط منتظراً زلة كهذه الزلة، كان صاحب الطابة يتفنن في إذلالنا ويمارس طقوسه الوضيعة دون أن يرف له جفن أو تهر من سندويشة الجبنة التي يلوكها بنهم فتفوته صغيره يبعد ويضم ويتشرط ويتحكم بتفاصيل المباراة ويعتبر كل هذه الأمور حقاً شرعياً له فهو صاحب الطابة، كنا لانطيق صاحب الطابة ولانطيق تحكمه بنا ونسخر منه في غيابه ونتغامز عليه أثناء اللعب، وتشاء الصدف كلما تشاركنا على ثمن كرة لنتخلص من استعمار صاحب الطابة نتخانق على من سيأخذ الكرة إلى المنزل وينتهي الأمر بزعلة تمتد لأسابيع نعود بعدها إلى استعمار صاحب الطابة، وفي هذه الأيام كنت أعتقد أن سطوة صاحب الطابة خفت لانخفاض سعرها وتوفرها بأشكال مختلفة ولكن عندما جاءني ولدي رزق الله منزعجاً من صاحب الطابة الذي منعه من اللعب اكتشفت أن الأمر ليس له علاقة بزمان أو مكان أو ارتفاع أو انخفاض سعر الطابة، إنها سياسة صاحب الطابة الاستعمارية الاحتكارية التبروظية.. وهي لاتخص عالم الأطافيل فقط بل دخلت إلى أنديتنا المحترفة، وصاحب الطابة أصبح داعماً للنادي وشرطه الأول أن يكون في الإدارة قبل أن يقدم قرشاً واحداً ودون أن يمتلك مؤهلات الإدارة ويريد أن يستبعد فلاناً ويضم فلاناً ويؤخر الرواتب إلى أن يتم تقبيل »...« ومادامت أنديتنا مأمورة بالاحتراف وهي لا تمتلك مقوماته واتحاد اللعبة لايساعدها بهذه المقومات ومادام الاتحاد الرياضي يقتطع من استثماراتها ليدفع رواتب موظفيه فستبقى أنديتنا تحت رحمة صاحب الطابة.
صاحب الطابة ( سامر كاسوحة )
ali-aborez- مشرف الشيفرات والصور الرياضية
عدد المساهمات : 3048
العمر : 39
المكان : دوير الشيخ سعد
المزاج : الحمد لله رب العالمين كلو تمام
الدراسة : اقتصاد
السنة الدراسية : متخرج
المستوى : 47
نقاط : 3396
تاريخ التسجيل : 06/10/2008
- مساهمة رقم 1